تأثير شمولية نظام الأسد على طموح الشباب السوري
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:14:56:04
الاهتمام بالسياسة، أو دعني أقول لك إنها كانت أسئلة تُطرح في مخيلة أي طفل في ذلك الوقت ربط الأحداث التي يسمعها وما يحدث على أرض الواقع، لماذا مشروع المتحلق كان سيمشي [سينفّذ] بمكان وفجأة تحول لمكان آخر؟ ما هي قوة هذا الشخص الذي غيّر مسار طريق كامل وشرد عائلات كاملة؟
قلت سابقًا: أن عمي ترشح لمجلس الشعب ولم ينجح لأنه غير حزبي (غير منتمي لحزب البعث)، هذه الأسئلة كانت ببالي! خاصة بعد عملية التهجير الأولى التي تعرضنا لها، وعملية نقل البيت والبحث على مكان جديد، كيف تكون مرتبطًا بذكرياتك بحارتك بأهلك، صرت أعرف الإمكانية التي يمتلكها هؤلاء الأشخاص.
كان والد زميلي عضوًا في مجلس الشعب وكان دائمًا يقول: أنا لدي حصانة، والدي معه حصانة، صرت أفهم أن عضو مجلس الشعب لديه حصانة معينة ويمتلك امتيازات ضخمة، ولتعيش في هذا البلد يجب أن يكون عندك هذا الأساس، النقطة الثانية كعائلة أغلب العائلة متعلمة وموظفين، فموضوع [الانتساب لـ] حزب البعث كان منتشرًا.
لم تكن الأحداث مهمة حتى مرحلة الثانوي، في مرحلة الثانوي صرت أفهم أكثر أعرف ترتيب الوضع أكثر، وكعائلة كنا نتابع الرياضة ونلعب بالنوادي، فصرنا نفهم أن هذا النادي هو من أندية الهيئات، مثلاً أندية الجيش والشرطة، وهذا السؤال ُطرح كثيرًا تحديدًا 2005 عندما تأهل المنتخب السوري لكأس العالم وفاز على إيطاليا 2-1 وخسر بصعوبة أمام المنتخب البرازيلي، وبرز أكثر من لاعب وعُرض عليهم اللعب في النوادي الأوروبية، فرفض وقتها نادي الجيش الذي أعطاهم تصريحات بسبب الخدمة الإلزامية، كان نادي الجيش أي لاعب مميز كان مجبرًا أن يخدم الخدمة الإلزامية فيه ويستقطب اللاعبين المميزين فيه ويدفن مواهبهم.
كان النادي الأبرز نادي الوحدة وصاحب الجماهيرية الأكبر ضمن دمشق وريف دمشق، فكان دائمًا مظلومًا، أذكر قبل 2003 كنت ألعب بنادي المحافظة وأخذونا من المدرسة كانت المدارس تابعة لنادي المحافظة، ونادي المحافظة كان في الدرجة الثانية، فأخذونا من نادي المحافظة من مدرسة كامل السباعي لنلعب بمنطقة كفر سوسة ضمن النادي، فجأة طلب منا المدرب تحضير أنفسنا اليوم سنتدرب في ملعب العباسيين، ذهبنا لملعب العباسيين كان يتدرب رجال نادي الوحدة، وكان مدربهم برازيليًا، فطردوا رجال نادي الوحدة لنتدرب نحن مع العلم أننا ناشئين.
كان سقف الطموحات محدودًا، وكمواطن سوري مسموح لك أن تُفكر بأمور وممنوع عليك أمور أخرى، وكأي شاب سوري كنت أحلم بتأسيس حياة جيدة والآلية للوصول للحياة الجيدة، فكانت خطتي عندما أصل لسن الـ 30 عامًا أنني يجب أن امتلك معملي الخاص وبيت وسيارة وأن أكون عضوًا في مجلس الشعب لأحمي نفسي من الغابة التي أعيش فيها، سألني عمي مرة: ما الآلية التي ستصل لها إلى مجلس الشعب؟
كنت في تلك الفترة أرى مثلًا رئيس نادي الوحدة يترشح لمجلس الشعب، فيصل لهذا الكرسي، أو حتى من يدعم نادي الوحدة يصل لهذا المنصب.
