الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مأسسة منظمة "بنفسج" والإنتقال للعمل مع المنظمات الدولية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:21:46:02

بعد الترخيص ترافق مع المَأسسة للمنظمة (منظمة بنفسج) وهيكلتها بشكل أفضل، وفي بداية 2014 كانت المؤسسة بدأت كمؤسسة رسمية ولها هيكلية واضحة، مجلس إدارة واضح وفريق تنفيذي واضح، وبدأنا بتعيين موظفين لأغلب الأقسام، وأول شخص بدأ معي بالعمل الوظيفي في بنفسج كان اسمه عمر تريسي، وعمر كان يعمل في ذلك الوقت في مجالات متعددة في الثورة والتقيت به في الريحانية وبدأنا في مقر تحت الأرض وكان المكتب غرفة واحدة في مدينة الريحانية وأخذنا هذا المكتب لكي يكون مقرًا لبنفسج، وبدأ عمر بالعمل الوظيفي، لم نكن نعرف المسمّى الوظيفي الذي كان يجب أن يحصل عليه في البدايات ولم يكن لي مسمّى وظيفي واضح، وحتى جلسنا مع المنظمات الدولية وتعرّفنا إلى الأقسام وبدأنا أنا وهو وبدأ كأول موظف في بنفسج رسميًا وبدأنا في كتابة المشاريع والمقترحات للمنظمات الدولية. 

وكنا قد أخذنا مشروعًا أو اثنين مع منظّمات دولية تعرّفنا عليهم وبدأنا للمرة الأولى بكتابة المشاريع بشكل رسمي بميزانيات بشكل رسمي وتقديمها باسم بنفسج. وكنت أنا في ذلك الوقت في البكلوريا (الثانوية) في عام الـ 2014 وكنت أذهب إلى المكتب صباحًا قبل الذهاب إلى الدوام في مدرسة أورينت في الريحانية كنت أدرس البكلوريا فيها وأفتح [المكتب] لعمر وأرتّب الأمور قبل الخروج وأذهب إلى دوام المدرسة وأعود بعد الظهر من المدرسة لأتفقد ما حصل، وكنت أهرِّب الموبايل إلى داخل الصف لأردّ على الرسائل ويرسل لي المشروع وأراجع ما كتبناه وتنفيذ المشاريع، وحين أخرج من المدرسة أعود للعمل وأبقى إلى آخر اليوم في كتابة وتنفيذ المشاريع التي بدأنا بها. 

كانت البدايات مع اللغة الإنكليزية وهناك حاجة ضرورية لكتابة المشاريع باللغة الإنكليزية كوننا بدأنا نتعامل مع الأمم المتحدة ومع منظمات دولية لا تقبل المشاريع إلا باللغة الإنكليزية وكانت لغتي ضعيفة وعمر لغته متوسطة في ذلك الوقت كان يكتب المشاريع ولكن كنا بحاجة لشخص لمراجعة هذا المشروع واللغة، وأول وثاني مرة بدأت بالبحث عن أحد ولم أجد من معارفي [شخصًا] لديه إنكليزية ممتازة وكان أستاذي مدرّس اللغة الإنكليزية في المدرسة في البكالوريا اسمه هاني صبحة وبدأت أطلب منه وأشرح له كطالب عنده أن يعمل كذا، وكان الموضوع غريبًا بعض الشيء بالنسبة للمدرسين وللمدرسة، ووجود هاتفي معي بالنسبة للطلاب للتسلية أما بالنسبة لي فهو للعمل وكان من الصعب على المدرسين استيعاب ذلك وتفهّم أنَّي أعمل في ذلك الوقت وبعمل مهم جدًا بالنسبة لي. 

وهاني حين بدأ يستوعب بأنَّه أنت يوجد شيء تديره ومؤسسة ويوجد مشاريع كبيرة تدار عبر الهاتف وبعد الدوام وكنت أدرس وكان لديّ بكلوريا ومواضيع معقدة في ذلك الوقت، وقال لي: أنا ممكن أن أساعدك، وجاء إليّ إلى المكتب بعد الدوام خرجنا أنا وهو وساعدني في مراجعة مشروع أو تحديثه وحينما ساعدني بهذا الموضوع أعدت الطلب منه ثاني مرة وثالث مرة وحين كتب ثاني مشروع لأحد المنظمات الدولية طلبوا منا أن نضع رواتب للعاملين في الموضوع، [وقالوا:] أعطونا منصب كل شخص وكم راتبه كم يأخذ؟ وأخبرناهم أنَّنا لا نأخذ رواتب وكان عمر قد بدأ بعمل وظيفي ببدل بسيط جدًا في البدايات، وحينما قالوا: يمكن أن يكون أكثر من شخص وليس فقط أنت وعمر تأخذون رواتب وقلتُ لأستاذي هاني: ما رأيك أن تعمل معنا في المكتب بعد المدرسة؟ وبالفعل وضعتُ له راتبًا في الميزانية وحينما توافق على المشروع أصبح هو ثاني موظف في بنفسج وهنا أتكلَّم عن تركيا وعن الشكل الإداري للمنظمة أما بالنسبة لموظفي الداخل فكان هناك الذين استمروا معنا في المخيمات وفي توزيع الإغاثة وكانوا في ذلك الوقت لا يحصلون على رواتب بل متطوعون يعملون، وحين كتبنا أول ميزانية وضعنا فيها كل الفريق الذي يعمل معنا ووضعنا له مناصب بشكل أو بآخر، وقمنا بهيكليّة رسمناها وكل شخص ما دوره وهذا قائد فريق وهذا عضو فريق، وبدأنا هنا في تركيا وعمر فيما بعد أحضر أخوه محمد وهاني وكنا مجموعة من الموظفين نعمل في المكتب على كتابة المشاريع وتنفيذ المشاريع مع الفريق في الداخل، وأنا كنت متنقّلًا بين تركيا وسورية بشكل أساسي وكان في 2014 هو العام الرئيسي كان لديّ ضغط شديد في حياتي وأنا أدرس البكلوريا وكان الموضوع صعبًا عليّ وأنا منقطع عن التعليم تقريبًا سنتين بشكل تام، أنا خرجت في 2011 وانقطعت عن التعليم حتى عام 2014 عدتُ لموضوع الثانوية ودخلت في تجربة صعبة وأنا منقطع سنتين وكنت قد خطبت وأنوي الزواج في نفس العام وأجهّز أموري وبيتي وأجهّز نفسي للزواج وبنفس الوقت كانت سنة تأسيس بنفسج رسميًا وكان هناك ضغط شديد في تأسيس العمل الإداري وفي إدارة هذه المشاريع وكتابة مقترحات والحصول على التمويلات وحضور التدريبات والاجتماعات الدولية.

في البداية في أول عامين كنّا نركّز ولدينا احتياجات واضحة جدًا أنَّ هذا المخيم بحاجة حمّامات وهذا ما نبحث عنه ونتواصل مع داعمينا لننشئ حمّامًا لهذا المخيم أو نقطة طبية ونحن نعرف الاحتياجات تمامًا ونحن بدأنا مشاريع وافتتحنا مشاريع مثلًا نقطة طبية أو مركز الاستشفاء في تركيا ولم نستطع تمويله، وبعد العام الأول تقريبًا نفّذ التمويل الذي قدّمه والدي لتأسيس العمل وبدأنا بمجموعة من الأعمال بحاجة تمويل ومال مباشر لتنفيذه وهذا ما فعلته الأمم المتحدة والمنظمات الدولية معنا، وأصلًا في السنتين الأوليَين لم يكن لديها خطط، كانت تأخذ احتياجاتنا فقط وتقوم بتمويلنا لتنفيذها. 

ولكن بعد عامين بدأت تتغيّر الأمور وبدأ يتم وضع مخططات طويلة الأمد على الأقل إلى سنة أو أكثر من قبل الأمم المتحدة مع المنظمات المحلية والدولية وبدأنا نسمع بمصطلحات جديدة على العمل الإنساني ولم نكن نسمع بها سابقًا، وبدءاً من 2015 على الأقل نسمع بمشاريع الحماية وبمشاريع دعم وتمكين المرأة والطفل والدعم النفسي والدعم الاجتماعي، وهذه المصطلحات لم تكن في محض احتياجات الطوارئ التي كنا نشاهدها، وهنا في ذلك الوقت بدأت تتغيّر الموازين من ناحية العمل الإنساني وبدأ دخول المنظّمات بشكل واسع جدًا في 2015 ودخلت الأمم المتحدة اتخذت قرارًا عبر الحدود في 2014 وفتحت مكاتبها رسميًا وبعثات رسمية وكان هناك اجتماعات شبه أسبوعية لمكاتب الامم المتحدة معنا كمنظمات محلية وبنفسج. 

وبعد ذلك في 2015 حين فُتح العمل الإنساني على مصراعيه أسّست مجموعة كبيرة من المنظمات السورية ودخلت مجموعة كبيرة من المنظمات الدولية وافتتحت قطاعات جديدة وافتتحت معاني أو مسمّيات جديدة في العمل الإنساني غير التي كنا معتادين عليها في سورية سابقًا. 

بنفسج وفي 2014 تطوّرت المؤسسة في هذه السنة تقريبًا من بداية 2014 حتى 2015 تقريبًا، ومن الريحانية انتقلنا من المكتب تحت الأرض وكان مكتب والدي في دار الاستشفاء في الريحانية وانتقلنا سويًا لمكتب أوسع واستأجرنا مكتبًا كبيرًا وانتقلنا إليه وقمنا بتوظيف مجموعة جديدة من الموظفين وكان هناك مدير رسمي في كل قسم من بنفسج، بدأنا بتوظيف مدير موارد بشرية ومدير المحاسبة ومدير العمليات اللوجستية وغيرها، وعلى الأرض كان هناك فريق ضخم وكنا نتنقل بشكل دائم وشبه يومي بين سورية وتركيا  نذهب ونعود ونؤسّس فرقًا أكبر ومكاتب لبنفسج، وحتى نهايات 2014 كانت بنفسج مؤسسة رسمية لها هيكلية واضحة ولها نظام داخلي وسلّم رواتب واضح لكل موظف لكل فرد فيها، ولها علاقة وشراكة وعلاقة مع أكثر من عشر منظمة محلية أو دولية أو من الأمم المتحدة وتعمل بشكل واسع في المجال وفيها عدد كبير من الموظفين في ذلك الوقت، وبدأنا بافتتاح مشاريع وبرامج جديدة لم نعمل بها مسبقًا وبعد تطوّر العمل في المخيمات في شمال سورية في سلقين والتي كنا بنيناها بدأنا نبني مخيمات جديدة نساهم في بناء المخيمات وافتتح أكثر من مئة مخيم على الحدود فبدأنا بعملية إدارة وبناء المخيمات نذهب لمخيم ونقوم ببنائه وننسحب من إدارته لأنه قد بدأت الناس بنفسها تدير المخيمات، وتحوّل الأمر من أن تقوم منظمة بإدارة المخيم إلى أن هذه المخيمات هي عبارة عن مدن وقرى فعليًا أصبحت، وانتقلنا إلى إدارة المخيمات أكثر من بناء المخيمات نفسها وانتقلنا إلى العمل الإغاثي بشكل واسع وبدأنا نوزّع حتى نهاية 2014 مئات آلاف السلّات [الإغاثية] بشكل سنوي من مواد غذائية وغيرها ووقّعنا مع الأمم المتحدة أعمالًا كبيرة في ذلك الوقت.

حتى 2015 عملنا في مجال الصحة وكان لدينا دار استشفاء الريحانية وافتتحنا نقاطًا طبية في المخيمات أو دعمنا نقاطًا إسعافية في ذلك الوقت وعملنا في مجال التعليم، كان لدينا عدة مدارس في المخيمات بالتحديد وأيضًا في بعض القرى ندعمها، وعملنا في مجال الإغاثة بشكل عام الغذاء والمساعدات غير الغذائية والمساعدات النقدية تقدّم للعوائل، وعملنا في مجالات متعلقة باستجابة الطوارئ، وهنا كانت بداية 2015 وبداية تشكيل فريق الطوارئ وهي بداية مهمة مرة أخرى لبنفسج، وأنا كنت أركّز على العمليات الإدارية وعمليات إنشاء المنظمة وإدارة البرامج بالتحديد وانتقلت في عام 2015 في نهاياته لإدارة الطوارئ، وهذا الموضوع كان مترافقًا مع اشتداد القصف وكان القصف في البدايات بسيطًا ولا يسقط ضحايا، وحين بدأ تحرير مدينة إدلب والمناطق المحيطة لها بدأ القصف يشتدّ بشكل كبير وعلى مناطق فيها مدنيون كثر، على الأقل في منطقتنا أتحدث، فبدأنا التفكير بحاجة لمتطوعين يقومون بعمليات الإسعاف والإخلاء وغيره، وهنا أُنشِئَ فريق الطوارئ في بنفسج وهو فريق المتطوعين، بدأنا بتدريب الشباب وإنشاء هذا الفريق وتوسّع بشكل كبير إلى مناطق عدة وكنا نعمل في 2015 بدأنا العمل في أغلب المناطق المحررة في إدلب وحلب ودرعا وحمص وفي الغوطة، وكان لدينا فرق بسيطة هناك وكنا نركّز بشكل أساسي في إدلب وبدأنا بناء فريق الطوارئ الذي وسّع المنظمة بشكل كبير ووسّع أعداد الشباب داخل المنظمة بين موظفين ومتطوّعين.

في 2015 كانت فعلًا بداية تجربتين مهمّتين، وكانت إنشاء المنظمات المحلية وإنشاء المجالس المحلية التي توسّعت وكانت العلاقة مع العسكر كانت معقّدة في البداية، وكان هناك مجموعات متناثرة كثيرة وتطالب بالمساعدات، وتقديم المساعدات كان لكل الناس بغضّ النظر عن انتماءاتهم لكل الناس الذين نعمل في مناطقهم -وأقصد  شمال سورية- ولكن تعرضنا لكثير من المصاعب في ذلك الوقت ولم يكن هناك عداء مع أحد ولكن هناك مصاعب كبيرة لعدم وجود إدارات لهؤلاء الناس أو أحد تتكلم معه أو أحد يدير العملية، ولأكثر من مرة تعرّض فريقنا لإطلاق رصاص من قبل أفراد وفصائل مسلحة وتعرضنا لسرقات. 

وأول موقف كان لنا في مدينة كان أذكر في قرية اسمها كورين في إدلب وهذا أول عمل توزيع رسمي مع منظمة دولية قمنا به، وكانت القرية في محيط مدينة إدلب وكنا قد قررنا التوزيع فيها ودخلنا نوزّع وأحد الفصائل العسكرية هناك -كنت لا أزال لا أسمع بالفصائل بل مجموعات- فطلب من الفريق أن يعطوه مجموعة من السلات لمجموعته ولغيره وكانت المساعدات لناس معينين محتاجين وهناك تقييم لهم واسم، فرفض الفريق، وأشهر سلاحه عليهم حتى يعطوه والفريق رفض وكان مُصرًّا على هذا الموضوع بهذه الطريقة، وأذكر [أن] أكثر من شخص [من] مجموعته حاصروا القرية ولم يسمحوا للفريق بالخروج إلا ليعطوهم مساعدات وتم التواصل مع إداراتهم مع ناس معينين من المجالس المحلية ومن القرية والوجهاء حتى تم تهريب الفريق ليلًا عبر طرق زراعية وهربنا بالسيارات وبالفريق حتى استطعنا الهروب منه، وتعرّضنا في قرية أطمة لسرقة خيام واعتدت مجموعة صغيرة مسلحة كانت في أطمة على فريقنا الذي كان بقيادة أيهم سليم وأخبرنا أنهم اعتقلوه ووضعوه في أحد الخيام وحاصروه وقالوا: سنُحرق الخيمة عليك وهذه مساعدات دولية وأنتم [تأخذون] من الغرب، وتم سرقة الخيام مجموعة منها تقريبًا 40 أو 50 خيمة من السيارات قاموا بسرقتها، وبعد ذلك خرج الفريق وتعرضنا لكثير من الاعتداءات ولكن تجربة المجالس المحلية على ما يبدو بعد نهوضها ووجود تأثير لها في ذلك الوقت في 2015 و2016 أصبحت مجالس قوية وهي تطلب [من] المنظمات وكانت أمامها احتياجات كبيرة في قريتها أو منطقتها وهي مطلوب منها أن تحمي المنظمات وتساعدها على دخول قريتها أو مدينتها بشكل آمن ومساعدتها على جمع بيانات المستفيدين وتتحقّق منها حتى يتم التوزيع، وكانت المجالس قد ساعدتنا بشكل كبير في ذلك الوقت في بناء قاعدة بيانات المستفيدين أو المحتاجين وساعدتنا بالتواصل مع أي شخص يمكن أن يؤذي التوزيع الإغاثي.

لم نكن بحاجة لحماية عسكرية لأنَّه لم يكن هناك أعداء مباشرون لمؤسسة أو لأي أحد حتى يعتدي علينا إنما كانت ظواهر فقط طمع بالمواد الإغاثية التي لدينا. 

