الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الخروج إلى تركيا والنشاط الثوري في حلب وريفها

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:23:14:01

أبو عبد الله كان يبدو أنَّ لديه معرفة مع ملهم عبر شخص من عقربات يعرفه وينسّق معهم وساعدهم في الوصول من ريف إدلب إلى عقربات ومنها إلى تركيا، وأبو عبد الله هو قريب لأحد الأشخاص هناك وهو الذي ساعدهم في الهروب إلى تركيا ولديهم خبرة في هذا الموضوع وهم أصلًا يعملون في التهريب بين تركيا وسورية وهو أرسل لي ملهم وتكلَّم معي وكنت أحكي له عن الوضع في حلب وما يحصل حين وصل إلى تركيا وبعد يومين [أو] ثلاثة اقترح عليّ أن أذهب لتركيا لأجلب المعدّات وأنا لم تكن الفكرة واردة في ذهني وكيف سأخرج إلى تركيا وحلب كلها شبيحة والوضع الأمني وليس معي جواز سفر ولكن اتصلت مع سيرفيس وأخبرني أنَّه: سألاقيك في ساحة سعد الله  الجابري في المكان الفلاني، ووجدت شخصًا كبيرًا بالعمر لديه سرفيس أبيض قديم يعمل على خطوط داخل حلب واشترى لي عصيرًا لكي أهدأ، خرجت معه وطبعًا حقيبتي كانت مليئة بالمعدات واللابتوب وكل شيء وأرشيفي وأشياء أخرى كان الشباب قد طلبوها مني حين خرجت بها من إدلب أخذتها معي.

وأذكر أن الطريق كان مخيفًا جدًا لي وكنت الراكب الوحيد في السيرفيس وهذا الموضوع كان غريبًا ويبدو أنَّ أبو عبد الله يعرف الطريق ولكن غير متأكد ويقول لي أنَّه: هنا من الممكن أن يكون حاجز هنا قد رتّبت أموري معه، أو قد يكون هنا حاجز طيّار (مؤقت) ويجب أن أكون حذِرًا، وكان الموقف الأساسي الذي حصل لي هو الوصول إلى أحد الحواجز فعلًا ودخلنا إلى منطقة اعزاز أو منطقة قريبة منها، ولكن وصلنا إلى إحدى القرى الصعبة وكل الطرقات زراعية وصعبة جدًا والموضوع يأخذ أربع [أو] خمس ساعات حتى الوصول إلى عقربات أو أطمة، وهذا في شهر نيسان/ أبريل 2012 وأنا في وسط شهر نيسان/ أبريل بدأت الخروج من حلب باتجاه تركيا. 

وهذه الحاجز أوقفنا وهنا لأول مرة أكتشف بعد الخروج منه طبعًا بدأت بالدعاء واعتقدت أنَّ الأمر انتهى بي وكل معداتي معي وواضح أنني الوحيد في سيرفيس وأنه يجب أن يتم اعتقالي، ولكن اكتشفت للمرة الأولى أنَّ الحاجز للثوار بعدما قطعنا الحاجز وأخبرني أبو عبد الله أنَّ هذا يبدو حاجزًا للثوار وهو ليس لديه فكرة ويبحثون عن الشبيحة وهو حاجز طيّار أقيم في تلك المنطقة في ذلك الوقت، وهنا عرفت عن الثورة المسلحة وعن بداية العمل العسكري في ريف حلب بشكل موسّع، وبدأنا نسمع أخبارًا عن تشكيل الكتائب في مارع وعندان وحريتان وفي حيان واعزاز أيضًا فيها بدأ بشكل متقدم. 

