الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الجمعة العظيمة في حي جوبر

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:18:06:09

 يوم "الجمعة العظيمة" كانت الأحداث متسارعة مستحيل أتذكر جميع التفاصيل التي حصلت، ولكن قبل موضوع التشييع الهتافات التي كانت يومها كانت تدل على نسبة الوعي لدى الشعب السوري، كان الهتاف "واحد واحد واحد الشعب السوري واحد" "مسلم مسيحي واحد" "درزي علوي واحد" ، بالمقابل جاء الهتاف الثاني "بالروح بالدم نفديك يا بشار".

  على ما أذكر في ذلك اليوم تم تسمية "الجمعة العظيمة" لسبب أنه كان عيد لأخوتنا المسيحيين أو اسمها الجمعة العظيمة عندنهم، فهذا السبب كان مرتبط تسمية "الجمعة العظيمة" بشيء يرتبط بأعياد المسيحيين.

"الجمعة العظيمة " كانت عظيمة بجميع أحداثها بجميع التسلسلات أو الأحداث التي صارت من خلال دمشق وريفها أو باقي المناطق السورية، هناك لقطة لا أنساها حين انضممت لركب المتظاهرين، كان الأمن موجودًا بكثافة على جسر زملكا وعددهم كبير جدًا، كنا واقفين بإشارة علوش وبهذا الشارع العام ومقابلنا جسر زملكا، كان أحد المتظاهرين قال: الأمن قرفصوا على الجسر (أخذوا وضعية إطلاق النار)، اهربوا، كنت لا أتخيل مستحيل أن يتم إطلاق النار، وعندما هرب الناس وفعلًا تم إطلاق النار، أنا لم أهرب بقيت واقفًا وكان معي محمد وحسن رجعوا وسحبوني على الحارة، كان حسن يقول لمحمد وهو بطل الجمهورية بكمال الأجسام يقول له: أنت على أساس آخد بطولة الجمهورية بكمال الأجسام هربت وسبقت الرصاصة.

 كنت حتى تلك اللحظة أقول مستحيل إطلاق الرصاص، وكنت أول مرة أسمع صوت الرصاص وكمية الرصاص الكثيفة علينا، ظننت أنها من أسطح البنايات وليس من جسر زملكا البعيد علينا، فغزارة الصوت القوي هذا دليل على غزارة الرصاص الذي أطلقه يومها.

 يوم السبت يوم التشييع كان التشييع من مسجد العرفان القريب من ساحة البرلمان جانب مخفر الشرطة والمركز الثقافي المربع الأمني في جوبر، جامع العرفان الاتصالات المخفر كانو ضمن كتلة واحدة، قبل صلاة الظهر جوبر كلها مغلقة الناس في الطرقات، وجوبر محاطة من جميع أركانها، دخل البعض من خارج جوبر وكان الخروج ممنوعًا خارج جوبر أو صعب أن تخرج، والوصول لساحة البرلمان أو لمسجد العرفان مستحيل، أنا لم أستطع الدخول للجامع، ولم أستطع أن أصل حتى لبعد أمتار من الجامع، وهنا لايُمكنني تحديد رقم المتظاهرين هل هو 100000؟ هل هو 200000؟ هل جوبر كلها بتعدادها؟ الله أعلم هل سبب خروج الناس فقط أربعة شهداء سقطوا في جوبر؟ أو 112 شهيد سقطوا بجميع المحافظات السورية والمناطق السورية والذي كان نصيب دمشق وريفها فيها 54 شهيد من جميع بلدات الغوطة الشرقية.

هذا الغليان كانت أسبابه كمية الإجرام التي ارتكبها النظام في "الجمعة العظيمة"، كانت الناس جماعات جماعات كل جماعة تهتف كنت أسمع أول هتاف "الشعب يريد إسقاط النظام" من أحد الجماعات، وجماعات تقول "حرية" جماعات تقول "دم الشهيد لا ننساه"، ولكن كان أعلى نبرة أو يمكن أول هتاف يصدر بهذه القوة بفترة الشهر الذي مضى من الثورة، شُيع الشهداء من جامع العرفان والشارع حتى ساحة البرلمان يسارًا ويمينًا وقت الصلاة العدد مخيف عدد الناس كان مخيفًا جدًا، انطلقت المظاهرة والتشييع من ساحة البرلمان من جامع العرفان بهذا الشارع الطويل إلى التربة (المقبرة) القديمة.

كان حسن معي وهو من هواة التصوير صور ساحة البرلمان لا أعرف ماذا خطر بباله الساعة 9:00 صباحًا ذهبنا لنصور ساحة البرلمان وصورها أثناء التشييع وصور شارع الخرار وهو شارع طويل جدًا في جوبر بنهايته على اليمين على المقبرة، فهذا الشارع امتلأ بأفواج من الناس، وبعد التشييع صار النفس وإسقاط النظام هو السمة العارمة بين المتظاهرين أو بين الأهالي، وهنا عرفت بعض الشباب الذين هم على تنسيق بموضوع المظاهرات، وبدأنا نفهم ونعلم ما يحدث بباقي بلدات الغوطة زملكا وعين ترما و سقبا وحمورية و دوما، والأعداد الكبيرة التي سقطت بهذا اليوم.

 كان الوجع هو وجع عام لجميع المناطق السورية، تم نصب ساحة التشييع أو خيمة التشييع بساحة البرلمان ذكرت كثيرًا ساحة البرلمان أو جامع العرفان لسبب واحد ساحة البرلمان كانت قريبة جدًا من مخفر حي جوبر عدة أمتار قريبة على المخفر وقريبة أقل من كيلو متر عن ساحة العباسيين وفرع الجوية وفرع أمن المعلومات، فكانت الغاية من نصب الخيمة بهذا المكان تحدي للنظام وإيصال الصوت الواضح والصريح من أبناء الحي وإعلان موقفهم الانضمام للثورة.

كان الحديث من خلال المايكات أو الأشخاص على المنصة كان يصل الصوت للمخفر يصل الصوت لفرع الجوية، وكان ينكسر الشيء المناطقي، فقد كان بجميع المناطق السورية خلافات بين البلدات، مثلًا خلاف بين أهالي جوبر وأهالي عين ترما كونهم مناطق قريبة من بعضها، وبين أهالي جوبر وأهالي زملكا بين أهالي مسرابا وأهالي حرستا أهالي حرستا وأهالي دوما وحمورية وسقبا، صارت تأتي وفود من باقي المناطق إلى جوبر لتشارك في العزاء وبأعداد كبيرة، فصارت الألفة بين الشعب كله فـ "الجمعة العظيمة" فعلًا هي اسم على مسمى، الألفة بين الناس التحدي الكبير إعلان وتحديد الموقف لهذا الحي ولأغلب الأحياء في دمشق وريفها تم في هذا النهار.

كانت الرسائل واضحة وصريحة للنظام بهذه التحديات، أتذكر موقفًا لا أنساه بحياتي خرج أحد المشايخ على المنصة قال: دعونا نهدأ فأنا كان أمامي رجل كبير بالعمر بحدود الستينات أو أكثر وقف وقال له: والله إذا نهدي لحظة سيدعسنا كلنا، كانت رسالته قوية، كان بعض المستمعين أو يسمون أنفسهم العقلاء وحين تكلم هذا الرجل منع أي شخص يكون له يد بالتهدئة أو حتى المفاوضات أو حتى فتح باب حوار، فإذا كنت تريد فتح باب للحوار لكنت قد فتحته من البداية ولكنه قد فتح بابًا من الرصاص علينا.

بقيت  جوبر ثلاثة أيام مغلقة وإضراب كامل والحواجز على جميع مداخل جوبر حتى المواصلات ممنوعة تصل إلى جوبر، في  اليوم الثاني تكلم معي صديقي عبد الماغوط، وقال لي: أريد رؤيتك هو ابن أخ الشاعر محمد الماغوط، اجتمعت به مع بعض الشباب في بيته في المزة، دار حديث بيننا، وللأسف أحد الأشخاص رأيه يحز بنفسي وصار اعتراض من الجميع عليه واعتبروها قلة احترام، كان السؤال: كيف سنتصل بباقي المناطق مثل جوبر والغوطة والمزة وما حولها أو المناطق المتواجدين فيها، شاب قال: الريف يثور ويأتون على المدينة ليُسقطوا النظام ونحن بعد ذلك نحكم، هذه العقلية كانت نحكم كأهل المدينة كان هذا الكلام مزعجًا، وخرج من الجلسة، وأثبتت الأيام عكس هذا الكلام.

دخلنا على جوبر حضرنا التشييع في اليوم الثاني واستمرت الناس والوفود تحضر، وكانت ثلاثة أيام يعيشها حي جوبر بحرية، كانت جميع الأفرع الأمنية أو القبضة الأمنية تنتهي، بعد انتهاء العزاء بدأت المظاهرات، خلال فترة العزاء كانت وساطات من قبل النظام ومحاولة تهدئة، مثل الشيخ الذي عمل على التهدئة والرجل الستيني رفض هذا الأمر،  أما محاولة اقتحام خيمة العزاء لأ ما كانت صراحة، وقلت لك أن جوبر عاشت فترة ثلاثة أيام من الحرية في فترة العزاء،  بعدها نذكر دعوة لبعض الأهالي من جوبر وقابلوا بشار الأسد وبعد ذلك صار اجتماع في ساحة شعبان من ممثلي بشار الأسد وتمت مظاهرة وصارت إشكاليات فقد تم بعدها عدة نقاط.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/09/24

الموضوع الرئیس

مظاهرات الجمعة العظيمة

كود الشهادة

SMI/OH/216-10/

أجرى المقابلة

إدريس  النايف

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011-4

updatedAt

2024/04/14

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-جوبر

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة