الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

أسباب تأسيس "الهيئة العامة للثورة السورية"

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:14:25:06

عندما تشكلت هذه التنسيقيات لم يكن هناك تواصل فيما بينها على المستوى الأفقي -بدا لدي أو قبل ذلك- .. نشأ شيء اسمه "اتحاد تنسيقيات الثورة السورية" وهو بداية كان حالة افتراضية أكثر من حالة موجودة فعليًا على الأرض والشيء المميز فيه –واستطيع أن أدِّعي- أنه كان لديه ثقل أكثر في دمشق وكان سوريًّا على مستوى سورية، ولكن أكثر شيء كان في دمشق، واستطاعت أن تتحد تحت مظلته عدة تنسيقيات أو الكثير من تنسيقيات دمشق وريف دمشق، وفي نفس الوقت كان هناك "لجان التنسيق المحلية في سوريا" التي غطت مناطق ثانية في دمشق وريفها، وكان يوجد مناطق للاتحاد [تتواجد فيها تنسيقيات الاتحاد]، ويوجد [مناطق تتواجد فيها تنسيقيات] للجان في نفس الوقت، ويوجد تنسيقيات مستقلة لا تتبع لهؤلاء أو لهؤلاء [يقصد اللجان والاتِّحاد] بنفس الحي.

وللأسف في الأخير -لأنه صار هناك تدخل بشكل أو بآخر وفي وقت مبكر- كان يحدث أحيانًا محاولة حرف لبوصلة الحراك؛ لأنه حراك مطلبي، والحراك المطلبي أو الحقوقي -وأساسه حراكًا حقوقيًا، والثورة حراكها حقوقي ومطلبي منذ البداية، ولم يكن سياسيًّا-والحراك الحقوقي والمطلبي يؤثر على السياسة ويسقط النظام في النهاية، ولكن في النهاية أنت تخرج تطالب بحقوق، وصار تدخلات باتجاه الأدلجة إن كان من الإسلاميين أو من العلمانيين، يعني ما الذي جعل اتحاد التنسيقيات دائمًا يكون هناك صدام بيننا وبين "لجان التنسيق المحلية"؟ و"لجان التنسيق المحلية" كانت تعبر عن حالة أكثر نخبوية والنخب الإسلامية في المجتمع السوري مسحوقة من 1980، فلا يوجد لدينا نخب إسلامية في المقابل، ولكن لدينا حالة محافظة في سورية. واتكلم هنا بدمشق، أيضًا نفس الشيء حالة محافظة، وهذه الحالة المحافظة انجذبت أكثر باتجاه "اتحاد التنسيقيات" بدلًا من أن تذهب باتجاه "لجان التنسيق المحلية".

أخذت "لجان التنسيق المحلية" مظهرًا أكثر نخبوية وكان يوجد لدى الكثير من الشباب منهم أنا، شكوك ثبتت فيما بعد؛ مثلًا حزب الشعب بقيادة أبو هشام ، رياض الترك كان هو العراب أو أحد العرابين الأساسيين ل"لجان التنسيق المحلية"، وفي المقابل "اتحاد التنسيقيات" أدخل ناسًا في الاتحاد محسوبين على الإخوان، وفي هذه الجزئية لا أحد يستطيع أن يقول إنه فقط الإخوان هم الذين كانوا يؤدلجون الحراك فقط في بداياته، وأيضًا اليسار كان يؤدلج الحراك أيضًا في اتجاهه، وكنا نلاحظ أن الحراك في السنة الأولى للثورة على الأقل في دمشق شيئًا فشيئًا يخرج من شكله المطلبي إلى شكله المؤدلج الذي رأيناه فيما بعد، وبقي الأخذ والرد بين "اللجان" و"الاتحاد".

و"الاتحاد" في هذه الوقت استطاع أن يضم مجموعة كبيرة من التنسيقيات في دمشق وريف دمشق وبقية المحافظات بشكل أساسي، لكن المشكلة أن الاتحاد وغير الاتحاد كان يوجد مشكلة -وأعتقد اللجان متحررة منها قليلًا لأنها أكثر نخبوية وأكثر فهمًا-[هي في] العلاقة مع السياسة، ومشكلة العلاقة مع السياسة: كيف نتفاعل مع السياسة؟ وكيف سيكون خطابنا ورسائلنا؟ وكان شباب الثورة في دمشق قد وقعوا في ثنائية؛ أول واحدة هي الطهرانية التي تعتبر أن السياسة مضمار آخر غير مضمار النضال، وهو مضمار متناقض معه، وهو يجعل الثائر إنسانًا يسعى إلى مكسب أو منفعة من وراء الثورة، وأنه سيصل إلى الحكم، وسيبدأ منافسة أحزابًا سياسية أو ينافس النظام أو سيقدم تنازلات في النهاية؛ لأن السياسة معناها تنازلات.

والأمر الثاني في الثنائية هو قضية أننا لا نحب السياسة أصلًا، ويوجد ناس لديهم أسبقيات نضالية قبل الثورة، وهم كانوا "إعلان دمشق" وغير إعلان دمشق، وحتى كمناضلين حقوقيين وحتى كإسلاميين معتقلين قبل الثورة. كل هؤلاء لديهم أسبقيات نضالية ونحن أخلاقيًا ومهنيًّا يجب أن نفوِّضهم ليكونوا هم على رأس الحراك، وهذه كانت الطامة الكبرى بالتمثيل السياسي، أنه أنت لم تقدر أن تخلق تمازجًا معينًا بين الثورة والسياسة لتوصل الرسالة، وبالتالي "اتحاد التنسيقيات" أذكر منهم أسماء لا تزال في ذهني مثل عامر الصادق وسهير الأتاسي في ذلك الوقت، كان إبراهيم كوكي، وكنان الشامي، وعمر مشوح وهو من الإخوان[المسلمين]، وكنت أنا. وفي هذا الوقت صار توجه إلى مأسسة الاتحاد حيث كان يحدث في الاتحاد مشاكل مع بقية المحافظات؛ لأن رتم (طبيعة) الحراك غير متوازن ولما كانت تلكلخ متقدمة في الحراك كانت دمشق جدًا متأخرة في الحراك بما فيها حي الميدان؛ يعني حراك الميدان جدًا قوي وكان أقل بكثير من تلكلخ، وهنا أصبحت لدينا مشكلة مع تلكلخ، هذا مثال، وهنا كانت دمشق رغمًا أننا أطَّرنا أنفسنا بإطار واحد على المستوى الوطني؛ لأن تمايز الحراك بين منطقة وأخرى بسبب ظروفها الأمنية والاجتماعية صار يفرض نفسه على استمرارية هذه الأطر الوطنية التي هي برأيي خرجت بداية من دمشق وريف دمشق.

فالفكرة أن "الاتحاد" قرر يأخذ خطوة ويعمل هيكلة فعملوا لجانًا إعلامية ولجان للحراك لتنظيم الأنشطة، وكان هناك شيء للإغاثة ولجنة البيانات، وغالبًا فقد تشكلت هذه اللجان في شهر حزيران 2011، وأوكل إلى عدد من الشباب في كل لجنة، ولجنة البيانات كانت عمليًا هي مكتبًا سياسيًّا، ولكن كان ممنوع أو محظور أن تسميها مكتبًا سياسيًّا، وكان يجب أن تسميها لجنة بيانات؛ لأنه إذا قلت:"مكتب سياسي" فأنت تشتغل بالسياسة، وهكذا كان التصور.

