الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

طائفية نظام الأسد تهيمن على حياة السوريين

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:15:58:03

 كانت تجربتنا أو أحلامنا محدودة وسقف طموحك أن تصل لكرسي في مجلس الشعب، وكان هذا أكثر سقف مسموح لك أن تفكر فيه، ونعرف أنه هذا سقف "واطي" (منخفض) وليس عاليًا بموضوع مجلس الشعب، كانت هناك الجبهة الوطنية التقدمية والكثير من الناجحين والقليل من المستقلين، ولكن اندفاع الشباب الطموح الحلم أنا وضعت هذه الخطة لأحصل على كرسي بمجلس الشعب أو التفكير الذي راودني، ويمكن هذا التفكير هو الأعلى المسموح لك في تلك الفترة.

 لم أتعرض لمضايقات مباشرة لأني فعلًا لم أباشر بالعمل السياسي، ولكن عندما كنت في الصف العاشر صار حدثان: الحدث الأول في وقت مداهمة مبنى الإذاعة والتلفزيون، وأتذكر عشرة شباب أغلبهم من منطقة عربين القريبة علينا، لم يبقَ أحد يعرفهم أو حتى سلم عليهم إلا واعتقلوه، حتى شباب من جوبر ومنهم عائد اعتُقل في تلك الفترة بهذه التهمة، وأكثر من شخص من شباب جوبر وغير جوبر، النقطة الثانية أو الحادثة الثانية التي حدثت في ذلك الوقت، موضوع داريا، فكان هناك عدد من الشباب عملوا تجمعًا وصاروا يُنظفون الشوارع ويزرعون حارتهم، لكن النظام في ذلك الوقت قمع هذا النشاط.

نحن رأينا نتيجة هذين النشاطين أو الحدثين وكانت [الأمور] واضحة ، أنا لم أتعرض لشيء مباشر لأنه لم يكن لدي عمل مباشر، حتى الهدف الذي كنت أُريده يعرفه القليل من الشباب، محمد كان هدفه تمثيل منتخب سورية ويوسف كان هدفه أن يدخل إلى البحوث العلمية وطارق [هدفه] أن يكون في السفارة أو دبلوماسي، وكان هذا هدفي، لكن لم أستطع لأن العمر لا يسمح، هذه أولًا، وثانيًا الآليات التي أعمل عليها كانت الآليات الناعمة أو كما يقولون خطوة بخطوة، ولم أصل لمكان لكي أعلن هذا الأمر، وكلنا نعلم أننا عندما أعلنا في عام 2011 ماذا حدث بنا.

وأنا شهدت حادثتي عربين وداريا وكان هناك أناس أعرفهم ورأيت كيف كانت الاعتقالات بشكل عشوائي، عرفت حزب البعث عن طريق زوجة عمي كانت عضو قيادة قطرية ولها منصب في الحزب، كانت تقول: دستور حزب البعث لو يُطبق دستور حزب البعث حرفيًا لكانت أمور سورية بشكل ممتاز جدًا، قلت: لماذا الوضع هكذا إذًا؟ فقالت: 90% من دستور حزب البعث جيد يخدم الشعب ولمصلحة الناس وأخذ التشريعات والقوانين بنسبة كبيرة من القرآن ولكن في 10% وضعوا ليدخلوا عن طريق الثغرات ويخربوا.

 ما أراه كان هدف حزب البعث إبعاد جيل الشباب عن الأمور الحياتية وليس السياسية بل الحياتية، شغل الشباب بعدة أمور أولها أنه وضع لك فوبيا العسكرية (الخدمة العسكرية) ويجب أن يكون لديك واسطة كيلا تخدم [العسكرية] من خلال الرشاوي والأموال الكثيرة التي تذهب للضباط، النقطة الثانية فوبيا الحياة الصعبة: كيف ستكون حياتي ومستقبلي وكيف سأؤمنهم، كيف سأجد العمل والبيت والمعيشة، شغل الشباب بهذه الأمور.

