القبضة الأمنية في جوبر تحد من أعداد المتظاهرين
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:21:09:09
كان وضع الحي بعد حالة العزاء باستشهاد أربعة شباب بأول مجزرة تُرتكب بحق الحي من قبل قوات النظام، أجمعت التكهنات لدى الناس أو كتشفت أن النظام هو نظام مجرم وليس لديه سياسة أو عنده نية للإصلاح أو لتطوير البلد، ومثلما ارتكب المجازر في درعا وباقي مناطق سورية سيرتكبها بقلب العاصمة دمشق.
في هذه الفترة بدأت تنشأ بعض المجموعات من الشباب الواعين، وطبيعي في الأزمات أو الثورات يكون هناك أفراد من هذا النوع تفرز في هذه الفترة، وكل شخص يكون له دور محدد ودور خاص فيه لاستمرارية الثورة وتحقيق الأهداف، فكان هناك ناس من أول يوم أو من أول ظهورها صارت مطلوبة للنظام وهي معروفة كنا نقول [عنها] كرت محروق وأشخاص كانت بعدها مستمرة إما بأماكن تواجدها كعمل بأسواق دمشق أو بأسواق جوبر أو كطلاب جامعيين أو حتى شباب كانت تخدم ضمن مؤسسات النظام موظفين أو حتى عسكريين.
أتذكر وقتها كانت الحلقة أو الفكرة الأساسية مثلا أنا كعامر يجب أن أعرف موفق فقط ورائد -رحمهم الله- آخد معلومتي من هذين الشخصين فقط لا غير، ومن هم الأطراف الثانية ليس لدي معلومة أو معلومة لا أعرفها ولا تهمني، كنا نفعل ذلك تحسبًا لأي اعتقال أو حادث يُصيب أي شخص.
انطلق التنظيم بعد "الجمعة العظيمة" على هذا الأساس وكانت مهمتي كشخص أيضًا أن أكون غير معروف في الثورة لأكون متواجدًا ضمن الجامعة وضمن أحياء دمشق لأكون صلة وصل بين حي جوبر والشباب وبين باقي المناطق، وهناك أشخاص غيري بهذا الأمر، ولكن لعدم وجود كيانات واضحة يكفي ليكون لديك أشخاص ضمن الأحياء تتواصل معهم، ومهمة ثانية بفترة 2011 بانطلاقة الثورة، فكانت مهمتي الثانية توقعنا سيكون إجرام قوي من قبل قوات النظام وسيكون هناك شهداء وجرحى، وكان من الصعب إسعافهم للمشافي العامة، و لا توجد مشافي ميدانية أو مناطق محررة أو مناطق آمنة لتأخذ عليها هذا المصاب، فصار التوزيع كالتالي كانت أم يحيى -ذكرها الله بالخير- ممرضة وعدة دكاترة في الحي معنا، ولكن بشكل سري يعرفون شخص أو شخصين فقط لا غير من حي جوبر، وحين يكون هناك مصاب فمهمة الشخص فلان يأخذ المصاب ويضعه في بيت معين ويعؤف من الدكتور الذي يحضره، وإذا المصاب بحاجة دم فأنا هذه مهمتي أُعطي الدم للمصاب لأن زمرة دمي O- وهي معطي عام وعليه تم اختياري للتبرع بالدم إذا كان هناك حاجة.
بعد ذلك صارت المظاهرات تستمر بحي جوبر، وفي أيار/ مايو وحزيران/ يونيو كانت فترة خمول أو فترة مظاهرات ليست قوية لأن النظام كان يُرسل الوفود لحي جوبر وتتحدث مع شخصيات وجاء ممثل لبشار الأسد واجتمع بالأهالي في ساحة شعبان، وصارت مشكلة، وأعطى وعودًا وكانت مثل إبر بنج لتهدئة الشارع، وذهب وفد ممثل أهالي جوبر وقابل بشار الأسد بحزمة اللقاءات التي كان يعملها مع الأهالي، ولكن كانت عبارة عن كلام ووعود وحتى تهديدات مبطنة ضمن الرسائل أو الاجتماعات.