لكن في هذا الوقت أصلًا الشباب السوري غير معتاد على العمل مع بعضه، فكثير من الأحيان هذه المأسسة كانت شكلية، وكان مثلًا في ذلك الوقت يوجد أشخاص مثل عامر الصادق كان لديهم استئثار بالقرار، ويأخذون عدة مهام في نفس الوقت، ويتجاوزون الكثير من بقية الناس الفاعلين، وهذا صار معروفًا بذلك الوقت. هذا الأمر أدى إلى خلق مشاكل بنيوية داخل هذا الجسم الذي اسمه الاتحاد مردُّه إلى عدم تطبيق سياسات الهيكلة، وبنفس الوقت مثلما ذكرت التمايز بين حراك المحافظات المحتلة مثل دمشق التي بها ضغط أمني كبير وبين حراك ريف دمشق وبين حراك المناطق المتقدمة جدًا مثل حمص وريفها، وهذا التمايز أدى إلى خلخلة في البنية، وبنفس الوقت كان يتطور الحراك الذي تعمل عليه "لجان التنسيق المحلية"، وخاصة بين دمشق وريفها، وخاصة في التل وداريا، وكانت دائمًا تزداد المماحكات عند كل شيء مرتبط بالثورة، وهو يعبر عن الصبغة المحافظة أو المتدينة، أو يعبر أنه ما كانت اللجان بشكل عام -مع أنه يوجد فيها ناس محافظون مثل يحيى شربجي وأسامة نصار- ولكن بشكل عام لم يكن الناس الموجودون في "لجان التنسيق المحلية" يستوعبون قضية أن هذا الشعب السوري محافظ من الآخر، ولديه أمور شخصية ليس لها علاقة في المنهجية ولا في الحركية ولا الإخوان، ويجب أن نتصالح معها، وإذا خرج الناس من المساجد ما تزعل (لا يجب أن تحزن) لأنه لو كانوا في بلد غالبية مسيحية سيكون خروجهم من الكنائس أو لأنه قبل 3 سنين من الثورة خرجت في بورما ثورة ضخمة من المعابد البوذية؛ لأن غالبية الشعب بوذي والرهبان هم من قادوا الثورة، وهذا الأمر ما عاب هذه الثورة. وطبيعة المجتمع لديك تتصالح معها وما كان هذا التصالح فنشأت هذه المماحكات وكانت هناك جهود مستمرة لتوحيد هذا الحراك بين اللجان والاتحاد، وهنا نشأ شيء اسمه "ائتلاف تنسيقيات الثورة"، وهي خطوة قام بها بعض الشباب لتوحيد اللجان والاتحاد، لكن باءت بالفشل لعدة أسباب، ومنها سبب رئيسي أن القائم على هذه المبادرة كان معتقلًا وكان يعمل كعميل مزدوج، واخترقت هذه العملية وبنفس الوقت كان هناك عمل قاده مجموعة من شباب الاتحاد وهو "الهيئة العامة للثورة"، وأذكر منهم عمر مشوح وفيصل الآغا و سهير الأتاسي بشكل أساسي عملوا على موضوع "الهيئة" كإطار موحد أو توحيدي أو إطار ائتلافي ليجمع هاتين البنيتين (الاتحاد واللجان)، وكان ضمن هذا الاتحاد (الهيئة العامة للثورة) أيضًا منظومات إعلامية مثل "شبكة شام" و"فلاش" و"صفحة الثورة" وصفحة الثورة[الثورة السورية ضد بشار الأسد] كانت محسوبة على الإخوان وفلاش كانت مستقلة وشام.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/07/01

الموضوع الرئیس

تأسيس التنسيقيات في دمشق

كود الشهادة

SMI/OH/131-12/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/05/06

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الهيئة العامة للثورة السورية

الهيئة العامة للثورة السورية

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

شبكة شام الإخبارية

شبكة شام الإخبارية

صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد - شبكة الثورة السورية

صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد - شبكة الثورة السورية

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

لجان التنسيق المحلية في سوريا

لجان التنسيق المحلية في سوريا

اتحاد تنسيقيات الثورة السورية

اتحاد تنسيقيات الثورة السورية

شبكة فلاش سوريا

شبكة فلاش سوريا

الشهادات المرتبطة