الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اعتصام ومجزرة الساعة في مدينة حمص

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:24:23:01

بدأت حشود الناس بهذا اليوم بعد ما كان الناس لا يزالون في مشهد متجمعين في شارع الحميدية ومتجهين باتجاه الساعة القديمة، فكر الناس أن يبدؤوا بالاحتشاد في الساعة قالوا: إلى الساعة الجديدة. حيث كانوا يقولون: "عالساعة عالساعة" هكذا كان الهتاف إلى الساعة سرنا وجدنا أنفسنا أصبحنا في الساعة الجديدة، هذا الوقت كان يعني تقريبًا أصبحنا ربما عند العصر أو بعد العصر هكذا تقريبًا، مرت الجنازة بعد الظهر ربما بعد العصر وصلنا فتوجه الناس باتجاه الساعة، وكنا قد وصلنا بعد العصر، يعني بحدود الساعة كانت -إذا قلنا نيسان- من الممكن أن تكون الساعة 5:00 تقريبًا أو 04:00  في هذا الوقت تقريبًا.

 طبعًا هتاف:  "عالساعة عالساعة" من أين ظهر لا أعرف، من الشاب الذي هتف:  "عالساعة" لا أعرف، لم يكن يوجد ترتيب، لم يكن يوجد تنظيم لم تكن هناك جهة منظمة، لم تكن توجد جهة تقود الناس، كان الناس بعفويتهم يسيرون، الناس بعواطفهم يسيرون، لا يوجد يعني الحقيقة فعلًا كانت حالة عاطفية عالية جدًا، فتقود الناس باتجاه مع بعضهم، العاطفة الجمعية التي قادت الناس لم نر أنفسنا إلا وقد أصبحنا عند الساعة الجديدة، في الساعة الجديدة تجمع الناس، هنا يعني ربما خفت الأعداد قليلًا، أتذكر أن الذي عنده عمل قام به الذي عنده كذا... أنا كان عندي مشوار أتذكر أنني أنهيته، ورجعت، مكتبي قريب فصليت العصر، ورجعت إلى الساعة، وإذا بالحشود بدأت تزيد إلى أن أذن المغرب، وهذه الصورة المشهودة كان الشيخ سهل جنيد -الله يوجه له الخير- قد أقام الصلاة، ووقف، وتوجه إلى القبلة في الشارع، كانت القبلة باتجاه شارع هاشم أتاسي صلى بهذا الاتجاه، والناس امتدوا من عند الساعة إلى الاتجاهات كلها، الناس صفوف وراء بعضهم، الناس على الأرض  يصلون، أعتقد أنه ليس من يصلي فقط أصبح يصلي فربما هناك أحد صار يعتبره عملًا جماعيًا، صلى الناس، وكانوا يقولون: "الله أكبر سمع الله لمن حمده الله أكبر" صلينا المغرب، صلاة المغرب انتهت بقي الناس يقولون: اعتصام يا شباب، اعتصام لن نخرج. الاعتصام أخذناه من فكرة اعتصام مصر الذي حصل في ميدان التحرير حيث اعتصموا، فنحن اعتصمنا في ميدان الساعة، وسميناه ميدان التحرير، بقي الناس يتوافدون، أصبحنا نرى رجالًا وشبابًا وصبايا وكبارًا صغارًا وأعمارًا مختلفة، أنا بدأت أرى ناسنا أقاربنا وأقول: ماهذا أنتم قادمون إلى هنا؟!  هو وعائلته يعني هناك شخص أحضر عائلته وأتى، يعني جاء هو وزوجته وأولاده كي يحضر الاعتصام، و هنا أيضًا أصبح العشاء، صلى الناس العشاء، صلينا العشاء، وبدأنا نخاف ونقول:[انتبهوا]  يا شباب، فربما يدخل أحد. هذه أتذكرها أنا حيث قالوا: انتبهوا يا شباب فربما يدخل أحد  إلى الاعتصام إلى الساحة يكون مسلحًا، يقوم بتفجير، و يحدث شيء في الداخل، صرنا نخاف أن يدخل أحد لا نعرفه، فبدؤوا بإغلاق من أطراف الشوارع والطرقات، يعني يدخل إذا كان غير معروف نقول له: هل من الممكن أن نعرف من حضرتك أو نرى اسمك. بدؤوا يغلقون يعني سلاسل توضع هكذا، الشباب يقفون فمن تدخل معه عائلته وهم معروفون كذا يدخلون، ولكن حصل تدقيق قليل على الوجوه، فإذا شكوا بأحد يقولون: هل من الممكن أن تعطينا هويتك؟ يعني انظروا الطريقة بدائية جدً وعفوية جدًا، فكأننا بالوجوه إذا نظرنا إلى بعضنا نعرف أن هذا منا أو ليس منا إلى هذه الدرجة، يعني إذا وجدنا وجهًا غريبًا أو نعرف وجوههم وشكلها فإذا شكوا بأحد نقول: أعطنا هويتك. الباقي نقول لهم: تفضل حجي(حاج) أهلًا وسهلًا تفضل أستاذ، تفضلي يا أختي.

