الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

فض اعتصام الساعة بحمص وارتكاب قوات النظام لمجزرة الساعة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:14:19:12

بعد ما صرنا بساحة الساعة والجموع الكبيرة من أهل حمص وشعور النصر كان حاضرًا وموجودًا، لكن بنفس الوقت كنا متخوفين من غدر النظام، بدأ الاعتصام يتنظم أكثر مع مرور الوقت والناس الذين يدخلون ألا يكونوا مخبرين أو من الأمن يعملون فتنة داخل الاعتصام خاصة من الناس التي صارت تُوزع الطعام.

  كان هناك عدة محاور داخل الاعتصام والحوارات التي كانت تحدث: هذه بلدنا ويجب المحافظة عليها، لا نريد التخريب هدفنا إسقاط النظام، ونحن هنا لتُنفذ مطالبنا ويسقط محافظ حمص وإلخ.. من هذه المطالب.

  أنا ورفاقي بدأنا نُجهز في حال اقتحم الشبيحة على الاعتصام ماذا سنفعل؟ رسمنا خطة والنظام أغلق كل المخارج والهرب سيفتح لنا مخرجًا واحدًا، توقعنا هذا الطريق لكن لا نعرف ماذا سيحدث؟ هل يكون من الجهة الثانية يوجد أمن وشبيحة أم لا؟ أحد الشباب قال: لدينا مكتب تعالوا معي تعرفوا عليه إذا صار شيء نتجمع فيه، قلنا له: تمام، وعلى بعد 150-100 م عن الساحة موقع المكتب تعرفنا على موقعه ثم رجعنا.

قررنا أن نبقى لكن بدأت أعداد الناس تخف بعد الساعة 12:00 ليلًا صارت تقول الناس: دعونا نذهب لنرتاح ونعود عند صلاة الفجر لنتابع الاعتصام، لكن لا بد أن يبقى البعض حتى الناس التي ظلت لآخر شيء تقريبًا يتجاوزون 2000 شخصًا.

 أنا ورفاقي أخذنا قرارًا بعدم الرجوع وكان ذلك، تقريبًا بحدود الساعة 1.30 جاءنا اتصال للشيخ سهل جنيد ليقول لنا: النظام يُهدد إذا لم يفض الاعتصام الساعة الثانية سينفض بالقوة، ولن تتحقق المطالب، النظام لم يتبع سياسة ليهدئ الوضع أو يحتوي الوضع أبدًا، وعرفنا أن النظام لما ارتقى الشهداء أخذ الخيار الأمني والعسكري، الساعة 2 إلا ربع تمامًا بدأ إطلاق الرصاص بشكل كثيف جدًا بدون سابق إنذار، والأصوات في الليل تكون مسموعة لكل أهل حمص، كنا بالحدث بعدها صار الناس أهل حمص كلهم يبكون صارت مجزرة بساحة الساعة والناس كلها ماتت على كثافة إطلاق النار لأنه بشكل لا يُوصف، عندما بدأ إطلاق الرصاص كان في الهواء فأصابوا الأبنية و المحلات، والناس لما رأوا الضرب ليس عليهم رجعوا، وهم يتقدمون و يطلقون وحدثت إصابات.

 ذهبت أنا ورفاقي مباشرة على المكان الذي اتفقنا عليه تقريبًا عشرة أو اثنا عشر شخصًا بهذا المكتب، ومن الخوف أطفأنا الهواتف ربما عن طريق التغطية يُحدد موقعنا أو اتصال، لأن النظام يتقدم ويلاحق المتظاهرين، وصلوا لنا صاروا تحت المكتب تمامًا لو دخلوا العبارة كانوا أمسكوا بنا.

 في اليوم الثاني علمنا أن بعض الأشخاص صاروا يدعون للجهاد، وهذا الشيء كان مريبًا بالنسبة لنا، لأننا لو أردنا حراكًا عسكريًا ومواجهة مباشرة مع النظام ما كانت قامت المظاهرات، وكأن للنظام يد بدفع الناس أو الحراك المدني ليتسلح، فهذا الأمر مشكوك فيه، هذه الدعوات ونحن بحراك مدني هو عمليًا قتل للحراك المدني.

 كان السلاح في تلك الفترة عبارة عن مسدسات، فصار يعتبرها النظام مجموعات مسلحة من الروايات التي قالها منذ أول يوم، وهذا لم يكن موجودًا، وتقاطع الأحداث يدل أن النظام يُدبر لشيء، حتى النظام ممكن دس بعض الناس ليخرجوا بالمظاهرات، وهذا الأمر لا يخدم التظاهر المدني السلمي الذي نحن نمارسه.

 بقينا بهذا المكتب تقريبًا لليوم الثاني الساعة 7:00 بدأت الحركة في الشارع، وعندما كنا في المكتب شاهدنا النظام يحرق الخيم، ولا أعلم إذا كان هناك شهداء أم لا بوقتها لكن عرفت أن هناك إصابات واعتقالات، وفي تلك الليلة سمعت أن شهداء قُتلوا، ولكن بظل السطوة الأمنية والرعب الذي حصل لأهل حمص شهداء دُفنوا بالخفاء.

 اتفقنا أن ننزل اثنين اثنين كيلا يرانا أحد كل ربع ساعة يخرج شخصان منا، ويعودون إلى الخالدية، وصلت الخالدية الساعة  8:30 وجدت أمي تبكي ظنت أني مُت، وأول دخولي البيت هي تبكي وتحاول الاتصال بي، فحضنتني و بكت كان مشهدًا مؤثرًا وصعبًا كثيرًا، أم لا تعرف ولدها هل أصيب أم اعتقل؟ لا خبر عنه، فكانت الساعات التي مرت عليها جداً صعبة، قلت لها: لا تخافي علي الله هو الحامي، وأنا مستمر لن أتراجع عن هذا الدرب أنا وكل رفاقي، فقالت: الله يحميكم.

 سأعود لموضوع الاعتصام أنا خلال الاعتصام كنت أُصور ذكرت سابقًا كانت مجموعة على "البلارينجو" (برنامج محادثة) أُصور وأُرسل الصور و التسجيلات الصوتية كانت ردات الفعل بالمحافظات الثانية رهيبة لما يحدث في حمص، تفاؤل قوي جدًا في درعا و باقي المحافظات الله يحميكم يا أبطال أنتم نصرتم درعا أنتم استجبتم، وبنفس الوقت حين سمعوا هذه الخبر كان هناك تعاطف كبير من الشعب السوري مع أهل حمص بواقعته "مجزرة الساعة".

 بالنسبة للتغطيات الإعلامية بصراحة أيام الثورة الأولى لم نتخيل أن مقاطعنا ستظهر على قنوات "الجزيرة" و " العربية" هذه القنوات، حتى أنها كانت لا تنقل الأحداث بداية الثورة لم تنقل إلا قناة "بردى" هي القناة الوحيدة التي كانت تنقل ولاحقًا القنوات لكن في البداية وخصوصًا 18 نيسان/ أبريل ما كان ذكر لهذا الشيء إعلاميًا على القنوات العربية، حتى ليس هناك قنوات تُغطي، كان الإعلام السوري فقط، والإعلام السوري مؤيد للنظام، فبالتالي كان بعض الأشخاص يُصورون بجوالاتهم ممكن ارتفع على "اليوتيوب" ولكن ما كان شائعًا، لم تكن وسائل التواصل الاجتماعي معروفة، والناس لا تعرف كيف توصل للقنوات هذا الشيء، لذلك قلت لك بعض الصور تُرسل لهذه المجموعات ليس لدينا اتصال مع القنوات.

  بالنسبة للصدى كانت حمص كلها تفتح بيت عزاء واحد، الحزن مسيطر على الشوارع ليس هناك حركة الناس حزينة مصدومة مما حدث، وتتكلم عن أرقام مرعبة عن القتلى، كانت الصدمة نفسية كبيرة جدًا، باقي المحافظات تعاطفوا معنا جدًا أرسلوا رسائل نحن معكم وأنتم أبطال والله يحميكم واستمروا.

 بالنسبة لحي الخالدية في النهار الثاني كان شبه حداد لم تُفتح فتحت المحلات من وقع الكارثة، فكان حداد في حمص ولكن غير معلن، الصدمة جعلت الناس كلها بشعور جمعي بشعور الحداد والحزن الذي خيم على أهل حمص.

  النظام من اللحظة اللي بدأ فيها بفض الاعتصام بعدها تفرق الناس منهم من هرب ومنهم من اعتقل ومنهم من أُصيب ومنهم من قتل، بدأ بحرق الخيام وأحضر الإطفائية لينظف الساحة من آثار الدم، حتى استمر التنظيف لليوم الثاني، وهناك مقطع مشهور النظام وقف عند الساعة وصاروا يهتفون بالروح بالدم نفديك يا بشار المقطع موجود وموثق على الإنترنيت على "اليوتيوب" عن اللحظة تماما عن الشيء الذي حدث.

 نزلنا شاهدنا كيف نظف الساحة ورجعنا، النظام بعدها لم يفعل شيئًا، كان هدفه فض الاعتصام، الناس التي كانت تقوم بالثورة وتشارك بالمظاهرات صار الموالون للنظام أو الأحياء الذين يشبحون للنظام، النظام يطالع كلمة هؤلاء عراعير يسمعون أوامر خارجية مؤامرة كونية، فصار تضييق حتى أتذكر بالمؤسسات صار شق الشعب السوري ناس مؤيدون وناس معارضون، حتى هناك ناس ليسوا مؤيدين ولا معارضين مجرد أنه من الخالدية، بدأت معالم الأحياء التي ستثور أكثر شيء، فصارت بعض المعاملة لكن ليس بشكل مباشر إنما كلام أو بعرقلة المعاملات، كانت الأجواء السائدة من بعد الاعتصام ما بعد اعتصام الساعة غير ما قبل الاعتصام قولاً واحدًا كانت النقطة المفصلية التي دخلت فيها حمص من أبواب الثورة إلى نقطة اللاعودة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/08/27

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في حمصاعتصام الساعة

كود الشهادة

SMI/OH/224-06/

أجرى المقابلة

خليل الدالاتي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

18-19/04/2011

updatedAt

2024/04/22

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-مدينة حمصمحافظة حمص-ساحة الساعة الجديدة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

قناة العربية

قناة العربية

قناة بردى الفضائية

قناة بردى الفضائية

الشهادات المرتبطة