ووصلت إلى منطقة عقربات وأقمنا هناك في منزل أبو عبد الله ليلة ولم أكن وحيدًا وكان هناك مجموعة من الشباب الراغبين للذهاب إلى تركيا وكان أشبه ببيت لوجستي وهذا البيت تطوّر لاحقًا وبقي سنوات، وواضح أنَّ منزل أبو عبد الله هو مركز للثورة بين حدود سورية وتركيا وتهريب الأشخاص والمعدات بين سورية وتركيا ومن عقربات، كنت أرتجف ولا أعرف كل هذه المناطق وأنا كنت في عمر 17 عامًا وأول مرة أخرج من بيتي ومن منطقتي وحدي ومع شخص غريب أقمت عنده في المنزل وأنتظر الخروج والوصول إلى الشباب ولا أعرف من هو المخبر وإذا كان شبيحًا هل سيوصلني إلى النظام؟ ومع من أنا؟ ولم أكن متأكدًا من كل تلك الأحداث التي تدور وأخذني إلى أطمة في صباح اليوم التالي من الفجر وأوصلني إلى الحدود السورية التركية وطلب مني الركض باتجاه الحدود وكان على الطرف الآخر وقال لي: تمشي أقلّ من 1 كم هناك قرية ونحن نرى مسجدًا بعيدًا قليلًا، قال لي: وتصل إلى هناك وتجد رجلًا تركيًا معه سيارة بيضاء ويبدو أنَّه مهرب ويعرفون [بعضهم] ومتواصلون مع بعضهم. 

وبدأت بالركض للمرة الأولى وكنت وحدي وعبور الحدود وهذا كان كارثة بالنسبة لي هذه التجربة، وكان هناك مجموعة من الأسلاك الشائكة وحاولت إبعادها وقطعتها بشكل خفيف حتى أعبر وحتى نزفت من يدي بعض الدماء وركضت باتجاه هذا المسجد ورأيت المهرّب للمرة الأولى، وهنا كانت فرحة غريبة وخرجت معه وأسمع للمرة الأولى أغاني تركية في السيارة وشعرت بأنَّني خارج البلد لأول مرة وأشخاص غريبون ويتكلمون لغة غريبة ووقفنا وكنت جائعًا جدًا وقد خرجت من الصباح ووصلت إلى هذا الشخص كان الوقت بعد الظهر قرابة العصر وأوقفني على الطريق واشترى لي التوست (الخبز المحمّص مع الجبن) ولأول مرة أعرفه بهذا المسمى وبهذه الطريقة سندويش بالجبن، وكانت الأمور غريبة بالنسبة لي رغم أنَّني زرت تركيا سابقًا كسائح عدة مرات ولكن هذه الزيارة من خلال هذه القرى وطريقة الوصول كانت مختلفة بالنسبة لي، وبالفعل أوصلني إلى أنطاكيا إلى منزل الثورة كما يسمّى الذي استأجره ملهم والشباب، وقبل أنا أصل كان هناك شباب قد قدموا من خارج سورية واستأجروا هذا البيت وبدؤوا بتجهيز مقر لوجستي للثورة في إدلب في هذا المكان، وكانت الفرحة شديدة بلقاء الشباب  للمرة الأولى بعد الفراق في إدلب.

هنا دفعت أموال تقريبًا 1200 ليرة كلها الرحلة من حلب إلى الحدود التركية والإقامة كان قد رتّبها الشباب كلها وكانت مثل كلفة للوقود وأشياء مثل هذه، ووصلت فوجدت في البيت أشخاصًا جددًا غير الذين كنت أعرفهم وكان أول الأشخاص الواصلين إلى هناك محسن أصفري كان يقيم في هذا البيت ومن استأجر المنزل طريف سيد عيسى ووصل من السويد وجهّز هذا المكان، وآخرون قد قدموا من خارج سورية وجهّزوا لنا المكان للإقامة وهذا المنزل أصبح مركزًا للثورة وبدأ يتردد إليه عشرات الأشخاص وأصبح لسنوات لاحقة أصبح مكتبًا للثورة وفيه العشرات من الشباب الفاعلين والنشطين.

[معبر] باب الهوى كان مستثنى من الخطط وحواجز النظام لا يمكن المرور عليها فكيف المرور إلى تركيا؟ وكنا نمر بالقرب من باب الهوى بالطريق على أطمة  وكان هناك منطقة مكشوفة للقناصة بالقرب من باب بالهوى ومنطقة خطرة نعبر من أمامها ونصل إلى أطمة ويبدو بين سرمدا وأطمة كان هذا الطريق.  

والغريب في تركيا أول ما وصلت والفارق أني كنت أنزل إلى السوق وكان هناك محل الموصلي وهو من أشهر المحلات التي عملت بلوجستيات الثورة وهو محل تركي متخصص في بيع الكاميرات والمعدات ونزلت إليه في سوق حلب في أنطاكيا مع ملهم والشباب ولأول مرة أشتري ما أحتاجه من معدات الثورة والكاميرات والكروت (حافظات الذاكرة) وغيرها بشكل علني وواضح، والتمويل هنا كنا هناك تمويلات قد وصلت جيدة كمكتب وكتنسيقية وكان هناك أقارب يدعموننا في إدلب بعض الأقارب في السعودية فراس ابن خالتي وآخرون كانوا يرسلون لي أموالًا لشراء هذه المعدات ولاحقًا طريف وياسر سيد عيسى بدؤوا في دعم التنسيقية في إدلب بشكل جيد، وأول ما وصلت حلب أرسلت لي زينة رحيّم كانت تقيم في بريطانيا وهي من إدلب أرسلت لي 7000 دولار ووصلني بالليرة السورية كان عبارة عن كيس وبدأت بشراء المعدات وتوزيعه للشباب كمصاريف للتنقل وشراء معدات أخرى، وهذه المرات الأولى الذي كان يصلني فيها تمويل ودعم لمعدات إعلامية وللثورة.

أنا لا أعرف من الشخص الذي وصلني وكانت هي قد أعطت رقمي لشخص بعدما تواصلت معي وشخص ركن السيارة بقربي وأعطاني كيس أموال وقال لي: هذه من زينة، وكانت الأمور غريبة جدًا ومخيفة بالنسبة لي، ويبدو أني كنت الوحيد في حلب بهذا الخوف وأنا لا أعرف الأشخاص وغير متواصل مع ثوار حلب، وكان تواصلي فقط من خلال عارف وشباب تنسيقية السكايب كما تسمّى في ذلك الوقت كانت، وهي كانت تقيم مظاهرات السكايب السريعة والطيارة في مناطق حساسة في حلب، وهناك تنسيقية أخرى متخصصة في الجُمع والمظاهرات الأكبر وهذه لم أكن على احتكاك فيها وكنت فقط أسمع عنهم وأخرج إلى هناك ولكن كنت في مجموعة السكايب وكلها كانت أسماء وهمية ولا أعرف أشخاصًا منهم وكنا نخرج في مظاهرات وكنت أرسل لهم هذه  المواد بعد التعرّف إليهم بعدة جلسات أعطيهم المواد ولا أسألهم عن اسمهم الحقيقي ولا أفضّل ذلك وهم كانوا لا يفضّلون التعريف في ذلك الوقت. 

وهذا الموضوع الحقيقة استمر حتى تطورت في شراء المعدات والإمكانات المالية من التمويلات التي وصلتنا وبدأنا نشتري كاميرات النيكون والسوني للمرة الأولى وكنا نعمل معًا كاميرات الهاند كام وبدأ هنا شراء بعض الكاميرات الاحترافية وأجهزة البث المباشر، و[أجهزة] الثريا كانت غالية ومكلفة وبدأنا بشرائها وبإيصالها إلى الناشطين في حلب وهنا كانت ثورة الجامعة على أشدّها وكنت مع حمدي وهو كان نقطة الاتصال بالنسبة لنا وقد أتى من إدلب إلى حلب وبقي في إدلب مختبئًا لأشهر وبعدها وصل إلينا في حلب وكان يبقى عندنا عدة أيام ثم يعود إلى إدلب ولم يخرج إلى تركيا في ذلك الوقت، وكان صلة الوصل مع الجامعة في ذلك الوقت وتعرفت إلى وعد الخطيب وعلى مجموعة من الشباب والصبيّات الطلاب في جامعة حلب الذين يقودون النشاط الثوري في ذلك الوقت، ومهند كان صلة وصل كون لديه أخوال من حلب وأقارب وصلة أخرى في مجموعة ثانية مع الثوار ومع الشباب الناشطين، وكنا نبحث بكل ما نستطيع من سبل لنتعرف إلى أشخاص أكثر وكنا لا نستطيع التقدم مع هذا الموضوع إلا بدعم هؤلاء الأشخاص ومساندتهم، وكنت أنا هنا بدأت أتردّد أكثر إلى ريف إدلب بعدما سمعنا الأخبار عن إدلب وما يحصل من نزوح وقصف أوسع في إدلب، وبدأنا بالتوجّه للعمل على الموضوع الإغاثي والإنساني للأهالي أكثر، وهنا استمرّ الحال بين تركيا وإدلب وحلب حتى الخروج من حلب، وأهلي كانوا يقيمون في حلب وحتى خرجنا من حلب في شهر تموز/ يوليو وأنا لم يكن لديّ منزل أو مقر، فقط أتنقل مع الشباب مع بلال وملهم ومهند في تلك المناطق.

