المظاهرات السلمية واعتداء الشبيحة وقوات الأمن على المتظاهرين
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:16:19:12
هذه بعض القصص البسيطة وكانت مهمة جدًا برأيي وكانت يعني محركًا أساسيًا بانتقال عدوى الثورة وانتشارها بين الناس. قبل الثورة كان يعني انتشار الموبايلات كان أكثر شيء [هاتف] نوكيا ولم يكن في ذاك الوقت الموبايلات الحديثة وكان انتشار الإنترنت في بيانات والإنترنت كان مقتصرًا أنه إذا الشخص يعمل على الكمبيوتر فيجب أن يذهب إلى مقهى [إنترنت] فكان يوجد بعض التطبيقات المتاحة على الجوال أذكر منها تطبيقًا اسمه "برلينغو" [الصحيح بالرينغو - المحرر]، هذا التطبيق هو عبارة عن تطبيق دردشة فيه كثير من المجموعات تمّ إنشاء مجموعة في شباط هذه المجموعة كان اسمها -وفق ما أذكر- أحرار الثورة السورية أو الثورة السورية الكبرى، فأنا بحثت ووجدت شيئًا متعلّقًا بالثورة ودخلت فيها، طبعا العالم هنا لا أحد يثق بأحد وتدخل بأسماء وهمية والاسم الذي دخلت فيه هو فداء الحرية، وتدور في الغرفة أحاديث ونقاشات أنه متى ستخرج المظاهرات والدعوات وكذا، يعني كانت تساهم بانتشار أخبار المظاهرات ومتى يمكن أن يكون توقيتها، فأنا عندما شاركت بأول مظاهرة في 25/ آذار/ مارس كانت هذه إحدى الغرف التي كنت أرسل عليها التسجيلات الصوتية وصور كنت أصوّرها بهاتفي، بهذه المظاهرة في 25/ آذار/ مارس أتذكر أن هناك صبيّة (شابّة) ليست مُتحجّبة وهذه البنت هي الأولى التي صرخت: الشعب يريد إسقاط النظام، طبعًا كان هناك شاب أحد أصدقائي اسمه أنس العبد الله -رحمه الله استُشهد- وكان عاري الصدر وكان يحمل في يده قرآنًا، وكان هناك شاب آخر مسيحي أتذكره كان يحمل الصليب ويمسكون أيديهم بأيدي بعض والهتافات والشعار الذي كان يتردّد: حرية حرية إسلام ومسيحية، يوجد بعض الأشخاص ممكن أنهم كانوا مُتحزّبين أنا يعني عرفت لاحقًا أن هؤلاء من شيء اسمه حزب التحرير وكان هناك شعار سمعته قال: دستورنا القرآن، يعني هذا الشعار لم تتفاعل معه الناس، الشعارات كانت العامة والواضحة والصريحة والتي كانت بعيدة عن الطائفية أو التوجّه باتجاه معيّن هذا كان هو السائد بالشعارات في تلك الفترة.
بعد أن تمّ الاعتداء على مظاهرة 25/ آذار/ مارس وضربوا قنابل مسيلة للدموع وبالهروانات وعصيّ الكهرباء إلى آخره، صار هناك اشتباك بين المتظاهرين وبين قوات الأمن والشبيحة الذين كانوا مُتنظمين بمسيرة مؤيّدة لا يتجاوزون ربما 200 أو 300 شخص بالمقابل كان هناك تقريبًا 5000 أو 6000 متظاهر بساحة الساعة، طبعًا معهم قوات الأمن الذين كانوا مسلحين وصارت الاشتباكات والمتظاهرون يريدون أن يحموا أنفسهم، كيف يحمون أنفسهم؟ لا يوجد سلاح في تلك الأوقات كان هناك يعني الحجارة، صرت أتذكر بوقتها أطفال الحجارة في فلسطين عندما رأيت هذا المنظر، يعني قوات الأمن عندنا للأسف الذين يُفترض أنهم سوريون يواجهون أبناء بلدهم بأسلحة وقنابل مسيلة للدموع، بينما الشعب كان لا يملك سوى الحجارة، هذه بعض الأمور البسيطة التي حصلت في هذه المظاهرة وكانت بالفعل مميزة جدًا.
الشاب الذي مزّق صورة حافظ الأسد وبشار الأسد اسمه الحاج خضير، هذا الشاب أنا التقيت معه بالسجن لم أكن أعرف أن هذا الشاب هو نفسه عندما دخلت إلى السجن كان قد اعتُقل قبلي وفعلًا تعرّفت إليه وتحدث لي كيف صارت القصة عندما رأى صورة بشار الأسد وحافظ الأسد وبسبب الكبت الذي كان يعيشه الشعب السوري لم يعُد يرى شيئًا أمامه ولم يجد نفسه إلا ارتقى على الحائط وركل صورة حافظ الأسد ومزّق صورة بشار الأسد وبعدها بقي محبوسًا في المُعتقل سبع سنين، خلال الانسحاب من المظاهرة أنا قلت لكم إني جئت على الدراجة الهوائية فأنا عدت بنفس الدراجة ولكن من طرف فرعي لأنه بوقتها صار الأمن والشبيحة ملؤوا البلد وخصوصًا وسط المدينة، وحي الخالدية ليس بعيدًا جدًا عن مركز المدينة يعني تقريبًا 1 كيلومتر أو واحد ونصف كيلو متر لكن بصراحة لم أكن أخاف كشخص من المخبرين لم أكن أعرف يعني هل هو عمري في ذاك الوقت واندفاع الشباب الموجود لم يكن يخاف من شيء وأنه كُسر حاجز الخوف أو شيء آخر، لا أعرف بصراحة، لكن في وقتها بعد هذه المظاهرة صرنا نجلس كثيرًا أنا وأصدقائي كي نتهيّأ للخروج بالمظاهرات التي بعد هذه المظاهرة يعني دعنا نقول تشكيل ورش أو خلايا عمل بسيطة جدًا من الشباب.
بصراحة يعني الشعب السوري بالمظاهرات صارت بداية الثورة هو ينقسم قسمين: قسم كان ما زال خائفًا جدًا وقسم ليس خائفًا وكُسر عنده حاجز الخوف وبدأ إنه يخرج بالمظاهرات، ولم تكن الأعداد كبيرة، ولكن هذه القلة التي خرجت بالثورة بالبدايات بأول كم جمعة وأول كم شهر كان استمرار هؤلاء الأشخاص هو الذي شجّع بقية العالم، ويوجد ناس بقيت مؤيّدة للنظام، ونحن لا نريد أن نقول إن الطائفة العلوية فقط هي التي ساندت النظام، كان هناك الكثير من السنّة موجودون مع النظام إن كان ضباط جيش أو بالدوائر الحكومية أو بأفرع الأمن، فانقسم الشعب السوري من وقتها بصراحة يعني منذ بداية ثورات الربيع العربي الناس قبل أن تخرج بالمظاهرات كانت حسمت قرارها يعني ناس مؤيدون للموت وناس تنتظر الشرارة لتشارك مباشرةً وناس لا تزال خائفة لترى أين تميل الكفّة أو ليتبينوا أكثر ماذا يمكن أن يفعل النظام، يعني لا يزال هناك خوف يعني، خرجت مظاهرات حسنًا، لكن الناس التي تُعتقل ما مصيرها؟ ماذا ممكن أن يفعل النظام؟ العالم الشيء الذي سمعت عنه بإحداث حماة لم يكن سهلًا أبدًا، فالناس كانت بحالة ترقّب والشيء الذي حصل أن الناس بعد كل مظاهرة كانت تزيد الأعداد بشكل كبير فكانت تتشجّع ناس جديدة، والشيء الذي كان يجعل الناس تخرج بأعداد حاشدة هو الدم، يعني النظام كلما زاد بإجرامه ويسقط شهيد ففي الجمعة التالية يخرج ضعف العدد ويسقط شهيد ثانٍ جديد فتخرج العالم أكثر، العالم عندما كانت تخرج لتشييع الشهداء كان يخرج آلاف الناس يعني الذي لم يكن يخرج بالمظاهرة صار يريد أن يخرج بالتشييع، والتشييع هو عبارة عن مظاهرة نحن كنا نمشي فيها مثلًا من الحي الذي قُتل فيه الشهيد مثلًا هو من حي الخالدية أو من حي البياضة أو كذا فنظل ماشين فيه إلى تل النصر يعني تقريبًا حوالي 7 أو 8 كيلومتر أو 10 كيلومتر نمشي حتى نصل لهذه المقبرة وندفن الشهيد فيها، فهكذا كان يعني انقسام الناس خلال الثورة السورية في بداياتها بحمص.
بصراحة بهذا التوقيت تحديدًا نحن كنا لا نزال بحالة ترقّب يعني نحن هل ممكن أن تخرج المظاهرة التي بعدها أو غير ممكن أن تخرج المظاهرة التي بعدها؟ يعني التنسيق لم يكن على مستوى حمص أو حتى ليس على مستوى حيّ الخالدية يعني بصراحة، على المعارف فقط والأصدقاء المقرّبين المقرّبين جدًّا أنه إذا خرجت مظاهرة نحن سنشارك بها ولكن لا يزال لم يُبنَ هذا الأساس التنظيمي وهذه التنسيقيات، يعني لم يكن موجودًا، كان موجودًا فقط يعني أنا أتذكر انطلقت صفحة الثورة السورية التي كانت من خلالها يتم تسمية أسماء الجمع، وكان عندنا شبكة شام وكان عندنا شبكة أوغاريت هؤلاء يعني منذ بداية الثورة انطلقوا هذه يعني وسائل الإعلام التي كانت موجودة في تلك الفترة، وبين الجمعة والثانية تحصل تغييرات، والتغييرات التي تحصل أنه نحن صرنا نتعرّف إلى أشخاص جديدين معنا بنفس الهدف ولم نكن نعرفهم فبدأ هنا التنسيق وأنا أخبرتك أنني دخلت بمجموعة اسمها أحرار الثورة السورية على تطبيق "برلينغو" على الجوال وأنا صرت أرسل المقاطع أو الصوتيات والصور وهنا بدأت تزداد العلاقات وتشبيك العلاقات ولكن ببطء وحذر شديد بسبب القبضة الأمنية والنظام يسيطر على كل شيء حرفيًا ويوجد خوف كبير جدًا، بعدها أنا أتذكر يعني بالجمعة التي بعد 25/ آذار/ مارس لا أتذكر أنه خرجت بالخالدية مظاهرة يعني أتذكر الحدث الذي بعده تمامًا عندما استشهد شباب باب السباع، كانوا في مظاهرة وكانوا بضعة أشخاص وجاء الأمن وأطلق النار عليهم وماتوا تقريبًا 7 أو 8 شهداء -لست أتذكّر الرقم بالتحديد ولكن هكذا يعني تقريبًا الرقم- وهنا عندما علمنا بالخبر، يوجد نقطة مهمة أنه نحن لم يكن بيننا بعدُ آلية تواصل مثلًا ماذا حصل بالحي الفلاني أو مثلًا سقط شهيد، كان الخبر يصل إلينا بعد مدة طويلة، يعني لا يوجد هذه الغرف الإخبارية الموجودة حاليُا أنه بلحظة وقوع الخبر يصل، في تلك الأثناء لم يكن هذا الأمر، فوصلنا خبر الشباب أنهم كانوا خارجين العصر واستشهدوا ووصل الخبر لأحيائنا وهنا هذا الشيء حرّكنا جميعًا يعني خرجت أعداد كبيرة جدًا وبدأت مظاهرات مسائية من حي دير بعلبة ومن حي البياضة ومن حي الخالدية ومن كافة أحياء حمص، اتجهنا باتجاه حي باب السباع مشيًا وكان الهتاف: بالروح بالدم نفديك باب السباع، وصلنا إلى حي باب السباع ونصرناهم وآزرناهم ورأوا أن كل أهل حمص معهم، وخلال هذه المظاهرات المسائية سقط شهيد وبعض الإصابات لأننا كنا متوجهين لإسقاط تمثال حافظ الأسد الذي هو بالحي الملاصق لحيّ باب السباع ولكن قوات الأمن والشبيحة لم تسمح بهذا الشيء وبدأت تضرب الرصاص على الناس، طبعًا انتهت المظاهرة في حينها يعني تقريبًا الساعة الواحدة ليلًا وهنا نحن كنا خرجنا تقريبًا من بعد المغرب ولم نعُد إلى الليل، فتعبنا ونريد أن نرجع إلى بيوتنا، وهنا كان لا يوجد [مواصلات] يعني جئنا مشيًا فكيف سنرجع؟ إما مشيًا أو بطريقة ثانية، فأنا حينها رأيت سيارة سوزوكي (نصف نقل) وأشرت لها وقلت: إلى أين ذاهب يا أخي؟ فقال لي: ذاهب إلى [حي] البياضة، فقلت له: زكاتك أوصلنا بطريقك إلى دوار القاهرة فصعدت وأنا لم أتحدث بشيء للسائق وهو لا يعرف لكنه رأى أنه يوجد اضطراب وحصلت مشاكل لكن الرجل لا يعرف ماذا حصل، فدخل من حي علوي ونحن عندنا الأحياء متداخلة يعني الحي السنّي بجانب الأحياء الموالية أو الأحياء التي فيها الطائفة العلوية.