من عدة أماكن يدخل الناس، والحقيقة يعني كان هناك نوع من شعور بالطمأنينة بأن الأمور بدأت تترتب قليلًا قليلًا، أصبحت هناك خيمة، نُصبت خيمة لا أدري من أين أتت في وقتها، ونجاتي طيارة قعد، وبدؤوا يلقون خطابات، ويعطون... كأنها صورة مصغرة عن ميدان التحرير الذي حصل بالقاهرة، المنبر صار فيه على ما أذكر "ميكرفون"، وعند الساعة يخرج خطباء يتكلمون ويخرجون على درج الساعة، يصعدون للأعلى و"الميكرفون" ويخطبون، خرج مشايخ وتكلموا، وأتذكر هناك مشايخ تكلموا: الشيخ سهل والشيخ حوري عثمان والشيخ لا أعرف إذا كان محمود دالاتي أيضًا، كان في حينها الشيخ محمود دالاتي أيضًا، بدأ الناس يأخذون "الميكروفون" ويخرجون، ويتكلم الناس يعني مرحبًا، أهلًا، كيف حالكم؟ الأجواء التي في الداخل بدأت تدخل لم نر إلا وقد بدأ يُوزع العصير، ويُوزع الماء، صار هناك تجار فعلًا، من أين هؤلاء؟ لا أريد أن أقول: فلان. لا أريد أن أقول اسمه، تأتي سيارات تُنزل الماء وسيارات تُنزل أكلًا وسيارات تُنزل عصيرًا للناس ويوزعون، ويقولون: تفضلوا تفضلوا. طبعًا هذا كله دافع شخصي، يعني الناس بدؤوا يشعرون أن الانتماء الحقيقي لهؤلاء الناس الموجودين فهم أعداد كبيرة أنا لم أحصهم في الحقيقة، ولكن على المساحة الكبيرة الناس مكتظون يعني ساحة الساعة كبيرة والناس فيها يتزاحمون، يعني لا يوجد مجال فالناس كثيرون، هنا طبعًا بدأنا خطابات كانوا  يتكلمون بها لم تكن بالصورة التي نحن صرنا نحكيها فيما بعد، الفترة كان فيها تحفظ، يعني دعوة للإصلاح ودعوة كي لا يضغط على خط أحمر عند النظام، ولا يدعس على شيء يثير النظام أو يؤذيه؛ لأنه معروف أنه يحكي باسمه الشيخ مثلًا، فلما يتكلم لم يكن هناك خطاب لإسقاط النظام، كان هناك إصلاح، كانت هناك مطالب مقبولة عند النظام حتى بأيامها، كان غضبنا من المحافظ ومشروع حلم حمص الذي يتحدثون عنه، ويعني كان الناس لا يزالون... تطورنا قليلًا باتجاه إصلاح الوضع وباتجاه إعطاء مزيد من الحريات وباتجاه يعني.. هذا الكلام العام، في الخيمة من الممكن أن يُحكى أكثر قليلًا، كانوا من الممكن أن ينتموا لأحزاب في أيامها كانت أحزاب أغلبيتها الأحزاب ليست أحزاب البعثيين، فمن الممكن أن يكون أحد اشتراكي، وممكن أن يكون هناك أحد شيوعي، وربما اتجاهات يسارية، هذه أكثر الاتجاهات التي كانت موجودة، [بالنسبة] للإسلامييين لم يكن هناك خطابات إسلامية، في الحقيقة المشايخ عندما كلموهم لم يتكلموا بأي موضوع إسلامي أو بموضوع أننا نقوم بإمارة أو نشكل  شيئًا انقلابيًا جديدًا أو عملًا مثلما خرجت فيما بعد أفكار...، على العكس نحن كنا ضد الذي يحصل كانت أيام الفترة التي قبلها والذي صار في العراق: الزرقاوي والحركة الإسلامية السلفية الجهادية الذين كانوا قد خرجوا وتوجهوا بالقاعدة، في أيامها لم يكن أي أثر، لم يكن هناك أي توجه من هذا  الاتجاه إطلاقًا؛ لأنه كان مرفوضًا، نحن بالنسبة لنا نرفض هذا التوجه، نحن كأهالي مدينة حمص بشكل عام إسلام محافظ، نحن ليست عندنا هذه التوجهات التي صارت بالعراق لم تكن موجودة عندنا، على العكس كانت الحياة سلمية مدنية إصلاحية لم تتجاوز هذا الكلام إطلاقًا، كل الخطابات التي أُلقيت كل الهتافات التي هُتفت لم تكن تحكي إلا: "حرية للأبد"  لم يكن هناك "غصب عنك يا أسد" حتى بعدها صار "غصب عنك يا أسد"  "الله سورية حرية وبس" هذا أكثر هتاف: الله سورية حرية وبس "لا نريد غيرها، لم يكن هناك إسقاط النظام، كنا في الشهر الأول والناس لا يزالون... في الحقيقة لم يكن هناك أحد من الممكن أن يستشرف الأمور التي صارت فيما بعد، نحن لم نكن متوقعين أنه في الأصل حياتنا وأموالنا وأشغالنا وأهالينا، كلنا كنا في البلد ونعرف النظام ونعرف المخابرات، وحتى المخابرات في أيامها حقيقة كان يعني هناك بعض الشباب من الممكن أن يعتقلوا يومين ويخرجونهم بعد صفعتين أما إذا إذاكان هناك أحد يبدو عليه أنه وجه من وجوه المدينة لم يكن يقدر يعني إذا أراد أن يطلبه يقول له: ممكن أن تعمل لنا زيارة. يتكلمون معه ويخاطبونه:ل ماذا يحصل هكذا؟  ماذا بإمكاننا أن نفعل؟ الواضح أن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة في  الحقيقة.

 مظاهر الاعتصام: في الحقيقة  بدأت تخرج مدات (ماتفرش به الأرض) الذي كان معه سجادة صلاة جمعوها وقعدوا، صار الناس يقعدون على سجادات على الأرض، ويأكلون، بدأ الناس يجمعون أكياس القمامة، وينظفون، صارت في الحقيقة مظاهر إنسانية رائعة جدًا يعني كان هناك شباب وصبايا لم نشاهد أي حركة خارج الأدب والأخلاق، كان الناس ملتزمين جدًا بضوابط أخلاقية وضوابط آداب وضوابط يعني شعور بالرقي وبالسمو، المشاعر كانت  شيئًا جديدًا في الحقيقة لم نعشه في حياتنا قبل الآن، حالة تشبه إذا كان الإنسان بمنام حلو و يقول: إذا استيقظت من المنام سأجد نفسي لا أزال في نفس المكان أم سأرجع إلى حياتي العادية؟ لأننا كنا لا نزال نعيش في منام فهل سنستيقظ من المنام أم لا؟ نصدق ما يحصل.

 عندها تأخر الوقت، صارت الساعة 12:00 ليلًا، بدأ الأمن يطوق المنطقة، صار يدق ويتصل بمن كانت علاقته... ليقدر أن يؤثر على الناس الموجودين، فهم بالدرجة الأولى المشايخ، فتواصلوا مع الشيخ سهل [جنيد]، تواصلوا مع الشيخ حوري [عثمان] أتوقع ومع الشيخ محمود دالاتي- بالدرجة الأولى الشيخ سهل- قائلين: فضوا  الاعتصام. فصار المشايخ يحاولون أن  يفضوا اعتصام الناس، ويقولون: يا جماعة انتهى ويكفي. هنا الشباب كانوا يرون أننا وصلنا لمرحلة وليس من الممكن أن نتراجع عنها ولن نفض الاعتصام، مصر أمامنا كم بقوا  معتصمين في ميدان التحرير؟! لم تقدر  الشرطة أن تتدخل، وحاولوا وفيما بعد أغلقوا المنطقة، هذه كلها شاهدناه على التلفزيون، فهم أيضًا قالوا: لن نفك اعتصامنا. يعني كيف تقتلون الناس؟!  كيف تطلقون النار على سبع شهداء من شبابنا؟!  كيف تريدون منا أن نبيعهم و نستسلم ونفك كأن شيئًا لم يكن، فكانت المشاعر عالية جدًا، لا نبيع شبابنا، لا يزال دمهم على الأرض لم يجفّ بعد.  فهنا... مابين ضغط النظام والمخابرات تريد أن تضغط، صارت الأخبار تأتي: يا جماعة، سيارات الجيش يعني سيارات الجيش في هذه المرة صارت..، الجيش يطوق المنطقة من كل أطرافها، واضح أنهم  يهدؤون صاروا يبعثون تهديدات: نريد أن نقتحم. وموضوع اقتحام معنى ذلك أن هناك قتلًا واعتقالًا وتكسيرًا وأذى، سيدخل الجيش، يعني أنتم ماذا ستفعلون في هذه الحالة؟!  فصار العقلاء يحاولون قائلين: يا جماعة، اهدؤوا، يا شباب، إن هذا الجيش الذي دخل. يعني نحن لا نريد أن نفرّط بالشباب، البارحة قتلوا سبعة لا نريد أن يقتلوا أشخاصًآ آخرين اليوم، فنحن ليست لدينا إمكانية، في النهاية نحن نردد هتافات، دعونا نحكم العقل قليلًا، ضعوا العاطفة على طرف، ودعونا نفكر بطريقة منطقية، هؤلاء يهددون، واحتمال كبير أنهم فعلًا يقتحمون، ليس من الممكن أن يسمحوا، نحن نعرف أين نعيش، في دولة الأسد ونظام البعث دولة إرهابية، لا يتورعون عن شيء انتبهوا، دعونا نفكر، ونفض الاعتصام، ونرجع إلى بيوتنا. ما بين أنهم لا يجرؤون أن يعملوا شيئًا ولن يقتحمونا وما بين تحدٍ [تمثل بقولهم]: دعه يقتحم ودعه يقتلنا وليعمل الذي يريد أن يعمله، وليدعسوا علينا ولن ننسحب. هنا يأتي عنفوان الشباب وحكمة الكبار، في هذه اللحظة لم تكن هناك في الحقيقة قيادة، كان كلامًا، نتكلم مع الشباب، كل واحد يقول وجهة نظره، لا أحد يقدر أن يضغط على الثاني، أو يعني الذي يريد أن يتكلم اليوم يأتي شاب ويقول له: أنت اذهب من يمنعك لا تبقى؟!  نحن باقون مجموعة شباب، واضح أنه صار وبدأت..  قعدنا على الأرض ولن نقوم، نمسك بأيدي بعضنا ولن نتحرك، ودعهم يدخلوا. فظهرت مظاهر يا أخي هؤلاء ماذا  ستتحدث معهم يعني أنا لا أعرف من هؤلاء الشباب، ومن أنا لأحكي معه، يعني هو لا يعرفني ولا أعرفه.

  المشايخ صاروا يقولون: يا شباب يا شباب يا جماعة. بدؤوا يقولون: الأمور.. وبدؤوا يضغطون و يتصلون بالشيخ سهل عبر الهاتف و يضغطون عليه، نحن داخلون فضوا الاعتصام، نحن سندخل عليكم ونحن ننبهكم وننذركم، سنحملكم، والله لا نترك واحدًا فيكم، بدأ التهديد يعلو صوته، في الحقيقة واضح أنه بدأ الناس أول الأمر  هناك عائلات بدأت تخرج، الذي معه زوجته والذي معه ابنته والذي معه عائلات، بدؤوا يخرجون، ويقولون: يا جماعة لتذهب النساء.  بعد ذلك بدأ الناس يتناقصون فالذي لم تعد لديه قناعة بالشيء الذي يحصل فأنا فعلًا عند الساعة الواحدة والربع أتذكر أنه كان -رحمه الله- رامي الدالاتي، كان معي شباب حولي، فقلت: يا شباب، أنا رأيي أن هذا النظام نحن نعرفه جيدًا، حاولوا أن تؤثروا على الشباب إن بقاءكم  ممكن أن  يعرضكم للأذى، أنا  سأمشي،  لست أذكر من كان معي هل هم أولادي أم أحد آخر؟ أنا سأنسحب وأخذت القرار وبعد كثير من المحاولات مع الناس الذين نعرفهم، فبدؤوا يقتنعون وتخف الأعداد، فعند الواحدة أو الواحدة والنصف كانت الأعداد قد تناقصت يعني لا أستطيع أن أحدد كم كان العدد؛ لأنه كان هناك أشخاص يرتاحون في الزوايا بعيدون قليلًا  تفرعوا قليلًا في قلب الشوارع، لا أستطيع أن أحصر العدد، يعني ربما يكون  1000أو 2000 بقوا لست متأكدًا  بالضبط، فأنا انسحبت في الحقيقة، خرجت، كنت قد ركنت سيارتي بعيدًا  فأخدتها وذهبت إلى البيت، أعرف رامي الدالاتي قال لي: أنا لا أريد أن أخرج أريد أن أبقى وأن مكتبه قريب.  فهو يريد أن يكون شاهدًا على الذي  يحصل، فهذا من باب أحيانًا أنه.. فأنا وصلت إلى البيت بعد الساعة الثانية بقليل على ما أذكر، ولم أكن قد بدلت ملابسي بعد حتى بدأت أسمع إطلاق الرصاص، إطلاق النار بدأ، طبعًا كانوا قبل أن أخرج بدأ الأمن يضغط يعني كانوا بعيدين بدؤوا يقتربون، صرنا نشاهدهم فيما بعد، يعني صار الشخص ينظر هكذا فيجد أمامه سيارة الجيش سيارة الزيل موجودة أمامك تشاهدها، يعني مثلًا: أتذكر أنا في شارع عبد المنعم رياض كانو قادمين وأنا رأيتهم، عندما رأينا السيارات أنا أخذت القرار بأن هذه جدية عندما ينزل الجيش بهذه الطريقة فالموضوع معناه أننا لا نتكلم بلطف، إن الموضوع تغير. فعلًا ما إن وصلت إلا وكان إطلاق الرصاص قد بدأ، أتذكر أنني عندما سمعت الرصاص كنت مثل أحد ضربني على رأسي  بمطرقة، [وقلت في نفسي]: فعلًا نفذها النظام، ضرب، وأطلق الرصاص على الناس. نحن عندما نسمع رصاصًا فلا يعني أنه يضرب في الهواء وإنما يضرب على الناس، معنى ذلك أن الناس الموجودين ماتوا، انتهوا، لم يعد يوجد أحد، استمر إطلاق الرصاص - والله لا أذكر المدة- لكن استغرق 10 دقائق، أنا بيتي في الوعر وأسمع أصواتًا. اتصلت برامي الدالاتي وقلت: يا أبا حذيفة أين أنت؟ ماذا حصل معك؟ قال لي: والله-وكان يشرح لي ما حصل معه- قال لي: ركضت في الشارع وهو مكتبه في آخر شارع عبد الحميد دروبي مقابل جامع الدروبي، فقال لي: والله ركضت في الشارع وأنا معي شباب والرصاص حولنا كان يقفز وتمر الرصاصة من أمامنا، وخرجت إلى مكتبي واختبأت، حتى في مكتبي يأتيني رصاص أنا في المكتب، وخرج إلى الشرفة ليشاهد، قال لي: أنا في مكتبي مختبئ، وأتكلم معك وأنا مختبئ فجاءني رصاص وضرب الحائط  وضرب "الدرابزون". في الحقيقة كانت... وإن كنا متوقعينها فالصدمة عندما تحدث تختلف عما كنا نتوقعه، كنت أتوقع أن يحدث، لكن إطلاق نار بهذه الكثافة! لم نكن نتوقع أن يحدث إطلاق نار، قلنا: يدخلون بسياراتهم بمصفحاتهم، ويبعدون الناس، ويدخلون بينهم، ابتعد من هنا، اخرج، اركض، اهرب، تضربه بعصا أما أن تضرب النار هكذا بهذه الطريقة هذه! لا يوجد أحد مسلح في الداخل، لم تكن هناك بارودة، لم يكن هناك خردق، فالطريقة التي دخلوا بها كانت توقعاتي أن يدخلوا بسياراتهم لتفريق الناس، لكن إطلاق الرصاص الذي صار يعني لم يتجرؤوا أن يدخلوا حتى كان الناس يركضون أمامهم، يعني فرغت الساحة بإطلاق الرصاص وبدأت هنا تحدث اعتقالات، هنا دخلوا بين الناس، بعد أن أطلقوا هرب الناس وخفت الأعداد في الداخل، ويبدو هناك أشخاص لم يرضوا أن  يهربوا بقوا جالسين فدخلوا عليهم، واعتقلوا منهم، أمسكوا الشيخ سهل، كانوا يتحدثون مع الشيخ سهل وجدوه فأمسكوا بالشيخ سهل؛ لأنه عندما يصير  إطلاق الرصاص ماذا يفعل الشخص؟ الذي يجلس في الساحة يشاهد رصاصًا، ويسمع صوت الرصاص، لكن لا يعرف الرصاص إلى أين هو ذاهب، قد يظن الرصاص عليه، فالناس اختبأوا، هناك أشخاص وجدوا  شجرة وقفوا خلفها، ومنهم من وجد عمودًا فوقف خلف العمود، أمسكوا الشيخ سهل كان على ما أذكر قريبًا من مبنى البريد مختبئًا هناك فذهبوا، وأمسكوا بالشيخ سهل، واعتقلوا أشخاصًا، وضربوا العالم، من مات؟ من استشهد؟ من كان في الطرقات؟ لا أحد يقدر... هناك أشخاص يقولون لك:  وجدنا دمًا وهناك ناس على الأرض. حسنًا هل أنت متأكد ورأيتهم أم أن هذا الشخص تمدد ووقع ومختبئ أو متسطح كي لا يأتيه رصاص أم هو مصاب؟ يعني هذا مثل يوم القيامة في الحقيقة "يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت" يعني الشخص لم يعد يدقق بالذي يراه؛ لأنه ليس جالسًا مراقبًا وينظر ماذا أمامه، الخيم والسجاد والأراضي  يعني مثل القيامة فعلًا يوم القيامة حصل، من الممكن  أن أحدًا خلع معطفه تركه لأنه صار... فهنا  الروايات تضاربت حول أعداد الشهداء بالذات.

 في اليوم الثاني بعد أن انتهت، في اليوم الثاني صباحًا خرجت فوجدت على ما أذكر سيارات التنظيف تنظف الأراضي، البلدية جاءت ونظفت لم تجد شيئًا، ولكن رأيت الأرض مليئة بالماء كانوا قد أبعدوا الأوساخ عن الأراضي ونظفوا المنطقة، والطريق مفتوح لم يكن مغلقًا يعني الساعة لا أعرف هل هي الثامنة أم التاسعة تقريبًا؟ لأننا لم ننم طوال الليل، فأنا أنتظر أريد أن أعرف ماذا حصل، فخرجت بالسيارة، واقتربت، توقعت أن يوقفونا ويقولون لنا: ممنوع الطريق مغلق. كان الطريق مفتوحًا أكملت للأمام قلت: الآن هنا سيغلقون، بقيت أسير إلى أن وصلت إلى جانب الساعة، مررت، ومشيت لم أجد شيئًا، كانت آثار الماء في الأرض، هناك طبعًا على الأطراف تجد شيئًا، لكن لا يوجد أحد، لم أر أشخاصًا، لا يزال موضوع الشهداء في الحقيقة والعدد والناس قالوا: قتلوا 200 شخص. إذن أين أهاليهم؟ أين جثثهم؟ من دفنهم؟ ليس لدينا جواب، قالوا: 50 شخصًا. إذن أين هم؟ وبعدها استقر الرأي على عدد قليل في الحقيقة، ربما يكون 10 وربما أقل، حتى لم تخرج جنازات كبيرة، يعني سلموهم لأهاليهم في المستشفى، وقالوا: خذوهم واذهبوا لتدفنوهم. أو إذا عُرف أهاليهم يعني إذا كانت معه هويته أو ليست معه هويته ليست لدينا معلومات في الحقيقة، أنا أتكلم عن نفسي ليس لدي معلومات، لكن في حينها انتشر الخبر يبدو أن الأمن أيضًا له مصلحة بنشر الخبر بأن 200 شخص مات واستشهد كي يخاف الناس بأننا نقتل ونحن  نقتلكم، 200شخص بالنسبة لنا لا شيء نحن نقتلكم، ونحن مستعدون أن نطلق الرصاص على كل من كان في الاعتصام. طبعًا هذه نقلة،  لم نكن نظن أنه من الممكن أن يأتي الأمن ويضرب واحدًا ويطلق النار عليه أمام الناس هكذا، فلما  صار إطلاق رصاص وقال: إن إطلاق الرصاص كان فوقنا وكانت هناك اعتقالات وقتل وأذى، وهناك أشخاص على الأرض أصيبوا  معنى ذلك أن هناك أشخاصًا يطلقون هكذا وأشخاص يطلقون للأعلى، من الممكن أن يكون النظام ساهم في الإشاعات، وله مصلحة بالإشاعة من أجل التخويف، فموضوع التخويف عنصر أساسي عند النظام وعامل مهم تخويف الناس كي يرتدعوا، لكن لم يكن... لا نستطيع أن نقول:  هذا العدد. لأنه ليس لدينا دليل حتى نقول أنه فعلًا يوجد شهداء وهذه أسماؤهم وهذه أعدادهم وهذه جثثهم وهذه كذا، فبقيت المعلومة حتى الآن لا يعلمها إلا الله.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/01/31

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في حمصاعتصام الساعة

كود الشهادة

SMI/OH/171-06/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

18/4/2011

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-ساحة الساعة الجديدة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

الشهادات المرتبطة