أذكر أنَّني خرجت ودخلت من هذا الطريق من 8 إلى 10 مرات على أقل تقدير مع أبو عبد الله من نفس الطرقات مع تعديلات دائمة في طريقة الخروج وفي طريقة التهريب إلى تركيا، وهنا بدأت تزداد صعوبات الحدود التركية السورية وبدأ هنا خروج بعض النازحين إلى تركيا أعداد قليلة جدًا أو حتى شباب الثورة بدؤوا يدخلون ويخرجون وبدأ التشديد التركي على الحدود، وهنا بدأت مرحلة خطرة قليلًا وصعبة وتعرّضت إلى مواقف كثيرة حين الدخول إلى تركيا والعودة إلى سورية، وأيضًا على الطرقات داخل النظام لأكثر من مرة وتعرضت لإطلاق رصاص وتعرضت لأكثر من مرة لجرح في الأيدي نتيجة محاولة إزالة الأسلاك الشائكة أو الهجوم من الكلاب البوليسية لعدة مرات، وأنا وبلال أذكر هذا الموقف وتعرضنا لعضات وهجوم من الكلاب البوليسية أثناء العبور بين سورية وتركيا وهذه بالنسبة لي كطفل ما زلت تحت الـ 18 سنة كانت تجربة مخيفة وواسعة خصوصًا أني كنت بعيدًا عن أهلي ولكن أصدقائي أصدقاء الثورة الذين عشت معهم تجارب كثيرة السنة السابقة في إدلب كانوا قوة كبيرة بالنسبة لي ودافع الثورة ولمساعدة الناس في العمل الخيري هناك كان دافع كبير في الاستمرار ولمواجهة هذه الصعوبات. وانتقلنا في تركيا من أنطاكيا من هذا المنزل الذي بدأنا به إلى منزل في الريحانية وكان هو البيت الثاني للثورة بالنسبة لثوار إدلب على الأقل في تركيا، وكانت الريحانية هي أقرب إلى الحدود وهذا الكلام بعد تحرير باب الهوى وبدأنا نخرج من باب الهوى مباشرة إلى تركيا.  

كان الخروج والعودة من نفس الطريق وذكرت لك في المرة الأولى كان أول حاجز الأكثر رعبًا بالنسبة لي وكانت أقدامي ترتجف في ذلك الوقت ولكن في المرات التي تليها تعرضنا لعدة مواقف، تعرّضنا لإطلاق رصاص مرتين تقريبًا  على الطريق، وكانت قد بدأت اشتباكات في هذه المناطق، وذات مرة أصاب السيارة الرصاص ولكن لم يُصَب أحد منا بأذى وكانت الطرق التي كان أبو عبد الله يسلكها هي طرقات غير نظامية مرصودة وكانت حواجز النظام أو حواجز الثوار تشكّ بالعابرين عبر هذه الطرق الزراعية فكانوا إما شبيحة يهربون من الثوار أو ثوارًا يهربون من حواجز الشبيحة، وبالتالي كانت طرقًا خطيرة وتعرضنا مرتين لإطلاق رصاص وأصيبت السيارة أكثر من طلقة ونجونا منها، وتعرضنا لتأخير في الوقت، أبو عبد الله لديه غرف تنسيق وأشخاص معارف فكلما نصل إلى قرية يتصل بأحد من القرية التي تليها ويسأل إذا كان هناك حواجز، وأحيانًا يكون هناك حواجز قد نُصبت على الطريق طيّارة أو لا نستطيع العبور [منها] فننام عند أحد أو في السيارة لمدة يوم أو ننتظر ساعات حتى نعبر القرية أو هذا الطريق، وكانت فعلًا مغامرات شيّقة ولكن مخيفة وخاصةً أنا كنت مُحمَّلًا بمعدات لوجستية وإعلامية.

كنا نحن نقيم في قلب [مناطق] النظام داخل حلب وفي الحي المقيمين به في حلب كان هناك عدد من الضباط يقيم في نفس الحي فكان هناك تدقيق داخل الحي نفسه وهذا نوع من الأمان المخفي أنَّ هذا الحي لا يسكنه إلَّا الضباط والشبيحة أو المحسوبون عليهم وهذا كان يخفّف العيون علينا في حلب ولكن تعرضت طبعًا لمواقف كثيرة ومخيفة جدًا في حلب. 

