التفجيرات عن طريق الأنفاق واحتدام معارك مورك
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:23:48:05
أثناء معارك مورك أصبح عندنا أكبر حدث في الشمال الغربي في سورية، وهو تفجير حاجز الصحابة في معرة النعمان، وهذا الحاجز كان عقدة كبيرة للثوار والفصائل وحصلت الكثير من الهجمات من قبل الثوار عليه ولكن مركزه الذي كان موجودًا في هضبة وإطلالته على الطريق العام كانت تمنع الثوار من الاقتراب على الطريق العام، الأتوستراد الدولي، ووجدوا طريقة ثانية وهي حفر خندق (نفق- المحرر) وهذا الخندق استمرّ حفره عدة شهور والمسؤولون عن حفر الخندق هي مجموعة عائلة السعيد ساسو السعيد -رحمه الله- ونحن كنا في مورك والتفجير حصل بتاريخ 5/ 5 /2014 ونحن كنا في مورك وصدى الصوت أو ارتجاج الأرض وصل إلى مورك، وحصل التفجير ظهرًا تقريبًا، والتفجير كان جدًا قويًا وحتى إن النظام سمّاه هيروشيما الإرهاب يضرب معرة النعمان، والنظام سقط له الكثير من القتلى والمنطقة انقلبت رأسًا على عقب وكان يوجد دبابات وهذه الدبابات طارت في الهواء وانقلبت وسقطت على الأرض وهذا التفجير الأول الذي ضرب حواجز النظام وبعده تقريبًا بـ 11 يومًا [حدث تفجير ثانٍ].
هذا التفجير كان هو الأضخم بين التفجيرات الثلاثة التي ضربت معرة النعمان لاحقًا، ضخامة التجهيزات، كانت عدة فصائل مشاركة إلى جانب فصيل عائلة السعيد وتم وضع الكثير من المتفجرات وبصراحة أنا لا أذكر العدد ولكن كان أكثر من اثنين طن من المتفجرات، وكان يوجد عبارة عن خنادق (أنفاق) متشعّبة تحت الأرض وهذه الخنادق تم ملؤها بالمتفجرات وبقيت مجموعة عائلة السعيد تملأ هذه الخنادق كثيرًا وحصل التفجير، وهذا التفجير هو كان التفجير الأول وفي 16/ 5 بعد 11 يومًا ضرب تفجير ثانٍ تلة السوادي وهي تلة تحت وادي الضيف من الجهة الغربية وهي مطلّة على معرة النعمان، وأيضًا هذه كانت تشكّل عقدة للثوار وكانت مطلّة على الأتوستراد الدولي والأحياء الشرقية لمعرة النعمان، وأيضًا حصل عندنا تفجير لاحقًا في الشهر العاشر، تفجير حاجز الدحروج، والوضع الميداني في معرة النعمان كان جيدًا بعض الشيء والناس تعمل والأمور كانت جدًا هادئة وهذا السبب الذي جعل وأصبح عندنا تجمّع مدني.
بعد تفجير حاجز الصحابة وتم تدميره بشكل كامل والمنازل كلها تدمرت والحاجز والنقاط التي كان النظام يضع ثقله فيها كل هذه النقاط تدمرت ولم يستطع النظام الدخول إليها لأنها أصبحت عبارة عن كتل لبقايا من الأبنية والبيوت، يعني كان التفجير جدًا قويًا، والثوار أصبحت بالنسبة لهم هذه المنطقة جدًا سهلة للتقدم إليها وخاصة بين الركام ويستطيعون أحيانًا التقدم في الليل ويراقبون تحركات النظام أو أحيانًا يستهدفون بشكل مباشر يستهدفون تحركاته الفردية.
تلة السوادي كانت بعيدة عن الثوار ولكن تم الحفر عليها من حاجز الحبوش وهو كان قريبًا عليها وحفروا باتجاهها والنظام كان عنده بعض المعلومات أنه يوجد تفجير سوف يحصل وقام بإخلاء التلة وحصل التفجير داخل التلة، والتفجير الثالث الذي كان على حاجز الدحروج أيضًا كان في الشهر العاشر والنظام أيضًا استطاع الحصول على معلومات عن موقع التفجير بالضبط وسحب جميع العناصر، ولكن حصل التفجير وهذا التفجير للأسف أضرّنا أكثر من أن يضرّ النظام لأنه أصبح يوجد سواتر رملية جدًا عالية من قبل النظام ونحن لا يمكننا استهدافهم وهم بالأصل لا يمكنهم استهدافنا ولكنهم استطاعوا أن يأخذوا هذا التفجير لصالحهم وقاموا بتثبيت المتاريس وأصبحت هذه هي الجبهة مدعومة جدًا من عندهم.