الشعلة الثانية كانت ضمن الحي تقريبًا كانت في تموز/ يوليو، كنا نخرج بحدود 300-200 شخص في المظاهرات، والشباب أخذوا قرار مواجهة النظام، كانت جوبر قريبة من دمشق وهي حي من أحياء دمشق فكانت القبضة الأمنية فيها قاسية وكثيفة، وحتى الآلية الجغرافية التي وضعها النظام لجوبر وكيف وزع الثكنات العسكرية على محيطها إن كانت فرع الجوية بالعباسيين وفرع أمن المعلومات وكتيبة الموسيقى وكتيبة جمال مشارقة في المناشر وفرع الشرطة العسكرية في القابون على حدود جوبر ومخفر جوبر مخفر كبير وفرع الجوية في حرستا كان قريبًا على الحي، وعندما تخرج مظاهرة من جميع هذه الأفرع والمخافر والثكنات كانت تأتي قوة لقمع هذه المظاهرات.
قررنا باجتماع مواجهة النظام، وبعد صلاة الجمعة كانت المظاهرة ولم نستطع الاستمرار كون كان النظام قد جهز نفسه بشكل جيد جدًا، وفي الجمعة الثانية كانت نفس النية، وأتذكر موفق -رحمه الله- قال: جوبر بحاجة لشهيد لترجع تشتعل، ولم نستطع هربنا وهذا الكلام في تموز/ يوليو 2011 اجتمعنا مساءً كانت علاقتي بموفق ورائد وهم علاقتهم مع أشخاص آخرين، كان التنسيق لمظاهرة من جامع حذيفة وكان عددنا بحدود 300 أو 400 شخص، بالمقابل كانت قوة كبيرة تأتي من عند النظام، أتذكر وقتها أنا واقف أنا وحسن يأتي شاب بسرعة وبقول: لا أحد يهرب ويمشي أمامنا يهرب وهو هربان، كنا متابعين أنا وحسن عندما تخرج في مظاهرة يجب أن تُخطط لها وكيف سنتصرف وكنا حين يأتي الأمن لا نهرب بل نسير باتجاههم، وندعي أنه لاشأن لنا فيما يجري.
في الأسبوع الثالث ونفس الأمر كان التخطيط يتم اليوم ستكون المظاهرة كبيرة و من جامع حذيفة ومن جامع غزوة بدر ونجتمع بساحة سموها ساحة طلحة -نسيت ماذا كان اسمها سابقًا- في أيار/ مايو وحزيران/ يونيو 2011 كانت المظاهرات خافتة أو ضعيفة بحي جوبر الدمشقي والأعداد قليلة وحتى التفاعل بين الناس بالمظاهرات كان قليلًا بسبب حركة قوات النظام ومن خلال الوفود التي يُرسلها أو من خلال الوفود التي استقبلها إن كان حي جوبر الدمشقي أو من باقي المحافظات.
في بداية حزيران/ يونيو كانت اجتماعات أو قبل ذلك يجب أن تكون مظاهراتنا أقوى، فكانت في1 تموز/ يوليو 2011 جمعة "ارحل" كان القرار لتكون مظاهراتنا قوية وحتى نواجه الأمن، وبأي مظاهرة كانت أعداد الأمن ضخمة تأتي على الحي أو كان الأمن ينتظرنا أو منتشرًا بالحي، خرجنا ولكن كانت الأعداد قليلة وفشلنا وهربنا، وفي الجمعة الثانية جمعة "لا للحوار" في 8 تموز/ يوليو كان نفس القرار أعدادنا أكبر و مقاومة الأمن وتكون حركة قوية تُعيد الروح للمظاهرات في جوبر، في هذه الأثناء موفق قال: جوبر لن تشتعل إلا إذا تقدم شهيد، كان هناك إصابات ومعتقلين على مستوى ليس جوبر لكن على مستوى دمشق وريفها، وكان هناك تنسيق بيننا وبين جماعة برزة وجماعة ركن الدين والصالحية والميدان وكفرسوسة وقبر عاتكة والمناطق الدمشقية الثائرة وحتى مناطق دمشق، فجميع المناطق بكون حراك ويكون ضغط وتكون نقاط تظاهر، لكن يُقابله تحرك قوي من قبل قوات النظام، أيضًا فشلنا في جمعة "لا للحوار" ، وفي الجمعة التالية جمعة" أسرى الحرية" (11 تموز/ يوليو) كان النظام عمل حركة اعتقالات ضخمة كانت يوميًا حركة مداهمات واعتقالات سواء من البيوت أو من العمل أو حتى من الشوارع العامة.