وكنت أخرج من شارع النيل الموغامبو وأتعرّف إلى ناشطين جدد أو أكثر لمحاولة التظاهر في حلب ولم تنجح ونجلس هناك وننتظر صيحات وتكون عبارة عن مظاهرات وهمية يقيمها الشباب لكي يأتي الأمن، وهي نوع من التمويه لكي يأتي الأمن لأنَّ الغرف أغلبها مخترق ولكن أذكر مواقف عديدة ذات مرة في حي الموغامبو كنت أنا وحمدي ويعرب أصفري كان في سيارته ومهند وشخص خامس وكنا في السيارة والسيارة مليئة بالمعدات وكنا من إدلب وكنا من ثوار إدلب المطلوبين والسيارة مليئة بكل المعدات والكاميرات والكروت والأرشيف وغيره وبخاخات الرذاذ وكل شيء، وفي ذلك الوقت لم يكن هناك واضح لنا الخوف من حلب يعني لم يكن السبب الخروج في مظاهرة وكنا خارجين ليلًا للعشاء في الموغامبو في حلب، وكان هناك شجاعة عالية لدينا كوننا خرجنا من إدلب والتنقل وعدم الخوف وأوقفنا حاجز طيار في الموغامبو قبل أن نصل إليه كان هناك سيارتان على التفتيش ويبدو أنه  كان يبحث عن ثوار إدلب بالتحديد، وقبل أن نصل إلى الحاجز يعرب أخرج عدة باكيتات (عُلب) من الدخان وأشغل أغاني بصوت عالٍ وحاولنا محاولة التمويه بأنَّنا من حلب ومن هذه المنطقة وكان يتسكّع فيها شباب كثير في ذلك الوقت في هذه المنطقة بالتحديد، فأعطى الجنود الدخان وتكلَّم معهم كلمتين وكان هذا الموقف خمس دقائق ولكن يعادل خمسة أشهر من حياتي على الأقل من الخوف والرعب في تلك اللحظات التي مررنا بها. 

وتعرَّضت للوقوف إلى الحواجز ولكن كنا نمرّ منه بطريقة ما أكثر من مرة وكانت المشكلة بالنسبة لنا وكثير من أهالي إدلب يمرون على الحاجز ويتم تفتيشهم ويمرون بسلام ولكن هذه المرة ممكن أن تكون المرة الأولى ربما تكون الأخيرة ولكن الحمد لله جميعها مرت بسلام ولم نسقط في فخ نُصب لنا.

كانت الفكرة (فكرة توزيع البيض) من مهند أو من والدته وحلب في المنطقة هذه فيها مسيحيون كثر وكانت أوقات احتفالات وكنا قد خرجنا من إدلب ونحاول إيجاد أفكار جديدة في الثورة وخصوصًا في دعوة أهالي حلب الذين لم ينضمّوا للثورة بعد واشترينا بيض كيندرز (شوكولا بيضوية الشكل) وكتبنا عبارات فيها مثل مناشير لإسقاط النظام ودعوة المسيحيين للانضمام للثورة وتطمينات لهم عن الثورة والحرية فيما يحصل في حال التحرر، فرتبناها ووضعناها في أكياس هدايا وبدأنا بتوزيعها على بيوت حلب ووزّعنا أكثر من 500 بيضة جهّزناها في ذلك اليوم، وكنا في منزل مهند في منطقة شارع النيل واشترينا كل البيض وسهرنا طوال الليل كنا مجموعة من الشباب نكتب العبارات ونلفّها ونقص هذه العبارات ووضعناها، والتوزيع كان خطيرًا جداً وكان يجب أن تخرج على الأبنية وفيها عدة طوابق وتضع البيضة وتطرق على الأبواب وتهرب بسرعة ومن بناء إلى بناء ومن الممكن في أي لحظة أن يتم الاعتقال أن تقع بين يدي الشبيحة هناك.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/09/07

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في حلب

كود الشهادة

SMI/OH/71-10/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان 2012

updatedAt

2024/04/26

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-باب الهوىمحافظة إدلب-أطمةمحافظة إدلب-عقرباتمحافظة حلب-الموكامبومحافظة حلب-منطقة اعزازمحافظة حلب-مدينة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة