مجزر داريا الكبرى.. تمشيط جيش نظام الأسد للمنطقة ومعاناة التوثيق
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:18:34:00
الآن وصل الجيش إلى أطراف بيتنا أو منزلنا وعند [وإلى] الجيران، وبدأت أفراد الجيش النظامي -جيش الأسد- تقتحم المحال التجارية والأبنية، وفعلًا وصلت مجموعة إلى باب بيتنا أو باب البناء، وكان مَن سيستقبلهم بطبيعة الحال؟ كان يوجد عندنا والدي وعمي، وأنا كنت موجودًا أيضًا، فنحن عندنا مجموعة من الشعب مختبئون، منهم جيش حر ومنهم تنسيقيون ومنهم شخص مصاب، فأنت أساسًا عندك يعتبر إجرام في الداخل بالنسبة للضابط الذي جاء إليك، فأنت تريد أن تتظاهر بشكل [ما أنك غير خائف]، والرعب أكل قلوبنا [في ذلك الوقت]، أنه ماذا سيحصل، هل من الممكن يعني [أن] يجدوا أحدًا من الشباب؟ هل [من] الممكن -لا سمح الله- [أن] يشاهدوا أحدًا أو يحسوا بشيء؟ فنحن نريد التظاهر بشكل أو بآخر بأن أمورنا جيدة ولا يوجد شيء على العكس، فتّشوا ما تريدون وهكذا، وفعلًا الذي صار يدَّعي والدي أو يتظاهر بأن الأمور تمام، والاتزان موجود، وأهلًا وسهلًا وتفضلوا، وجلب لهم عنبًا و[أخبرهم أن] فتشوا ما تريدون، والجيش وبدأ شي يحكي بهذا الأسلوب، [قائلًا:] إنو الجيش أنا كنت في الأمن العسكري، وأنا خدمت... يعني بهذا الأسلوب صار يحاول [أن] يحكي مع الضابط، آملًا أن إنه يتجنّب شره، أو أن يخفف شيئًا من شره أو أن يُشعِر [الضابط] بشيء من الطمأنينة لهذا الضابط؛ بأنه أنا خدمت -والله- في الأمن العسكري وأعرف الضابط الفلاني والضابط الآخر، وصار إنو يقول لهم أمورًا [تتعلق] بالوطنية ويضيفهم عنبًا، و[أن] فتشوا ما تريدون واخرجوا وهكذا.
فهو في هذه الأثناء -يعني الضابط أيضًا- صار يمشي مع والدي، وفعلًا دخلنا، ونحن عم نفتش الأبنية، فأنا كنت مع أبي، فهو كل حين بشكل أو بآخر إنه شو إنه يقول له: كيف [حال] هذا الشاب معك؟ أو [يسأله] هذا ابنك أم ليس ابنك؟ ويخوّف والدي علي عم بأنه يحكي عليَّ، [ويسأله:] كيفه هذا ابنك ما اسمه، ماذا يعمل، [هل] تريده أم لا تريده؟ بهذا الأسلوب، وأبي يقول له: طبعًا هذا غال عليّ، [متظاهرًا أنه يتكلم] إنه على أساس بشكل طبيعي، لكن ذلك [الشخص] مقصده غير شيء، فإنو وبعد كل هذه القصة كلياتها صار يضحك، [ويقول له:] كنت أمزح معك وعلى العكس، و[أسأل] الله [أن] يسلمه لك، وين وأبي [هنا] كان هادو حيله مقطوع (لم يعد قادرًا على الوقوف) عندما كان عم يقول له هذا الكلام، وفعلًا صعدوا إلى البناء يعني دخلوا على الشقة الأولى، كان فيها زوجة أخي وبنت أخي، ودخلوا ودخلنا معهم، وفتّشوا ولم يجدوا شيئًا، وخرجوا بشكل طبيعي، وصعدوا إلى الطابق الثاني أيضًا كان يوجد أهلي، والدتي وأخواتي البنات، وهيك وفعلًا دخلوا إلى الغرفة الأولى والثانية والـ 3 والمطبخ، شيّكوا فتّشوا وراحوا، هذا في بنائنا، حسنًا: [هل] عملوا شيئًا بالبناء أم لم يعملوا؟ لم يعملوا لا، كان تشييكًا عبارة تفتيشًا طبيعيًا وكلامًا، وأخذًا وصدًّا وردًّا، وسألوا: ألا يوجد عندكم شباب هنا؟ فقال له: لا، يعني نحن الموجودون وهدول هذا ابني وهؤلاء أولادي وكذا وفقط نحن الموجودون، وفتش ما تريد، إياه فهو بعدين وهذا البناء الأول الذي هو بناؤنا والذي [يوجد] فيه أخي ورفيقه مختبئان فوق المصعد.
البناء الآخر الذي ذهبوا إليه أيضًا يللي هو بناء عمي والذي هو مختبئ في غرفة المصعد تحت أخي المصاب وأخي فادي وابن عمي، فهنا الضابط راح وفعلًا مباشرة.. هنا أخي يذكر أمرًا أنه لحظة سماع صوت الضباط فإنه من كثرة الهدوء والخوف، والخوف أنهم وهم قاعدون في باب المصعد أو في غرفة المصعد يعني كل واحد يسمع دقات قلب الثاني من الخوف والرعب والهدوء، كل واحد عم يسمع دقات قلب التاني وفعلًا الضابط دخل إلى هذا البناء، وأول ما أمسك أو أول ما دخل هيك صعد على الدرج وراح إلى باب المصعد يسارًا، وبالترافق مع الذهاب إلى باب المصعد يعني كان عم يسأل [عمي] مرة ثانية العم: ألا يوجد شباب هنا؟ أيوجد عندكم شباب؟ هكذا [كان] عم يسأل عمي، من [يوجد] عندنا؟ وأنا كنت موجودًا يعني وأبي [كان] موجودًا، وفعلًا الضابط أمسك باب المصعد وسحبه، [يريد أن] يفتح باب المصعد، ولكن الباب لم يُفتح الباب ما انفتحله لأنه مثل ما تكلمت أنه هو فوت يُفتح يدويًّا فقط، ولكن الباب سحبه هكذا ولم يُسحب معه، فهنا أخي كتب أمرًا لطيفًا أو يعبّر عن الحالة، فكتب قال: أنو تشعر وكأن يدًا فولاذية اخترقت باب المصعد إلى قلبك، أو همّت أن تنتزعه من مكانه، لأنه وضع يده على المصعد وعمل لها هكذا، فلهول الموقف الشباب الذين في الداخل [ارتعبوا، وكان] موقفًا لا يُحتمل، يعني ربما يُفتح وتشعر أن الباب فُتِح ورآك فعلًا، فهو إما سيفتح الباب ويراك وكان سيحصل موقف ثان تمامًا، أو أنه لا لم يُفتح، فقال له عمي: عم يقول له لا، هذا المصعد معطل والكهرباء مقطوعة منذ عدة أيام، فلم يحك شيئًا ولم يدقق، علمًا أنه مثل ما نقول: يعني لو نظر إلى أسفل قدميه لرآنا، يعني هو بالمصعد ويوجد شباك حقيقة للمصعد، فهو لو [كان] متعمدًا يعني ممكن [أن] يكسر الشباك الصغير هيك في وسط المصعد [ويكون] قد رأى كل شيء، ولكن ألطاف رب العالمين شاءت أن لا يحصل شيء، وفعلًا شيكوا هيك على فتشوا الطابق الـ1 والـ2 والـ 3 والـ 4 ولم يحصل شيء -الحمد لله- وخلص غادروا بأمان وسلام على مستوانا الداخلي فقط؛ على مستوى هذا البناء والبناء الآخر، وطبعًا البيوت العربية الخلفية لم [يدققوا عليها] كثيرًا، دقوا علي يعني دخلوا كتشييك كتفتيش طبيعي وخرجوا أيضًا، ولكن القصة انتهت؟ طبعًا لم تنته، يعني هل إذا فتش الجيش وخرج من البناء فخلص نحن فرحنا وأمورنا تمام ونجونا؟ لا، بالتأكيد لا. -الجيش طبعًا الشباب أو الناس المختبئون بقوا في مخابئهم لأنه لسا لم ينته الأمر.