في جمعة" أسرى الحرية" اتبعنا أسلوبًا آخر سنخرج من أكثر من نقطة ومن جامع ويكون هناك نقط معينة ونقطع الطريق على قوات النظام ليتأخروا بالوصول للمظاهرة ونترك لهم شارعًا واحدًا من ناحية جامع غزوة بدر لهذا الطريق لنحصرهم في حارة صغيرة فعلًا اتفقنا من لديه سيارة يُحضرها لنغلق بعض شوارع الحي ونجبر النظام يأتي من مكان واحد، كانت المناشير دائمًا موجودة وكانت بكثافة كنا نرفع العلم الأحمر كمتظاهرين لأن الحراك ما يزال سلميًا ثورتنا واضحة نتبع آليات سواء المناشير والهتافات والكتابة على الجدران، كنا نستعملها كمتظاهرين أو كشعب سوري، بالمقابل كانت أدوات النظام أدوات قمعية اعتقال وقتل وترهيب، هذه الأدوات كان يستخدمها النظام.
أثناء المظاهرة أتذكر أول الواصلين كانت سيارة من قسم شرطة جوبر ونحن نتظاهر تم إطلاق النار وأُصيب طفل، وعندما شاهدت الناس الطفل وقد أُطلق عليه هجمت على سيارة الشرطة أو سيارات الشرطة الموجودة، أتذكر عامر كركر حمل طلحة (الطفل) وأعطاني إياه وهجم على سيارة الشرطة، أنا ركضت بطلحة لأسعفه لأن الطلقة كانت بالرأس والدم غزير، ثم سلمته لشخص اسمه وسيم زيتون في تلك الفترة كنا نخاف تسليم المصاب لشخص لا نثق به، فسلمته لوسيم وكان شاب من بيت أسامي معه سيارة كياريو وضعوه في السيارة وذهبوا.
هنا الشرطة هربت، أذكر جاء عامر وسألني عن الولد، قلت له سلمته لوسيم، وعامر لا يعرف وسيم، وحدثت مشاجرة بيني وبين عامر أنا سلمتك إياه، كنا نحاول ألا نعرف كثيرًا من المعلومات لأن زيادة هذه المعلومات هي خطر عليك وعلى استمرار الثورة، تم إسعاف طلحة على مشفى الرجاء في عربين على ما أعتقد بعد مشفى الرجاء تم مداهمة المشفى من قبل قوات النظام وأخذوا الطفل أخذوه على مشفى المجتهد أو المواساة، وكان الطفل ميت سريريًا ولم يفارق الحياة.
في هذه الأثناء بعدما تم الهجوم على السيارة جاء 32 باص نقل داخلي اقتحموا الحي، وتم التواصل معنا أن النظام حشد على جوبر، هنا عملت حركة يمكن إذا ترجع تقول لي: اعملها سأقول لك: لا أكيد لا أعملها، رجعت إلى البيت وعندما كانت المداهمات من أربع محاور باصات من العباسيين أو من كراجات القابون وعن طريق زملكا ومن المتحلق الجنوبي، ولم نستطع فعل شيء أو الهرب حتى المطلوبين لم يستطيعوا الهرب، كان لدي شورت لونه أصفر ولبست شيال (لباس داخلي) وشحاطة زنوبة وطلعت أتمشى بالحي والناس كلها تهرب حتى أصحاب المحلات أغلقوا، كان المنظر مخيفًا، وأنا أمشي وأتكلم مع الشباب وكانت أمامي سيارة تابعة للأمن، فقالوا لي: أين تذهب؟ قلت: الآن استيقظت من النوم، وسأذهب لبيت خالتي، قال: هل صليت الجمعة؟ قلت له: هذا منظر واحد يُصلي الجمعة، الآن استيقظت وذاهب للعب الورق، تكلم معي موفق و لا أعرف الأماكن استطعت أن أكتشف أكثر من شخصية يتعاملون مع النظام والنظام دخل وداهم البيوت وداهم حتى المقابر كان يبحث عن الناس التي لم تختبئ، و انتهى هذا اليوم بطريقة بشعة، وانتقلنا لمرحلة ثانية مرحلة أين طلحة (الطفل)؟
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2023/11/06
الموضوع الرئیس
التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدكود الشهادة
SMI/OH/216-12/
أجرى المقابلة
إدريس النايف
مكان المقابلة
اعزاز
التصنيف
مدني
المجال الزمني
4-7/2011
updatedAt
2024/04/14
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-جوبرشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية