الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

استرداد النظام لمدينة مورك وتحرير وادي الضيف والحامدية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:24:31:08

استمرّت الاشتباكات في مورك، والنظام أطبق الحصار بشكل كامل على المنطقة الغربية، وأصبح بيننا وبين النظام أقلّ من 100 متر بعد تقدّمه، وأنا هنا ذهبت إلى قائد الكتيبة أبو معاذ وقلتُ له: إن النظام سوف يأخذنا جميعنا ونحن أحياء وسوف يأسرنا، وقال: هذا الأمر لن يحصل وغرفة العمليات تقوم بالتجهيز لعمل كبير وسوف يتم تحرير [مناطق] حتى صوران، يعني من مورك باتجاه الجنوب، وقلنا له: حسنًا، إن شاء الله، وكانت الاشتباكات تحصل وخاصة في الليل، كان النظام يخرج في الليل وفي تلك الأثناء تم تدعيم نقطة رباطنا بمدفع جهنّم محلّي الصنع، والذي كان يقود المدفع هو شاب من رام حمدان كان من الفيلق (فيلق الشام) وكانت إصابته جدًا محقّقة مع أنه لا يعرف بالاتجاهات، يعني جنوب وشمال وشرق، وكان يعرف يمينًا ويسارًا وللأعلى والأسفل، وكانت إصابته جدًا محقّقة وكان يوجد خندق يوجد فيه عساكر للنظام وبجانبهم تريكس (جرّافة) وقلنا له: إنه يوجد تريكس ويوجد عساكر وأين تريد الاستهداف؟ فقال: أنا سوف أستهدف العساكر لأن التركس يستهدفه الشباب بالمدفعية أو صواريخ التاو وبالفعل سقطت القذيفة في منتصف العساكر، وأنا لأول مرة أرى كيف يطير العساكر [جرّاء الانفجار] في تلك الأثناء.

غرفة العمليات كانت تقوم بالتجهيز لمعركة على مورك وهذه المعركة جاؤوا إلينا قبل المغرب مجموعات من أغلب الفصائل الموجودة في مورك، ومن بينها كان من الصقور والأحرار، وكان يوجد شاب من بينهم مصري الجنسية. 

عندما وصل إلينا كان يوجد دبابة نوع تي 90، وهذه المرة الأولى التي تتواجد هناك، وهذه الدبابة عندما تطلق القذيفة فإنها أوتوماتيكيًا تقوم بتلقيم القذيفة الثانية وليس مثل الدبابات الأخرى مثل تي 72 وغيرها، وقلنا له: تلك هي الدبابة وهو كان يسألنا عن الدبابة، وقال باللهجة المصرية: إن شاء الله لن تأكل في يدنا غلوة، يعني شيء بسيط من الوقت، فقلنا له: إن شاء الله، وبالفعل اجتمعنا على الساتر، اختبأنا خلف الساتر وكنا بحدود عشرة أشخاص وأنا موجود بينهم وصديقي عبد الرحيم الإعلامي من عائلة معمار، وكان الشاب المصري يجلس مقابلنا (أمامنا) وبيننا تقريبًا متران أو ثلاثة، وشباب موجودون من باقي الفصائل. 

