تاريخ حي الخالدية في حمص والتركيبة الطائفية في المدينة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:15:20:06
معكم طارق بدرخان من حمص من حي الخالدية، وحاليًا أنا رئيس رابطة نشطاء الثورة في حمص في شمال حلب، دراستي أنا بالسنة الرابعة بكلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في جامعة غازي عنتاب، وقبل الثورة كنت أنهيت دراسة الثانوية العامة وهَممت بدراسة اللغة الألمانية تمهيدًا للسفر لألمانيا مثلي مثل أغلب الشباب السوريين الذين كانوا قبل الثورة يريدون أن يسافروا إما إلى الخليج أو إلى دول أوروبية أو إلى أي بلد متاح، لأنه لم يكن هناك مستقبل عندنا بسورية. في بداية الثورة كنت مدير المكتب الإعلامي لحي الخالدية بعد أن شكّلنا التنسيقيات تنسيقية حي الخالدية كنت مدير مكتب الإعلامي وبعدها عملت مع قناة الجزيرة في عام 2013 واستمرّيت حتى 2015 بالجزيرة مباشر، وبعدها تهجّرنا من مدينة حمص إلى ريف حمص الشمالي، وعملت مع عدة وكالات منها معهد صحافة الحرب والسلام وموقع حكايات سورية، وفريلانس لأورينت وللعربية ولعدة قنوات، وبعدها أصبحت مراسل قناة حلب اليوم ومقدم برامج في سنة 2017 حتى 2018، وبعدها حصل تهجير، أيضًا عملت مع تلفزيون سورية ببرنامج قطعة وطن، وأخيرًا عملت مع الوكالة السورية للأنباء "سَنا"، فكان هذا عملي وطبعًا غير العمل الإعلامي نحن كنا ناشطين بمجال الحراك الثوري منذ بداية الثورة، يعني بمجال تنظيم المظاهرات وتنظيم الحملات والفعاليات وشاركت بعدة حملات منذ بداية الثورة وكان لها تأثير على الساحة السورية بشكل عام، أيضًا شاركنا بتسمية العديد من الجُمع على مستوى سورية، فكان أغلب عملي خلال الثورة السورية بهذا المجال بالمجال الإعلامي طبعًا عملنا قليلًا بالمجال الإغاثي والمجال الطبي ولكن في عام 2011 قبل أن تتنظم الأمور فكنا نساهم بهذه الأمور ونحاول قدر الإمكان أن نساعد وخصوصًا أنه كانت القبضة الأمنية قوية جدًا، فموضوع توفير الأدوية وتوفير المعدّات الطبية كان صعبًا جدًا. أنا من حمص من حي الخالدية، وحي الخالدية يقع في منتصف حمص طبعًا سبب تسمية الحي نسبة لجامع سيدنا خالد بن الوليد، وعدد سكانه قبل الثورة هو 120,000 نسمة. حي الخالدية فيه عدة طوائف وحمص إجمالًا فيها عدة طوائف وعدة أديان وكان جيراننا مسيحيين وبعضهم علوية مراشدة، يوجد عدة طوائف فحمص متنوعة وغنية بالثقافات منذ قبل الثورة، طبعًا الشيء الذي يميّز حمص بشكل عام هو طيبة أهلها وبساطتهم والشيء الذي استغرب منه السوريون أنه كيف حمص بهذه التركيبة التي كانت موجودة قبل الثورة والقبضة الأمنية الكبيرة للنظام على حمص أن تنتفض بالثورة وكانت من المحرّكين الأساسيين للثورة في سورية، طبعًا كان يوجد عدة إرهاصات وعدة أمور كانت تحصل في حمص على مدار عشرات السنوات وليس الأمر وليد لحظة يعني أنه انفجر الناس وخرجوا بمظاهرات، كانت حمص تعاني من مشكلة طائفية قبل الثورة وهذه المشكلة امتدّت لسنين طويلة، يعني أنت اليوم في حمص كنت ترى هناك امتيازات يعني يوجد عندك مواطن درجة أولى ودرجة ثانية وثالثة ورابعة، هكذا كانت الأمور، فهذا الشيء جعل الناس تشعر بهذا التمييز وهذه العنصرية، طبعًا نحن لسنا هكذا وفي حياتنا لم نفكّر بهذه الطريقة ولكن الشيء الذي تراه أنت بمؤسسات الدولة إن كان بالتعليم أو بالمشافي أو بأي قطاع من قطاعات الدولة أنت تلاحظ هذه الفروق الواسعة بشكل كبير جدًا، أضف إلى ذلك أنه قبل الثورة كان هناك محافظ اسمه إياد غزال وهذا الشخص كان صديقًا مقرّبًا لبشار الأسد فأطلق يده بصلاحيات واسعة جدًا ومن ضمن هذه الصلاحيات أنه وافق له على مشروع اسمه مشروع حلم حمص، وهذا المشروع الأساس فيه هو إعادة بناء حمص على أن تواكب التكنولوجيا والتقدم الذي يحصل، ولكن كان سيُضِرّ تقريبًا فوق الـ 10,000 عائلة بحمص، والمشروع عبارة عن تدمير السوق الأثري سوق الناعورة وهذه الأسواق القديمة وبدلًا منها يتم بناء جديد، فكان الرفض قاطعًا من أهالي حمص لهذا المشروع، بالإضافة إلى وجود ضرائب عالية يتم فرضها من قبل المحافظ والجهات المسؤولة لدرجة أنه وصلت لمرحلة أن يُقاسموا الناس رزقهم يعني تقريبًا نصف الرزق يذهب للدولة بضرائب وإلى آخره من هذه الأمور. طبعًا حي الخالدية بحمص هو حي شعبي تقريبًا نصف شباب حي الخالدية كانوا يتّجهون لموضوع المهن والصناعات إلى آخره لأنهم لم يكونوا يرون أن التعليم الموجود بسورية له مستقبل فكان نصف شباب الحي تقريبًا اتجهوا للصناعات والحرف اليدوية وكذا وإلى آخره، ويوجد عندنا نسبة مثقفين عالية لأنه بالمقابل يوجد ناس نظرتها غير هذه ولكن ما هي النظرة المقابلة؟ أنني أتعلم بهذه البلد ويوجد ناس تفكّر أنها عندما تحصل على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) تسافر، ويوجد ناس [تقول:] أنا أكمل جامعة هنا وبعدها أسافر إلى دول الخليج أو إلى لبنان أو إلى أوروبا إلى آخره، وأنا أحد هؤلاء الأشخاص يعني أنا أنهيت البكالوريا وسافرت إلى دمشق ودرست لغة ألمانية ستة شهور بشكل مكثّف جدًا وأخذت شهادة بها وكنت جهّزت أوراقي وحصلت على قبول جامعي من إحدى الجامعات في برلين وكنت أجهّز أموري لأسافر يعني لأنني أرى البلد ليس فيها مستقبل يعني مثلي مثل كل الشباب السوريين، فهكذا كانت الترتيبة قبل الثورة، بعام 2004 و2005 أنا كنت طالب إعدادية وكنت بمدرسة المتفوقين في حمص مدرسة باسل الأسد للمتفوّقين، ومدرسة المتفوقين طبعًا معروفة أن يكون فيها المتميزون على مستوى المحافظة بهذه المدرسة، فالحمد لله أنا كنت أحد المتميزين فصار عندنا مسابقة في عام 2005 على مستوى الوطن العربي وكانت ترعاها اليونيسيف وهي عبارة عن كتابة قصة قصيرة عن حقوق الطفل والشيء الذي يتعرض له الطفل من عنف أو أي شيء آخر، فأنا