 حتى موضوع الدراسة كان في سورية ما قبل الثورة شيء اسمه البطالة المقنعة بحيث تجد  20 موظفًا بمكان وهم بحاجة موظف واحد، فأنت عندما تريد تسريح الباقين فسيصبح لديك 19 عامل عاطل عن العمل، وحصرك أنك أنت كشاب حصلت على شهادة وتعلمت ووظيفتك براتب محدود جدًا لا يكفيك نصف الشهر، وهذا أكبر طموحاتك، ويقول لك: هذا باب الرشوة مفتوح، تفضل !!

فالشاب الذي كان يُكمل دراسته عرف نهايته، ومن يتوجه للحياة العملية فهو تحت خط الفقر لأن الحياة صعبة جدًا، ولولا وجود بعض المقومات التي تساعد الشاب، مثل مساعدة الأهل أو غير ذلك، فمن المستحيل أن تبدأ من الصفر وتنطلق وتُكوّن نفسك وتعيش.

 وأنا أتذكر هتاف كان منتشرًا قبل الثورة أن "العلوي يتوظف"، فكانت هذه الجملة دارجة جدًا، حتى الذين يتعبون ويدرسون ويتخرجون بالآخر يُصدمون بالواقع وعدم وجود وظيفة، تتقدم لشؤون العمل تجد رقمك 25000 وبعد سنة تجد رقمك قد أصبح 30000 ومن المفترض أن ينقص لا أن يزيد!! هذا كان قانوننا!!

 فتجد أنه قد تم حصرك وحدد لك أهدافك وأحلامك، ومنع أن يكون له منافس، لا تجد أحزابًا فاعلة في المجتمع، أو كيانات أو مؤسسات أو تجمعات شبابية قادرة على العمل والإبداع حتى لو كان بسيطًا، فكنت غير قادر أن تنظف درج البناء أنت وجارك لأنه ممنوع، تخاف أن يؤدي هذا الأمر لأن [تكون تهمة لك] بأنك تعمل تكتلات أو كذا، وتجد بالفعل أنه لا يوجد أحد ينظف درج البناء مع آخرين، بل كانوا يحضرون عاملًا لينظف لهم.

 النظام كان يُفكر بأبسط الأمور ليدمر هذا الجيل الصاعد، جيل الشباب، وحسب تحليلنا كانت مفاصل الجيش حصرًا علوية من الطائفة العلوية، ولكن مثلًا حزب البعث مثلًا عبد الله الأحمر رئيس مجلس الشعب وهو كان من منطقة التل، فكان النظام يضع بأماكن ومناصب من الطائفة السنية ومن الطائفة المسيحية، ولكن ليست حساسة أو ضمن السقف الذي رسمه للشعب، يعتبر عبد الله الأحمر وباسمه الكبير ولكنه من الشعب وهذا السقف رسمه لك مثلما رسمه لكل الشعب، ولكنه وضعك في رأس الهرم، مثلًا ريمون سعود مسيحي من حمص كان رئيس رابطة العباسيين، لا يوجد عندنا علويين ضمن الرابطة.

  ولكن هذه الأمور غير حساسة أو مفصلية، مثلًا محمد الشعار وزير الداخلية كان دمشقيًا، وهذه الأسماء ولو وزير لا تُؤثر بشيء، ونسمع اليوم الناس في الشام (دمشق) ومناطق سيطرة النظام تتحدث عن الحكومة ولا يتجرأ أحد على الحديث عن النظام، وسبب هذا الفشل ومن عيّن الحكومة هو النظام، فأنتم مسموح لكم الحديث عن الحكومة، فالنظام ترك هذا الشقف وهذه المناصب ليكسب المؤيدين له، وبنفس الوقت هو قادر أن يُجمد هؤلاء الناس حتى لو كانوا ضباطًا ليس لديهم الولاء له، وهو كان لديه منطقة الأركان في الأمويين وابن خالتي خدم فيها، يقول لي: أي ضابط يُريد النظام تجميده يضعه في الأركان، عمليًا ليس لك أي اعتبار أو قيمة أو قدر.

 كلنا نعرف قبل الثورة أن ملازم علوي بأي منصب هو صاحب سلطة على أكبر ضابط ولواء وحتى عقيد سني أو من غير طائفة، كنا نرى هذه الأمور ونلمسها، وكان يُبدع النظام بتوزيع الأدوار، حتى ضمن الطائفة العلوية كانت [هناك] طبقة فقيرة جدًا، ولمست هذا الشيء مرة كنت في عش الورور منطقة قريبة من برزة لا يوجد مجاري ممددة تحت الأرض وكذلك مزة 86 وهي مناطق علوية كانت العساكر أو الناس من النظام تسكنها، فالنظام ضمن الطائفة في ذلك الوقت [تجد] طبقة في الأعلى وطبقة في الأسفل، عشت هذا الأمر في الثورة وفهمتها أكثر في الثورة وأيام الجامعة.

  كانت النعرات الطائفية حتى على مستوى الأندية، أندية المحافظات كانت مقسمة طائفيًا، في حلب نادي الاتحاد لأهل السنة، [نادي] الحرية نسيت لمن، و[نادي] الجلاء للأرمن، في الشام (دمشق) نادي الوحدة للسنة، الجيش أندية هيئات للنظام، الشرطة للنظام، والثورة للمسيحيين، والمجد للفلسطينيين، وهذه التوزيعات ليست معلنة، نادي الجيش هو نادي دمشقي ونادي الشرطة نادي دمشقي ونادي المجد الدمشقي والثورة دمشقي، ولكن الهيكلية الأساسية التي بُني عليها النظام وزرعها تعرف هذا الترتيب، مثلًا في اللاذقية نحن نعرف نادي تشرين للعلوية ونادي حطين لأهل السنة وهذه معروفة، فتجد دائمًا النعرات والمشاكل بسبب هذا الأمر.

النقطة الثانية ودعنا نذهب لأمر آخر، موضوع الشبيبة (اتحاد شبيبة الثورة - المحرر) لم أقل ممنوع على أهل السنة لكن ممنوع الحجاب، وضع يدك على يد البنت التي جانبك، وكيف سأُبين النعرات الطائفية أو الأفكار الطائفية التي أريدها؟ من خلال هذه الأمور مع ملاحظة أحيانًا يكون هناك ناس مدفوعة من عندهم، وهناك ناس لا تقبل حتى لو من غير الطائفة السنية هذا الأمر، فالنظام كان حذرًا بهذه الأمور والنعرات الطائفية هو دائمًا يقول: الجيش السوري جيش عقائدي، ولكن كلنا نعرف أنه ممنوع الصلاة في الجيش، ممنوع إطالة اللحية، مسموح له أن يشتم دينك وربك، و لكن ممنوع سب دينه وربه، فهذا النظام يرفع شعارًا ويُخفي الشعار الأساسي الذي يعمل عليه، فكان بحياتنا الطبيعية هذا الأمر.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/08/28

الموضوع الرئیس

النهج الطائفي لنظام الأسد التركيبة الطائفية

كود الشهادة

SMI/OH/216-06/

أجرى المقابلة

إدريس  النايف

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2003-2006

updatedAt

2024/04/14

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-محافظة دمشقمحافظة ريف دمشق-منطقة داريامحافظة ريف دمشق-عربين

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

مجلس الشعب - نظام

مجلس الشعب - نظام

الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون - النظام

الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون - النظام

الجبهة الوطنية التقدمية

الجبهة الوطنية التقدمية

اتحاد شبيبة الثورة - النظام

اتحاد شبيبة الثورة - النظام

الشهادات المرتبطة