الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

استغلال نظام الأسد لأحداث الثمانينيات في ترسيخ الطائفية داخل الجيش

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:16:24:16

أغلب الضباط المنتمين -للأسف- للطائفة العلوية ذهبوا للجيش أولًا: لنهب الوطن ونهب الجيش وإفساده، يعني النية هي..حتى  المصطلح كما يقولون بلهجتهم: " قرد بده يعيش" هم يذهبون للعيش، فعندهم الجيش هو فريسة والمجندون والجنود هم فرائس وطرائد، يعني كل ضابط يشعر بأن لديه مجموعة من الطرائد والفرائس يجب أن يفترسها ويفترس أرزاقها وأموالها، خاصة إذا كانوا من أبناء الطبقة الغنية، مثلًا: الدمشقيون، الحلبيون، الصناعيون، التجار، أصحاب رؤوس الأموال، هؤلاء الذين يولدون في أجواء مادية من الثراء، هؤلاء قولًا واحدًا لم يكونوا يؤدون الخدمة العسكرية، إنما كانوا يدفعون أموالًا طائلة للضباط تصل أحيانًا لدرجة البدل النقدي، يعني إذا قلنا: إن البدل النقدي مثلًا: كان يساوي 7000 دولارًا في ذلك الزمان، يعني ربما هذا الجندي من دمشق أو حلب أو أبناء.. يعني هنا لا نقول: أبناء مناطق. نقول: أبناء طبقات اقتصادية ومصانع ومعامل وتجار كانوا يدفعون حتى لا تتعطل مصالحهم، فكانوا يقولون: إذا ذهبنا إلى الجيش ستتعطل مصالحنا، وما ستتعطل به أو قيمة ما نتعطل بين أدفعه لذلك الضابط، نسجل اسمنا كأننا حاضرون ونخدم [في الخدمة] العسكرية، ثم يفيشون، يعني هذه تسمى ظاهرة التفييش، فمن لا يستطيع أن يدفع مبلغًا كبيرًا يعفيه من الخدمة العسكرية عن طريق التفييش كان يذوق الأمرين؛ لأن الضابط هذا ينظر إليه على أنه جانب حرمان، يعني هذا لو كان غنيًا أو ابن أسرة غنية لكان اغتنى وبنى بستانًا وقصرًا من ظهره (مما يدفعه له)، باعتبار أنه لا مال عنده فكان يمارس عليه تلك العقوبات وتلك الضغوطات والإذلال الممنهج من الضرب والصفع والحبس، وتصل أحيانًا إلى التعذيب والشتم والسب والحرمان من المغادرة، كما قلت لك: هناك جنود رأيتهم من الرقة والحسكة ودير الزور طوال 10 أشهر لم ير أهله، ما هو المبرر؟! يعني ما هو المبرر؟! ليست هناك معركة ولا حرب ولا استنفار و 10 أشهر لم ير أهله؛ لأنه لا يقدم الرشاوى لضابط الأمن في الكتيبة.

 ضابط الأمن كان من ربيعة يعني من الطائفة العلوية، هناك أحد الجنود كان ضابطًا يسمى الضابط إبراهيم الأحمد أيضًا من ربيعة، ضابط يعني  شخصية حقيرة سخيفة وضيعة، يعني كان يتعمد ضرب الجنود ويصفعهم على وجوههم فقط حتى ينهجهم أو يُشعرهم بالذنب؛ لأنهم لا يأتون له بالمال أو الهدايا أو الأعطيات من أجل أن يمنحهم الإجازة، فالضابط  نأسف أن نقول: هو يذهب تقريبًا 90% من ضباط هذه الطائفة للجيش وينظرون إليها على أنها فرائس وطرائد لملء بطونهم وبناء قصورهم ونهب الوطن والجنود، وهذا من المتواتر الذي لا يختلف فيه سوريان، أي سوري دخل هذا الجيش يعلم ما أقوله وبالحرف الواحد، وأنا عاينته كضابط مجند لم يكونوا يستطيعون بسبب وجود الرتبة ممارسة هذا الإذلال الممنهج لكني رأيته على جلود الجنود وعلى وجوههم وفي نهب مقدراتهم وتعيينهم، بل وصلت إلى نهب أموالهم، بل الافتراء عليهم وكتابة التقارير الكيدية بأن هذا عميل وهذا جاسوس وهذا من الإخوان المسلمين؛ ليتم اقتياد بعضهم مثلًا: إلى المخابرات الجوية حتى فقط يضغطوا عليه من أجل تحصيل المال، فهم ينظرون إليها كسوق نخاسة ويريدون من هذا المجند الذي جاء سنة ونصف أو سنتين أن يعطيهم كل ما جمعته أسرته أو أهله في خدمة العلم.

 كنت مرة جالسًا في غرفة العمليات فأتى هذا الضابط إبراهيم الأحمد هكذا أذكره وهو مقدم، وكان مسؤولًا عن مولدات الماء في الكتيبة، فنادى على أحد الجنود [قائلًا]:  يابن ال... -من الشتائم المقذعة- تعال إلى هنا. فجاء فقام بصفعه مرة ومرتين وثلاث وأربع يعني بصفعات قوية على وجهه دون أي سبب كان نهائيًا، ثم أمره أن يذهب إلى الندوة فيحضر له بعض الطعام، طبعًا عندما يذهب هذا العسكري إلى الندوة هو لا يحمل المال، سيسجل على اسم الضابط  وهذا يعني أن الضابط لن يدفع، يعني في النهاية إما أن قيادة الكتيبة ستدفع، أو أن هناك عسكريًا يحتاج إلى إجازة يذهب إلى الندوة ليسجل أو يمسح حساب هذا الضابط، وحتى يذهب هذا العسكري في إجازة إلى أهله، يعني هذه حادثة بسيطة يوميًا نرى عشرات[ممارسات] الإذلال من الضرب والصفع والدوس على الرؤوس والظهور والجلد والضرب والسجن والافتراء، وأكثر ما كان يذل هو الشتائم المقذعة للوالدين والأهل والأسرة يعني وبدون أي سبب وبدون أي مبرر نهائيًا، يعني كلمة التعارف أو المناداة هي الشتم دائمًا[يقولون]: يا حيوان، يا بن الحيوان، يا بن الكذا، يا بن ال... لا أريد أن أذكر ألفاظ القذف المعروفة، بصراحة على المستوى الشخصي لم أتفاجأ؛ لأني كنت أقرأ كثيرًا عن إجرام وإفساد هذا النظام، أنا من الذين قرؤوا كتاب القوقعة الذي كتبه أحد السجناء التدمريين، وهي رواية مشهورة في أدب السجون، بصراحة أنا أبغض هذا النظام منذ صغري وأبغض جيشه وأمنه ومخابراته وأعلم ما يجول يعني فيها عن طريق أننا أبناء ريف وكلنا خدم في القوات المسلحة، وكانت يعني الأخبار متواترة عن الفساد وعن السرقة، يعني يكفي أن أشعر أن أحد جيراني أو أقرباءه عندما سيساق أحد أولاده للعسكرية يهرب، يعني هذا أولًا: يهرب من تبليغ الشرطة، ثم يهرب من مراجعة شعبة التجديد، ثم إذا سيق مغلولًا أُمسك به على الحدود مثلًا أو جاء من منحة دراسية، يعني تقريبًا يقيم أهله العزاء، كان عندنا في القرية عندما يذهب رجل إلى العسكرية كان شبه عزاء، طبعا لم أتفاجأ في سورية، تفاجأت عندما ذهبت إلى تركيا فرأيت أن هناك الطبول تُقرع، يعني عندما يُنادى على المواطن التركي للالتحاق بالجيش يأتي الأتراك ب 7 طبول تدق له ويودعونه إلى محطة القطار، وكنا نشعر أنها مواكب عرس وابتهاج، لكن عندما كنا نعلم بأنه والله يريد أن يذهب إلى الجيش في تركيا، هنا تذكرنا كيف كان العسكري في سورية يستقبل خبر السوق إلى الخدمة العسكرية، أنا لم أتفاجأ بالجيش بل زادت قناعتي بظلم وفساد وقبح هذا النظام الطائفي، خصوصًا إذلاله للجنود إذلاله للعناصر ونهبه لأموالهم وحرمانهم من رؤية أهلهم بدون أي مسوغات، يعني أنا في الخدمة التي خدمتها لم تحدث أي معركة نهائيًا تعلم أن الجيش السوري 30 أو 40 عامًا لم يطلق طلقة واحدة على عدوه الافتراضي وهو إسرائيل، وسورية تدخل في حرب أخرى، يعني رغم ذلك يبقى جندي 6 أشهر و7 أشهر لا يرى أهله، وأهله يبعدون عنه ساعتين مثلًا أو 3 ساعات، حتى ولو تكلف أهله عناء الذهاب إلى القطعات العسكرية سيحتاجون الكثير من المضض والتعب والضنى حتى يصلوا إلى باب الكتيبة، ويدفعون المعلوم من الأموال أو الهدايا أو الأطعمة؛ حتى يستطيعوا أن يشاهدوا ولدهم، يعني هذا النظام معروف أنه ربط مصيره أو مصير طائفته بوجوده، هذا يفهمه كل علوي من أبناء الساحل بأن الطائفة العلوية مهددة حسب رواية النظام بالقتل أو الاستئصال وأن عدوهم الحقيقي هم السنة؛ لذلك استنفر جميع القواعد الشعبية في طائفته للخدمة في الجيش في الحرس الجمهوري، في القوات الخاصة، في الفرقة الرابعة، في المخابرات هذا أولًا. الأمر الثاني: ربط اقتصادهم بوجود الجيش، يعني من المعلوم أن النظام لم يكن يسمح لأبناء الطائفة العلوية في البداية بالتجارة أو الاستثمار الزراعي أو بناء المصانع أو المعامل لماذا؟ حتى يكون الجيش والمخابرات مصدر رزقهم واعتمادهم على اقتصاد الجيش حتى يمعنوا أولًا في إذلال -بين قوسين- المواطنين السوريين أو الشعب السوري بشكل عام وهم أهل السنة بالغالبية حتى ينهبوا أموالهم، ينهبوا اقتصادهم، ويرتبط مصيرهم بمصير عائلة الأسد، الأمر الآخر أن النظام كان يخشى الانقلابات العسكرية يعني هو انقلابي بالأساس ومن فعل شيئًا خافه، يعني حافظ الأسد نفسه شخص انقلابي، انقلب عام1970 فهو يخشى...، أيضًا هناك تعلم أنه في السبعينات جرت محاولة عبد المؤيد يونس أو عبد الفتاح يونس أحد الطيارين السوريين و12 طيارًا بالانقلاب، يعني في السبعينات وأيضًا بعض الضباط الذين انتسبوا إلى الطليعة المقاتلة في بداية الثمانينات، يعني حافظ الأسد والطائفة والضباط العلويين يشعرون أن السنة يعتبرونهم العدو يعني هناك معاداة، فمن الطبيعي ألا يسلم الأعداء مفاصل حساسة، كان يعطيهم بعض المناصب التجميلية كوزير دفاع، يعني ماذا يفعل وزير دفاع كمصطفى طلاس ورئيس الأركان علي أصلان؟! علي أصلان مثلًا أو قائد القوات الخاصة علي حيدر أو قائد فوج المغاوير هشام معلا أو قائد المخابرات الجوية إبراهيم حويجة مثلًا وكلهم ضباط علويون أو قائد الفرقة الأولى إبراهيم صافي التي تحمي العاصمة، إبراهيم صافي ضابط علوي أو قائد الحرس الجمهوري إما ماهر الأسد أو لا أعلم اسمه، اسمه علي الحسن، علي الحسن أيضًا ضابط من الطائفة العلوية.

 إذا كان وزير دفاع وكل إدارات الجيش وكل قيادات الفرق العسكرية المدفعية والمدرعات والحرس الجمهوري والوحدات الخاصة من الطائفة العلوية بل إنه كان يفتت طائفيًا بشكل أكثر، يعني عندنا مثلًا: اللواء 90 لواء الدفاع الجوي الحامي لمطار التيفور، يعني مثلًا: قائده كان درزيًا، نائبه يجب أن يكون علويًا، رئيس قسم التدريب يجب أن يكون سنيًا، رئيس قسم الاستطلاع يجب أن يكون مثلًا عشائريًا، رئيس كذا من إدلب، يعني حتى إذا اجتمع ضابطان من نفس الطائفة فرّق بينهم بسبب العرق إما تركماني أو كردي أو هكذا، هذا إذا سمح بوجودهم يعني إذا سمح لبقية الطوائف أن تكون في مناصب نيابة أو رئاسة أقسام في الألوية أو الكتائب كان يفرق بينهم، يعني لم يكن النظام يحرص أو يسمح بأن تقام أي خلية اتصال ذات منهج واحد أو قومية واحدة أو ثقافة واحدة في كتيبة واحدة، يعني حتى دائمًا يكون هناك اختراق وهيمنة واحتكار أمني كامل عدا عن قضية الإفساد الأمني، مثلًا: ضابط قدم شكوى أنه مظلوم، يعني كان ضابط الأمن يوحي له أنك إذا اشتغلت لصالح ضابط أمن اللواء أو ضابط أمن الفرقة سيتم تحسين وضعك من حيث الفرز أو الرتبة أو الترقية، فيجندون الضابط مخبرًا على بقية الضباط الذين هم بالنهاية مخبرون ومخبرون مع بعضهم حصرًا سينتظرون لبعضهم السقطات والزلات والسرقات، وتتراكم على كل ضابط الملفات، وهذا طبيعي عندما أقول: جيش الفساد والإفساد الممنهج هذا من أهم.. أن كل الضباط عندهم ملفات قذرة، مثلًا: إذا أرادت قيادة الجيش أن تسرّح أحد الضباط فمن السهل جدًا أن يكون ملفه مؤرشفًا محفوظًا جاهزًا سواء حقيقة أو افتراء، أنا شخصيًا لم تقم المخابرات باعتبار أنني في الدفاع الجوي فأنا تابع للمخابرات الجوية، لم يتم استدعائي إلى أي تحقيق أمني خطير، هذا دليل على أنه لم يوجد شيء ليكتب، وإما أنه كُتب وأهمل، أما على المستوى العام التقارير هي الثقافة اليومية السائدة، يعني سأضرب لك مثالًا أن ضابط الأمن في اللواء كان يوميًا يحرق كيسًا من الورق، يعني يوميًا العناصر أو الحجاب الذين كانوا يقيمون عند ضابط الأمن يوميًا هناك برميل بجانب مكتبي هذا لحرق التقارير لماذا؟ لأنه لو أراد أن يرفع كل تقرير على مستوى اللواء سيحتاج إلى سيارة خاصة، يعني ليس هناك عسكري ولا ضابط ولا جندي في الكتائب التسعة إلا ويرفع تقريرًا بزملائه هذا قولًا واحدًا، بل وسأقول لك: إن التقارير كانت تُرفع عن طريق المقسم، يعني أنا شاهدت بعيني كيف يدخل الضابط مثلًا: يدخل إلى المقسم، يطلب سماعة الهاتف يطلب الاتصال بضابط أمن اللواء، ثم يقول له: سجل عندك هاتف مسجل رقم كذا وضابط كذا أو مثلًا: الضابط حسين من السويداء غادر في الساعة الثانية القطعة العسكرية بدون إعلام قادة الكتيبة، الضابط فلان لم يحضر يوم الثلاثاء، وهو ليس يعني مراقبًا للدوام وليس مسؤولًا عن الدوام، يعني قائد كتيبة أمر طبيعي أن يكون مسؤولًا عن الدوام أو رئيس الأركان أمر طبيعي أن يكون ضابط الأمن مسؤولًا عن الدوام، أما مثلًا: ضابط محطة تحلية أو ضابط اختبار الصواريخ هذا ما مسؤوليته عن الدوام حتى يعطي تقريرًا يوميًا بكل الضباط والعناصر المداومين أو الغائبين؟! يعني هذا كان يجري في مقسم الكتيبة بشكل اعتيادي وروتيني.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/08/22

الموضوع الرئیس

التركيبة الطائفية

كود الشهادة

SMI/OH/215-08/

أجرى المقابلة

إدريس  النايف

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2001 - 2003

updatedAt

2024/04/26

المنطقة الجغرافية

عموم سورية-عموم سورية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

الشهادات المرتبطة