الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

بداية المظاهرات في جوبر يواجهها نظام الأسد بالقتل

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:15:56:00

 أول حراك كان بحي جوبر -أنا أشهده- كان بتاريخ 15 نبسان/ أبريل، وخلال هذا الأسبوع صارت عدة أحداث، كانت أول مرة أرى من شخص مقرب مني يحمل على جواله هتافات ثورية أو مظاهرة بحي دوما، في 21 نيسان/ أبريل ليلة الخميس كنت في المحل بسوق الصالحية في دمشق يأتي صديقي عمر الحمصي، وكان أول شاب من أصدقائنا يخطب بعد قصة حب طويلة تكللت بالنجاح، جاء وهو فرحان ليشتري هدية لخطيبته خاصة حدد يوم الجمعة الزيارة الأسبوعية له، جاء لعندي على المحل ثم اشترى الهدايا لخطيبته، وتطرقنا بشكل بسيطة لموضوع الجمعة الماضية في جوبر، ويوم الجمعة أنهيت الصلاة في جامع التقوى القريب على ساحة علوش لأرى ما يحدث لأنني حتى الآن لا أعرف الأشخاص أو الناس التي تُنسق المظاهرات.

كانوا بحدود 50 شخص متواجدين ضمن الساحة يهتفون "بدنا المعتقلين" "حرية" وكانت أعداد الناس المتفرجة وأنا منهم كبيرة على الأطراف، فجأة نسمع "بالروح بالدم نفديك يا بشار"، والصوت يقوى رويدًا رويدًا ناس كثيرون من العباسيين إلى جوبر، أو من ساحة البرلمان القريبة من المركز الثقافي والمخفر من البرلمان باتجاه ساحة علوش، وهناك دوار متعارف عليه بساحة الدحم، شاهدنا هؤلاء الناس أصحاب اللحى الطويلة ومعهم عصي وهروانات، ويهتفون "بالروح بالدم نفديك يا بشار" وجاء مسؤول في الشرطة وكان يتكلم، ثم هجموا على الناس المتظاهرين وتم اعتقال بعض الأشخاص، وعندما رأى الناس ذلك انضموا لطرف المتظاهرين، نحن ضمن الناس المتفرجة وصرنا فعلا متظاهرين، ومن هؤلاء الناس ليسوا من جوبر كانوا غريبين.

كبُرت المظاهرة وهربوا وصارت الأكثرية بهذا الطرف، وتم إطلاق النار تحديدًا من جسر زملكا، هربت الناس كل شخص ذهب بمكان، اجتمعنا وعلمنا أن هناك قتلى من المتظاهرين، ومن بينهم عمر -رحمه الله- هل كان ضمن المتظاهرين صراحة أو ذاهب لبيت خطيبته لا أعرف، ولكن قُتل بمكان بعيد جدًا عن مكان المظاهرة، فقتل عمر وشاب من بيت الخطيب وشاب من بيت درابلا وشاب رابع.

فهنا كان سقوط أول أربعة شهداء بحي جوبر، هنا حملوا الشهيد ولا نعرف من هو الشهيد الذي نحمله، و لا نعرف عدد القتلى، خرجت الناس بحالة غليان ضمن الحي، أتذكر وقفت عند حلاق صديقي وكان عنده أكثر من 20 شخص وكلهم يتحدثون عما جرى، ونحن عنده خرج أحدهم على التلفزيون السوري، وقال: اليوم حدث في جوبر وتوابيت الشهداء صراحة عرفنا معلومة عدد الشهداء في جوبر منه، أنا كنت أعرف أن شخصًا واحدًا قُتل، ولكن عندما قال: أربعة، عرفنا أن 4 قُتلوا في جوبر، وقال: هذه التوابيت وأطلقوا على الجيش، عندها خرج الجميع من المحل.

كانت الأجوبة من النظام، يقول لك: أنا قاتل أنا كذاب أنا مستعد للكذب، يمكن الناس كانت تسأل ويستمعون الإخبارية السورية لتتأكد، ولكن الموجودين حين سمعوا هذا الكلام وهم شاهدوا ما حصل كذبوا هذه الرواية.

 النظام ساعد بانتشار "الثورة السورية" أثناء الربيع العربي وحتى بانطلاقة الثورة، 50 شخص متظاهرين وألف أو أكثر كانوا متفرجين وبحركة تجاه الشبيحة علينا والناس التي لا نعرفهم كان النظام أرسلهم، صار عدد المتظاهرين من 50 لأكثر من 2000 شخص، كانت فزعة لأهل البلد.

أتذكر هجم الشبيحة على الناس وكانت ردة فعل هجمت أيضًا عليهم، كان هناك تنسيق بين مظاهرتين فهمناه المظاهرة الأولى كانت من خط الزبلطاني والمظاهرة الثانية عربين زملكا العباسيين، تم قمع هذه المظاهرات قبل وصولها جوبر، كنا نسمع بمظاهرة الزبلطاني وعرفنا عدد الشهداء ومن استشهد من جوبر من هذا المحلل على الإخبارية السورية.

 خرجنا من عند الحلاق؛ وهذا جعل أفكاري تتشوش لأنها لحظات مليئة بالمشاعر والانتفاضة التي حدثت، كل هذا يجعلك تتمنى أن تعود لتعيش هذه اللحظة لذلك تجد نفسك أفكارك مشوشة؛ فعندما خرجنا من عند الحلاق كانت كل الناس تتفرج على الحلقة (على الإخبارية السورية) كل الناس متابعة وتجد الجميع من دون إنذار تنزل من البيوت وتتوجه للجامع الكبير في جوبر، عرفنا الشهداء وصار تجمع كبير عند الجامع الشهيد عمر موجود ببيت أهله ابن الخطيب نفس الأمر ابن درابلا نفس الشيء، الناس كانت بحالة غليان رهيب أنا أتمنى اليوم أعيش هذه اللحظة مجددًا، باب الحرية الذي فُتح كسر جدار الصمت رقم واحد وجدار الخوف رقم اثنين وجدار الذل الذي كنا نعيشه في هذه اللحظة.

 لم أنم تلك الليلة، تعرفت على موفق صديقي كان على تنسيق مع الأستاذ سعيد سلام قائد الحراك الثوري بحي جوبر وعدة شخصيات كانوا يُنسقون هذا الأمر، في تلك الفترة يكفيك أن تتعرف على شخص لتأخذ منه معلومة مثلًا تاريخ المظاهرة والتنسيق لها، في تلك الأيام كان نجاح الثورة يعتمد على عوامل: السرية وعدم معرفة أحد بعملك هذا، والخطوط المحروقة (شرائح هاتف للاتصال) التي كنا نسميها، ومباشرة موفق عرفت أنه ضمن هذه التشكيلة فيجب عليك أن تكون بينهم ضمن هذا الحراك وهذه الآلية.

 لم ننم ليلتها و علمنا بمجزرة الزبلطاني أن هناك أعداد هائلة من الناس لا تُحصى، والنظام اعتقل الكثير من الشباب والكثير من المصابين، وصلوا لسوق الهال وبدأ النظام بإطلاق النار على الشباب المتظاهرين كانت أعدادهم بالآلاف، وعندما ترى الفيديوهات ستقول أن كل أهل الغوطة مع أهالي دمشق كانوا باتجاه ساحة الزبلطاني، ولكن النظام وبرواية أحد الشباب الموجودين ضمن الصف الأول أول شاب قُتل بهذا الوقت كانت الرصاصة في رأسه، كان النظام قد حدد أنا فورًا سأقتل، بنفس الوقت أخذ نفس هذا القرار في جوبر في دمشق ومنذ أول يوم استخدم الرصاص الحي واليوم أربعة شهداء أول يوم القبضة الأمنية ليست قبضة أمنية كانت قبضة إبادة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/09/24

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدالمظاهرات الأولى

كود الشهادة

SMI/OH/216-09/

أجرى المقابلة

إدريس  النايف

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

4/2011

updatedAt

2024/04/14

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-جوبر

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

الشهادات المرتبطة