الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

جيش نظام الأسد مؤسسة فاسدة دون عقيدة وطنية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:16:45:05

يعني بداية السلاح فعلًا هو سلاح المعسكر الشرقي، يعني غالبه من صناعة روسيا، وأحيانًا هناك بعض القطع من تشيكوسلوفاكيا أو دول أوروبا الشرقية، فعلًا هذا السلاح سلاح قديم، الضباط عندما كانوا يدرّسوننا في كلية الدفاع الجوي كانوا يشيرون دائمًا وفورًا في المحاضرة [قائلين]: وهو جهاز منسق. مثلًا: ضابط إشارة يعطي درسًا على جهاز من أجهزة الإشارة في نهاية المحاضرة يقول أو  في بدايتها: وهو جهاز منسق. ضابط مدفعية يتكلم عن أحد المدافع أو عن جزء من المدافع، ويقول: هو مدفع بحاجة إلى تطوير. مثلاً: عربة الشيلكا يقول: هي عربة قتالية تُستخدم للدفاع الجوي، ولكنها عربة قديمة لم تعد تناسب التصدي لسلاح الجو المعاصر. حتى سلاح الصواريخ أنا كنت أخدم في كتيبة كما يسمى صواريخ "الفولغا"، صواريخ "الفولغا" هي أضخم الصواريخ الجوية من حيث الحجم، يعني تقريبًا يبلغ طول الصاروخ 25 مترًا (في أغلب المصادر لم يتجاوز طول الصاروخ 11 مترًا- المحرر)، ويبلغ مداها حوالي 25 كيلو مترًا أو 50 كيلو مترًا، يعني استخدام المدى ما يسمى المجدي، لكن كان يقول الضباط في الكتيبة: إن هذا النظام قديم يعني في ثمانينات وسبعينات القرن العشرين، و يبقى إلى بدايات القرن الواحد والعشرين، يعني هذه الصواريخ تم تنسيقها أو على الأقل تطويرها، أما المطور غير موجود، فكان الضباط عندنا في الدفاع الجوي يتكلمون دائمًا عن صواريخ "إس بي تي" و"إس 300" وأن الدولة جاءت ب"إس 200" و"إس 300" أنا لم تكن خدمتي في أفواج "الإس 200 " أو "الإس300" لكن سمعت أن هناك ضباطًا يذهبون إلى روسيا لدراسة هذه الصواريخ واستخدامها، أما السلاح الموجود هو مصدر رزق للضباط الفاسدين، يعني كانوا يبيعون قطع الغيار التي تُباع، أنت تعلم أنه يعني ما بين السلاح وما بين الحياة المدنية هناك كثير من قطع الغيار، مثلًا: في السيارات، في العربات، في المناظير، في المقاييس، في الأجهزة، في الموازين، في هكذا أمور تتشابه فيمكن البيع، كل شيء يمكن بيعه في الحياة المدنية كان يُباع، كل شيء كان يسرق ويُباع مباشرة ولا سيما الوقود، يعني الوقود كانت تُباع فورًا لدى وصولها مخصصات الكتيبة، وتقع تحت أيدي الضباط.

 حسب المشاريع التدريبية التي شاركنا فيها، كانت فعالية الأسلحة وسط وما دون الوسط، يعني فعالية كما قلت لك: خرجنا ب70 عربة وصلنا ب40 وصلنا أرض المشروع مثلًا: كل عشرة مدافع عمل منها خمسة الذي عمل من الخمسة مثلًا الرشقة الأولى والثانية والثالثة، يعني ارتفعت حرارة السبطانات فالتوت، وتحتاج إلى ضبط وتعيير جديد، وضبط السبطانات يكون كل 24 ساعة وليس بين الرمية والأخرى، صواريخ مثلًا أنا شاهدتها بعيني صواريخ "الكوبرا" و"ستريلا" و"الإيغلا" وهذه صواريخ تُرمى على الكتف يعني رُميت ثلاثة صواريخ سقطت كأنها على أهداف برية، يعني لم تصب أي أهداف جوية في المشروع، وإنما كان صاروخًا يخرج ويقع كأنه يرمي بقذيفة "أربيجي" يعني لم يتم تحقيق أهداف جوية منظومة "الأوسا" كنا نسمع عن منظومة الأوسا وأنها تصيب إلى مدى 6 كيلومتر، ولكنني لم أكن يعني أعمل ضمن صفوفها ولم تشارك في المشروع.

يعني الضباط الكبار الذين يحملون مثلًا: الركن (رتبة الركن) والذين خاض بعضهم.. لأن الكلية كانت حتى إذا تقاعد الضابط أحيانًا يرجع محاضرًا في الكلية، يعني في كلية الدفاع جوًا، وهؤلاء بعضهم يعني اشترك إما في حرب تشرين أو الحرب الأهلية اللبنانية أو عنده خبرة واسعة، يعني سمعت من جميعهم أنهم يقولون: سلاح الدفاع الجوي في سورية سلاح قديم ومهترئ ومنسق ويحتاج إلى تطوير، وأنه خرج في حرب تشرين في اليوم الثاني من الحرب استخدمت إسرائيل والنظام الغربي للتسليح المناطيد الحرارية وقصاصات الألمنيوم وتم التشويش على كل هذه الأسلحة.

 في إحدى زياراتنا لمطار شنشار أو هو ليس مطارًا بل مركز رادار شنشار وهو من أهم المناطق التي ترصد الطيران كما يقال: المعادي الإسرائيلي، ذهبنا إلى قاعات المراقبة هناك أخبرنا الضابط أن كل الرادارات كان يتم قصفها، وكان يُدمر ثكنات المراقبة والرادارات بسبب التشويش، يعني كان يشوش على الرادار ثم فجأة ينفجر الرادار؛ لأنها رادرات منسقة أيضًا وقديمة وغير صالحة للتصدي للطيران والسلاح. تعلم أن إسرائيل دولة مرتبطة بالغرب والغرب يطور أسلحته بشكل سنوي، أما الأسلحة الشرقية التي اشتراها النظام السوري أو حتى ربما الجيش العراقي أو المصري من الاتحاد السوفييتي اشتروها في حقبة السبعينات والثمانينات، ثم انهار الاتحاد السوفيتي، وبقيت هذه الأسلحة يتم التدرب عليها، لم أشاهد بعيني صواريخ "الإس 200" أو "إس 300" أو أفواجها، كنت أسمع أنها تبلغ مدى 250 كم، لكن لم أشاهدها، ولم أخدم عليها.

 يعني على اعتبار أن خدمتي في منطقة بعيدة جدًا أو نسبيًا في وسط سورية، لم يكن هناك أي حديث عن أي رباط أو عملية عسكرية أو مجهود حربي تجاه إسرائيل، وكما قلت لك: كان ضبط التوجيه السياسي دائمًا يعني يسرق المخصصات ويهرب؛ فبالتالي من سيتكلم... يعني هو لا أحد يتكلم حتى أنا كنت أقوم ببعض الأنشطة وهي محو أمية للعناصر والمجندين، هذا هو النشاط غير المألوف فقط الذي يخرق الروتين اليومي، يعني كان الروتين اليومي يبدأ بدرس الرياضة، ثم طعام الفطور، ثم يذهب الجنود إلى بعض أعمال الصيانة في السلاح، ثم يذهبون إلى مهاجعهم والغرف البدائية التي ينامون فيها إلى اليوم الثاني، لم يكن عندنا أي نشاط أو أعمال عسكرية إلا ما يتخللها  أحيانًا من مشاريع تدريبية كل 3 أشهر أو كل 6 أشهر تشارك الكتيبة في بعض المشاريع العسكرية.

 عندما خدمت خدمة عسكرية كان هناك حرب العراق، يعني حرب أمريكا على العراق في عام 2002 أو 2003،  في حينها  جاء استنفار للجيش، تم استنفار لمدة 24 ساعة، ثم عاد الأمر على طبيعته، طبعًا لم يكن هناك أي اهتمام بما سيحدث في العراق كضباط علويين شامتين يكرهون صدام حسين، يكرهون العراق، يكرهون النظام العراقي، وهم بطبيعة الحال مؤيدون لإيران وللأحزاب الشيعية، فكان يعني سقوط بغداد وسيطرة الشيعة على العراق أمر جيد بالنسبة لهم، يعني يعتبرون صدام عدوًا والنظام العراقي عدوًا أيضًا، و بشار الأسد هو صاحب إيران، وإيران هي من سيطرت على العراق، وكانوا يتبجحون أحيانًا بمعاداة أمريكا، ولكنه كلام -كما يقال- بدون رصيد. يعني بحسب ما رأيته بعيني وما سمعته من أصدقائي أنت تعلم أن هؤلاء الأصدقاء يعني الجامعيون وطلبة الجامعة بعضهم ذهب إلى كلية المدرعات، بعضهم ذهب إلى كلية الإشارة، بعضهم ذهب إلى الفنية الجوية، وكنا نتواصل يعني إما في الإجازات أو ما بعد الخدمة العسكرية، وحسب ما رأيت بعيني وسمعت أنه جيش لا يصلح للحرب نهائيًا ولا ليوم واحد، يعني إذا أراد أن يقارع دولة عندها جيش مثل إسرائيل طبعًا هذا لم تكن تسمعه من الضباط لا يستطيع أحد أن يتكلمه وأن الجهازية ترفع بشكل يومي، الكتائب ترفع جاهزية السرايا ترفع جاهزيتها والكتائب ترفع جاهزيتها والألوية ترفع جاهزيتها، وأن هذا الجيش ومحطات الديزل والطاقة والرادار كله يعمل 24 ساعة، يعني تظن أن هذا الجيش قادر على أن يخوض حربًا، لكن كان اختبار هذا الجيش في مشاريعه رغم أنه لا عدو، يعني المشروع هو معركة من طرف واحد لا عدو، وكان هذا الجيش لا يصل إلى مكان المشروع إلا بنصف آلياته، فما بالك عندما سيخوض حربًا تدمر فيها مقرات القيادة والسيطرة و الإدارات والتحصينات والدشم وخطوط الرباط ومستودعات الذخيرة! أنا أعتقد جازمًا منذ كنت في الخدمة العسكرية حتى يومنا هذا أن الجيش السوري لا يصلح لأن يخوض أي حرب ضد أي دولة ضعيفة كانت أو قوية إلا بمساعدة دولة أخرى، وهذا ما اختبرناه في الثورة السورية من السنة الأولى، من السنة الأولى ماذا فعل الجيش؟ يعني لو لم تتدخل إيران ومليشياتها وروسيا وطائراتها بهذا الجيش ما استطاع ثوار سوريون ببنادق وبعض العربات البسيطة التي اغتنموها من الجيش نفسه أن يطوقوه ويهدموا معسكراته، ويحرقوا أرتاله، فزادت قناعتي أن الجيش السوري كان عملية فريسة وطريدة لطائفة تخطف هذا الوطن وتحتكر مصادر رزقه وقوته ليبنوا فيها القصور وبيوت المشاريع الزراعية، ويضعوا الأرصدة في البنوك الأجنبية فقط، لم يكن هناك أي اهتمام مما يسمى جيش مقاوم أو مرابط أو ممانع لا على مستوى السياسة، ولا على مستوى التثقيف، ولا على مستوى الإعداد البدني، ولا على مستوى التقانة، ولا على مستوى تطوير الأسلحة، ولاعلى مستوى كرامة العنصر أو الجندي أو ربطه بمحبة الجيش أبدًا ونهائيًا لم أشهد يومًا في الخدمة العسكرية والتي استمررت فيها عامًا ونصف كضابط يومًا واحدًا مشرفًا أو موقفًا مشرفًا أو كلمة مشرفة أو يعني أي موقف يجعل أي ضابط أو عنصر في هذا الجيش يحس بأنه شيء مهم في هذا الوطن. سُئل وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس عن ذلك فأجاب: لو وضعنا لوحًا من الثلج في عربة مكشوفة هو خرج من دمشق إلى بيروت كم سيصل منه تحت الشمس؟ سيصل بعض البلل يعني سيتبخر، هذا وزير دفاع هذا الجيش يقول هذا عن اقتصاد الجيش، هذه حقيقة الجيش ما يسمى الجيش العربي السوري، لم يكن يصل إلى الكتائب والألوية إلا ما يحتاجه صغار الضباط للنهب، يعني لو لم يكن هناك ضباط في تلك الكتائب أو السرايا هم يحتاجون أيضًا للنهب والسرقة لما وصل شيء، يكفي العنصر والجندي ليعيش على دعم أسرته ونفقة أسرته ولا يصله شيء نهائيًا، لو وصل إليه راتب رمزي سيدفعه في الندوة لحساب أحد الضباط أو سيضطر لدفعه لضابط حتى لا يسجنه أو يذله أو يضربه أو يمارس عليه الإذلال الممنهج، بل إنه على مستوى اللباس يعني على مستوى اللباس كان مثلًا: يسلم لكل جندي بدلتين صيفيتين وبدلتين شتويتين، ويسلم بدلة داخلية صيفية وبدلة داخلية شتوية على الأقل، ويسلم.. يعني الجيش الذي يعتز بالبوط (الحذاء) العسكري كان يسمى: "جيش أبو شحاطة"، يعني لم يكن يصل للجنود حتى الأبواط العسكرية، وهو جيش البوط العسكري الذي يتفاخر بأنه ثبّت حكم بشار الأسد بالبوط (الحذاء) العسكري، لم يكن هذا البوط العسكري موجودًا، كان من أردأ الأنواع ويحفر أقدام الجنود، وأنا أعلم أن الجنود كانوا ينزلون إلى محافظة حمص ويعودون حتى يصلحوه في كل شهر مرة، يعني ينزل أحد الجنود فيصطحب معه ال30 أو 40 حذاء يضعها في صناديق لينزل إلى حمص ليركب لها أرضيات وسحابات وأربطة حتى يقضي الجندي فيها الخدمة، تصور هذا الجيش الذي يعد نفسه وأحد جيوش التصدي والصمود والمقاومة الممانعة!

 النظرة الأخيرة يمثلها اليوم الأخير في التسريح لأي مقاتل أو جندي أو ضابط في الجيش السوري، فأنت عندما تريد أن تتسرح من خدمة العلم يجب أن تمر على عدة مواقع لما يسمى الحصول على براءة الذمة، يعني ينبغي أن يوقع لك رئيس الأركان وقائد الكتيبة وقائد اللواء ومسؤول التعيينات ومسؤول البطاريات ومسؤول السيارات والعربات أنك بريء الذمة حتى تسّلم، كل واحد من هؤلاء هو نقطة لتشليح (سلب) المال، يعني يجب أن تذهب إلى قائد الكتيبة وتعطيه المال حتى يوقع ثم رئيس الأركان ثم مسؤول التعيينات بحجة الحلوان، يعني يصيح صياحًا: "وين الحلوان وين الحلوان" هو لا يقصد بذلك الحلوى هو يقصد 5000، 10,000، 3000، 2000 حسب الرتبة يعني مثلًا: أعرف أن أصدقائي وضعوا عند قائد الكتيبة 2000 وعند رئيس الأركان 1000، وكان راتب الموظف في سورية 7000 شهريًا، يعني هو وضع قيمة راتبين لموظف شهرين حتى يحصل على ورقة هي من حقه، وتخرج مجانًا تسمى براءة الذمة، فنظرة أي شخص متسرح من الجيش السوري هو خارج من مسلخ من مجزرة من منهبة (حيث يُؤخذ المال قهرًا)، من مكان للسرقة، من مكان قميء مليء بالحشرات والقاذورات والكفر والشتم والسب والإذلال والتعذيب والتطنيش (التجاهل) والتهميش، مكان هو عبارة عن غابة بكل ما تحتويه الكلمة من معنى فيها وحوش ينتمون لطائفة واحدة تنهب هؤلاء المساكين.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/08/22

الموضوع الرئیس

مرحلة ما قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/215-09/

أجرى المقابلة

إدريس  النايف

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2001 - 2003

updatedAt

2024/04/26

المنطقة الجغرافية

عموم سورية-عموم سورية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

الشهادات المرتبطة