ففي تلك اللحظة في 17/ 4/ 2011 في هذا التاريخ كان يوجد شيء اسمه لجان شعبية، تم تشكيل لجان شعبية بالأحياء الموالية ونزلوا بالعصي الكهربائية والمسدسات وتم تسليحهم من قبل النظام، مع أننا خلال هذه المظاهرات لم تصدر أي دعوة منا أننا نريد أن نهجم على الأحياء العلوية أو من أي طائفة كانت، يعني لم يكن تفكيرنا ولا أنا رأيت أحدًا من المظاهرة تحدث بشعار طائفي، يعني نحن كنا نخرج ضد إسقاط المحافظ ونتيجة عنف النظام والضغوطات التي حصلت والأسباب المتراكمة صار [الهتاف]: الشعب يريد إسقاط النظام، فلم يكن هناك اتجاه على الطائفة العلوية نهائيًا، فأوقفونا وهجموا علينا مباشرة وقالوا: هؤلاء المُندسّون كانوا في مظاهرة وهجموا علينا يريدون أن يقتلونا ووضعوا القيود بأيدينا ويريدون أن يضربونا بعصيّ الكهرباء والهروانات، وأنا هنا خفت لأن جوالي كان مليئًا بالصور والفيديوهات يعني خفت وقلت: إذا أخذوا الجوال فأنا لن أرى الضوء مجددًا يعني خفت على نفسي كثيرًا، ولحسن الحظ أحد الأشخاص من الذين كانوا يقفون مع هذه اللجان الشعبية كان زميلي بالمدرسة وهو من الطائفة العلوية فجاءت عيني في عينه وقلت له: ماذا يحصل يا طاهر؟ اسمه طاهر، فصرخ عليهم وقال لهم: اتركوه اتركوه هذا أعرفه [وكان] رفيقي بالمدرسة من جماعتنا، وسبحان الله، الله نفّذني بهذا الموقف فعدت إلى الخالدية، ولما عدت إلى حي الخالدية كان هناك شيء غريب حصل بالحيّ وهو أنه كان قد وصل خبر لحي الخالدية أن الشباب من الأحياء الموالية أو من الطائفة العلوية يريدون أن يهجموا عليكم، ووصل خبر لهؤلاء اللجان الشعبية أن جماعة الخالدية يريدون أن يهجموا عليكم، يعني كان هناك طرف ثالث والأرجح هو النظام الذي كان يغذّي هذا الأمر أن هؤلاء إذا أسقطوا النظام فسوف يقتلونكم فصار الموضوع هكذا، فيما بعد هذا الذي اكتشفناه لاحقًا.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2023/08/20
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في حمصكود الشهادة
SMI/OH/224-04/
أجرى المقابلة
خليل الدالاتي
مكان المقابلة
اعزاز
التصنيف
مدني
المجال الزمني
03-04/2011
updatedAt
2024/04/22
المنطقة الجغرافية
محافظة حمص-باب السباعمحافظة حمص-الخالديةمحافظة حمص-مدينة حمصشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
حزب التحرير الإسلامي
شبكة شام الإخبارية
صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد - شبكة الثورة السورية
اللجان الشعبية - نظام
شبكة أوغاريت