الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

المشاركة في معارك مورك

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:26:51:07

بعد أن عاد الهدوء إلى معرة النعمان وبعد الهجوم على كتيبة رائد منديل هنا تنظيم "داعش" كان بالرغم من أنه عنده عناصر قليلون موجودون في معرة النعمان ولكن كان له نشاط في محيط المدينة ويوجد عندنا مثلًا في 15/ 12/ 2013 تم اعتقال قائد الفرقة 13 المقدم أحمد سعود وكان معه العميد أحمد بري وكان معهم ضابط آخر اسمه عميد وهؤلاء الأشخاص الثلاثة وكان معهم مرافقه وكل ضابط كان معه شخصان من المرافقة تم خطفهم أو اعتقالهم على الطريق الدولي وبعدها تم سحبهم إلى منطقة جبلية موجودة في ريف إدلب الشمالي، وهذه المنطقة وصلوا إليها تقريبًا الساعة 4:00 فجرًا وعندما أذّن الفجر قال لهم المقدم أحمد سعود: الآن بدأ يؤذّن الصباح وعلينا الصلاة، وقال لهم العنصر الذي كان يحبسهم: هذا هو الأذان الكاذب أو الفجر الكاذب، وهنا المقدم أحمد سعود له الكثير من القصص المضحكة في هذه الأثناء وقال له: أنا لم أسمع أبدًا أنه يوجد فجر كاذب وهذه أول مرة أسمعها منكم، وما شاء الله الدين عندكم يوجد فيه تحديث جديد، وقال له [العنصر]: يوجد شيء اسمه فجر كاذب وبعده يأتي الفجر الحقيقي، وقال له: نحن على أي فجر يجب أن نصلّي؟ فقال: عليكم الصلاة على الفجر الثاني، فقال له: حسنًا، وهنا كان العقيد والمقدم أحمد بري مقيّدَي اليدين إلى الخلف، وعندما جاء وقت الصلاة قال المقدم: فكّ أيدينا حتى نستطيع الوضوء والصلاة، فقالوا له: سوف نفكّ القيود للوضوء فقط، وبالفعل فكّوا القيود وتوضؤوا وبعد ذلك تم تقييدهم مرة ثانية وصلّوا وأيديهم إلى الوراء. 

وهنا المعرة بدأت الحراك ضد تنظيم "داعش" وأصبحت تخرج في مظاهرات في البداية من عناصر تابعين للفرقة [13] وأهالي العناصر وبعدها حصلت عندنا مظاهرة كبيرة بتاريخ 26 /12 تقريبًا وهنا خرجت مظاهرتان وراء بعضهما، وبعد المظاهرتين خرج المقدم أحمد [السعود] ولكن في هاتين المظاهرتين خرجت أعداد كبيرة من أهالي المعرة، وطبعًا نحن هنا نتكلم مثل ردّ الجميل للمقدم أحمد سعود الذي ساعد الكثير من الناس وله الكثير من الأيادي البيضاء (فعل الخير) الموجودة داخل المعرة وبعد أن انتهينا من صلاة الجمعة بتاريخ 26/ 12 خرجنا في مظاهرة وفي هذه المظاهرة كان يوجد قادة المجموعات الموجودون في المعرة وكانوا موجودين في الصف الأول وبعدهم أهالي المدينة، ونحن بقينا في المظاهرة في ساحة الجامع الكبير بقينا تقريبًا مدة ساعة ولكن كانت الأعداد كبيرة والهتافات كانت تطالب -ولم يكن يوجد هتافات ضد التنظيم- ولكن كانت تطالب بإخراج جميع المعتقلين ومن بينهم إخراج المقدم أحمد سعود، والذي حصل أن المقدم أحمد سعود عندما كان عندهم في المعتقل قالوا له: المعرة تغلي عليك (غاضبة لأجلك) ولا يوجد أحد غيرك يستطيع تهدئة الوضع، وهنا بدأ التنظيم يحاول إخراج المقدم أحمد سعود ثم خرجت مظاهرة ثانية، وفي تلك الأثناء المقدم أحمد سعود بعد أن خرج سألوه: ما هو سبب اعتقالك؟ فقال: لا يوجد أي سبب أبدًا، وحتى إنهم لم يوجّهوا له تهمة العلمانية للمقدم أحمد، وقال كنا على الطريق وتم اعتقالهم ولا نعرف السبب وكانت الأسباب مبهمة بصراحة ولم يكن يوجد هجوم من قبل التنظيم على عناصر الجيش الحر أو على العلمانيين في تلك الأثناء، وبعد المظاهرة الأولى خرجت مظاهرة ثانية في اليوم التالي وبعد أن خرجت المظاهرة قرر التنظيم إطلاق سراح أحمد سعود والعميد أحمد بري، والمقدم وصل إلى معرة النعمان وطبعًا هنا كانت الفرحة كبيرة عند الأهالي وخرجوا حتى في مظاهرة وحيّوا فيها المقدم، ولكن هنا كان يوجد طلب من التنظيم للمقدم أحمد سعود وبعد أن قالوا له: إن المعرة بدأت تغلي عليك ولا يوجد أحد غيرك يستطيع تهدئة الوضع، قالوا له: عندما تعود إلى المعرة عليك أن تفتح هاتفك وتكتب تغريدة على تويتر وتقول فيها: إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام لم يؤذِني وكان الاعتقال جيدًا وهم بالفعل لم يؤذوه ولكن التنظيم كانت معاملته جدًا حسنة وجيدة وعندما وصل إلى مقره لم يكتب شيئًا على تويتر ولم يفعل شيئًا.

بدأ الوضع في المعرة يتحسن بشكل عام والأهالي بدؤوا يعودون ويفتحون محلاتهم.

في بداية عام 2014 أصبح الوضع عندنا في المعرة بدأ يتطور وأصبح يوجد على الجبهات هجمات على حواجز النظام وكانت هجمات سريعة أو خاطفة حتى شهر شباط وفي شهر شباط.

بعد أن أُطلق سراح المقدم أحمد سعود أصبح لدينا في الشمال جمعة أبو ريان جمعة الشهيد أبو ريان (حسين سليمان- المحرر)، الذي هو الطبيب الذي قُتل على يد تنظيم "داعش"، وعندنا في المعرة كان الأمر منعكسًا وكان يوم جمعة بتاريخ 3 كانون الأول/ يناير 2014 وكان المسؤول عن تنظيم الدولة في منطقة معرة النعمان هو من تلمنس ويُدعى صفوح اليوسف أبو المثنى وهذا الشخص طلب من الشيخ أحمد علوان الذي هو خطيب جامع معرة النعمان أن يخطب الجمعة في ذلك اليوم، وطبعًا كان هو سابقًا يطلب كثيرًا [أن يخطب الجمعة] لأن الجامع أولًا كان يوجد فيه أعداد كبيرة من المصلين لأنه موجود في وسط المدينة والناس تأتي وتستمع لخطبه الشيخ أحمد علوان، وثانيًا كان منبر الجامع الكبير يوجد فيه الكثير من الضيوف ومثلًا يأتي إليه الشيخ منعم زين الدين وأيمن هاروش والكثير من العلماء في المنطقة، وكان يوجد قبل هذا الطلب عدت طلبات وهذه الطلبات أغلبها يتم رفضها من قبل المجلس العسكري في معرة النعمان وأنه: نحن لا نسمح لأحد أن يخطب على المنبر وخاصة من فصائل أخرى، وبعد الكثير من الطلبات والترجّي من قبل صفوح اليوسف قال له الشيخ أحمد علوان: سوف أدعك تصعد إلى المنبر ولكن بشرط وهو عدم الإعلان للدولة وعدم الحديث عن الدولة وإنجازاتها وأن الدولة هي الحمل الوديع وهي حامية ديار المسلمين، ووافق واتفقوا على هذا الأمر قبل أن يصعد صفوح إلى المنبر. 

ونحن وصلنا إلى الجامع الكبير وجميع المصلين تفاجؤوا أنه يوجد شخص بدأ يعتلي المنبر ويرتدي الحزام الناسف، وهذا الشخص هو صفوح وبدأ أول خطبته أن الحمد لله الذي بعث محمدًا بالسيف رحمة للعالمين، والناس لأول مرة يسمعون هذا الكلام أنه بالسيف ورحمة للعالمين، وهنا كان يوجد ردة فعل بسيطة من قبل الأهالي أنه: من هذا هو الشخص؟ ولا أحد يعرفه وخاصة أهل المعرة وبدأ يعرّف عن نفسه كشخص ثم بدأ يعرّف عن تنظيمه تنظيم الدولة وأنهم تنظيم قاعدي ولديهم الكثير من الأعداء الكفار والمرتدّين والعلمانيين، وهنا الشيخ أحمد علوان انزعج من هذا الموضوع وحتى المصلّون انزعجوا ويوجد الكثير من الناس خرجوا خارج المسجد خلال الخطبة وعندما نزل صفوح حصلت ملاسنة بين أحمد علوان وصفوح بأنه أخلّ بالاتفاق وقال له صفوح: يجب أن تقام الدولة الآن واعتبر صفوح أنها كذبة أثناء الحرب، وكانت عبارة عن تقيّة موجودة عند التنظيم. 

وبعد أن انتهت الصلاة نحن خرجنا في مظاهرة ضمن جمعة أبو ريان وكانت أغلب اللافتات للشهيد حمزة الخطيب والتعذيب وأيضًا التعذيب الذي تلقّاه الشهيد أبو ريان، وفي هذه الأثناء بدأت الاشتباكات تحصل بين عناصر الجيش الحر وبين تنظيم الدولة في العراق والشام وعندما بدأت بدأت في جبل الزاوية في البارة وهذه المناطق، ونحن عندنا في المعرة لم تكن أعدادهم كبيرة وكان لديهم حاجز واحد أو مقر واحد وهو في الحارة الغربية وتم الطلب من عناصر الحاجز أنه: أنتم عليكم الإخلاء مباشرة والخروج من المنطقة إلى البارة أو جبل الزاوية أو سراقب ولكم حرية الاختيار، وبالفعل وافق العناصر الموجودون مع التنظيم على الخروج خارج معرة النعمان وعندما خرجوا ذهبوا إلى كنصفرة والبارة وفي هذه المنطقة كانت لا تزال الاشتباكات دائرة وهنا في المعرة وبالفعل جميع الفصائل مستنفرة وتم استدعاؤنا نحن في اللواء والكتيبة كانت عندنا مستنفرة وقالوا إنه يوجد احتمال أن يهجم التنظيم الآن على المعرة وبالفعل كل الفصائل استنفرت حتى تم تجهيز قواعد الميم دال قواعد الأسلحة المضادة للدروع ونشر الرشاشات على التلال المحيطة بالمعرة من الجهة الغربية وفي الجهة الشرقية كان معسكر وادي الضيف ومن الجهة الجنوبية وادي الحامدية فكانوا موجودين، وهذه الاشتباكات بدأت في الجبل وفي المعرة لم يحصل أي اشتباكات ولكن خرج أهالي معرة النعمان والفصائل نصرة للفصائل الموجودة في جبل الزاوية وبدأت الاشتباكات في البارة وانتشرت بعدها في الجبل، وآخر الأمر انسحبوا إلى مدينة سراقب، يعني هذه المنطقة كلها العناصر الموجودون [فيها] جميعهم انسحبوا إلى سراقب واستعصوا هناك وحصلت معارك كبيرة وأصبحوا يأخذون المصابين من أهالي المعرة من الثوار إلى مشفى معرة النعمان، وأذكر أنه أيضًا سقط شهداء في المعركة.

في المعرة كان وضع الجبهات مع النظام هادئًا رغم أنه كانت الاشتباكات مستمرة واستمر هذا الهدوء موجودًا في معرة النعمان حتى الشهر الثاني ونحن كنا في شهر كانون الثاني، وفي شهر شباط حصلت عندنا معركة تحرير مورك، يعني نحن بالرغم من أننا كنا بعيدين كثيرًا عن مورك وكانت المنطقة جدًا بعيدة عنا ولكن كان يوجد فصائل موجودة من معرة النعمان تقاتل في مورك، وأنا كنت في كتيبة طارق بن زياد وهذه الكتيبة لواء عباد الرحمن طلب منها إرسال عناصر إلى القتال في مورك، ومباشرة قائد الكتيبة رحمو العابدين رفض إرسال أحد ولا أعرف ما هو السبب ولكن قال: إن المنطقة بعيدة [أولًا]، وثانيًا عندي العناصر يرابطون على الجبهة ولا يمكنني إرسال الكثير من العناصر إلى هناك، وقالوا: نحن لا نطلب منك أعدادًا كبيرة يعني أربعة أو خمسة عناصر يكفي، وهو رفض بشكل كامل، وهنا حصلت مشاكل بين قيادة اللواء والكتيبة التي أنا فيها وهذه المشاكل انعكست عليّ لأن الكتيبة التي كانت تسيطر على اللواء هي كتيبة بيت المعمار وكان داعمها أبو الوليد معمار من الإخوان [المسلمين] وهذه الكتيبة كان أغلبها من أصدقائي يعني ابن قائد الكتيبة هو صديقي وكان معي في المدرسة بالإضافة إلى ثلاثة أو أربعة أشخاص موجودين في الكتيبة هم أصدقائي منذ الطفولة وأنا هنا كان يجب عليّ اتخاذ قرار وهو إما ترك اللواء والبقاء في كتيبة طارق بن زياد والمرابطة فقط في المعرة أو أن أخرج خارج معرة النعمان وأحاول الانضمام إلى كتيبة بيت المعمار، وذهبت إلى صديقي الذي هو ابن قائد الكتيبة اسمه معاذ وقلت له: أنا رأيت المشاكل التي حصلت مع الكتيبة وأنا أريد الانضمام لكم فهل يمكن ذلك؟ -وطبعًا ضمن اللواء لا يمكن لشخص أن يخرج من كتيبة إلى أخرى داخل اللواء- وقال لي: سوف أرى ماذا يمكنني أن أفعل، والنفوذ الكبير الموجود لكتيبة بيت المعمار ضمن اللواء أتاح لي الانضمام وترك كتيبة طارق بن زياد والالتحاق مع كتيبة الشهيد سعد معمار التي هي كتيبة بيت المعمار.

هنا رحمو العابدين قائد كتيبة طارق بن زياد انزعج كثيرًا مني لأنني تركت، وقلت له: أنا لا يمكنني أن أترك الشباب هناك وحدهم والبقاء في المعرة، والحمد لله كان وضع المعرة هادئًا ولا يوجد اشتباكات أبدًا والاشتباكات كانت جدًا قليلة، وقال لي: حسنًا، وأنا ذهبت إلى هناك إلى قيادة اللواء وقلت لهم: أنا الآن أصبحت ضمن كتيبة الشهيد سعد معمار وأريد عتادي الذي هو الكاميرا والستاد (حامل الكاميرا) وعدّة التصوير، وقلت لهم: بالرغم من ذلك أنا لأول مرة سوف أذهب إلى منطقة اشتباك وأحتاج إلى سلاح فردي يكون معي إن كان [بندقية] كلاشنكوف أو مسدسًا. هم مباشرة أعطوني سلاحًا وقالوا لي: جهّز نفسك وغدًا يجب أن تذهب إلى مورك، وهذه هي أول مرة أخرج [فيها] من معرة النعمان. 

وأنا ذهبت إلى المنزل واتصلت مع أهلي في لبنان وأخبرت أخي جمعة أنني سوف أذهب إلى مورك، وهو كان أول مرة أخرج بالرغم من أنني كنت صغيرًا، وقال: انتبه إلى نفسك، وأنا لم أخبر والدتي وأما والدي فلم يرفض بشكل قطعي ولكنه [كان] غير راضٍ وبنفس الوقت غير رافض، وقال: أنت كان يمكنك البقاء هنا وكنت ترابط على جبهة المعرة، وقلت له: أنا أريد الذهاب إلى هناك حتى أرى الوضع، وبالفعل كان هذا أول خروج [لي] وكنت خائفًا جدًا وفي وقتها كتبت منشورًا على الفيسبوك لأجل الدعوات وذهبت إلى مورك مع كتيبتي والطريق كان جدًا وعرًا وكنا نسلك طرق قرى كثيرة حتى نصل إلى طريق كفر زيتا وكنا نذهب من معرة النعمان باتجاه كفرروما وحاس وبعدها نتّجه باتجاه الجنوب إلى كفر سجنة ونستمر باتجاه الجنوب في الحارات والقرى، يعني الطريق كان موازيًا للطريق العام ولكن هذه القرى كان أغلبها محررًا ولا يوجد فيها جيش، وكانت تُعد قرى شبيحة ولكن يمكننا المرور منها وكنا نستمر بهذا الشكل حتى طريق كفر زيتا مورك ومن هذا الطريق نتجه باتجاه المدينة. 

وكانت كل الفصائل موجودة في مورك وهذه أول مرة أعيش [فيها] حالة الحرب الحقيقية، يعني نحن نتحدث عن معارك مورك، ومورك لُقبت بمقبرة الأرتال ولُقبت أيضا بأنها شبيهة يبرود، لأن يبرود حصل فيها الكثير من تدمير الأرتال، واستمرت المعارك في مدينة مورك قرابة 200 يوم وخلال هذه الأيام خسر النظام من الآليات أكثر من 50 آلية وكانت المعارك تُعتبر يومية، وأنا كان عندي تقريبًا ثلاث كاميرات لأجل التصوير وتخزين المعلومات الموجودة، والاشتباكات كانت جدًا قريبة وأنا لأول مرة أعيشها، نحن كنا نشتبك في الحارات يعني نحن نكون في أحد الأحياء وفي الحي الذي بجانبنا يكون فيه الجيش، والاشتباك يكون فقط بيننا شارع صغير أو المنازل وهذا الاشتباك كان كله مُصوّرًا، والنظام كان دائمًا يحاول الدخول، وفي تلك الأثناء لأول مرة أرى عناصر تابعين للمليشيات من حزب الله التي كانت موجودة وتقاتل، والذي كان يستلم مدفع 57 للنظام كان هو شخص صيني ونحن كنا نقوم بالتنصّت على النظام عندما كان يتواصل معه وحتى عناصر النظام يتحدثون معه وكان هدفه جدًا محقّقًا وإصابته جدًا محقّقة، وكان يرمي بشكل كبير يعني نحن نتحدث من مورك إلى حماة هي منطقة إمداد كاملة والآليات دائمًا يتم تبديلها وأي آلية يتم تعطيلها مباشرة النظام يستبدلها وكان الدعم بشكل كبير على مورك. 

وأصبحت الاشتباكات كثيرة في مورك وأصبح لدينا في مورك تقريبًا كل يوم طائرتان حربيتان في السماء بالإضافة إلى ثلاث أو أربع مروحيات وهذه المروحيات والطائرات الحربية كانت تقصف بشكل متوالٍ مدينة مورك، وأصعب موقف حصل معي خلال أول 100 يوم الذي هو كان عبارة عن أمر روتيني وأنا كنت أقوم بتصوير الاشتباكات والنظام يدخل إلى منزل الذي هو منزل مقابلنا وتحصل اشتباكات مواجهة وهذه الاشتباكات أصبحت أعتبرها فيما بعد اشتباكات روتينية، يعني النظام دخل ونحن يجب أن نشتبك معه وأنا كان عملي هو تصوير المنطقة عملية الاشتباك وأول موقف حصل معي هو تقريبًا في الشهر الرابع في أول الربيع وكان يوجد مجموعة الشيخ مراد تناري كانوا موجودين في مورك وهذه المجموعة هي التي قامت بالتبديل مع المجموعة التي كنت أنا موجودًا فيها وأنا عندما عدت إلى المعرة تم استهداف نقطة الرباط بواسطة الطيران المروحي، تم استهدافها بأكثر من برميل متفجر وسقط في يومها أكثر من شهيد من بينهم كان شخصًا من عائلة آمنة، وكان يوجد الكثير من المصابين وأغلب المجموعة كانت مصابة، والشاب الذي كان معي الذي هو الإعلامي المرادف لي كان معهم في المجموعة وأصيب، اسمه عبد الرحيم معمار وأنا كنت موجودًا في المعرة وقمت بصياغة خبر أنه تمت إصابته بكتفه وطبعًا عبد الرحيم وضعه مثل وضعي وكل أهله خارج سورية وأغلبهم موجودون في السعودية، وهنا بدأت تأتيني الرسائل وكانوا يسألون عن وضعه وقلت لهم إنه: وضعه جيد وهو كان مصابًا وكان يوجد الكثير من الإصابات الثانية، وبنفس اليوم الذي وصلنا فيه إلى المعرة تم استهداف النقطة وطلبوا منا أن نذهب نقطة تبديل على المركز بما أن الإعلامي الموجود هناك مصاب فلا يوجد أحد غيري، وطلبوا مني الذهاب إلى هناك مع الشباب للتغطية وبالفعل أنا ذهبت إلى هناك ووصلنا تقريبًا الساعة 8:00 مساء ونحن كنا نذهب من طريق كفر زيتا باتجاه مورك وهذا الطريق كان مرصودًا من قبل النظام وفي الليل كنا نقوم بإطفاء أضواء السيارات ونمشي أحيانًا على ضوء القمر، وإذا لا يوجد ضوء قمر كنا نحاول كل قليل إشعال الضوء وإطفاءه ثم نمشي وكان يوجد على الطريق لافتة مكتوب عليها: خان شيخون باتجاه الشمال، وأثناء مشينا على الطريق أول موقف حصل أن صديقي أشعل الضوء أو معاذ معمار أشعل الضوء وأطفأه ولمعت مباشرة في وجهنا لافتة خان شيخون، وكانت خان شيخون مع النظام، وأنا قلت: يا معاذ أين نحن؟ وقد نكون وصلنا إلى النظام، فقال: لا أعرف، ونحن توقّفنا ونحن في السيارة وجميعنا كنا مسلحين واستعدّينا وكان يوجد سيارة بيك أب تمشي خلفنا ونحن حاولنا إيقاف السيارة ولكنه لم يتوقف، وطبعًا كل هذه البيكابات (سيارات نصف نقل) كانت للثوار للفصائل العسكرية الموجودة في مورك ولكن لأن الطريق مكشوف أكيد لن يتوقف البيك أب ونحن لحقنا بهذه البيك أب لنعرف نحن أين وأشرنا له بالضوء وتوقّف البيك أب، وقلنا له: نحن إلى أين ذاهبون؟ هل هذا هو طريق مورك؟ فقال: نعم هذا طريق مورك، وكان الموجودون على هذا الطريق كان حاجز الدخولية هو لعناصر من جبهة النصرة. 

ونحن وصلنا ووجدنا عناصر [جبهة] النصرة موجودين، وكان يوجد فقط ثلاثة عناصر وسألناهم: هل يوجد ترتيب جديد في المنطقة؟ لأنه أنت عندما تخرج وتعود يجب أن تسأل عن الترتيب الجديد لأنك لا تعرف إلى أين تقدّم النظام، يعني النقاط كانت بشكل متكرر تتغيّر ولم يتحدثوا معنا بشيء أبدًا، وقالوا لنا: ادخلوا، ونحن دخلنا إلى مورك ووصلنا إلى النقطة والوضع كان جدًا صعبًا وفي البداية كان يوجد رائحة الخراب والدم ورائحة التراب المختلط مع البارود، وهذه الرائحة أنا كنت كثيرًا أشمئزّ منها وكانت تذكّرني بكثير من المواقف الصعبة، وعندما وصلنا كانت المنطقة والمنازل التي كنا نجلس بها جميعها مدمّرة ونحن هنا لم نعرف أين موجود النظام، ونحن كنا في النقطة الثالثة وكان بيننا وبين الجيش فقط أرض يوجد فيها أشجار فستق حلبي، وعندما رأينا هذا الدمار لم نعرف إذا [كانت] مجموعتنا انسحبت إلى النقاط الخلفية [أو لا]، وقال لي معاذ أنا والشباب الذين معي: جهّزوا أسلحتكم، ونحن سوف ندخل ولا نعرف ماذا سوف يحصل، وكان يوجد ثلاثة منازل كنا نجلس فيها وكانت هذه المنازل مدمّرة بشكل كامل وكانت السيارة الموجودة ما تزال تحترق وكان يوجد فيها ذخيرة، ونحن دخلنا وكان الظلام دامسًا والرائحة مقزّزة جدًا، ونادينا أول صوت على الشباب ولم يردّ علينا أحد ثم نادينا مرة ثانية ولم يردّ أحد وأنا ناديت عبد الرحيم بصوت عالٍ وردّ علينا الشباب من النقطة المتقدمة أنه: نحن هنا، ودخلت إلى الغرفة أنا ومعاذ ووجدنا أن جميع الشباب متسطّحون على الأرض والجميع مصاب وأغلبهم إصابتهم كانت في ظهرهم لأنهم كانوا في النقطة المتقدمة وحصلت الضربة في النقطة الخلفية، وكان الوضع جدًا سيئًا وأنا قبل ليلة كنت موجودًا على الجبهة وذهبت إلى المعرة وكان الوضع في المعرة وحصلت الضربة في مورك وأنا لم أنَم في المعرة ووصلنا إلى هناك تقريبًا الساعة 8:30 مساء وقلنا لهم: أنتم يمكنكم الآن الذهاب، وقالوا: لا، نحن سوف نبقى حتى الصباح حتى نخرج في الضوء وهذا أفضل، وسألت عن الشباب الموجودين وقالوا إنه بقي موجود شابان لا يوجد بهما شيء وغير مصابين وهما موجودان على نقاط الرباط على المَحرسين، وذهبنا إليهما وقلنا لهما: نحن جئنا وأنتم يمكنكما الاستراحة، فقالا: نحن سوف نبقى حتى الساعة الثانية ليلًا ثم ننام من الساعة الثانية حتى الصباح وفي الصباح سوف نذهب إلى المعرة، وأنا كنت متعبًا جدًا وقلت لهم: أنا أريد النوم بما أنكم سوف تبقون حتى الساعة الثانية ليلًا وعندها أيقِظوني، وقال أحد الشباب: الآن جئتم من المعرة وتريدون النوم؟ وقلت له: نحن قبل يوم كنا موجودين في مورك وكان هذا موقفًا جدًا صعبًا بصراحة، وخاصة هذه اللحظة التي لم نعرف فيها ماذا سوف نفعل.

كانت معارك مورك جدًا زاخمة (عنيفة) والمعارك على أشدّها كل يوم، وفي أحد الأيام النقطة التي كنا موجودين فيها تقدم الجيش إلى منزل مقابل للمنزل الذي نحن موجودون به، يعني أصبح الاشتباك بشكل مباشر وأنا كنت أمسك الكاميرا وأقوم بالتصوير وكان موجودًا صديقي عبد الناصر وهو كان راميًا، قاذف أر بي جي، وهو كان يريد استهداف المنزل ونحن أصبحنا نعرف أنه يجب علينا الابتعاد عن القاذف ولا يجب أن يكون هناك أحد خلفه، وبدأنا ننادي على الشباب أن يبتعدوا من خلفه وكان يوجد شخص يمسك رشاش 500 يرمي على النظام من أجل فسح المجال على رامي الأر بي جي حتى يرمي ويرجع والشاب الذي كان يرمي اسمه عبد الباسط معمار، وهو يرمي أصيب برصاصة في بطنه وتم استهدافه من قبل النظام، وفي هذه الأثناء عبد الناصر أطلق القذيفة قذيفة الأر بي جي ومباشرة اتجهنا نحو عبد الباسط وهو كان يمسك بطنه وجلس على الأرض وذهبنا أنا وعبد الباسط وشاب آخر وهو سائق، وطبعًا كانت المشافي بعيدة عنا ولكن كان يوجد مشفى موجود في كفر زيتا وهذا المشفى تعرض للكثير من القصف أعتقد كان اسمه مشفى الأعرج، ونحن وصلنا إلى المشفى وعبد الباسط لا يستطيع التنفس والرصاصة دخلت في بطنه وخرجت من ظهره وقاموا بتركيب مفجّر [دم] له وعندما ركّبوا هذا المفجّر أصبح مع عبد الباسط ضيق تنفس وبدأت تظهر العروق من رقبته التي ثخنت، وأنا استغربت من هذا الموضوع، وهو بدأ يحسّ على نفسه أن لديه ضيقًا في التنفس، ومباشرة ناديت على الطبيب الموجود في المشفى وقلت له: صديقي كذا وكذا، وقال: خذوه إلى التصوير، وأخذناه إلى التصوير فوجدنا أن خرطوم التفجير دخل في الرئة، ومباشرة تمت إزالة الخرطوم وتم إجراء عملية وتم إدخال خرطوم التفجير وتحسّن وضعه.

في هذه الأثناء في معارك مورك كان وضع المعرة شبه هادئ والناس بعد أن عادت بشكل كبير إلى معرة النعمان أصبح يوجد حاجة كبيرة أن يكون هناك كيان مدني، وهذا الكيان المدني هو سوف يكون المجلس المحلي في معرة النعمان.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/03/10

الموضوع الرئیس

المواجهات مع قوات النظام

كود الشهادة

SMI/OH/12-17/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

بدايات 2014

updatedAt

2024/04/20

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-مدينة معرة النعمانمحافظة حماة-مورك

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الفرقة 13

الفرقة 13

كتيبة طارق بن زياد - معرة النعمان

كتيبة طارق بن زياد - معرة النعمان

الشهادات المرتبطة