انقسام السوريين بين نازح وحامل للسلاح
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:19:01:06
أنا كنت أعيش في حوش الظواهرة، عشت فيها تقريبًا من 2004 إلى أن صار النزوح منها، حوش الظواهرة تعتبر ريف دوما، منطقة صغيرة زراعية أهلها بسطاء جدًا، يعني جزء منهم متعلم وجزء غير متعلم، لكن هذا المكان الذي تشعر فيه أنه أنت يعني الناس البسيطة التي لا تريد مشاكل عندها يومها تذهب للعمل وترجع تسهر مع أولادها، هذا المكان الذي هو أبعد ما يكون أن يتجاوب مع الثورة في البدايات، لأن هؤلاء الناس ليس فيهم سياسيون ليس فيهم معتقلون سابقون، ما كنت أسمع أن فيهم معتقلين أو كانوا يخفون، ليس لدي فكرة، بدأنا نرى حراك حوش الظواهرة بفترة لاحقة، يعني دوما سبقت حوش الظواهرة بالحراك، حراك حوش الظواهرة بدأ لما دخل النظام بمدرعات كبيرة، وهنا أرى أن هناك شيئًا غباء من النظام يعني أنا اليوم في 2023 وأقول إنه كان يوجد غباء أو استبداد كبير من النظام، لأنه كان بوسعه أن يجري خطوات يستوعب فيها هذا الشعب، منذ بداية الحراك دعيني أبتعد من حوش الظواهرة لأذكر الحراك بدايات الثورة، لو أنه خرج بخطابه الأول يحتوي الشعب ويقول: أنا رافض هذه التصرفات التي تصدر، بدل أن يقول هذا تصرف فردي لمثل هذه التي نحن معتادين عليها، يقول أنا أسير باتجاه الإصلاح لأننا في البدايات كانت الدعوات: "الشعب يريد إصلاح النظام" لو قال: "أنا مع الإصلاح" كان احتوى أناسًا منهم الأهالي في حوش الظواهرة، لأنهم ليسوا ماضين باتجاه ثورة، ولكن؛ نظام يقتحم بقصف ومدرعات كبيرة ويكون هناك قذائف على المدينة؛ هذا جعل حتى الشعب البسيط البعيد عن الثورة والبعيد عن العسكر والسياسة يثور بوجهه، أسوأ شيء كان بالنظام أن كان يضع المقرات العسكرية ضمن الأماكن السكنية، يعني أنا أذكر لما كنا نأتي من دير الزور للشام هناك شيء بوسط الصحراء، ولكن هناك شيء بوسط المدن جزء منهم شاهدته أنا في الأماكن التي كنت أعيش فيها، يعني خلال الثورة لاحظت شيئًا اسمه "الأوسا" هي ثكنة عسكرية -حسب ما عرفت فيما بعد- هذه الأوسا هي نظام صواريخ عندما يطلق لا يدع الهليكوبتر تكون بالجو، يعني هذا مضاد للهليكوبتر هذا كان ضمن أو قريبًا من حوش الظواهرة، بينها وبين قرية ثانية، أو ضمن حوش الظواهر كان هناك مثلًا كتيبة كانوا يسمونها بكتيبة الكيمياء، هذه كانت في حوش الفارة، هؤلاء الأحواش هم مجموعة قرى قريبة من بعضها، كان هناك شيء بالشيفونية، هذا الكلام يعني أنه في كل قرية صغيرة بريف دوما كان يوجد مقر للنظام (عسكري) وهذا صعّب التحرير، يعني الشباب في البدايات