كتبت قصة في عام 2005 واسمها "أحبّ اللعب لكني فلسطيني" نحن كشعب سوري كلنا نحب فلسطين والقضية الفلسطينية وداعمون لها، فكانت هذه القصة القصيرة بهذا العنوان وفازت القصة وتمّت طباعتها بكتاب وكانت الجائزة عبارة -يعني أنا كنت طفلًا عمري تقريبًا في الصف السابع يعني عمري تقريبًا 12 سنة- فكان يوجد تكريم على مستوى سورية رعته أسماء الأسد والحفل كان باللاذقية فأنا كطفل يعني لا أفهم بالأمور السياسية ولم أتربَّ على تربية طائفية فأنا ربيتُ على حب هذه البلد وعلى حب القضية الفلسطينية ربيتُ على هذه الأمور، فأنا أتفاجأ إنه بعد أن خرجت أسماؤنا نحن الفائزين بالمسابقة ونزلت أسماؤنا بالجرائد وتم طباعة كتاب ففي التكريم استبدلوا اسمي بشخص آخر من الطائفة العلوية، فأنا هنا حصلت عندي صدمة كبيرة جدًا، والحمد لله كانت خيرًا لأني لا أفتخر بأن يتمّ تكريمي من أسماء الأسد، ولكن في تلك المرحلة كطفل يعني كان إنجازًا كبيرًا جدًا، فأنا كنت أسأل أهلي وغيرهم أنه: لماذا حصل هذا الأمر؟ ولماذا لم أذهب للتكريم رغم أنني من الأوائل وحتى يعني كان هناك جوائز ماليّة وهذا الشيء كله أنا لم أرَه وعندما سألت عن السبب تحجّجوا بأي شيء آخر ولكن لم يجيبوا وبعد أن كبرت عرفت هذا الموضوع أنه هكذا الترتيب وأنه أنت حتى لو كنت متميزًا حتى لو كنت عبقريًا في هذا البلد حتى لو كنت مبدعًا بهذا البلد فإنت ما دمت لست من الطائفة [العلوية] فمصيرك التهميش والإقصاء وليس لك مستقبل في هذا البلد، وهذا على الصعيد الشخصي يعني أنا عشت هذا الموقف عندما كان عمري 12 سنة ورأيت الكثير من المواقف صارت مع أصدقائي، طبعًا من الأمور التي كانت تحصل مع أصدقائي ومع محيطي موضوع الخدمة الإلزامية يعني هذه على كل الشباب السوريين ولكن نحن في حمص.. حمص كان فيها شيء غريب يعني أغلب مراكز الدولة وهذه الأمور [المهمّة] كانوا يستلمها [أشخاص] من الطائفة العلوية وليس هناك مشكلة لدينا بهذا الأمر ولكن تتمّ معاملتك معاملة مواطن درجة عاشرة أو درجة 15 بدون أي سبب، يعني الموظف أو المسؤول بشعبة التجنيد مثلًا أنا أحد أصدقائي دفع له آنذاك يعني تقريبًا حوالي 5000 أو 10,000 [ليرة سورية] من أجل ألا تتمّ مخالفته أو كذا، يعني كان هناك مشكلة صارت وهي قضية كانت بسيطة جدًا، فلهذه الدرجة، وأيضًا بموضوع الجامعات أنا لم ألحق أن أدرس جامعة ولكن كان لديّ أصدقائي أكبر مني وأنا كنت أرى ماذا يحصل معهم أن الدكتور بمجرد أن وضع إشارة على أحد فمستحيل أن ينجح بالمادة إلا إذا دفع المعلوم (رشوى)، فهذا الحال الذي كان يحصل بمؤسسات الدولة، وحتى بالمشافي يعني حتى أنت إذا كنت لست من الطائفة العلوية وذهبت إلى المشفى الوطني فسوف تتمّ معاملتك كأنك -حاشا السامعين- حيوان، يعني هكذا كانت المعاملة بكل مؤسسات الدولة، فنحن كنا نشعر بهذا التمييز ونشعر بوجود شيء ممنهج يحصل بكل المؤسسات وليس