والذي حصل أنه أثناء جلوسنا، النظام استهدف البناء الذي كان هو مركزنا ونحن كنا بجانب البناء وأطلق أول قذيفة والشظايا كلها جاءت إلينا وأنا مباشرة احتميت بالساتر الترابي، وعندما أحسست أنه ذهب صوت الانفجار مباشرة قمت وكانت البندقية بجانبي وكنت أريد حمل بندقيتي وأحسست أنه يوجد ثقل عندما أمسكها وكان الغبار كثيرًا وأحسست أنه يوجد بندقية أخرى مُعلّقة مع بندقيتي وحملت البندقيتين وركضت إلى المقر، وأولًا أنا كنت أريد أن أرى ماذا حصل في الداخل بالشباب، وثانيًا خوفًا من أن يتمّ قصفنا مرة ثانية لأنها كانت عبارة عن ثوانٍ فقط وسوف يتم استهدافنا بالقذيفة الثانية، والذي حصل أنني وصلت إلى المقر الذي هو نفس البناء المُستهدَف وتم قصف جدار البناء مرة ثانية، وفي هذه الأثناء كانت الأصوات ترتفع أكثر من المنطقة وقلت لهم بالحرف الواحد -وكان موجودًا شاب استُشهد لاحقًا اسمه ساهر- وقلت له: يا ساهر اذهب لأخذ الشباب لأنهم بالتأكيد ماتوا في هذه الضربة الثانية، وبالفعل بعد أن هدأ القصف وكانت فقط هاتان القذفتان ذهبوا ووجدوا أولًا هذا الشاب المصري وقد استُشهد وأصابته شظيّة في صدره، وصديقي عبد الرحيم دخلت الشظيّة في قدمه، وجميع الشباب كانوا مصابين، وأنا دائمًا كنت في أي قصف يحصل يصاب جميع الشباب وأنا أخرج سالمًا ويقول لي الشباب: هل أنت مُخبِر للنظام حتى لا تصاب؟ وفي هذه الأثناء ذهب الشباب وأحضروا المصابين، وكان عبد الرحيم وزنه ثقيل وقالوا: يا شباب من سوف يحمل عبد الرحيم؟ وفي وقتها تبرع الشيخ معاذ وقال: عندي شاب اسمه أحمد الشلح هو من سوف يحمله، وهو كان شابًا ضخمًا وقام بحمل عبد الرحيم ونقلوه إلى معرة النعمان، وأنا في هذه الأثناء تم استهداف نقطتنا أكثر من مرة وعندما انتهى وقت حراستنا وكان يجب استبدالنا مع النقطة الثانية أو إعادتنا إلى المعرة وإحضار جماعة آخرين للرباط في مكاننا، أنا مباشرة ذهبت إلى عبد الرحيم حتى أطمئنّ عليه، وبعدها ذهبت إلى مقر الكتيبة وهناك رأيت أبو معاذ وقلت له: يا عمّي أبو معاذ أنا قلت لك ماذا سوف يحصل والنظام الآن سوف يحاصرنا فماذا تقول؟ فقال: المعركة سوف تستمر، فقلت له: لا يوجد معركة، وبالأساس لو كانت سوف تحصل معركة لكانت حصلت منذ زمن والأسلحة التي يتم وضعها الآن في الدفاع كان يمكننا أن نضع أقل منها في الهجوم على النظام، فقال: لا أعرف ماذا أقول لك، وقلت له: أنا لن أذهب إلى مورك.

في تلك الأيام كانت الأمطار قوية جدًا، وخاصة نحن في المنطقة الزراعية، كان الجو جدًا سيئًا علينا وخاصة في وقت الرباط، وأنا عندما عدتُ إلى المعرة وقلت له هذا الكلام  للواء طلبني قائد اللواء مروان نحاس في تلك الأثناء، الذي استلم القيادة بعد أحمد علوان، وقال: ماذا يجري يا عبد القادر؟ فقلت له: يا أستاذ مروان، النظام يريد محاصرتنا وهو لا يريدنا أن ننسحب من مورك، وهو يريد إلقاء القبض على جميع الشباب الموجودين في مورك ويأسرهم، وقال: هذا الأمر لن يتمّ وأنا الآن تحدثت مع غرفة العمليات وتحدثت مع فيلق الشام وقالوا إنه سيحصل عمل على مورك، وقلت له: مع أنني لن أصدّق هذا الأمر ولكنني مضطرّ إلى تصديقه لأنه يوجد شباب من المعرة موجودون في مورك من اللواء خاصة. 

وبالفعل بعد هذه الإصابة التي أصيب فيها جميع العناصر وكان يوجد حجارة سقطت على قدمي، وأنا كانت إصابتي جدًا خفيفة ولكن يوجد بعض الرضوض، والساعة الثانية ليلًا تفاجأت بأن هناك من يطرق باب منزلي، وذهب والدي حتى يفتح الباب فوجد معاذ ابن قائد الكتيبة، وقال له: أين هو عبد القادر؟ فقال: هو في الداخل نائم، فقال: أيقظه، وأنا استيقظت وقلت له: ماذا يحصل يا معاذ؟ وقال لي: الشباب تمت محاصرتهم في مورك وعلينا الذهاب لفك الحصار، وقلت له: أنا لن أذهب، فقال: الشباب محاصرون، وقلت له: أنا لن أذهب الآن أولًا لأن قدميّ تؤلمانني وثانيًا أنا قلت لكم ماذا سوف يحصل والآن لا يوجد حل ثانٍ، أنتم من يجب أن يجد الحل، وقلت له: أنا أعتذر منك يا معاذ لا يمكنني الذهاب، وبالفعل عدتُ ونمتُ حتى الساعة 10:00 صباحًا، ثم جاء أبو معاذ وقال: يا عبد القادر الشباب الآن أصبحوا على حدود مورك والشباب البقية محاصرون داخل مورك ويجب علينا الذهاب إلى هناك، وقلت له: حسنًا سوف أذهب، وسألته: من سوف يذهب؟ وقال: جميع المجموعة سوف تذهب، وكان عددنا تقريبًا بحدود 20 عنصرًا، وقال: جميع الشباب سوف يذهبون، وبالفعل ذهبنا إلى مورك ووصلنا إلى الطريق الدولي، وقبل مورك تقريبًا باثنين كيلو متر النظام سيطر على الكتيبة وسيطر على المنازل الأولى التي هي بجانب المنازل التي كنا نرابط بها، وكانت مجموعة نقطة رباطنا كانت شبه محاصرة وتحت مرمى نيران الجيش، ونحن بقينا على الطريق الدولي وكان النظام يقصف بشدّة وأي سيارة أو دراجة نارية يراها موجودة على طريق مورك كفر زيتا أو مورك خان شيخون كان يستهدفها بصواريخ الكورنيت، حتى إنه استهدف سيارة فان استُشهد فيها أربعة أشخاص من الأحرار وكان يستهدفنا نحن الموجودين على الطريق الدولي بصواريخ الكورنيت، والصواريخ كانت تمرّ من فوقنا والطيران المروحي كان يقصف بشدة وحتى إننا اختبأنا في أنابيب الصرف الموجودة تحت الطريق الدولي الموجودة لتصريف مياه الأمطار، ونحن اختبأنا فيها من الطيران، والقصف كان جدًا عنيفًا على محيط المدينة، وهو (النظام) لا يقصف المدينة أبدًا والموجودين داخل المدينة كانوا بحكم الميتين بصراحة، وحتى تقريبًا وقت العصر وبعد العصر تم العمل على فتح ثغرة من أجل أن يخرج الموجودون داخل مورك، وطبعًا هذا العمل استمر حتى ساعات متأخرة من الليل والساعة تقريبًا بين الساعة 10 والساعة 12 ليلًا جميع العناصر الموجودين داخل مورك انسحبوا باتجاه خان شيخون أو باتجاه الطريق الدولي، والنظام هنا أعلن سيطرته في نهاية عام 2014 في تقريبًا الشهر العاشر، لأنه استمرت معارك مورك من شهر شباط استمرت 200 يوم بالضبط، يعني ثمانية أشهر و20 يومًا، وخلال هذه الأيام كانت المعارك جدًا قوية، وحتى كان المتابعون يقولون إنها حرب عالمية ثانية مصغّرة تحصل على أرض مورك. 

وأنا لا أريد أن أذكر ماذا حصل لأن القصف كان جدًا عنيفًا على المدينة وجميع العناصر انسحبوا وجميع الأسلحة الثقيلة بقيت موجودة داخل السيارات ومدافع جهنم ومدافع الهاون، والنظام لأول مرة يسيطر ويأخذ مدافع جهنم روابض الإطلاق، ونحن انسحبنا من مورك وهذه كانت أول نقطة انكسار أنا أشهدها في الثورة في منطقتنا، بالرغم من أنني قلت لهم إن هذه كانت أول نقطة تحوّل أن الداعمين هم لا يريدوننا أن نقوم بمعركة أو [أنهم] داعمون للنظام يريدون منه السيطرة، لأنه لم يكن يوجد دعم موجود أبدًا مقدّم على مورك. 

ونحن عدنا إلى معرة النعمان واقتصر رباطنا على جبهات المدينة فقط، وأصبحنا نرابط فقط على الجبهة الجنوبية، يعني كانت نقطة رباطي مع بيت المعمار هي بجانب نقطة رباط كتيبة طارق بن زياد السابقة، وكان نحن اسمنا أنصار واحد وهم اسمهم أنصار اثنان، ونحن بقينا موجودين في نقطة الرباط حتى حصل وقت الانفجار، بعد انفجار حاجز الدحروج في الشهر العاشر، وبعدها استمر هذا الوضع في المعرة حتى تحرير وادي الضيف من قبل جبهة النصرة وأحرار الشام الذين كانوا يستلمون معسكر الحامدية، وطبعًا الفصائل التي شاركت في التحرير هي فقط أحرار الشام وجبهة النصرة، والفصائل الثورية أو الفصائل الثانية التابعة للجيش الحر أبدًا لم تشارك وليس لأنها لا تريد المشاركة ولكن جبهة النصرة فرضت عدم مشاركة أحد وبنفس الوقت أحرار الشام رفضت مشاركة أحد، وكان يوجد مشاركة من قبل عناصر فردية ولكن الفصائل بثقلها كانت موجودة عندنا في المنطقة الجنوبية في إدلب، أبدًا لم يشاركوا في هذه المعركة، يعني الذي حصل أن النظام انسحب من المنطقة من وادي الضيف والحامدية، وهذا الانسحاب جبهة النصرة أعلنت أنه نصر كبير بانسحاب الجيش، ولكن انسحاب الجيش كان بعد تحرير معرة النعمان، أصبح يوجد محادثة بين قائد وادي الضيف وبين جمال معروف والفصائل الموجودة في تلك الأثناء بعد تحرير معرة النعمان في عام 2013 وقائد وادي الضيف.. وهنا كان الحصار خانقًا على النظام بعد التحرير، وحتى إن العساكر عندما كنا نستمع إلى أجهزة الاتصال إنهم كانوا يشربون مياه السيارات الموجودة في مبرّدات السيارات وكانوا يأكلون الحشيش من الأرض، وضابط وادي الضيف طلب من جمال معروف أن ينسحبوا باتجاه خان شيخون أو اتجاه الجنوب، وقام جمال معروف بإجراء اجتماع لقادة الفصائل الموجودين في المنطقة عندنا وخاصة جماعة المعرة، وقال لهم إن النظام يطلب مني الانسحاب مع آلياته وعناصره ككتلة باتجاه الجنوب، وكانت أغلب الردود مع الرفض لأنهم كانوا يقولون إن وادي الضيف هو سبب الكثير من القصف والكثير من المجازر على المعرة، ورفضت جميع الفصائل الموجودة في معرة النعمان، واستمرت المعارك حتى إعلان جبهة النصرة تحريره في منتصف كانون الأول عام 2014، وبعد تحرير معسكر وادي الضيف والحامدية، وطبعًا هذه المعركة استمرت تقريبًا أقل من 24 ساعة كان يوجد عناصر موجودون من باقي الفصائل العسكرية، يعني غير تابعين إلى جبهة النصرة ولا أحرار الشام، كانوا موجودين في جنوب معسكر الحامدية بالضبط على طريق معر حطاط، والذي حصل في هذه النقطة أثناء الانسحاب أنه كان يوجد عناصر لجبهة النصرة منتشرون بشكل رهيب في المنطقة هناك، وعناصر الفرقة 13 قالوا إنهم سوف يستهدفون الآليات التي تنسحب، وعناصر جبهة النصرة منعوا عناصر الفرقة 13 وعناصر الجيش الحر من استهداف قوات النظام التي كانت تنسحب من معسكر الحامدية ووادي الضيف، وقالوا لهم: هذه الأسلحة هي صديق (تابعة لنا)، يعني لا يجب أن يتم استهدافها، وقالوا لهم: إن هذه الآليات هي تابعة للنظام ويرفعون أعلام النظام، وقال عناصر جبهة النصرة: إنهم صديق، وبالفعل لم يستطيعوا استهدافها إلا ثلاث آليات من بينها كانت سيارة الذخيرة تم استهدافها بالصواريخ المضادة للدروع، والنظام انسحب من المنطقة وأصبحت معرة النعمان محررة بشكل كامل وتحررت من [نيران] وادي الضيف.

بعد تحرير معرة النعمان لم يعد عندنا نقاط رباط، وبما أن عباد الرحمن كانوا تابعين للفيلق (فيلق الشام) كان موجودًا الفيلق في ريف حلب وريف اللاذقية وريف حماة وكان يقتصر موضوع الرباط بشكل ضعيف جدًا على بعض الكتائب والمجموعات، وأنا جلست في المعرة ولم أكن أذهب إلى مكان.

قبل تحرير وادي الضيف (في 15 كانون الأول/ ديسمبر) تقريبًا بشهرين أو ثلاثة شهور بتاريخ 5/ 9 عام 2014 استهدفت طائرات النظام الحي الشمالي عندنا في معرة النعمان في يوم الجمعة، وأنا كنت عند الحلاق في حيّنا، وأثناء وجودي عنده سمعنا صوت الغارة وتنفيذ الطيران وخرجت من المحل قبل أن أحلق شعري وعدت إلى المنزل، وطبعًا أخي حازم العسكري المنشق كان عنده محل لبيع الحلويات، وأنا كنت أذهب إلى كفر نبل وأحضر له الحلويات، يعني حلويات جاهزة ومن بينها كانت الحلاوة بالجبن، وكان يوجد هناك شاب من حماة يعمل فيها وهي كانت مشهورة في المنطقة عندنا، وأنا عدتُ إلى المنزل وسألت والدي: أين هو أخي حازم؟ وقال لي: ذهب إلى الدكان إلى محلّه هو وصديقه علي أبو طه، وقلت له: حسنًا لأن الطائرة قصفت [مكانًا] قريبًا من منطقتنا والمحل لم يكن بعيدًا عنا يعني مسافة تقريبًا 500 متر، وجاء ابن جيراننا وقال لي: عبد القادر، الطائرة استهدفت في محل أخيك حازم، وأنا هنا لا أعرف ماذا حصل وكان يوجد خوف وذهبت مباشرة وركبت الدراجة النارية وذهبت إلى المحل، وعندما وصلت وجدت أن المنطقة يوجد فيها الكثير من الخراب، والصاروخ بالفعل سقط أمام محل أخي حازم وكان يوجد أربعة شهداء استُشهدوا في الأرض مباشرة والكثير من المصابين، وسألتهم: أين أخي حازم؟ وقالوا إنه في المشفى الميداني في الصناعة، وأنا ذهبت إلى المشفى الميداني وطبعًا أنا هنا كنت أرتدي الشورت (بنطال قصير) والقميص الداخلي، وبسبب الخوف الذي حصل والتردّد قلت لوالدي: أنت عليك البقاء في المنزل وأنا ذاهب حتى أرى حازم، وأنا وصلت إلى المشفى الميداني ووجدت أنه يوجد الكثير من المصابين في الأرض، وكان يوجد جثث متفحمة ومن بين الجثث كان يوجد جثتان متفحّمتان، لأن المحل الذي كان مُقابلًا لمحل أخي كان يبيع الطعام الغربي، وكان عنده الفروج المشوي وعنده الكثير من قناني (أنابيب) الغاز واشتعلت هذه القناني أثناء الانفجار واحترقت الجثث، وأنا أخذت أسأل الشباب الموجودين هناك وأقول لهم: هل رأى أحدكم أخي حازم؟ وكان موجودًا بحر نحاس وهو من التنسيقية الموجودة في المعرة وقال لي: أخوك مصاب في الداخل، ودخلت ووجدت أخي حازم ممدّدًا على كرسي الإسعاف ووجهه ممتلئ بالدماء، وأنا لم أعرف ماذا حصل له وأنا سألت الدكتور -وكان يوجد طبيب من أحد أقاربنا [اسمه] أبو كرم قيطاز -رحمه الله- الذي استُشهد لاحقًا في مشفى أطباء بلا حدود، وسألت أبو كرمو وقلت له: أين حازم؟ فقال لي: هذا هو، ويوجد الكثير من الشظايا في وجهه وسوف نرى الآن ما هو الترتيب لأن وجهه ممتلئ بالدماء، ومسحوا آثار الدماء، وكان حازم يشتكي كثيرًا من قدمه، يعني رغم أن إصابته كانت في وجهه ولكن كان يشتكي كثيرًا من قدمه، وقال إنه يوجد شظايا في عيونه ويجب تحويله مباشرة، وتم تحويله مباشرة إلى كفر نبل. 

وأنا ذهبت بالسيارة إلى كفر نبل وطلبت من أحد أقربائنا الذي هو عبد الباسط حاج قدور ابن عمتي، قلت له: اذهب إلى منزلنا وقل لوالدي إن حازم أصيب ونحن ذاهبون إلى كفر نبل، وهذا الأمر قبل صلاة الجمعة قبل أذان الظهر، ونحن وصلنا إلى كفر نبل أثناء أذان الظهر، يعني كان الإمام يخطب في جامع كفر نبل، وسألْنا عن الأطباء الموجودين ولكن أغلبهم كانوا في الجوامع، وأنا هنا كنت منزعجًا جدًا من هذا الموضوع لأن الأطباء لا يمكنهم الخروج من المشفى، وقلت لهم: ماذا سوف نفعل الآن؟ فقالوا: الآن سوف نمسح له جروحه وسوف نحوّلكم إلى سراقب، ونحن هنا كنا ننتظر السيارة، ثم وصل والدي إلى مدينة كفرنبل في البداية وسألني عن الوضع وقلت له: لا يوجد أحد من الأطباء والآن جميعهم أصبحوا مشايخ ويريدون الذهاب إلى الجوامع، وأنا كنت جدًا مستنفرًا في تلك الأثناء لأنه لا يوجد أي طبيب وأغلب الموجودين كانوا ممرّضين وممرضات، وقلت لهم: حوّلونا إلى سراقب، وكانت سراقب بعيدة عنا وحتى نصل إلى سراقب لا نعرف ماذا سوف يحصل، وحتى هذه الأثناء نحن لا نعرف أين أصيب أخي حازم، يعني أغلبهم يقول إنه يوجد فقط شظايا في عيونه ونحن وصلنا إلى سراقب بالفعل إلى مشفى الشفاء ودخلنا إلى الإسعاف وسألنا عن الطبيب وقالوا إن الطبيب خرج بعد صلاة الجمعة إلى منزله وعنده إفطار، وقلت لهم: اتصلوا معه وتواصلوا معه بأي طريقة عن طريق القبضات اللاسلكية وقولوا له إنه يوجد مصاب من مجزرة معرة النعمان، وأثناء إسعاف أخي ومسح الدماء من وجهه قام الطبيب بقلب أخي حازم على بطنه ووجدنا أنه يوجد فتحة في رأسه والفتحة كانت كبيرة بعض الشيء، وسألني: ما هذا؟ فقلت له: لا أعرف ونحن لا نعرف شيئًا، وقال: نحن لا نعرف إذا كانت شظية دخلت إلى الجمجمة وكانت الفتحة جدًا كبيرة في وسط رأسه بالضبط، فقال: أنا الآن سوف أقوم بخياطتها ولكن عندما يأتي أي طبيب أو أينما ذهبتم فقولوا إنه يوجد إصابة في رأسه ونحن قمنا بخياطة الإصابة، وبالفعل جاء الدكتور وكشف على أخي حازم وهنا أخي حازم كان يشتكي كثيرًا من قدمه وقال الطبيب: يجب تركيب الجبصين (جِبس الكسور) وهذه قطعة جبصين جاهزة، وقاموا بتركيب الجبصين وهو كان مستمرًا بالشكوى من قدمه وهي كانت تؤلمه، وقام الطبيب بفحص عيونه وقال إنه: يوجد شظايا في عيونه ونحن لا نستطيع أن نفعل شيئًا وعليكم الذهاب إلى باب الهوى، وأنا هنا كنت أخاف كثيرًا من موضوع باب الهوى، وخاصة الذي يدخل إلى باب الهوى كان يجب أن يدخل بشكل إجباري إلى تركيا، يعني أغلبهم وعندما يدخل إلى تركيا ودخل الكثير من المصابين من معرة النعمان إلى تركيا وعندما يدخلون إلى تركيا لا يعودون إلا جثثًا وأحشاؤهم فارغة، وهذا الأمر تبيّن لنا لاحقًا أنهم يقومون بهذه العملية فقط حتى يعني هي مثل التشريح أو حتى لا يحصل تعفّن في الأمعاء، لأن الجثث كانت تبقى عندهم وأنا حضرت على أحد الجثث التي كانت موجودة هنا.

نحن وصلنا إلى باب الهوى وكان الطريق جدًا صعبًا، وكان يرافقني حفيد عمتي من عائله الشواف اسمه أحمد شواف، وهو صديق حازم، وقال لي: ماذا سوف تفعل الآن؟ فقلت له: لا أعرف يجب علينا الوصول إلى المشفى حتى نعرف ماذا يحصل، وأخي حازم كان يتألم كثيرًا في السيارة وأنا كنت أتواصل معه دائمًا حتى لا يفقد وعيه، ودائمًا أتكلم مع حازم، وفجأة أغمي على أخي حازم في السيارة قبل أن نصل إلى مشفى باب الهوى وقلت للمسعف الموجود معنا في السيارة: إن أخي حازم أغمي عليه، وقال: هذا الأمر لا يؤثر، يعني إن شاء الله سوف يكون وضعه جيدًا، وقلت له: كيف جيد وهو أغمي عليه وكان يوجد فتحة في رأسه؟! فقال: الآن سوف نرى عندما نصل إلى باب الهوى. 

ونحن وصلنا إلى مشفى باب الهوى وهنا أصبحت الساعة 2:30 ظهرًا ولحسن حظنا كان يوجد طبيب بريطاني جاء [في] زيارة إلى مشفى باب الهوى وهو طبيب عيون، وعندما وصلنا إلى المشفى مباشرة دخلنا إلى الإسعاف إلى غرفة الإسعاف ومن الإسعاف سألوني: ماذا حصل؟ وقلت لهم: كذا وكذا وأنه يوجد شظايا في عيونه، ولكن يوجد فتحة في وسط رأسه ،وقالوا: لحسن حظكم اليوم يوجد دكتور بريطاني موجود هنا والطبيب البريطاني هو الذي سوف يُجري العملية، وهنا أنا لم يكن يوجد معي أي وسيلة التواصل وأنا تركت هاتفي في المنزل، ولكن قريبي كان موجودًا معه هاتف وقلت له: تواصل مع أهلي أولًا مع أخي جمعة ومع والدي في المعرة، وقل لهم إننا أصبحنا في مشفى باب الهوى، وعندما تواصل معهم قال لهم: نحن وصلنا الآن إلى مشفى باب الهوى والآن دخل حازم إلى العمليات، واستمرت العملية في غرفة العمليات مدة ست أو سبع ساعات، وخرج الطبيب، وأنا قلت لوالدي إنني أحتاج إلى ثياب وقلت إنني أحتاج إلى هاتفي حتى أتواصل، وطبعًا طريقة التواصل بعد أن ذهب قريبي أحمد أنا أخذت من أحد الممرضين هاتفه وكتبت منشورًا على الفيسبوك وقلت: إن أخي حازم أصيب، والحمد لله نحن دخلنا الآن إلى غرفة العمليات.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/03/10

الموضوع الرئیس

المواجهات مع قوات النظام

كود الشهادة

SMI/OH/12-19/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

أيلول/ سبتمبر - كانون الأول/ ديسمبر 2014

updatedAt

2024/04/20

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-الحامديةمحافظة إدلب-وادي الضيفمحافظة إدلب-مدينة معرة النعمانمحافظة حماة-موركمحافظة إدلب-خان شيخون

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

حركة أحرار الشام الإسلامية

حركة أحرار الشام الإسلامية

جبهة النصرة

جبهة النصرة

فيلق الشام

فيلق الشام

الفرقة 13

الفرقة 13

كتيبة طارق بن زياد - معرة النعمان

كتيبة طارق بن زياد - معرة النعمان

الشهادات المرتبطة