في 2009 شكلت مجموعة صغيرة من الشباب ليكون لنا أثر قوي ضمن الجماهير، وفي السنة الثانية 2010 صار لدينا اسم وحضور جماهيري ولدينا ميزات خاصة ضمن الجمهور، وأطلقوا علينا اسم جماعة العلم الكبير لأننا جهزنا أكبر علم في سورية للنادي، وصارت لنا مكانة ضمن جماهير نادي الوحدة.
في 2011 كانت أمورنا جيدة، خاصة كانت لنا قرابة مع لاعبي نادي الوحدة كأصدقاء العائلة أو صديق الوالد أبو حمزة.
هذه الخطوات كنا نرسمها لنصل لهدف معين، كان كبار السن يقولون: أنت كشخص يجب أن يكون لديك حدود للطموحات.
كطالب في المرحلة الثانوية عندك تحديات كبيرة، بدأت تفهم الحياة أكثر تستوعبها أكثر تُخطط لمستقبلك أكثر، كانت نسبة كبيرة من رفاقي هدفهم السفر، ولم أُفكر بالسفر كوني وحيد بالعائلة، فكنت أبحث عن خيارات ثانية.
كنت في الصف العاشر، كان عندنا مادة اسمها مادة الشبيبة، وفي أحد الدروس أحضروا طلبات انتساب لحزب البعث، بعض الشباب وأنا منهم لم ننتسب لحزب البعث ورفضنا، وفي معسكر العاشر كانوا قد أخبرونا إذا لم تعمل معسكر العاشر لن تحصل على البكالوريا (الشهادة الثانوية)، وفي معسكر العاشر يجب أن تأخذ شهادة، وأنا فُصلت آخر يوم مع خمسة شباب لأننا رفضنا الانضمام لحزب البعث، تم فصلنا من المعسكر وأعدناه من جديد وفي نهاية المعسكر قدمنا طلب انتساب للحزب في المعسكر في باب توما، كانت فترة الشبيبة حلوة، طبيعي صف عاشر أو حادي عشر، وآخذين بيت [مقر فرع الشبيبة] بمنطقة ببيت عربي وأنشطة تجذب الشباب.
في تلك الفترة ابن عمي خرج بفكرة الحزب الشيوعي، فكان فادي من ضمن مجموعة المثقفين والفنانين في هذا الحزب، اجتمعت به صدفة في أحد المطاعم وتكلمنا عن الحزب وأهدافه وطموحاته، قلت لهم: أنا في حزب البعث، فكان جوابه: كل سورية هكذا، فلا تظن أنك مميز وكل سورية انضمت لحزب البعث.
في هذه الفترة أيضًا أحد الشباب عائلته من ضمن الحزب القومي الاشتراكي، وكان يطرح فكرة للشباب لهذا الحزب، وسألنا السؤال الأول: هل أنت تفخر بعربيتك أنت كإنسان عربي، كان جوابي: لا أفخر بعربيتي ولا أفخر بما يعيشه الوطن العربي والكوارث التي نعيشها ومراحل التخلف التي نلمسها، وسلطة الاستبداد الموجودة في الحكومات، دخل أبوه وأنهى النقاش، كنا نحن نتحدث بحديث عادي أو حديث عابر، هو سأل ونحن جاوبنا.
موضوع الأحزاب للأمانة كان نادرًا، ويُفتح تحديدًا من قبل الشباب الفلسطينيين أصدقاؤنا، كان لهم أنشطة خاصة ولديهم معاهد خاصة ومدارس خاصة ومعسكرات خاصة بهم، معاهد فنية والدبكات والكورال، كانت أقوى منا كشعب سوري في هذا الأمر، فصار الشباب يتوجهون للشبيبة، والشبيبة تضم جميع الطلاب الثانويين، وأنا في الثانوية العريف في المدرسة المنتخب، كنا اثنين في المدرسة: أنا عريف المدرسة المنتخب والشاب الثاني العريف في المدرسة المعين من قبل الشبيبة، وعندما ذهبنا قالوا: لدينا نشاطات بالشبيبة مماثلة لها، بمعنى أغلقوا هذا الموضوع.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2023/08/28
الموضوع الرئیس
النشاط السياسي قبل الثورة السوريةكود الشهادة
SMI/OH/216-04/
أجرى المقابلة
إدريس النايف
مكان المقابلة
اعزاز
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2009
updatedAt
2024/04/14
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-محافظة دمشقشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
حزب البعث العربي الاشتراكي
مجلس الشعب - نظام
اتحاد شبيبة الثورة - النظام