لما بدأوا يرون أن النظام يدخل بالسلاح وبدأوا يتجهون نحو أن يحرروا الغوطة، كان هناك صعوبات لأن كل مدينة صغيرة وكل قرية كان فيها ثكنة محصنة كثيرًا بقوات النظام، أول مرة بدأت ترى فيها هذا الفرق بين الخير والشر هي عندما بدأنا ننزح يعني طبعًا في البدايات نسمع بالمظاهرات والحراك وكله نتابعه كله تمام، لكن أول تماس بيني وبين أحداث الثورة كان أننا نحن مضطرون للنزوح من مكان لمكان، فكان الشباب يبدؤون بتهريبنا، هنا بدأت ترى أن هذا الشاب يمثلنا وذاك الشاب الثاني الواقف عند الثكنة أتمنى أن يصير كذلك يمثلني، يعني أنا لا أريده أن يموت، هذا الذي يقف ليحرس مقرًا للنظام أنا لا أريده أن يموت لكن أنا أعرف أنه وهو بهذا المكان هو مشروع قاتل، هو لا أريده أن يكون مشروع قتيل، ولكن هو حتمًا مشروع قاتل، يعني بأي لحظة هو حامل للسلاح وممكن أن يقتلني أنا لا أعرف إذا كان من الممكن أن ينشق وممكن أن يعتبر أنني مدنية لا أفعل شيئًا فلا يقتلني، لكنه كان يخوّفني، يعني كنا نمر بجانب هذه المقرات ونحن خائفون والمدينة التي تتحرر كنا نشعر فيها أننا الآن بدأنا نحس بالأمان قليلًا، أنه لا يوجد خطر موت، يعني في البدايات نحن كنا نسير باتجاه السلمية، وهذا خلاف بالرأي، ونحن لا نريد بشار ولكن نحن لا نسير باتجاه قاتل ومقتول، مع وجود المسلحين الذين هم يحرسون مقرات النظام، كنا نرى هذا: إما قاتل أو مقتول، وهنا تعود لتنتعش ذاكرتك أن هؤلاء الشباب الذين كنتم تأخذونهم من بيوتهم ومن دراستهم ومن عمرهم ومن حياتهم ومن أسرهم ليقفوا ويحرسوا الثكنات، هؤلاء الذين يكتبون على الحيطان "الأسد أو نحرق البلد" هؤلاء الذين فعلًا أحرقوها، يعني هذا الغسيل للدماغ الذي كانوا يعملون عليه على مدى سنوات ليجندوا شبابنا لكي يقتلونا، هذا فعلًا الذي نحن عشناه.
مثلما ذكرت أنني كنت موظفة بشركة وحياتي طبيعية أخرج من شغلي أخرج من بيتي أروح إلى عملي وأرجع، إلى يوم من الأيام سمعنا عن شاب أحرق نفسه، ظاهرة ليست سهلة، يعني ليس في كل يوم هناك شاب يحرق نفسه ليس في كل يوم تحدث تبعات لهذا الحرق، هنا بدأت الأحداث في تونس تتوالى، البوعزيزي رفض وقال لا، وبدأنا نرى أنه يا ترى هل هي شعلة؟
هو للأمانة أنا بالبدايات لم أربط تونس بسورية، يعني كنت ما زلت أتعرف على شيء اسمه ثورة، وما معنى يقول الإنسان لا ويرفض، مع تعاطف كبير بأن أحدًا ما أحرق نفسه، يعني أنا ليت مع أن أحدًا ينهي حياته بهذه الطريقة، لكن أنا متفهمة تمامًا كم هو شعر بالظلم وشعر بالاستبداد، لدرجة أنه هو خرج عن طوره (فقد سيطرته على نفسه) وأنهى حياته بهذه الطريقة.