كوننا بدأنا العمل مع الأمم المتحدة ومع المنظمات الدولية كنا حذرين من الانتماء أو التواصل المباشر مع أي فصيل في المنطقة، ولكن كان هناك تأثير لوجودنا كناس من عائلة كبيرة وناس ناشطين في الثورة، وهذا ساعدنا أن نحمي أنفسنا وأن يكون لدينا محيط يحمينا وجاهيًّا، ولكن منذ البداية معروف لدينا أنَّ التواصل أو الانتماء لأي فصيل أو التواصل معه سيؤثّر علينا مع  آخرين لأننا نعمل لمساعدة الجميع في المنطقة وكان هذا هدفنا، إيصال المساعدة لكل الناس المحتاجين في مناطق الثورة والمناطق المحررة، وبالتالي لم يكن هناك تقارب مع أي جهة ولا تواصل مباشر وكنا نحاول أن نمشّي أمورنا بالشكل الأمثل، وهذا أتى حذرنا هذا منذ بداية  العمل مع الأمم المتحدة في البدايات وربما كان هناك من تأخر بالموضوع ولم يفهم قواعد العمل الإنساني.

على مسار الثورة ومسار العمل الإغاثي الذي قمت به أول الأخطاء أنَّي لم أوثّق ما أقوله الآن منذ البدايات لأنَّي نسيت كثيرًا من المواقف التي حصلت والكثير من التفاصيل التي حصلت معنا، على صعيد العمل بذلت كل ما بجهدي في الثورة خصوصًا في السنوات الأولى وكان الخروج من مرحلة الثورة إلى مرحلة العمل الإنساني يبدو أنه في النتائج كان شيئًا مقبولًا لأن الثورة للأسف تراجعت ولكن لست نادمًا وإنما أشعر أنا دائمًا بخذلاني للثورة بحكم انتقالي من أن أكون ثوريًا أدافع عن حقوق المظلومين إلى أن أكون فقط داعمًا لهم، وهذا الشيء جيد ولا بأس أن أعمل، ولكن تغيرت الظروف وكان لا يمكن أن أكون إلا في هذا الموقع لأنَّ الجميع تخلى عن دعم الثورة في ذلك الوقت ولم يعُد لنا طاقات أكثر من التي بذلناها للأيام الأولى في التظاهر والعمل الثوري، وكان الانتقال إلى العمل الإنساني قرارًا  أعتقد [أنه] صائب وكان واقعيًا، يجب أن نساعد أهلنا في ذلك الوقت، ليس فقط قرارًا عقلانيّا إنما قرار عاطفي بناء على المجريات التي مرت معنا والأحداث، 

وأخطائي قد تكون أننا مثلًا أطلنا مدة العمل غير المنظّم في بداية العمل الإنساني مدة سنتين، وهذا قد أخّر المؤسسة قليلًا عن وضعها الحالي الذي كان يمكن أن يُبنى بشكل أفضل، ربما لو كنت قد دخلت مع مجموعة أوسع من أن أكون مع مجموعة أصغر في بنفسج، وبنفسج بدأت بمجموعة أصغر من الشباب وكان يجب أن تبدأ مع مجموعة من المغتربين السوريين، [مع] ناس منتشرين حول العالم وكان هذا سيدعم قضيتنا بشكل أكبر وسيدعم العمل الإغاثي في بنفسج بشكل أكبر، لكن حاولت بعدها متأخّرًا بعد العامين الأولين وكان لدينا قوة كبيرة على الأرض في تنفيذ أعمالنا وكنا نفهم الواقع تمامًا ونستطيع تنفيذ مشاريعنا ولكن لم نكن نفهم تمامًا الحصول على التمويل، كنا فقط داخل تركيا ومن يصل إلى تركيا من منظمات دولية أو أمم متحدة كان يموّلنا ومن لا يصل لا نستطيع الخروج إليه وهذا بسبب ظرف السفر وعدم قدرتي على التواصل مع هذه المنظمات وعدم وجود أحد لنا في خارج سورية يمثّل المؤسسة، ولكن بعد عام 2016 بدأت التواصل مع الدول الأخرى وزيارة الخليج ودول أوروبية وأمريكية حتى أحصل على تمويلات مباشرة وأوسّع دائرة علاقاتنا في المؤسسة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/09/16

الموضوع الرئیس

الدعم الإغاثي

كود الشهادة

SMI/OH/71-13/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2014-2015-2016

updatedAt

2024/04/26

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-أطمةمحافظة إدلب-مدينة إدلبمحافظة إدلب-كورين

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الأمم المتحدة

الأمم المتحدة

منظمة بنفسج

منظمة بنفسج

الشهادات المرتبطة