الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الحراك الطلابي يفرز تنسيقية جوبر

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:21:44:12

نحن في الحي انتقلنا من التكهنات أو وضعنا الاحتمالات وماذا سيفعل النظام وما هي الآلية التي سيتبعها ضد المتظاهرين، "الجمعة العظيمة" كانت نقطة تحول كبيرة على مستوى حي جوبر وعلى مستوى دمشق وريفها، لأنها لم تكن مجزرة بحي جوبر ولكن كانت مجزرة أكبر على مستوى شارع الزبلطاني كانوا فيها من جميع بلدات الغوطة.

 بعد الجمعة العظيمة أو بعد خيمة العزاء كانت بعض الشخصيات أو شباب الحي عندها نسبة وعي أكبر من باقي الشباب اتجهوا للعمل على آليات معينة، كيف سنستمر في المظاهرات ومستوى المطالب صارت واضحة كانت الناس تقول "حرية" صار المطلب هو إسقاط النظام.

النظام أرسل أشخاصًا لتهدئة الوضع، وأحد المشايخ تكلم بخيمة العزاء عن التهدئة و الحوار، دارت أحاديث جانبية بين جميع الأهالي والناس المترددة حسمت أمرها، وصورة النظام المجرم واضحة لدى الجميع، ونسبة من ينضم للثورة هي الأعلى.

 على الصعيد الثاني كشباب وطلاب جامعيين والجامعة عبارة عن خليط من جميع المحافظات والمناطق، كان الحديث يدور دائمًا عن الأحداث في كل منطقة وما حدث في كل جمعة، كانت سابقًا محصورة بعدة مناطق ولكن جوبر دخلت على الخط وصارت نقطة مهمة بتاريخ "الثورة السورية".

  في هذا الوقت تشكلت عدة مجموعات للعمل ضمن الحي وتم التنسيق بين آليات الربط واختيار الأدوات والأدوار لكل شخص وما عمله، وخاصة أن بعض الشباب عُرفوا وأصبحوا مطلوبين للنظام، والبعض يفرضون عليهم إنه أنت لازم تبقى غير معروف [ليعمل بشكل سري] ضمن آليات معينة.

 كان لدي مهمتين ضمن الحي المهمة الأولى أن أبقى طبيعيًا و لا أُطلب من قبل النظام أُتابع حياتي بشكل طبيعي أذهب إلى الجامعة لأكون صلة وصل بين حي جوبر والناشطين داخله، وبين باقي الأحياء وحتى المحافظات، والمهمة الثانية كانت الأصعب والأخطر، في تلك الفترة لم يكن لدينا مشافي ميدانية والأمن متواجد ضمن الحي وحتى مستوى العواينية [الذين ينقلون أخبار الحراك الثوري لمخابرات الأسد] والجواسيس كانوا كثيرين، فالشباب الذين يُصابون في المظاهرات أو المداهمات بحاجة للدم، كانت زمرة دمي أو سلبي معطي عام، فمهمة أي أحد يتعرض للإصابة أو يتعرض لإصابة معروف خلص تذهب إلى عامر حتى يتبرع لك بالدم، جسمي رياضي دائمًا أتبرع بالدم، لكن هذا الأمر كلفني بشيء لا أحبه لكن أُجبرت أن أعمله أن أظهر بمظهر المؤيد ضمن الجامعة بالفترة الأولى، وهذا كان أمرًا مزعجًا بالنسبة لي، وحصلت صدامات بيني وبين الشباب خاصة أنني مثلًا أُجبرت لتعليق صور لبشار ضمن القاعة التي ندرس فيها، كذلك الخروج بأحد المسيرات.

عندما علقت الصورة رجعت فلم أجدها فعرفت أن الشباب أزالوها فاضطررت أن أُصرح لهم عن عملي بشكل سري و أنني من المناطق الثائرة ويجب إظهار ذلك لضرورات نعمل عليها، أتذكر أبو عبدو أحضر لي شكلة من الأركان تُوزع بالأركان عليها صورة المقبور حافظ لأحملها شكلة مفاتيح.

 كان التنسيق في تلك الفترة جيدًا وبعد فترة ظلت المظاهرات في الحي، وبدأت بوادر التنظيم، لم تكن التنسيقيات أو الحراك، ولكن ضمن الحي كان تنظيم المظاهرات لتستمر بشكل يومي.

