تجاوزات بعض الفصائل وانتهاكات جبهة النصرة وظهور داعش
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:14:14:10
صارت الفصائل تتصرف وكأن البلد يحكمها السلاح والذي يحمل البارودة أيًا كان سواء متعلمًا أو غير متعلم، و صار كل أربعة أو خمسة يشكلون كتيبة لهم ويصيرون جيشًا حرًا، ويصيرون ضمن الفصائل، فلم نعد نعرف الفصائل الجيدة من الفصائل...؛ لأن الكل صار يقوم بانتهاكات مثل التعرض للمدنيين وسرقات الأماكن العامة، لم تعد البلد... بل بدأت في شهر تموز/ يوليو أو شهر آب/ أغسطس ليست هي البلد التي نحن نريدها، و خصوصًا بعد مقتل مهند الله يرحمه والاعتداءات على النشطاء وعلى الناشطات بدأت في شهر آب/أغسطس "النصرة" تضيّق أكثر على الناس، مثلًا المجلس المحلي في شهر أيلول/ سبتمبر وفي تشرين الأول/ أكتوبر على ما أعتقد "النصرة" صارت تغلق وقت الصلاة، صارت تفرض عليهم أن يغلقوا وقت الصلاة، صارت تمنعنا أن ندخل بلباسنا هذا إلا أن نلبس اللباس الشرعي العباءة والحجاب الأسود، أنا هنا امتنعت عن الذهاب إلى المجلس لأنني لم أعد أرتاح بهذا المكان؛ لأنني عندما أروح يسألني العسكري: لماذا تذهبين وتأتين؟ وهل أنت من المجلس أم لست من المجلس؟ رجعنا أكملنا بالإغاثة قلنا: خلصنا(انتهى الأمر) لم نعد نريد أن نذهب إلى المجلس، نكمل إغاثة وإذا أردنا أن ننسق مع مكتب الإغاثة الذي بالمجلس ننسق معه من خارج المكتب، يعني ليس بالضرورة أن نذهب إلى المكان، لكن أتذكر مرة أننا كنا خارجين لنوزع مساعدات لمنطقة بعد الجسر القديم (جسر المنصور) كان هناك حاجز "للنصرة" عند الجسر على مدخل الرقة فأوقفونا بالسيارة أنا وشاب صديقي قائلين: إلى أين أنتم ذاهبون؟ قلنا لهم: ذاهبون عندنا بالسيارة سلالًا غذائية ذاهبون لنوصلها للناس الذين يسكنون هنا من النازحين. قال: "الحرمة مو لابسة لباس شرعي وإنت معاها منو إنت ما يصير تطلع من غير محرم" هنا اختلف الوضع يعني 180 درجة، قلنا له: حسنًا فقط نذهب هذه المرة ونرجع. قال: لا تذهبون ولا تمشون. فرجعنا وقد امتلأنا غضبًا فهل هذا معقول؟! يعني مثلما يقولون: أول الغيث قطرة. بمعنى أنه بدأت سيطرة الكتائب الإسلامية "للأحرار" أو "النصرة"، وبدؤوا يتدخلون بحياة الناس وبلباسها، وهنا أيضًا بدأ بتقارب صرنا نسمع من الناس أو من أصدقائنا الذين في الفصائل أن هناك شيئًا اسمه دولة العراق والشام بدؤوا يأتون ويتقربون أكثر شيء من "النصرة" يعني بدأ يأتي مهاجرون، فهؤلاء المهاجرون في البداية لم يكن أبدًا هناك مهاجرون يعني لم يكن هناك غير الفصائل الذين هم من أهل المنطقة وأحرار الشام من إدلب كلهم لم يكونوا من الرقة، لكن مع شهر تشرين الأول/ أكتوبر بدأ الناس يأتون من العراق أكثر شيء بدؤوا يأتون من العراق، وأتذكر مرة أننا كنا بمرسم خليل حمسورك وكنا قاعدين فأحد الشباب سأل شخصًا بجبهة النصرة من الرقة قال له: سمعنا أنه صار هناك ناس مهاجرون يأتون فيجب أن تكونوا على حذر من هؤلاء؛ لأن أفكارهم مختلفة وطريقتهم مختلفة. قالوا: لا لا، نحن مسيطرون على كل شيء وما عندنا أي تخوف هم يشبهوننا وعندنا أهداف واحدة. قال له: الخوف أنهم لا يكونون يظهرون لكم الوجه الحسن وبعد ذلك تتغير الأمور. المهم في هذه الأثناء في هذه الأشهر كنا قاعدين بالمقهى آبل كالعادة، فقال لي الشباب: البارحة خُطف فراس الحاج صالح وإبراهيم الغازي، كنا راجعين بالليل بسيارتهما واستوقفتهما سيارة، ونزل ملثمون وأخذوهم وخطفوهم. هذا الكلام في تموز بصيف تموز/ يوليو بصيف 2013 بشهر تموز/ يوليو، وعلى أثر حملة علمنا التي كان يقوم بها إبراهيم الغازي الله يذكره بالخير، وبعد ذلك خرجنا مظاهرات ضد "النصرة" وضد... لما بدأت دولة العراق والشام، فصار اسمهم دولة العراق والشام حيث بدؤوا يسمون أنفسهم ويطلقون على أنفسهم... حتى بدأت الكتائب تتقرب منهم وتنضم لهم "النصرة" صارت جزءًا منهم.
في هذه الفترة أيضًا جاء زيارة الأب باولو، كانت الزيارة الجميلة للأب باولو بالنسبة لنا وسيئة بنفس الوقت، يعني كون أكثر النشطاء... وصار يخرج معنا مظاهرات وحكى بالمظاهرة أمام الكنيسة أمام حديقة الرشيد، فهذا الأمر كان يعطي دفعًا؛ لأنه قال: إن الرقة هي البلد التي كان موجودًا فيها كل الناس والنازحين والعلاقات التي صارت هذا شيء جميل، وهذا الذي نريد إياه بعد الثورة، وهذا الشي الذي نطلبه والأمان الذي بها، يعني الذي شاهد الأمان الذي فيها، لما خُطف إبراهيم وفراس راح الأب باولو على قصر المحافظة ليطالب بهم أو يسأل عنهم للأسف راح ولم يرجع رغم تحذيرات الشباب يعني حسب ما قالوا لي حيث قالوا: لا تذهب، لا داعي لنجعل مثلًا العشائر تتدخل أو أحد يتدخل فأنت لا تذهب. قال: لا أنا يجب أن أذهب بما أني موجود وحتمًا يعني لي كلمتي ولي اسمي وللأسف هم ليس عندهم أي اعتبارات بل على العكس كان ربما فريسة بالنسبة لهم الأب باولو بقدره الكبير وباسمه الكبير هو بالنسبة لهم فريسه وانتهازية؛ لأن يأخذوا الأب باولو مع النشطاء الذين أخذوهم من قبل.
بدأ خطف النشطاء، وصرنا نسمع أن فلانًا أخبروه وقالوا له: اخرج. يعني مثلًا أنا أخبرني عبد الحميد الخطيب أبو مهيار، عبد الحميد هو أحد نشطاء السياسيين والمعروفين بالبلد صديق الدكتور إسماعيل حامض فقال: جاءه أنه يجب أن يخرج صار عنده حدس وقال للدكتور إسماعيل: يجب أن تخرج. لكن للأسف يعني الدكتور إسماعيل... خرج عبد الحميد لكن إسماعيل لم يخرج، أكثر الناس بدؤوا يخرجون لأنه لم يعد هناك أمل في هذه البلد يعني لم تعد تعرف أن تأمن على نفسك، فخرجنا مظاهرة في شهر أيلول/ مايو، الكل يعني صار يخرج في مظاهرات، طبعًا قبل هذه المظاهرة الكبيرة صرنا نطالب بالمعتقلين عند "النصرة" أو عند الإسلاميين سواء بمسمى "النصرة" أو دولة العراق والشام، فكنا كل يوم نخرج بنفس التوقيت ونطالب بفراس الحاج صالح وإبراهيم الغازي و وغيرهم من الشباب.
الذي صار أنه إنه لم تكن هناك استجابة، وبهذه الأثناء مثلًا قبل هذا... دعني فقط أرجع قليلًا لما النصرة أنزلت الصليب من على كنيسة سيدة البشارة، وخرجنا كلنا باتجاه الكنيسة وحاولنا أن نرفع الصليب، لكن الصليب كان ثقيلًا جدًا فما قدرنا أن نرفعه فحاولنا أن نسنده فقط فلا يكون على الأرض وصرنا نردد هتافات، كان أكثر شيء معي -أتذكره- محمد شعيب كان صوته القوي يهتف: "إسلام ومسيحية" يعني نريد أن نمشي مع بعضنا، فكانت هذه الهتافات وبعد ذلك رجعنا من عند الكنيسة لأمام مبنى المحافظة، فهنا أمام مبنى المحافظة قصر المحافظة أيضًا صرنا نردد الهتافات، وصرنا نقول لهم: إن هؤلاء الملثمين ليسوا أبدًا منا أو صرنا نقول لهم: إن هؤلاء الملثمين هم إساءة للبلد وليست لهم حتى علاقة بالإسلام فلماذا هم ملثمون؟ نحن نخرج بوجوهنا وهي ظاهرة فأنتم إذا كنتم خائفين من ماذا أنتم خائفون؟ هل تخافون منا؟ نحن الذين يجب أن نخاف منكم؛ لأنكم أنتم الذين تخطفون أصدقاءنا أنتم الذين تخطفون الشباب من مناطقنا، فمعنى ذلك أنتم تفعلون مثلما يفعل النظام، أنتم جزء من هذا النظام الذي يريد أن يقضي على البلد ويريد أن يقضي على الثورة ويقضي علينا.
بدأت تظهر دولة العراق والشام رجالات من دولة العراق والشام، وأبو سعد في هذه الأثناء ترك، أخذ مجموعة من الذين رضوا أن يخرجوا معه وخرج من المدينة، بين شهر تموز/ يوليو وشهر آب/ أغسطس بدأت رجالات دولة العراق والشام، وكان اسمها دولة العراق والشام لم يكن اسمها داعش بعد (داعش هو اختصار من جمع الأحرف الأولى من الإسم دولة الإسلام في العراق والشام- المحرر)، فدولة العراق والشام بدأت تظهر، وأخذت مقرًا أيضًا مبنى المحافظة، صار مقرًا لها أبو سعد ترك أخذ بعض رجاله وراح باتجاه جعبر وسكنوا يعني أخذوا مقرًا بجعبر.
الأب باولو لما ذهب على دولة العراق والشام لم يذهب إلى النصرة، يعني طلب مقابلة أبي لقمان كان يعني هو الأمير، فطلب منهم أن يقابل أميرهم، لكن أعتقد أنه لم يقابل أبا لقمان بل قابل أبا علي الشرعي الذي هو كان نائب أبي لقمان أو هو ينوب عنه، فما كان موجودًا الأمير، قالوا له: الأمير غير موجود. أبو سعد كان رافضًا للدولة وكان رافضًا لسياستها، واكتشف هذا الأمر؛ فلذلك كان يجهز لأن يستلم ولكن بطريقة عسكرية أو على حسب ما سمعناه من الأشخاص المقربين منه، فكانوا يجهزون لهذا الأمر، الدولة خبيثة جدًا يعني دولة العراق والشام ورجالاتها خبثاء، فلما انسحب أبو سعد ولم يرض أن يكون معهم أحسوا بأن هناك شيئًا مثلًا وذهب وأخذ مقرًا بعيدًا عنهم وأخذ بعض رجالاته فأحسوا بخطورة هذا الأمر فطلبوا لقاءه ومقابلته من أجل التنسيق معه لكنهم كانوا يعني خبثاء فجروا به السيارة وهو قادم إلى الرقة وانتهى وتوفى الله يرحمه.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2023/01/25
الموضوع الرئیس
واقع مدينة الرقة بعد التحريركود الشهادة
SMI/OH/145-22/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2013
updatedAt
2024/05/06
المنطقة الجغرافية
محافظة الرقة-مدينة الرقةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جبهة النصرة
الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش
كتيبة الفاروق - الرقة
حركة أحرار الشام الإسلامية - قطاع المنطقة الشرقية
المجلس المحلي في الرقة