الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

أساليب وطرق التعذيب في سجن تدمر

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:21:04:21

 الفترة التي أمضيتها في مهجع  2/6 بالنسبة للتعليم نتعلم القرآن الكريم وعلوم القرآن نتعلم اللغة الإنجليزية أو الرياضيات أو أي مواد ثانية، وكان بشكل سري لأنه ممنوع نتعلم أي شيء ممنوع نجلس مع بعضنا ممنوع نتكلم مع بعضنا وليس لدينا كتب أو نسخ من القرآن الكريم كنسخة ورقية، الصلاة ممنوعة الصيام ممنوع، لكن كنا نتعلم ونُشجع بعضنا العلم لأنه ضرورة شرعية وضرورة حياتية وضرورة معيشية وضرورة إنسانية، لكن إدارة السجن تمنعها وتعاقب عليها أشد العقاب.

 أما إدخال الطعام دائمًا سواء الوجبة الصباحية أو المسائية كان الضرب والتعذيب والإهانة والكلام السيء، كان مع رئيس المهجع أربعة أو خمسة أشخاص لإدخال الطعام، ويأتي السجان ليعاقب الذين انسكب منهم شيء من الطعام أو الشاي على الأرض بالضرب واللكم والتعذيب والكلمات السيئة القبيحة وبكل أنواع التعذيب، ثم يقول: أغلق الباب، ويبدأ رئيس المهجع بالتفتيش واستاعد استارح المهجع جاهز للتفتيش حضرة الرقيب، وبهذه الكليشة العسكرية للسجناء علموا رؤساء المهاجع ذلك.

بالنسبة للتنفس كما قلت سابقًا هو عبارة عن لفحة من لفحات جهنم وشيء لا يوصف وكان له وقعه، أنا إلى الآن أذكر الساعة 09:00 صباحًا تبدأ طقطقة المفاتيح و الكلام السيء و الضرب و التعذيب والشتائم.... يقول لك: واحد واحد على الباحة أغمض عينيك و يداك وراء ظهرك ورأسك للأرض وحفاة لا نلبس بأرجلنا لأسباب: لم يكن لدينا أحذية، وأفضل من أجل الركض بسرعة، كنا بجو رعب وخوف دائمًا، السجان على السطح فوقنا ويُوجه البارودة نحونا وبمجرد أي حركة يُطلق الرصاص.

كانت الناس دائمًا خائفة وخاصة عندما تسير وأنت مغمض العينين ويداك وراء ظهرك ويأتي أحد السجانين يضع رجله أمامك لتقع وتفتح عينيك ويبدأ هو بالتعذيب والضرب بالكف على الوجه والكرباج على جميع جسمه وخاصة المناطق الحساسة، فكنا غالبًا نسير خمسة أشخاص خلف بعضنا حتى ينتهي المهجع، والناس العجزة والمرضى يظلون في المهجع بعد إعلام المسؤول الطبي أو مريض بسبب التعذيب، وأيضًا شباب من السخرة لتنظيف المهجع.

كان الحارس أو السجان يُلقي علينا قطعًا من البلوك الاسمنتي، وكانت تقع أحيانًا على الرأس فيتوفى مباشرة ويموت من هذه الضربة أو تُصبح به عاهة أو شلل أو كسر.

كانت فترة التنفس الناس تتلقى الضرب بالكرابيج وبالأرجل والأيدي والشتم، كان الصراخ ومنهم من شدة الألم يُنادي: يا الله، فيقول له: إذا كان موجودً دعه يُخلصك من العذاب.

 مرة كنا في المهجع والتعذيب بكل ألوانه علينا، قالوا لنا: ادخلوا المهجع واحدًا واحدًا، كانوا يأتون بجماعات وعدة عساكر ورئيس المفرزة وكل منهم بيده كرباج ويبدؤون بالضرب والدعس بالبوط العسكري ليُظهر ولاءه وانتماءه إلى هذه القيادة الفاسدة والظالمة، ونحن لا حول لنا ولا قوة.

في أحد المرات قال لرئيس المهجع: ادخلوا إلى المهجع فدخلنا، وقال: انزع الغطاء عن عينيك، فلت: عندما أصل لهم سأنزعه، وكان خلفي أحدهم فضربني وسقطت عند باب المهجع، اصطدم رأسي بإطار الباب و شُج رأسي وسال الدم مباشرة، قال: قف، فوقفت لكن الدم زاد بسبب الحرارة والركض و الرعب والخوف، دخلت على المهجع وجاء الشباب والمسؤول الصحي الدكتور طاهر من اللاذقية، قال لي: جرحك يحتاج خياطة، كنت أُلاحظ الشباب خائفين علي، كنت لا أعرف مدى إصابتي، فأحضر إبرة و لا أذكر هل كان خيطًا عاديًا أم من البلاستيك، حاول خياطة الجرح لكن الإبرة لم تدخل، قال لي: الإبرة لا تدخل برأسك، قلت له: أنا رياضي وأضرب الكرة برأسي جيدًا، قال له رفيقي: أحضر القصاصة، كان يضع الإبرة ويدفعها بالقصاصة، وبدون تخدير ولكن كنت لا أشعر بألم، وبعد انتهى قال: الحمد لله على السلامة، قلت له: سلمك الله.

 أيضًا قصص كثيرة حصلت لي ولغيري ولا يمكن الكلام عن هذه القصص لكثرتها وتحتاج لفترة طويلة من الكلام لأننا أمضينا سنوات في السجن.

في أحد المرات كنا في المهجع الجديد سادسة وُيقابلنا المهجع 27، وهذه المرة ما قالوا لنا: افتلوا (استديروا) كان التنفس ليس من أجل استنشاق الهواء وتغيير الجو، بل من أجل القتل والضرب والتعذيب والذل كانت هذه غايتهم، كان من نصيبي أن أكون آخر شخص كنت بجانب الشرطي، ضربني بقدمه على العمود الفقري، وقال لي: تعال، ذهبت إليه، قال: ارفع رأسك وضع يديك وراء ظهرك، رفعت رأسي وقلت: ربما الآن ستكسر أسناني أو تُقلع عيني أو...، ولم أستطع إغماض عيني لأنه سيضربني، فقال لي: لماذا تفتح عينيك؟ قلت: لا أفتحهما ولكن لا أستطيع فعل هذا، رأيت بيده اليمنى كرباجًا أسودًا وطوله أكثر من متر ويترصدني، وبدأ يسبني ويشتمني ويشم أمي وسيل من الشتائم..

كنت مغمض العينين ويدي وراء ظهري، فجأة ضربني على وجهي على أنفي وسال الدم مباشرة، كان السجانة عندما يرون الدم يطلبون منا الدخول للمهجع، استذكرت قوله تعالى:(( إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور)) إن الله يدافع عن الذين آمنوا يشهد الله رأيت هذه الآية بعيني، آيات الله عز وجل آيات القرآن الكريم نراها متمثلة في بعض الأحيان أمامنا، كيف خلصني الله لا أعلم، كان لطف الله حاضرًا معنا دائمًا.

قصة أخرى لا أنساها وفعلًا تُظهر حقارة السجانة ومن وراءهم ومن خلفهم ومن يساندهم ويدعمهم ويؤيدهم، كان بيننا رجل اسمه  أبو سعيد الحمصي ابنه سعيد عاجز ومريض، وكان عمر أبو سعيد 55 سنة، كنا في التنفس وكان رئيس الدورية فطلب مسح الكرسي، قال له رئيس المهجع: تعال امسح الكرسي له من دون أن يعرفه لم ينتبه له، ذهب ومسح الكرسي له ثم طلب منه مسح البوط العسكري له، حدث هذا أمامي وكنت أسمع ما يدور بينهم، تردد أبو سعيد فبدأ بضربه و تعذيبه كان يضربه على جميع أعضاء جسمه، وبدأ أبو سعيد الصراخ، يا الله، وكان السجان ويضربه و يعذبه ويسب و يشتم ويكفر، بعد ذلك توسل أبو سعيد وقال له: أقبل قدميك و حذاءك، فقال السجان: تعال قَبلهما وسأتركك، كنت جانبه وشعرت أني سأختنق من شدة الغيظ والغضب، كان يقترب منه فيبدأ بضربه وتعذيبه من جديد، ظل يُعذبه ويضربه حتى فعل ما طلبه منه السجان.

في هذا الموقف لم أر بحياتي أفظع و أسقط وأحقر من هكذا إنسان و لا يفعل ذلك إلا ابن حرام صرف.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/10/30

الموضوع الرئیس

أساليب التعذيب في معتقلات الأسدالاعتقال في سجن تدمر

كود الشهادة

SMI/OH/210-04/

أجرى المقابلة

إدريس  النايف

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

1995

updatedAt

2024/04/14

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-سجن تدمر

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

سجن تدمر

سجن تدمر

الشهادات المرتبطة