متابعة الأحداث كان فيها شيء من الخوف ومواجهة الخوف، يعني أنا إذا فتحت المواقع التي كنت أقول قبلًا إنني أنا لا أفتحها هذه محجوبة، إذًا أفتحها لأعرف أكثر لأن عندي فضولًا وعندي تعاطفًا وعندي يعني رأيًا مشابهًا لرأيه، هل سيحدث لي شيء؟ أكيد أنا أريد أن أتابع أكثر، لكن مثلًا في العمل ما كنت أتحدث كثيرًا بهذه التفاصيل، أي لا أتحدث أنا ومديري أنت ما رأيك وما تحليلك للموضوع، رأيي أبنيه بيني وبين نفسي بين أسرتي الصغيرة عندما أرجع إلى بيتي، نحكي أكثر وقت أن أرجع إلى البيت وأبدأ أسألهم أكثر ماذا جرى ماذا تغير وأين ذهب مثلًا لما هرب الرئيس [التونسي] بطائرته هل [الثورة] انتهت بتونس أم لا ليس بعد ما انتهت؟ كان عندنا طقس لطيف نوعًا ما في البيت، بدأ مع تونس هذا الطقس، أنه مع كل سقوط رئيس كان زوجي يجلب عبوة كولا لترين ونصفًا، ونحتفل فيها بالعائلة، هو كان احتفالًا بسيطًا جدًا يعني حتمًا عبوة الكولا نشربها في أي يوم، ولكن نحن نحب هذا الطقس أن نربطه مع سقوط الطاغية، شربناها مع تونس مع ليبيا مع مصر، ومع اليمن متأخرة جدًا، ولا زلنا لحد اليوم نأمل أننا يومًا ما نشرب بسورية احتفالًا بسقوط الأسد، القصة لم تقف عند تونس، واضح أنها سلسلة من المستبدين بدأوا يسقطون، أناسًا وراء أناس (نظامًا بعد آخر) وسلسلة من الناس التي هي الشعب الذي يتشجع أن يثور بوجه الاستبداد كذلك تنتقل، يحدث هناك عدوى جميلة بين البلدان، يعني بدأت هنا تظهر الأفكار، أن نعم؛ ممكن في سورية أن تحدث، أساسًا سورية هي المرشحة الأولى لتصير فيها هذه الثورات، بناء على كل شيء عشناه من طفولتنا على البذور الصغيرة التي كانت تزرع فينا شيئًا فشيئًا، وهنا كان هناك نقاشات كهذه تحتد قليلًا ضمن العائلة، أن نعم ستحدث بسورية، نريد أن تحدث في سورية، وهناك صوت آخر يظهر؛ أنتم تعرفون إذا حدثت في سورية ماذا يمكن أن يحدث بسورية، والله سوف يحرقنا، هذا الصوت الذي كان يظهر بأنه "والله سوف يحرقنا" هم الناس الكبار الذين عاشوا الثمانينات الذين يعرفون ما هو النظام، ربما ما معنى كلمة قبضة من حديد، يعني فيما بعد نحن صرنا نسمعها، لكن هؤلاء كانوا يعرفونها جيدًا يعرفون أنه النظام مستعد تمامًا أن يقتل الشعب، أن يحرق البلد، لأجل أن يبقى بالسلطة، ولكن الاثنان؛ الصوتان؛ كانا مع؛ يعني كان الاثنان كلاهما ضمن العائلة مع "سورية بدها حرية"، يعني أنه صار وقتها.
مع بداية المظاهرات بدأنا نسمع أنه؛ هي ما كانت مظاهرة يعني كانت احتجاجًا حدث إثر تصرف، يعني تشعرين أن جزءًا منك يتبنى هذا الاحتجاج، أن يا رب ينتج عنه نتيجة، يارب تكبر، يا رب يخرج بشار الأسد بخطاب ويعلن انسحابه، يقول أنا.. يعني هكذا عندك أمل أن يحدث مثلما جرى في الدول الثانية، أيضًا يحدث عندنا، ولكن كذلك هناك صوت ثانٍ منك بأن هذا الشخص ليس فقط يحمل إجرامه الذي مضى له 11 سنة وهو يحمله، هذا سوف يحمل إجرامه وإجرام أبيه، يعني هو سيخاف أن يسلم السلطة بهذه الطريقة فغالبًا هو سيقاوم، وربما المقاومة تكون