في2013 صار الناس يلتقون بشكل أكثر يعني النشطاء بحرية أكثر، كنا نلتقي بالبيوت بشكل مخفي، لكننا بعد التحرير صرنا نلتقي بالكافيهات (المقاهي)، مقهى آبل الذي كان بجانب الكنيسة والنيغاتيف الذي بجانب مدرسة أبي تمام، هذان المقهيان كانا كثيرًا يلتقي فيهما النشطاء، وكنا نلتقي نناقش ونخطط ونشرب نراجيل يعني صارت المدينة تحس بأنها تتنفس حرية، الناس تراهم بكل مكان أنهم سعداء، ويريدون أن يشتغلوا، يعني هيأوا أنفسهم أنهم هم الذين يريدون... تحس أن كل شخص عنده حس بالمسؤولية عن هذه البلد، أنه هو المسؤول عن نظافتها عن تنظيمها، ولم يكن عندنا أبدًا مثلًا الفوضى الأمنية التي صارت مثلًا بالنسبة للبيوت لا سرقات لا كذا؛ لأنه الناس يسهرون وهم سعداء وكل واحد يدافع عن الآخر إلى أن بدأت انتهاكات الفصائل، النقاشات كانت بالبدايات عن أنه كيف سيكون مجلس للمدينة؟ وما هو دور هذا المجلس؟ ومن الذي سيكون؟ يجب أن يكون متضمنًا الناس كلهم من المحافظة، كان هناك أيضًا حديث أنه يجب أن يكون الكرد من أجل عدم أغفالهم، ويكونون أيضًا مثلما كانوا معنا في النشاطات في الثورة والمظاهرات، واشتغلنا نحن وهم معًا، فلا يتم أبدًا إغفالهم في هذه المرحلة، وبالفعل كنا السياسيين ونشطاء ثورة مثل: راشد السطوف، إسماعيل الحامض، نبيل الفواز، عبد الله الخليل، وجاء من الخارج بأول الثورة أحمد مولود طيار، وجاء خالد الحاج صالح، الدكتور محمد الحاج صالح وكانوا يخرجون مظاهرات أتذكر عند دوار النعيم، كان يصور المظاهرات خالد، وكان لهم يعني  حضورهم كان يعطي دفعًا للناس وقوة أننا نحن لن نتخلى عن هذه البلد على العكس لما نزلوا سواء أحمد الذي كان قد صار له أكثر من... ربما قبل الثورة بسنوات، يعني في 2009 ربما أو 2008 خرج من البلد، فنزل أول ما صارت له ( أتيح له) هو بكندا، نزل على الرقة، وخالد الحاج صالح الذي صار له سنوات هو والدكتور محمد بهولندا أيضًا نزلوا، وشاركوا الناس بالتظاهر والنشاطات وعلى المقاهي يعني بكل مكان، فكانت النقاشات حول إدارة المدينة أكثر شيء أنه كيف ستكون طبيعة المدينة؟ والناس الموجودون مثل الكبار الذين لهم كلامهم وكلمتهم المسموعة عند النشطاء، مثل: هديب شحادة، معبد الحسون، الأستاذ طه الطه رحمه الله، فكلهم كانوا يوجهون ويعطون توجيهات من أجل عدم الفوضى والتصرف بحكمة وتوزيع المهام، فكانت علاقتهم كثيرًا ممتازة مع هؤلاء الأشخاص.

 في بداية التحرير كانت علاقة النشطاء مع بعض الفصائل علاقة جيدة؛ لأنه أيضًا الذين في الفصائل كانوا نشطاء من أول الناس، لكنهم أخذوا خيار التسليح فذهبوا مع التسليح، مثل: كتيبة أحفاد الرسول، كانت لها شعبية يعني بالبلد، كان لواء ثوار الرقة الذي له أيضًا شعبية وحضور، وعلى العكس تعاونوا مع الأستاذ محمود الهادي، وكي يكون هناك جناح سياسي وجناح عسكري، وهو كان يسمع كلامًا... أبو عيسى كان يسمع كلام محمود الهادي بأي شيء مثلًا يخبره إياه، وأبو عيسى من الأشخاص الذين فعلًا يسمعون ومتعاونين بمعنى أنني أنا عملي عسكرة وبندقية فأنا لا أعرف بالأمور الإدارية والسياسية، فهذا الشيء كان جميلًا.

 كتيبة حذيفة بن اليمان الشباب الذين كانوا موجودين في الكتيبة هذه هم شباب وأصدقاء لنا كلنا، أبو المثنى أو لا أريد أن أذكر باقي الأسماء أو غيرها فهم كانوا أصدقاءنا فعلًا، بينما مثلًا: الذين من البداية كانت لهم صبغة إسلامية مثل: أحرار الشام أكثرنا لا أريد أن أقول: كلنا أكثرنا لم يكونوا يريدون أن نقرب منهم؛ لأننا شاهدنا أنهم لا يشبهوننا ولا عندهم نفس التطلعات، كنا نحس أنهم يريدون السيطرة، يعني العقلية مختلفة وطريقة التفكير والإدارة التي يريدون أن يستلموا بها خصوصًا أن أحرار الشام يعني بعد أن عرفنا أنهم مثلًا سيطروا على البنك المركزي ولم يكشفوا، ولم يعملوا مكاشفة بالأموال التي ذهبت لهذا الفصيل، فكانت هذه أكثر إشارات الاستفهام حول أحرار الشام.

 كنت أريد أن أتذكر شيئًا نسيته ربما بالحملات التي صارت في الرقة وهي حملة جدًا مهمة، كان مشاركًا فيها خليل خالد الحاج الصالح الذي راح ضحيتها فعلًا إبراهيم الغازي الله يذكره بالخير هي حملة علمنا، حملة علمنا كانت لرفع العلم وتزيين شوارع الرقة بعلم الثورة، إما رفع العلم القماشي أو تلوين الجدران والدوارات المهمة مثل: دوار الدلة دوار المشهداني، كلها كانت علم الثورة على الجدران وعبارات الثورة، فبالدهان كانوا يكتبون العبارات ويرسمون العلم، أكثر ثلاثة دوارات كانت هي: دوار الدلة ودوار المشهداني ودوار النعيم، دوار النعيم الذي صار رمزية أنه بداية التحرير تلون بعلم الثورة ولما جاءت "داعش" نسفته ولونته كله بالأسود وصار أهل الرقة يسمونه دوار الموت، وعلقت عليه صور الروس القتلى وعناصر الفرقة 17 لما سيطرت عليها، والقصاص كان في تلك المنطقة، وقامت حوله باستعراض عسكري كان سيئًا جدًا، لما رجعت وسيطرت قسد قوات سورية الديمقراطية على  الرقة دهنته باللون الأصفر، وعملت استعراضًا عسكريًا من جديد، ورفعت صورة عبد الله أوجلان، وهذا الدوار صار ربما... أنا أعتقد أن أي أحد سيستلم الرقة بعدها سينسف الدوار ويلغيه تمامًا لأنه صار تاريخًا أسود بالنسبة للرقة.

 حملة علمنا كان على رأسها وكان جدًا يعني تحسه من القلب إبراهيم الغازي؛ لأنه أكثر واحد كنا نراه بالبلد والذي يحمل الدهان وينظم، في شهر تقريبًا أيار/ مايو أو حزيران/ يونيو على ما أذكر ربما إبراهيم الغازي دفع حياته ثمنًا لهذه الحملة؛ حيث اختطفته "داعش" ولم يرجع، هو وفراس الحاج صالح كانا بالسيارة نفسها، الفصائل يعني بعد فترة ليست طويلة بدأت تأخذ كل كتيبة مقرًا لها فالمقر هو عبارة مثلًا عن: شركة الكهرباء أو شركة المياه أو اتحاد كتاب العرب الذي كان للمجلس المحلي، وأخرجت الكتيبة الأستاذ نبيل فواز بالغصب، مبنى الإذاعة والتلفزيون الذي كانت فيه كتيبة الوحدة والتحرير التي يسميها أهل الرقة التحميل والتنزيل من كثرة السرقات التي سرقوها.

 توفي مهند حبايبنا رحمه الله وكان قد قُتل لم يُتوفى، هو كان ناشطًا جدًا، مهند من الأوائل من أول الثورة كنا لما نخرج في شارع 23 شباط كان يفتح محله وبعبارة الدرويش بجانب حديقة الرشيد فكانت هذه المحلات لولد عقل العبود ومهند حبايبنا وقاسم، فنحن كنا ندخل بالشوارع الفرعية كي ندخل على محلاتهم إذا جاء الأمن، وأتذكر مرة من المظاهرات أنه وضع حجرًا كبيرًا بالشارع كي لا تدخل السيارات على المدخل أبدًا كي نخرج مظاهرة بمنطقة مغلقة جدًا، والشباب هم مهند أكثر شيء رحمه الله وسيارته كنا نسميها سيارة الثورة فأينما يرانا يوصلنا يأخذنا، يذهب ويحضرنا، فقُتل بظروف لا نعرف كيف هي، لم نشعر إلا عند الصباح أنا أتذكر أنه جاءني الخبر أن مهند مقتول على طريق المزارع وجثته ملقاة بجانب سيارته رحمه الله، فهذا أول أمر فوجئنا به بعد ال...، فهنا بدأ الخوف عند الشباب أنه ما هو السبب؟ معنى ذلك أن أحدًا يصفي الشباب الثوار الذين أسماؤهم معروفة ولهم حضور، يعني مهند رحمه الله كان شعلة من النشاط، لا تحس بأنه يهدأ، ولا تحس بأنه ينام، لا تعرف متى يصحو ومتى ينام ودائمًا يضحك يعني طاقة غير طبيعية من الفرح والنشاط، فيما بعد بدأت أكثر الانتهاكات، فسرنا مقتل مهند بأنه بداية مرحلة ستدخل بها البلد، فمهند كان البداية للقتل، ربما قلنا ممكن ولم يخطر لنا النظام، هي الفصائل الموجودة حتمًا، فبدأ الخوف يتسلل للشباب، وبدأنا نخاف على بعضنا يعني صرنا نقول للشباب من أصدقائنا: لا تخرج لوحدك ولا تخرج بالليل ولا تخرج إلى خارج البلد، ولا تقف لأحد لا تعرفه إذا كنت بسيارة.