الجيش خرج من عندنا من البناء، كانت تقريبًا تقريب ا الدنيا عصرًا، فأكمل التشييك التفتيش على عدة أبنية ثانية، وطبعًا كل الذين اختبأوا ظلوا مختبئين، وقرر الجيش في نفس اليوم [وقت] المغرب يعني بعد ساعتين بعد ما شيك فتش عدة أبنية أن يستقر ويبيت في المكان إللي هو يعني البناء الموجود بجانب بنائنا والملاصق لبنائنا بالضبط، فأنا حكيت قبل قليل أن بناءنا بهذا الشكل، الشارع من هنا وأيضًا بهذا الشكل هكذا، وله شبابيك على هذا الطرف، ويوجد بناء جيراننا هكذا، [فيشكلان] زاوية قائمة، بناؤنا وهذا بناء جيرانا فشبابيك بيتنا مطلة على هذا الجانب، وشبابيك جيراننا أيضًا مطلة على هذا الجانب، والجيش استقر في هذا البناء بالظبط [تحديدًا]، طبعًا مع العساكر ظلوا منتشرين في الشوارع وهناك عدد [من] الدبابات أيضًا منتشرة في الشوارع، وأيضًا جزء من العساكر صعد إلى هذا البناء واستقر في شقتين، بشقتين -حسب ما أذكر، نعم، في شقتين- استقر فيهما، يعني خلص بيَّت فيهما، وأشعل المولّدة، نحن الدنيا [هنا وقت] المغرب، والدنيا ظلام يعني، وهذه يعني أنت مدينة فيها 300 ألف نسمة بدون مبالغة أو كلام إنشائي، إذا ألقينا الإبرة فإننا سنسمع صوتها، لم يجرؤ أحد أن يتكلم بأية كلمة، يعني نحن بيتنا [في] الطابق الثاني إذا أردنا [أن] ننتقل من غرفة إلى غرفة [فإننا] لا نجرؤ، أن نشعل شمعة لم نتجرّأ أن نُشعِل.
فالجيش استقر في البناء الذي بجانبنا، أيضًا [كانت شبابيكهم] بشيء يعني موازية أو أقل أو أكثر قليلًا لشبابيك لبيتنا، والإضاءة أُشعِلت، وفي داريا كلها لا يوجد أي ضوء متّقد، داريا كلها ما في ولا ضو شغال والعساكر في الأسفل في المحال التجارية يأخذون ويأكلون ويشربون [ما يريدون]، ومَن صعد إلى هذا البناء؟ أصبح وقت العِشاء أشعلوا الإضاءة، وصعد إلى هذا البناء -بعد ذلك اكتشفنا لاحقًا أنهم- الضباط، والعساكر بقوا مستلقين تحت في الأسفل على الأرض.