في المعرة كان عندنا بسبب عودة الأهالي والأعداد الكثيرة إلى المعرة والوضع أصبح جدًا هادئًا في المعرة وكان لا بدّ من أن يحصل تشكيل مدني بعيدًا عن العسكري، وكان هذا التشكيل هو أول تشكيل في معرة النعمان تشكيل المجلس المحلي لمعرة النعمان وهذا المجلس تم تأسيسه من قبل الأستاذ أحمد شحنة وتوالى بعده ثلاثة رؤساء للمجلس الذين هم الأستاذ أحمد كسار والأستاذ نصر هزبر وأخيرًا بلال الذكرى الذي استلم في الشهر 12 عام 2016 وهو حتى الآن مستلم، وهذا المجلس الشيء الذي كان في هذا المجلس أنه كان يوجد دور ظاهر للمرأة في معرة النعمان يعني بالرغم من أنه كان عندنا سابقًا يوجد كتيبة خاصة للنساء موجودة في معرة النعمان وكان دور المرأة موجودًا داخل المجلس المحلي وكان من بينهم الأستاذة هدى سرجاوي التي انضمّت لاحقًا وكان لها وجود في اللجنة الدستورية، والمجلس استمرّ وجوده في المعرة وأصبح يقدّم خدماته وأصبح يقوم بتشغيل الناس الموجودين وقدّم الكثير من فرص العمل للشباب وقام بمشاريع صغيرة، مثلًا مشاريع دعم الأشخاص الذين لديهم مشاريع صغيرة وكان يقدّم لهم الدعم وهذه المشاريع كلها كانت عبارة عن [دعم] منظمات وهو كان صلة الوصل فيها.
في منتصف عام 2014 وبالتحديد في نهاية [شهر] شعبان يوم 30 شعبان كان يوجد هجوم على حاجز الدحروج جنوب معرة النعمان وكانت هذه النقطة باستلام أحرار الشام وكان عندي صديق جدًا مقرّب [مني] وهو الشهيد عبد الرحمن بكور، وهو كان جدًا مندفعًا لأن يساعد الثوار وهو كان يستلم المركز الإعلامي في منظمة بسمة أمل، وهو كان له يد طائلة في هذه المنظمة وخاصة الأشخاص الذين يتمّ تقديم المساعدة لهم، وعبد الرحمن طلب من الشيخ أو طلب من الدكتور عمر الجندي أن يشارك معهم في العملية عن طريق التصوير لأن عمره كان صغيرًا كان عمره 17 أو 18 سنة، وأولًا (في البداية) منعه الدكتور عمر وقال له: عليك البقاء في المنزل، لأن أخاه أبو الفداء كان أيضًا إعلاميًا، وقال له: عليك البقاء وأخوك أبو الفداء موجود، وقال له: لا، أنا أريد أن أذهب معكم، وبالفعل بعد إلحاح من عبد الرحمن في 30 شعبان حصلت صلاة الصبح في منزله وصلّى الصباح وودّع أمه وأباه وقال: اليوم يوجد معركة وأنا سوف أذهب مع أصدقائي لأجل التصوير، وكان هذا هو اللقاء الأخير مع أهله.
ونحن قبل يوم كنا مجتمعين ونحن كنا بشكل متكرر أنا وأصدقائي نجتمع وبيننا عبد الرحمن وكان عبد الرحمن دائمًا مشهورًا بروحه المرحة بيننا، وكنا عندما نلعب [ورق] الشدة كان هو دائمًا يقوم بتخريب اللعبة ويمنعنا من اللعب، وبتاريخ 30 [شعبان] بدأت المعركة الساعة 10:00 وأنا كنت في المنزل وتقريبًا الساعة 11:30 أو 12 جاء أصدقائي إلى المنزل وجاء عبد السلام وعلي وقالوا لي: عبود، أبو البراء استُشهد، الذي هو عبد الرحمن، وأنا هنا أولًا كانت الصدمة أنني لم أصدّق هذا الأمر وقلت لهم: أين هو عبد الرحمن؟ وهو الآن في المنزل ونحن البارحة كنا سهرانين وهو عاد إلى منزله، فقالوا إنه استُشهد وهو الآن في مشفى الصناعة وأنا ارتديت ثيابي وذهبت مع عبد السلام وعلي وذهبنا إلى مشفى الصناعة وقالوا إنه تم نقله إلى منزلهم، وذهبنا إلى منزلهم وكان المنزل في الحي الشرقي أو الحي الشمالي ووصلنا إلى المنزل وكان الناس موجودين بالفعل أمام المنزل ونحن بقينا تحت وكان منزله في البناء، وقالوا: يا شباب اطلعوا (اصعدوا) ومن يريد توديع عبد الرحمن فعليه توديعه، وفي هذه اللحظات كان عبد الرحمن -رحمه الله- هو أول صديق مقرّب لي أفقده في الحرب، يعني فقدنا الكثير من الشهداء ولكن كان عبد الرحمن هو الشهيد الأول المقرّب مني جدًا يستشهد وأنا حاولت قدر الإمكان أن أضبط نفسي ولا أظهر أنني مُنهار في تلك الأثناء رغم أنني كنت أحاول قدر الإمكان إخفاء انهياري.
وصعدنا إلى منزلهم وهو كان في الطابق الثاني وكان عبد الرحمن ممددًا على الأرض ورأسه ملفوف في المشفى والإصابة كانت هي قذيفة من معسكر القرميد الموجود في أريحا وسقطت القذيفة على نقطة الجبهة وأصيب شابان من الأحرار (أحرار الشام) وذهب عبد الرحمن حتى ينقذهما وسقطت قذيفة ثانية واستُشهد عبد الرحمن، وكان الجميع مصدومًا من فكرة استشهاد عبد الرحمن بسبب صغر سنّه و[أنه] لا يجب عليه أن يموت، ولكن هكذا هي الأقدار، وكانت أمه موجودة وأهله كلهم موجودون ولم يكن يوجد بكاء في تلك الأثناء، ورفاق عبد الرحمن كان منهم من يبكي ولكن حاولنا [ضبط أنفسنا] قدر الإمكان عندما ذهبنا إلى منزله لأجل والدته لأن والدته كبيرة في العمر وحاولنا قدر الإمكان ضبط أنفسنا، وفي اللحظات الأخيرة قبل إخراج عبد الرحمن من المنزل قالت أمه: زغردوا للشهيد، وفي لحظة ذكرها: زغردوا للشهيد، هنا جميع الشباب -وأنا كنت من بينهم- لم نستطع التحكّم بعواطفنا وأغلبنا أصبح يبكي وأصبحنا نسمع زغاريد للشهيد، وقمنا بإنزال عبد الرحمن من الدرج وذهبنا إلى جامع الساطعية وصلينا عليه، وأنا لم أستطع الصلاة عليه في البداية وكنت أبكي كثيرًا، وطلب رفاقي مني الحضور وأقاموا صلاة الجنازة وصلينا عليه، والشيء الذي كان يحزّ في النفس أن عبد الرحمن استُشهد في 30 شعبان قبل رمضان، وخاصة رمضان للعوائل بشكل عام جدًا حسّاس وخاصة أثناء الإفطار والسحور، وأنا قطعت وعدًا على نفسي أنني دائمًا قبل الإفطار أذهب إلى عبد الرحمن إلى قبره.
وبالفعل بعد أن دفنّا عبد الرحمن جاء شهر رمضان وأنا دائمًا قبل أذان المغرب بعشر دقائق كنت آخذ قنّينة (زجاجة ماء) معي وأذهب إلى قبره وأسقي القبر وأجلس وأقرأ القليل من القرآن ثم بعدها أذهب إلى المنزل، ونحن في شهر رمضان بعد أن عدنا إلى المعرة كل رمضان يأتي إلينا بما أننا كنا موجودين في المنزل أنا ووالدي وأخي حازم العسكري ولم يكن يوجد أحد يطبخ لنا وأنا كنت أحيانًا أو والدي يطبخ ويعد السحور وكنا نذهب ونفطر عند عمتي في الحي الشمالي وأنا أقوم بإيصال والدي وأخي إلى منزل عمتي وأقول لهم: أنا راجع، وهم لا يعرفون أنا إلى أين ذاهب يعني أحيانًا يرون أنني لا أستطيع أن آكل ولكنهم لا يريدون فتح هذه المواضيع، وأنا كنت كل يوم أذهب إلى قبر عبد الرحمن وأسقي القبر وأقرأ القرآن، وأغلب الأحيان أذهب وأجد أهله موجودين هناك ولا استطيع الاقتراب من القبر، يعني في إحدى المرات كنت موجودًا وجاء والده وهذه أول مرة يراني والده بعد التشييع وسألني وهو لا يعرفني -لأنني لم أكن أحتكّ مع أهل أبو البراء- وسألني: من أنت؟ وعرّفته عن نفسي فقال: أنا أرى أنك تجلس كثيرًا هنا، فقلت له: إن أبو البراء كان مقرّبًا كثيرًا مني بالرغم من أن صداقتنا كانت فقط ضمن سنوات الثورة عندما عدت إلى المعرة يعني تقريبًا سنة ونصف، وتحدثنا قليلًا وبعدها قلت له: أنا أعتذر ويجب أن أذهب فقال لي: تعال وأفطر عندنا، فاعتذرت منه.
أنا بقيت تقريبًا على هذه الحالة دائمًا في كل شهر رمضان كنت أزور عبد الرحمن، وفي هذه الأثناء بعد استشهاد عبد الرحمن بدأت الخلافات تكبر بين الفصائل، جبهة النصرة إلى جانب جند الأقصى وجبهة ثوار سورية، وهذا الخلاف بدأ في أواخر أيام معارك مورك التي كانت لا تزال مستمرة حتى شهر أيلول، وجبهة النصرة يمكننا أن نقول إن جبهة النصرة اعتقلت قياديين من جبهة ثوار سورية كانوا موجودين في جبل الزاوية وفي الغاب من ريف حماة، وهؤلاء الأشخاص الذين تم اعتقالهم طلب جمال معروف من النصرة أن تقدّم إيضاحًا عن سبب اعتقالهم، فقالوا إن هؤلاء الأشخاص الذين تم اعتقالهم هم مفسدون، وبدؤوا يتهمونهم بجميع الاتهامات، الزُّناة والبُغاة والسُّرَّاق، يعني جميع الاتهامات التي كانوا يتهمون فيها الفصائل الثانية التي هي أي فصيل يتم الهجوم عليه، وكانت الاتهامات جاهزة وفقط يتم تغيير اسم الفصيل، وهذه المعارك أثّرت بصراحة على معارك مورك لأنه أصبح يوجد خلاف وانسحاب للعديد من المجموعات وخاصة جماعة جبهة النصرة الذين كانوا يرابطون بجانبنا ولديهم نقطة في مورك، وفي هذه الأثناء نحن بسبب انسحاب جبهة النصرة وبسبب بعض الفصائل التي أصبحت موجودة في مورك أصبح العدد خفيفًا، نحن انتقلنا إلى النقطة الثانية في مورك التي هي كانت على طريق كفر زيتا وهي النقطة الأخيرة باتجاه كفر زيتا، وهذه النقطة كانت كنا نحن بعيدين عن الجيش 1.2 كيلو متر يعني 1200 متر، وبقينا موجودين في هذه النقطة، والخلافات التي كانت تحصل خلفنا أن جبهة النصرة قررت إزالة جمال معروف وجبهة ثوار سورية والقضاء عليهم بشكل كامل بسبب الكثير من الاتهامات، وحصل اتفاق مؤقت بعد المشكلة الأولى، وبعد اعتقال القادة الموجودين عند جمال معروف حصل اتفاق مؤقت أن تعود كل الفصائل إلى الجبهات وخاصة بما أنه سهيل الحسن كان جدًا مستنفرًا في تلك الأيام وكان يرسل الكثير من الأرتال إلى مورك، وأنا أتذكر في تلك الأيام أن النظام انزعج لأنه حصل اتفاق وأصبح يوجد الكثير من الدعم لجبهات مورك في تلك الأيام ولكن هذا الدعم للأسف لم يستمر لأن النظام حشد بقوة كبيرة وحاول السيطرة أولًا على كتيبة مورك، وكتيبة مورك هي في المنطقة الشرقية شرق الطريق الدولي.
قبل هذه المشكلة التي حصلت بين جمال معروف وجبهة النصرة كان عندنا أمر جيد خلال معارك تحرير مورك، التي هي بعد تحرير مورك تم قطع الإمداد عن خان شيخون وفي خان شيخون كان يوجد عدة حواجز وكان يوجد فيها معسكر الخزانات الكبير الذي كان في المنطقة وحاجز السلام، وهذا المعسكر تم تحريره مع الحاجز في شهر أيار تقريبًا عام 2014 بعد معارك قوية كانت النصرة مشاركة فيها بقوة ووضعت فيها ثقلًا كبيرًا إلى جانب الفصائل، وطبعًا الفصائل الثانية أيضًا كان لها وجود كبير ولكن جبهة النصرة وضعت كل ثقلها وتم تحرير خان شيخون، وبعد تحرير خان شيخون أصبح الطريق إلى مورك جدًا سهلًا ونحن أخذنا فقط نقوم بالالتفاف من معسكر الحامدية والحواجز المحيطة فيها باتجاه الجنوب حتى معر حطاط ومن معر حطاط باتجاه الجنوب أصبحت عندنا المنطقة محررة، يعني هنا أصبح لدينا كسر الإمداد على وادي الضيف بشكل كبير ولم يعد يحلم وادي الضيف أبدًا أن يُفكّ الحصار عنه على غرار ما حصل في طريق الموت الذي كان على مسافة قصيرة واستمر إلى عدة أشهر.
في خان شيخون النظام كانت معاركه متجددة ونحن كنا في المعرة، وبعد أن تم تغيير مجموعة الرباط وصلَنا خبر بأن النظام تقدّم إلى معسكر الكتيبة في مورك، وطبعًا هنا كانت الأجواء في الشهر السادس والسابع عام 2014، يعني الأجواء شبه صحو، كان دائمًا الجو عندنا صحوًا وفي أواخر الشهر السابع النظام تقدم إلى الكتيبة في مورك وطلبوا منا نحن الجماعة الذين نزلنا إلى معرة النعمان أن نذهب مؤازرةً للمرابطين في مورك، وبالفعل ذهبت الكثير من السيارات من لواء عباد الرحمن وأنا كنت من بين الأشخاص الذين ذهبوا ونحن وصلنا وبعد أن قطعنا خان شيخون جنوبًا وصلنا قبل مورك بثلاثة كيلومترات وصلنا إلى مورك، عندها كان النظام استطاع السيطرة على الكتيبة بشكل كامل شرق الطريق ومع سيطرته على الكتيبة كان يمكنه قطع طريق الإمداد الذي يؤدي إلى مورك وطريق خان شيخون مورك، ونحن حاولنا قدر الإمكان أن يحصل تكثيف قصف على معسكر الكتيبة ولكن هذا القصف أبدًا لم يؤثّر عليهم، واجتمعت الفصائل في غرفة العمليات وقالوا إنه: يجب أن نقوم بتنفيذ هجوم اليوم، يعني لا نجعل النظام يقوم بالتثبيت في الكتيبة، والذي حصل بالضبط أنهم جعلونا موجودين على الطريق الدولي وطلبوا من كل مجموعة عدة أشخاص حتى يدخلوا بعملية اقتحام إلى حاجز الكتيبة، وهذه العملية كانت مشاركة فيها جميع الفصائل وبدأت الأجواء تتغيّر الساعة الثانية ظهرًا، والجو كان صحوًا جدًا والشمس كانت جدًا حامية إلى أجواء غائمة، وبعدها بدأ يسقط المطر بكثرة في تلك الأثناء، وحتى عناصر جبهة النصرة الذين كانوا موجودين معنا يقولون إن هذا حظر ربّاني، حظر جوي ربّاني، وبالفعل كان يوجد الكثير من الطيران الذي يقصف وبعد أن بدأ يسقط المطر توقّف الطيران عن التحليق لأن المطر كان كثيرًا وكان يوجد رعد، وطبعًا لو كان الجوّ صحوًا نحن لم نكن نستطيع أبدًا السيطرة على الكتيبة لأنه بعد أن دخلنا وبعد أن حصل التمهيد على الكتيبة بقذائف المدفعية ومدافع جهنم (محلية الصنع) استطعنا التقدّم والنظام بدأ ينسحب من الكتيبة وترك آلياته وحتى كان يوجد دبابتان إحداهما t55 والأخرى t70 وترك الذخيرة في معسكر الكتيبة، وهو عبارة عن تلال وضعها مع بعضها ورفع سواتر ترابية ووضع فيها الدبابات، يعني هو لم يكن معسكرًا كبيرًا ولكن نقطته كانت جدًا قوية وهذا المطر ساعدنا لأنه نحن عندما بدأنا ندخل ونتقدم على الكتيبة كان النظام يستهدفنا بالصواريخ، والصواريخ كانت تسقط على مسافة 100 متر بيننا وبينه، ولكن بما أن الأرض هناك كانت ترابية ولأن منطقة مورك كلها هي منطقة زراعية فكانت الأرض ترابية والصاروخ عندما يسقط إمّا أنه لا ينفجر أو عندما ينفجر فإنه لا يسبّب الأضرار لأن الأرض كانت جدًا طريّة على الصاروخ، وبالفعل تمت السيطرة على الكتيبة قبل أذان المغرب بنفس اليوم الذي دخل فيه النظام، ونحن عُدنا إلى نقطة رباطنا، وهنا بدأت عندنا الأحداث في مورك تتسارع، يعني بدأت المسافة التي كانت موجودة بيننا وبين الجيش التي هي 1200 متر بدأنا نرى الجيش وهو بدأ برفع السواتر وهو قام بإحضار التركسات (الجرّافات) والآليات الثقيلة وبدأ يحفر ويرفع السواتر، وأنا طلبت من غرفة العمليات واللواء الذي كنت موجودًا فيه أنه يجب أن نقوم بعمل عسكري، وكان موجودًا حاجز العبود الذي هو جنوب مورك، وهذه النقطة جدًا خطيرة لأن النظام إذا استمرّ في الحفر بهذا الشكل فإنه سوف يقوم بالتفاف علينا ويحصل بنا كما حصل في مجزرة بابولين بالضبط، وفي يومها قلت لهم: هذا هو الذي سوف يحصل معنا، وقالوا: لا، إن النظام بعيد عنا كثيرًا ولا يقترب.
هذه النقطة لأنها كانت هي الخاصرة الغربية لمورك كان يحصل عليها الكثير من القصف بما أنها منطقة بعيدة، ولكن القصف كان كثيرًا عليها، يعني حتى صواريخ الفيل عندما بدأ تجريبها نحن سمعنا أصواتها في مورك في عام 2014، وبدأ النظام يكثّف حملة الحفر وبدأ يتقدم باتجاهنا من الجهة الغربية لمورك وكان يحفر خنادق ويرفع السواتر حتى وصل بيننا وبين الجيش 400 متر يعني تقريبًا مسافة 800 متر تقدّم فيها الجيش خلال أقل من شهر، وأنا هنا طلبت بحدّة أنه: إذا لم نقُم بعمل فسوف نخسر مورك، وبصراحة أنا هنا أحسستُ أنه لا يوجد أبدًا مجال لأن يتم فتح معركة ضد النظام، وقلت لهم: نحن إذا لم نقُم بعملية الآن فسوف نخسر مورك بشكل كامل، وقالوا إنه لن يحصل ذلك والعمليات يتم دراستها لشن معركة، وعندما أصبح يوجد بيننا وبين النظام 400 متر هنا أصبحت الاشتباكات على نقطتنا مواجهةً للنظام، يعني أصبح يوجد مسافة جيدة للاشتباك، وكان النظام دائمًا يقصفنا بالدبابة ويستهدفنا بالرشاشات الثقيلة التي لديه.
وأصيبت أكثر من مرة المجموعة التي أنا كنت فيها وأعيدهم معي إلى المعرة كمصابين في الأغلب، في إحدى المرات كنت موجودًا في البناء الذي نرصد منه مثبت فيه كاميرا وصديقي معه ناظور، هنا لا أعلم إذا كان النظام قد رصدنا أو أنه بشكل عشوائي (محض الصدفة) قصف البناء بشكل مباشر، نحن كنا في الطابق الثاني هو البناء ثلاثة طوابق، استهدف القصف الطابق الثالث ومطلع الدرج انهار علينا، فأصيب صديقي مباشرة وأنا كنت محتمي في آخر الدرج فوقفت وسحبته وعدنا للنقطة الخلفية.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/03/10
الموضوع الرئیس
المواجهات مع قوات النظامكود الشهادة
SMI/OH/12-18/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
منتصف 2014
updatedAt
2024/04/20
المنطقة الجغرافية
محافظة إدلب-الحامديةمحافظة إدلب-وادي الضيفمحافظة حماة-موركشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جبهة النصرة
حركة أحرار الشام الإسلامية
جبهة ثوار سوريا
المجلس المحلي في معرة النعمان