بمؤسسة واحدة، فنحن عندما خرجنا بالثورة فلأجل موضوع الكرامة، أنه يكفي إلى هذا الحد وحتى متى يستمرّ الدعس على الشعب السوري من طائفة متحكّمة بكل شيء، يعني هم لا يتميّزون عنا أبدًا بأي شيء، نحن بحمص الشيء الذي كان يميز حمص أنها كانت متعددة الطوائف يعني كان عندنا الطائفة العلوية والمرشدية والإسماعيلية وكان عندنا جيران من الدين المسيحي يعني نحن بقية الطوائف تقريبًا لا يكون بيننا مشاكل كثيرة أو لم نكن نشعر [بالتمييز] يعني أنا كان عندي أصدقاء مسيحيون، بالعكس يعني التعامل بيننا كان رائعًا وكان أقرب للأخوّة ولم نكن نُحِسّ بهذا الأمر، وأيضًا كان عندي أصدقاء من الطائفة العلوية تشعر أن كل شخص منهم مسؤول كَون أن أحياءنا متداخلة بين بعضها وإطلاق يدهم بالبلد يجعل أي شخص منهم ولو كان عامل نظافة يتكلم معك وكأنه مسؤول، فهذا الشيء كان كله إرهاصات يعني طبعًا هذا الشيء ليس في سنة أو سنتين أو ثلاث، هذا استمر عشرات السنين والشعب السوري يعاني من هذا الضغط، على فكرة كل الطوائف عدا الطائفة العلوية كانوا يكرهون هذا التعامل والتسلّط وليس علينا فقط، يعني هذا الشيء لم يكن يتمّ فقط على الطائفة السنّية إنما على كل الطوائف حتى الشيعية يعني أنا كان عندي صديق شيعي يكره التعامل معهم بشكل لا يُوصف يعني ليس بناءً على موضوع طائفة لا ولكن التعامل يعني هم المواطن الذهبي والدرجة الأولى، فهذا التمييز العنصري كان ليس فقط على الطائفة السنّية إنما كان على الجميع، ونحن استغربنا أن بقية الطوائف كان هناك مشاركة منهم [بالثورة] ولكن ليس نفس الزخم الذي شاركت فيه الطائفة السنّية، ليس نفس الزخم أبدًا، يعني أنا أعرف شبابًا كثيرين كانوا من الطائفة الإسماعيلية وحتى يوجد شباب علويون شاركوا معنا، يعني نحن لا نريد أن نُعمّم تعميمًا أعمى وكان يوجد منهم أشخاص لا يرضون بهذا الشيء ولكن نحن نتكلم عن النسبة الأكبر، النسبة الأكبر كان هكذا تصرفها وتعاملها مع الناس، فنحن استغربنا من بقية الطوائف أنهم لم يشاركوا بنفس مشاركة الطائفة السنّية، ولكن قدّموا تضحيات ويوجد شباب أنا أعرفهم جيدًا من جميع الطوائف حتى العلوية، يعني أنا أتذكر شخصًا صديقًا لنا دكتورًا من الطائفة العلوية كان مؤسّس أول تجمّع بحمص اسمه تجمع نبض الثورة وفيه من جميع الطوائف.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2023/08/13
الموضوع الرئیس
سيرة ذاتيةالنهج الطائفي لنظام الأسد التركيبة الطائفيةكود الشهادة
SMI/OH/224-01/
أجرى المقابلة
خليل الدالاتي
مكان المقابلة
اعزاز
التصنيف
مدني
المجال الزمني
عام
updatedAt
2024/04/22
المنطقة الجغرافية
محافظة حمص-الخالديةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
قناة الجزيرة
تلفزيون سوريا
قناة أورينت / المشرق
قناة العربية
قناة حلب اليوم
تنسيقية حي الخالدية بحمص
معهد صحافة الحرب والسلام