ولكن القصة هنا أن الناس التي بقيت [كانت] مختبئة، بقيت مختبئة، ولا تعرف ماذا يحصل، ونحن تقريبًا من أذان العشاء صرنا نسمع أصوات صراخ، ونحن في بيتنا نسمع أصوات صراخ وأصوات تعذيب، ومثل ما حكيت أننا لا نستطيع أن نتحرك ولا [أن] ننتقل ولا [أن] نحكي أية كلمة إطلاقًا لأن الجيش في الشوارع ومازالت عملية المداهمة مستمرة، فصرنا نسمع صوتين، صوت صراخ وتعذيب، وصوتًا مرافقًا لهما [هو] صوت ضحك وقهقهة، وهذا الحكي استمر على مسمع من الآذان، استمر حتى الساعة الـ 3 فجرًا، يعني لم نستطع أن نتكلم من الساعة 8 أو 9 حتى الساعة الـ 3، ونحن طوال الليل نسمع هذه الأصوات يتخلّلها صوت ضباط، ويتخللها أصوات تعذيب، يتخللها أصوات الصراخ يعني لا يحتملها العقل البشري، هذا أقل ما يمكن وصفه، يعني فجأة الساعة الـ 3:00 أو الـ 03:30 يعني في هذه الساعة تقريبًا، يعني وفي هذا التوقيت، فجأة سمعنا صوت [إطلاق] رصاص وانقطع الصراخ وانطفأت الأضواء، هنا انتهى المشهد حتى الصباح.
في الصباح [الباكر] الجيش لملم العتاد في الصباح الباكر يعني وراحت الدبابات باتجاه منطقة ثانية ليكملوا التمشيط، وراحوا كلهم -كل الجيش-؛ الجيش الذي كان في حارتنا والحارة التي بجوارنا والبناء الذي كانوا يبيتون فيه والذي هو محاذ لبيتنا خرجوا منه، فنحن مباشرة عندما خرج الجيش، مباشرة خرجت أنا وابن عمي ورفيقنا وذهبنا إلى البناء الذي كان يبيت فيه الجيش، فكان يوجد 7 أو 8 جثث في هذه الشقة، صعدنا وشيّكنا عليهم [وبحثنا عنهم، فوجدنا] آثار التعذيب، يعني شيء لا يحتمله العقل، وكان من ضمن هؤلاء الأشخاص الذين أعرفهم: وهو مرهف شهاب، كان معنا في المسجد، ونحن وهو أحد الأقرباء من يعني أطراف العائلة، ولكن بشكل بعيد، وأيضًا كان معنا في المدرسة والمسجد -رحمه الله- كان أحد هؤلاء الشهداء، وآثار التعذيب وبعضهم كان مكبلًا، [والأمر] واضح على الجميع، والشقة يعني كل حيطان الشقة فيها دماء، وعلى جميع الحيطان، وخصوصًا الحمامات وهذه الأماكن -فرحم الله الشهداء- هذا كان الجزء الأول.
الجزء الثاني أنه في المحال أيضًا التجارية التي هي المهجورة أيضًا وجدنا 3 جثث ملقاة على الأرض، 3 جثث عندما دخلنا إلى محل فوجدنا فيه 3 جثث كأنهم [كانوا] معتقلين أو ما شابه ذلك، وأطلقوا النار عليهم في المحال التجارية، ولكن لا أذكر أسماء هؤلاء الأشخاص أو لا توجد معرفة شخصية معهم، فهنا بعد ما انسحب الجيش خرج الأشخاص الذين كانوا مختبئين، وهو فعليًّا في هذه الفترة أو في هذا اليوم هو تقريبًا كان اليوم الأخير، يعني نحكي عن اليوم الـ 26 أو الـ 27 للمجزرة، فهنا في هذه الفترة عاد خلص عرفنا أن الجيش ما عاد رح [لن] يرجع مرة ثانية إلينا، خرجت الناس التي كان مختبئة، وأخي فادي راح مباشرة إلى المقبرة، وبدأ أيضًا الشباب يحضرون أشخاصًا لنأخذ الجثث التي كانت بجانبنا في البيت، نأخد والجثث التي كانت موجودة في المحال التجارية، ونوصلها إلى المقبرة، وهناك يكون التعرف على الأشخاص، وقسم غير معروف مَن هو، وقسم يُتعرَّف عليه من كنزة أو قسم يُتعرَّف عليه من خلال شيء يعرفه أهله فقط، أو شيء من خلال لون معين أو ساعة معينة أو ملامح وجه معينة، أو ملامح ملابس معينة، فهكذا كان يتم التعرف على الأشخاص، وطبعًا هناك كانت الكارثة، يعني أنك إنت تذهب إلى التربة (المقبرة)، يعني أبو صياح -رحمه الله- لا تجد إلا وأنهم يجلبون له ناسًا، هؤلاء الناس أتَوا بها والله من عندنا، من شارع الوحدة، والله 8 أشخاص معروف [منهم] مرهف شهاب، فصار يصور الأشخاص وإنه يرقمهم ويصورهم صورًا، تصوير حتى عندما يأتي أهلهم يعرفونهم أو يتعرفوا عليهم.
في هذا اليوم [تم] دفن الشهداء والتوثيق والتصوير والتعرف على الشهداء، فكان مستلم أخي كان عم يصور بعض هذه الأحداث، بالإضافة [إلى] أبي صياح -رحمه الله- وجزء من الفريق الطبي وبعض الأشخاص كانوا عم يوثقون هذا الشيء، طبعًا الشهداء بالمئات، تجدهم يُحضرون له [شهداء] من [منطقة] أبي سليمان ومن المنطقة الفلانية ومن شارع الوحدة ومن مدرسة النكاش ومن المناطق المختلفة، يعني ما خلص شهداء شهداء، وقسم [منهم] آثار التعذيب يعني جدًّا واضحة عليه [لدرجة] أنه غير ظاهر أساسًا من هو، وشيء معدم بطريقة فظة، فغير واضحة ملامح وجهه.
وأيضًا في هذا اليوم بـ 26 أو 27 جزء كبير من اييه أفراد الجيش الحر صار يذهب، ولا يوجد عنده أماكن يختبئ فيها ولا يريد أن يؤذي المدنيين في نفس الوقت، فصار يذهب ويختبئ [في] المناطق الزراعية، التي أنا حكيت عنها أنها هي أساسًا [هي] مناطق الجيش الحر، ولكن لم يذهبوا إلى أبنية أو إلى مزارع أو إلى مناطق ثانية، إنما ذهبوا وصاروا يختبئون بين نحن نقول بالعامية حوش أو يعني شيء مزروع، والله هو [إما] قمحًا، [أو] هو شيء عال ممكن أن يُختبأ في داخله، أو بوارٍي زراعية ينزلون داخلها، فكثير فجزء جدًّا كبير من الجيش الحر ذهب إلى هذه الخيارات أو حتى الشباب راحوا إلى هذه الخيارات، ومع الأسف الجيش كان واعيًا لهذه النقطة، والجزء الأكبر الذي دخل من صحنايا، هي كلها [تُسمى] المنطقة الغربية، فالجزء الخارج من المدينة ذاهب إلى المنطقة الغربية، والجزء من الجيش الداخل من صحنايا، التقيا في هذا المكان، وطبعًا هناك عواينية (مخبرون) وفي ناس تخَبِّر، فجزء كبير من الشباب استُشهد ضمن هذه [المجزرة] يعني حتى العسكري إنه [كان] يفتح رشًّا على حوش معين أو على منطقة يجدها مغطاة معينة بشكل أو بآخر، فيفتح رشًّا عليها، وهذا الشيء الذي أُثبت لنا أنه بعد يومين تقريبًا بـ 28، عندما انتهى الجيش تقريبًا وانفض عن المدينة أو خرج بعد ما ارتكب المجزرة خرج منها، ورائحة الموت يعني أقل ما يُقال أنك [تشم] رائحة موت في كل المدينة.
فذهبنا مع والدي إلى المنطقة ونحن عندنا مزرعة في تلك المنطقة الغربية، فذهبنا إلى هناك، وشاهدنا بعض الجثث التي هي أساسًا ملقاة في هذه الأماكن، سواء بنهر صغير أو ضمن الأحواش، وحكى لنا أيضًا شخص الذي هو جارنا في المزرعة: أنه بقي في المزرعة ولم يخرج منها، أن جزءًا كبيرًا من شباب الجيش الحر اختبأ في هذه البواري –بواري (أنابيب) السقاية- أو بواري (أنابيب) جر المياه من مناطق ثانية، اختبأ فيها، وقسم اختبأ في أشياء حواشي يعني كما ذكرت، ولكن مع الأسف جزء جدًّا كبير منهم يعني لم ينج، واستُشهد، وحتى اكتشفنا بعد يوم أو يومين أنها توجد جثث لم يتم الوصول إليها حتى يعني صرنا نجد هكذا ذبابًا أو روائح، فراح جزء من الناس، حتى وجدوا أن هناك جثثًا في هذه البواري (الأنابيب) أو في هذه الأماكن كانت موجودة، والجزء الجيش مثلًا أفرغ مخزنًا في بوري معين أو في نهر معين، فكان يوجد أحد [فيها] حذفها فاستُشهد، بالإضافة طبعًا للجثث التي وُجدت في المناطق الزراعية والمناطق المغطاة.
وهنا بدأ تجميع الشهداء والتعرف عليهم الشهداء في 27 و28 والجيش انسحب، وبدأ بعض الأهالي وليس كل الأهالي، وبلشت بعض الأهالي ترجع في هذه الأثناء خلال هذه الفترة، البعض بلشت بعض الأهالي ترجع لأن خلص الجيش أعلن أنه نحن طهّر داريا من الإرهابيين، حتى على "قناة الدنيا" كان ظهرت بعض المقاطع أن طهرنا داريا، داريا كان فيها إرهابيون، ونحن طهرنا داريا من الإرهابيين، فداريا الآن منطقة آمنة يمكنكم الرجوع إليها.
فكثير من الأهالي رجعوا، الشيء قسم كان عنده أولاد ولكن استُشهدوا، الذين وقسم لم يكونوا يعرفون أين أولادهم بعد ذلك تبين أنهم اعتُقلوا، وقسم يعود فيجد [أن] بيته كان مستقرًّا فيه الجيش وهناك أشخاص كانت مستشهدة [في بيته]، فيعود ويجد الدماء ملطخة الحيطان كلها، وبدأت الناس تعود إلى المدينة، وبدأت الحياة طبعًا مع المآسي التي تركتها المجزرة، ولكن الناس تريد [أن] ترجع إلى طبيعتها، فحاولت الناس [أن] ترجع وتنظف المدينة والمحال والأبنية والشقق، وتحاول تعاود الناس أن ترجع للحياة وللحياة الطبيعية والعيش، وأيضًا بقيت مستمرة جهود الناس أو الشباب في التعرف على الشهداء أو الوصول إلى أهالي بعض الشهداء الذين لم نستطع الوصول إليهم.
وهذا كان يعني ختام ما يمكن [أن] نقوله: إن 27 هو كان آخر يوم للجيش، فـ 28 و29 و30 هي كانت أيامًا للتعرف على الشهداء ودفنهم الشهداء وتوثيق بعض الشهداء يعني، وأيضًا التواصل ربما مع بعض الأهالي الذين لم يتعرف الناس عليه، على أهالي الناس هذا مَن [من] الممكن [أن] يكون، هذا الشخص الذي استُشهد، لمن ممكن [أن] يكون؟ (لأية عائلة ينتمي؟)، لأنه هناك بعض الناس حقيقة من خارج داريا، ولكن ليسوا نسبة كثيرة يعني، ولكن يوجد البعض منهم، فكانت نهاية الأيام أو هذه الأيام بهذا الشكل، ورجعت الناس إلى المدينة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/10/11
الموضوع الرئیس
مجزرة داريا الكبرىكود الشهادة
SMI/OH/194-03/
أجرى المقابلة
يوسف الموسى
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
8/2012
updatedAt
2024/04/25
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-مدينة دارياشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
الجيش السوري الحر
الجيش العربي السوري - نظام
قناة الدنيا الفضائية