شهرًا أو شهرين ربما تتطور ولكن ولا مرة ظننا أنه ممكن أن نظل 13 سنة وليس ستة أشهر، 12 و13 سنة جزء من قلبي كان مع هذا الحراك قبل أن يصل لسورية، كان مع هذا الحراك مع أنه أقل ما يكون بكل بساطة يمكنني أن أقول لو أن أرى رئيسًا ثانيًا من خارج بيت (عائلة) الأسد، ألا تكون حياتي كلها عشتها إذا أردنا أن نقول في 2011 كان عمري بداية الثلاثينات كل هذا العمر أنا فقط رأيت رئيسين فأنا من حقي أن أرى رئيسًا ثانيًا، يعني هذه بأبسط لغة يمكن أن أحكيها، فجزء مني كان يريد هذا الانتقال، ولكن كان الذي نتحدث عنه هو الانتقال السلمي، يعني أنا ربما لو خرج بخطابه وقال أنا سوف أمضي بإصلاح وأنه كفى تنهي دورته الانتخابية وينتخبون أحدًا آخر ما كنت سأكون مع الثورة، يعني كنت سأقول يكفي سوف تنضبط الأمور دون أن نكون قد دخلنا بهذه المعركة، ربما لو ما صار هناك دم، ما كنت سأكون مع الثورة، نحن قلنا لا وهو استجاب وانتهت القصة، لا يوجد ضرورة لأن ننزل مظاهرات بهذه الكثرة لا ضرورة ليكون هناك دم بالقصة، لكن هو دفعنا باتجاه الثورة هو بيده دفع الشعب باتجاه الثورة، عندما لم يتبنَّ الإصلاح، عندما خرج يهدد وعندما أطفال صغار؛ يعني أنا شخص كبير كنت متبنية هذه الثورة، لما طفل صغير عبر عن رأيه بأن يكتب على الحائط وكان رد الفعل قاسيًا لهذه الدرجة، كان رد الفعل وقحًا لهذه الدرجة، يعني لما أحد ما يقول للآباء وهذا الذي وصلنا نحن أنه نحن ننجب أولادًا لكم غيرهم، جدًا كان وقحًا هذا الرد، إذا لم نقل عنه مستبدًا إذا لم نقل عنه ظالمًا، كل التسميات تنطبق عليه كل التسميات التي تأخذنا باتجاه الثورة.
الاعتقالات التي صارت في البدايات وأنا عندي تاريخ بطفولتي وشاهدت المعتقل الذي في تدمر ويسمع عن المعتقلين اللي بعدرا، أيضًا هؤلاء الشباب يعني تريد أن تعتقلهم لأنهم يقولون "بدنا بدنا حرية"؟، فهنا بدأ، يعني ما كان قرارنا، فهناك أشياء حدثت بالثورة هي ليست قرارنا، ليس قرارنا أن ننخرط بالثورة كان مجرى إجباريًا لندخل فيه، لأنه ما عندنا خيار ثانٍ غير الثورة، أجبرنا نحن أن نخرج بهذه الطريقة، أنا كنت أتمنى أن أكون جزءًا من الحراك من الذين ينزلون للشارع ويقولون "بدنا حرية" أو "الشعب يريد إسقاط النظام" لأنني أنا في مراحل صغيرة من عمري كنت أرفض أن أخرج بالمسيرات وأهتف، لأنه ما كان شكلها يشبهني تلك المسيرات، هذه ربما شكلها يشبهني أكثر لكن أنا كنت بعيدة عن هذه الدوائر والخوف الذي زُرِع بداخلي في الماضي جعلني أفكر أكثر من مرة، أنا أم لطفل وبمكان بعيد قليلًا عن الحراك يعني في ريف دوما، فما كنت أعرف ما كان بمحيطي، ربما لو أحد فقط من محيطي كان قريبًا من هذه التنسيقيات كنت سأكون جزءًا من المظاهرات في البداية وأفتخر بوجود هؤلاء الناس الذين أشعلوا الثورة ولست نادمة على الموضوع الذي صار، أنا صحيح قلت إن هذا مجرى حياة نحن مضينا فيه دون أن نختار لأننا وضعنا هنا وأجبرنا بسبب استبداد وظلم أن نكون هنا لكن أنا فخورة بالناس الذين قالوا لا بالبداية.
ما زلنا ضمن العائلة هناك تحفظ على مشاركة الأفكار، أن هل أنا تمامًا ثورة؟ أنا ضد النظام ولكن أنا متحفظ على ما يمكن أن يحدث إذا نحن قلنا لا أو [قد أكون] شخصًا لم يكون فكرة بعد، يعني أساسًا عشت حياة منذ الإجرام السابق ونحن لا زلنا بإجرام فلا، ما زال يشاهد، فهنا يعني تبدأ أنت بأن تتوسع قليلًا بالدوائر، يا ترى زوجي رأيه مثل رأيي، ماما رأيها مثل رأيي، أهل زوجي، أهلي أنا، من أهل أمي؟ ولكن أيضًا ستخرجين بتحفظات يعني بالبداية، لأنه ما زال هناك أناس يرون أن هؤلاء نزلوا الشارع ربما يمثلوننا، ربما لا يمثلوننا، نحن ما زلنا لا نعرفهم، هل ستخرب البلد أو لا لن تخرب البلد، فأين بدأت تظهر القصة؛ في خطابه، حين صار أنه سيظهر خطاب جديد لبشار في آذار ويعني هناك كان جانب بريء منّا (ساذج/ حسن النية) كان ما زال يتمنى أن يظهر بالخطاب ويقول أنا مع الثورة أو أنا مع مطالب الثورة دعيني لأقول، ما زال فينا جانب بريء بداخلنا يأمل أنه يظهر ويقول إنني أريد التنحي سوف أترك البلد سوف أترك السلطة، فلما صدر الخطاب بهذه العنجهية وهذا البرود وبهذا الاستبداد أيضًا هذا ساعدنا أن نكون دوائر أكبر ليس فقط أنا؛ أنا وزوجي وماما وكبر النطاق الذي نحن صرنا نرى أنه كفى لا يوجد وجه آخر للثورة، هذا الشخص بعد كل شيء صار خرج بهكذا خطاب مخيب للآمال فيه كل الخذلان، والذي نحن كان يجب أن نتوقعه ولكن كنا نقول عسى أن يخرج بخطاب مؤيد لمطالب الشعب، فهنا بدأت تظهر معك [ملامح] طريقك أنني أكيد ليس هذا طريقي، أنا طريقي في المكان الثاني، بدأت شيئًا فشيئًا تتوضح أنه من يريد أن يكون مع الثورة فالغوطة هو مكان مناسب له، موجودة الثكنات العسكرية ومقرات وكذا وبعيدة عن دوائر الدولة قليلًا، وبدأ الحراك بالغوطة يبرز فهنا يبدأ المرء يفكر بأنه إما أن يكون بدمشق وهنا لن يكون لديه مساحة كبيرة من التحرك، أو أن يكون بالغوطة ومرتاحًا أكثر بالتحرك، أنا طبيعة عملي كانت تطلب مني أن أذهب من الصباح إلى عملي في ركن الدين، لما بدأ يظهر قليلًا إلى أين أنا سوف أتوجه وبدأ فعليًا التدقيق أكثر بالمواصلات، يعني يوجد حواجز وأناس تسأل أنتم إلى أين تذهبون، ونرجع كذلك الرجوع صعب والطريق يمكن أن يكون خطرًا فكل هذه العوامل جعلتني آخذ قراري بأن أترك عملي وأبقى موجودة في الغوطة، يعني أنا ما كان عندي مجال أن أروح وأعود فإما سأكون بدمشق أو سأكون بالغوطة، لا أنا أكون بالغوطة هنا ربما هذا أول قرار غير صريح كان أنني مع الثورة لا رمادي ولا نظام، أنا [بطرف] الثورة، أذكر مرحلة من حياتي أهلي كانوا يسكنون بدير الزور وبدأت تصبح الحياة غير آمنة بدير الزور، ونحن مصرون كثيرًا عليهم أن اتركوا دير الزور وانزلوا لتعيشوا في الشام، يعني نحن بهذه المرحلة نحاول أن نتكتل قليلًا لنعيش ونحن قريبون من بعض فلا يظل بالي مشغولًا كون أهلي في محافظة ثانية، ربما تحدث مشاكل وأنا لا أقدر أن أكون قريبة منهم فعليًا، أهلي نزلوا على دمشق إلى بيتهم في قدسيا، وكان رمضان اقترب بتلك الفترة، ونحن نحضر لتجهيزات رمضان، إذًا أنتم تمضون رمضان وتصومون رمضان هنا ونظل قريبين من بعضنا، حضرنا وأمورنا كلها تمام وبينما نحن راجعون أنا وزوجي من قدسيا لحوش الظواهرة، لكن كانت الطرقات مازالت غير آمنة كثيرًا من دوما، فأخذنا طريقًا فرعيًا من تل كردي اسم المنطقة، هذه أول مرة يحدث فيها مواجهة بيني وبين حاجز، يعني عادة الحاجز نمر يسأل عن الهويات يكون بعيدًا عني لا يحدث فيه اختلاط بيني وبين الحاجز، يعني هناك حالة من الرهبة وأنا أمر من حاجز ولكن ليس هناك حدث جرى، في ذلك اليوم الذي أحكي لك عنه، السرفيس عائد في طريق بين الضياع يعني ليس طريقًا رسميًا، هناك حاجز واقف هناك الميكرو الذي نحن استقليناه وكنا قد أخذناه طلبًا [خاصًا] سرفيس، هناك سيارة قبلنا، الحاجز أطلق الرصاص، لأول مرة أكون أنا بمواجهة مع رصاص يطلق علينا، السائق لا يعرف ماذا يفعل، بدلًا من أن يرجع للوراء تقدم للأمام، ما عاد قادرًا من الخوف ما عاد قادرًا أن يحكم الغيارات، وزوجي يصرخ عليه ارجع للوراء ارجع للوراء، والسائق يتقدم للأمام، لا زوجي كان بوعيه ولا السائق بوعيه وأنا ابني معي بحضني هذه أول مرة أحس أن الموت قريب مني لهذه الدرجة، وأحس أن هذا الآخر يمكن أن يقتلني، يعني القصة ليست تمر بأن أحكي معه أنني أمّ، أنني مدنية أنا ليس لي علاقة بالحراك، القصة ليست كذلك، القصة أن أحدًا يحمل سلاحًا ويمكن أن يطلق على أي أحد أمامه، فعليًا في هذا اليوم نحن دخلنا على الغوطة ولم نخرج منها ثانية، أنا دخلت وما خرجت حتى 12 كانون الأول/ ديسمبر 2012 خرجت لألد ابنتي ورجعت، يومين ورجعت، بهذه اللحظات لما هو أطلق الرصاص دون أن يحدث أي صدام لم يطلب هويات يعني لا السيارة التي أمامنا وصلت للحاجز ولا نحن وصلنا، هو أطلق الرصاص باتجاهنا بدأ يبدو أنه يريد إخافتنا، يعني هو يبدأ ليشعرنا أنه أنا يمكنني أن أقتل وأنتم يجب أن تخافوا مني، فهذا اختلف نوعًا ما عن الحاجز الذي قبله، الذي كان مثلًا يطلب فقط هوية وأنا كنت أخاف [مع ذلك] يعني أحيانًا نوعًا ما يدققون على هويات دوما؛ من أين أتيتم وإلى أين تذهبون ماذا معكم، هذه التفاصيل الصغيرة لكنها كانت تمر، شيء من الخوف ويمر، نحاول هكذا أن نجهز أقوالنا قبل أن نصل إلى الحاجز بأننا قادمون من العمل أنا كذا، يعني ماذا علي أن أقول لهم حتى أمر بأمان بأقل عدد من الأسئلة، ولكن مع الرصاص لم يبق كلام، صار موت، هنا صار يوجد قاتل ومقتول، فهذا جعلني آخذ قرارًا لا أنا ولا زوجي انتهى؛ انقطعت الخروج والدخول وبقينا بالغوطة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2023/05/27
الموضوع الرئیس
إرهاصات الثورة السوريةالتعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدكود الشهادة
SMI/OH/231-03/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2004-2011- عام
updatedAt
2024/04/25
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-محافظة ريف دمشقشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الجيش السوري الحر
الجيش العربي السوري - نظام