 أحد الإصابات.. كنت أنا والمصاب والدكتور ملثمين وهناك صلة وصل شخص واحد بيننا، وكنت أعرف المصاب نذير كركر، ومع ذلك لنجاح الثورة كانت هناك شروط أول شيء السرية التامة وعدم الظهور والناس كانت فعلًا تعمل بهذا الشكل [بسرية]، وفعلاً هذا الأمر كان يساعد على الإستمرارية في العمل.

 سأتكلم عن مفرقين المفرق الأول الحياة الجامعية كيف كانت والمفرق الثاني الحي، هناك نقاط مختلفة كانت بين المكانين، في الجامعة أو في المعهد كنا من درعا من اللاذقية من القرداحة من حمص، فالجامعة خليط للمجتمع كان شباب مسيحيين، وهذا دليل أفتخر به أن "الثورة السورية" كانت ثورة للسوريين ليس مجرد شعار ولكن فعل، وكانت الثورة هي ثورة سورية كل الناس تُشارك فيها كل الناس لا يُسأل أحد عن دينه، كنا نسأل عن الأهداف التي خرجنا من أجلها، هنا بدأ بكل نقطة من الجامعات والمعاهد حراك ثوري وتنسيق بين الطلاب، خرجت فكرة عظيمة وقوية جدًا أن الشباب والمعارضين يوم الخميس يلبسون كنزة سوداء حدادًا على المجازر التي تحصل بحق الشعب السوري بكل المناطق، وفعلا يوم الخميس صرنا نُميز بعضنا ونعرف من معنا وانتشر هذا الخبر بطريقة سرية ولكن بطريقة كبيرة، وبعد أسبوعين ثلاثة كل معارض يلبس الأسود فقط لا غير صار اللباس الأسود سمة الشباب المعارضين.

 كنا نجلس بمنطقة في الساروجة في بيتين بيت اسمه العبق الدمشقي والبيت الثاني فندق الربيع، ومنطقة ساروجة قريبة على شارع الثورة وقريبة على الجامعات، كانت نسبة كبيرة من طلاب الجامعات تحضر لهذا المكان، قهوة العبق الدمشقي صُبغت بشبيحة الجامعات من أمن الطلبة، وفندق الربيع.

كنا نسهر في هذا المكان وصرنا نعرف أن فلان وفلان شبيح فنخرج لمكان آخر، وصُبغ هذين المكانين برأيي الشخصي بهذا الصبغة.

 كانت التنسيقات خاصة في الجامعة وصرنا نعمل على حراكات معينة، وصارت الأحداث تتسارع بشكل كبير، وكان الحراك الطلابي يأخذ منحى آخر، أتذكر دكتورة كانت من السلمية كبيرة بالعمر كنا نُناديها يا أمي، جمعتنا وقالت لنا: رضي الله عليكم لا يخرج أحد منكم على هذا النظام بالحرف، فنحن استغربنا؟ هل أنت مؤيدة؟، فردت فعلنا كانت قاسية تجاهها، فقالت: أنا أكثر الناس أعرف إجرام هذا النظام وكنت وقت أحداث حماة، قالت: نصبوا رشاشًا عندهم في البيت - وكان يُطل على ثلاثة مفارق – وقتلوا الجميع، وأنا رأيت ذلك وكنت طفلة، دار نقاش بيننا داخل القاعة، وكانت النقاشات أن هذا النظام يجب أن يُزال وسيكون الثمن كبيرًا.

 كانت الحياة في تلك الفترة عظيمة، وصرنا في الجامعة عدة مجموعات شباب وصبايا ضمن هذا التشكيل، وكانت عدة كليات العمل فيها قويًا.

وسأتكلم عن عملنا، كنا مجموعتين ولدينا سيارتين بالفريق كنا نُحضر فيها أكياس الدم ولاسلكيات وعدة أغراض أو تجهيزات، كان يقود هذه السيارات اثنتين من الصبايا رانيا من القرداحة من الطائفة العلوية، رانيا أثناء حصار الغوطة الأول أو اجتياح الغوطة الأول كانت مندفعة لتشارك بالثورة، كانت تعمل بمحل مكياج في الشعلان كي تأخذ أجرها وتساهم في الثورة.

 كنا نخرج في السيارة ورانيا تقود السيارة ونُحضر الأغراض، والنظام عندما يرى صبية و سبور لا يُدقق وإذا دقق يأخذ الهوية و لا يُدقق، رانيا كونها كانت صبية سبور [ذات مظهر عصري] كانت هويتها من القرداحة ومباشرة يفتحون المجال للسيارة دون تفتيش، كنا ننقل الكثير من الأغراض من مضايا ومن الزبداني وللمناطق الثائرة، وساعدنا هذا الأمر كثيرًا، ولكن للأسف دخول بعض العقليات على "الثورة السورية" جعل هذا الهامش من الصبايا والشباب يصير خارج "الثورة السورية"، وبرأيي هذا أول خنجر بظهر "الثورة السورية" لأن الثورة لكل السوريين وليست ثورة محصورة بمكان محدد أو بفئة محددة أو طائفة محددة، هي ثورة حق ضد ظلم، و لا يمكن منع أي شخص من المشاركة فيها.

 في ذلك الوقت كنت مع رانيا بأحد المرات وأحد العساكر تغالظ علينا طلب هويتي وكنت جانبها في السيارة كنا ذاهبين إلى قاسيون وهناك حاجز للفرقة الرابعة، هويتك، فقالت له: ولماذا تُريد هويته، هذه هويتي، فأصر، أعطيته الهوية، وقال لها: كيف اجتمعت بنت من القرداحة مع ابن جوبر، سحبت منه الهويات، وقالت له: مثلما اجتمع ابن حمص على بشار الأسد، خفت كثيرًا وارتجفت من الخوف حاجز للفرقة الرابعة وكلمته هذا الكلام، وقال لها العسكري: أنا مجبر، قالت له: لا يوجد شيء اسمه مجبر، إذا أردت الذهاب إلى أهلك؟ أعود لأخذك، قال لها: أُنهي نوبتي الساعة4:00  صباحًا، ذهبنا ورجعنا، قلت لها: مجنونة أنت!! قالت لي: نحن أولاد النظام وهذه الطائفة وعندي مصداقية أكثر منه، وفعلًا رجعنا وأخذنا العسكري وأوصلناه إلى حمص لأهله بخير وسلامة.

 هذه الإمكانيات كانت متوفرة وكشباب ثوار والأشخاص الذين فقدناهم جعلنا نضعف، أتذكر الاجتياح الأول لسقبا كان حمل ربطتين من الخبز تهمة لك، وكنا نذهب لنحضر الخبز من المزة من أفران حكومية، ورانيا كانت تقود السيارة، ورانيا كانت تلبس أفخر الثياب وكعب وتيشرت شيال لتظهر للحاجز أننا ناس طبيعيين أو لسنا من الثوار، كنا نضع الأغراض إما في القابون أو جوبر ونأخذهم مشيًا على الغوطة الشرقية ونرجع.

 كان الثوار أو "الجيش الحر" مقدسين وكان لهم مكانة عظيمة عند الناس، و"الجيش الحر" كانوا يُعتبرون مثل الصحابة من أطهار الناس، وكانوا ملثمين يمكن أخوك أو أبوك أو أحد أقاربك ولكن لا تعرف أنه من "الجيش الحر"، رأيت سليم وعرفته من الشباب المتواجدين بسقبا ومن فرحتي ركضت لأُسلم عليه، كان داخلي شعور عظيم أن أحد أصدقائي من "الجيش الحر"، لكن سليم لم يُسلم علي ورجعت فلم أجد رانيا كان الشباب أخذوها ليُحققوا معها، والحمد لله لم تتأخر هذه الحادثة أكثر من 10 دقائق، كانت تحصل هذه الأخطاء.

 بعد فترة ذهبنا إلى برزة وفي العودة أوقفتنا مجموعة من "الجيش الحر" كانت المشكلة أكبر كنت بغير منطقتي ولا أعرف الناس هناك، بقينا معتقلين أكثر من ثلاث ساعات حتى تواصلت مع الشباب، كان الموقف الذي تعرضنا له مزعج جدًا، تم الاعتذار وبسبب هذا الموقف قل اندفاع رانيا عن السابق بسبب خطأ مجموعة صغيرة، كنا سنحرق عمل كبيرًا.

  صارت عمليات تنسيق بين المناطق مثل مناطق الغوطة الشرقية كاملة القابون وبرزة وقبر عاتكة وكفرسوسة والميدان والزاهرة، صار حراك قوي في دمشق، الحراك والمظاهرات ومظاهرات الطلاب الجامعيين حتى صارت مظاهرات خاصة بالطلاب الجامعيين، وأول شهيد من "الجيش الحر" في حي جوبر الدمشقي كان مهدي العسلي.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/11/06

الموضوع الرئیس

تأسيس التنسيقيات في دمشق

كود الشهادة

SMI/OH/216-11/

أجرى المقابلة

إدريس  النايف

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

4-10/2011

updatedAt

2024/04/14

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-جوبر

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

جامعة دمشق

جامعة دمشق

الشهادات المرتبطة