حمل السلاح دفاعًا عن أهالي بانياس وحصار المدينة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:26:15:24
بعد نجاح الثورة في بدايتها والزخم الجماهيري والشعبي الذي خرج من أجل هذه المطالب التي بيّنها الشيخ أنس عيروط حفظه الله على منصة مبنى أمن الدولة آنذاك تسارعت المظاهرات، أحيانًا كل يوم وأحيانًا كل يومين بعد صلاة العصر، فكانوا يجتمعون في السنتر، هذا الأمر الحقيقة أربك الأجهزة الأمنية في مدينة بانياس وبالتالي حاولوا التواصل مع الوجهاء ومع الشخصيات المهمة من أهل الحل والعقد من أجل أن يخففوا، وخاصة مع الشيخ أنس عيروط ومع بعض الشخصيات، كنت أنا من الشخصيات التي تواصلوا معها وخاصة أن محلاتي في مدينة بانياس -أنا أعمل في تجارة الأدوات الكهربائية- كانت قريبة تقريبًا حوالي 50 إلى 75 مترًا ما بيني وبين مبنى أمن الدولة، وبالتالي كان التواصل ما بيني وبينهم ومع بعض الشخصيات الذين أنا على تواصل أيضًا من الشخصيات الثورية من أصحاب الكفاءة والأمانة في هذا الأمر، الحقيقة كان الأمن يعمل على أمرين؛ على التخفيف من خلال التواصل، وعلى بث الفتنة ما بين الطرفين ليضع الثوار أمام زاوية حرجة أنكم أنتم تعملون على بث الفتنة في المجتمع ومن خلال بعض الإشاعات التي يقوم ببثها أو بعض التصاوير التي افتعلها أيضًا عندما صور بعض الأسلحة الموجودة على حد زعمه في أحد مساجد بانياس ومساجد قرية البيضا، وهو طبعًا كان محض افتراء وإنما كان من فعلهم من أجل أن يزج بالشباب ضمن تهم معينة ومن أجل أن يلفق الأكاذيب على الفضائيات الحكومية الرسمية، طبعًا نحن عندما كنا نتواصل الحقيقة أو نلتقي مع هؤلاء لم يكن لقاء فرديًا وإنما كان لقاءات جماعية معنا، مثلًا كان رئيس البلدية عدنان الشغري حفظه الله كان له دور رائد الحقيقة في الثورية مع الشباب، وأيضًا بعض الشباب الثوريين من أصحاب الكفاءة هذا من جهة، مع التواصل واللقاء مع جهات هؤلاء الشباب الذين هم الحقيقة يعني عندهم المبادرة الكبيرة جدًا والزخم الجماهيري الذي يمكن أن يزجوا بأكبر عدد ممكن بالمشاركة في المظاهرات، طبعًا كانت مظاهرات رجالية ونسائية أيضًا حتى وترجمت كل هذه الأمور، كان أيضًا تبث مباشرة عبر الفضائيات وبأكثر من لغة، فالشباب كانوا حقيقة متقدمين في هذا المجال، الكفاءات؛ سخروا الكفاءات العلمية ما للثورة يعني أيضًا كان هناك اختيار للكثير من الشعارات التي لا يمكن أن يفهم منها أنها عنصرية أو طائفية أبدًا وإنما كانوا يريدون الإصلاح ويريدون التغيير ويريدون العدالة ويريدون كل هذه الأمور لكن مع تعنت النظام ومماطلته في قضية الاستجابة ومحاولة أن يميع هذه الأمور وأنه نحن جاهزون لما تريدون وكل هذه الأمور، لكن نحن كنا ندرك تمامًا وخاصة الشباب الذين كنا على علاقة أو على تواصل مع هؤلاء؛ ندرك تمامًا طبيعة هذا النظام أنه نظام غادر فاجر ماكر يعمل على إماتة هذه المطالب ومراقبة هؤلاء الشباب حتى إذا ما تحكم بهم وجاءت الفرصة يتم اعتقالهم جميعًا، وهذا للأسف ما حصل فعلًا، كان الشباب حريصين على رفع -كما قلت- شعارات بعيدة عن الطائفية، كانوا ينظمون هذه المظاهرات بشكل جميل بكلمات هادفة أيضًا لكل النخب التي يمكن أن توصل رسالة، كانوا أيضًا بعيدين عن قضية العنف فيها وبالتالي في كثير من المظاهرات كانوا يرفعون رغيف الخبز أننا نحن نطالب بحقوقنا التي هي من حقنا والتي اغتصبتها السلطة، أيضًا يرفعون الورود وأغصان الزيتون أنهم بعيدون عن العنف وعن كل أداة الحقيقة لا تعبر عن طبيعة هذا الشعب، إلا إن هذا الأمر أخاف النظام "النصيري" (العلوي) وخاصة في هذه المدينة التي لم يعد يعرف ماذا سيفعلون الحقيقة، كيف سيكافحون هذا الأمر، حتى كانت المظاهرة الثالثة والرابعة على ما أعتقد، طبعًا كانت مظاهرة كبيرة جدًا امتدت تقريبًا بعد صلاة الجمعة إلى العصر إلى المغرب ثم كان الشباب يبدو أنهم كانوا ينوونها اعتصامًا، فمباشرة أعلن أنس الشغري ذاك الشاب الكتلة من الحماس الحقيقة والذي كان مبادرًا كما بينا في حلقة سابقة، هو من بادر في النداء الأول كان من عنده عندما خرجت الثورة، فكان هو قائد المظاهرات الحقيقة بما تميز به من وضوح ومن شجاعة وحماسة في إدارة المظاهرات كنا على تواصل معه أنا واثنان أو ثلاثة معي من الشباب ما قبل المظاهرة بشكل عام ما هو البرنامج ماذا علينا أن نتصرف فيما لو سئلنا نحن ماذا ينبغي أن نجيب حتى نحفظ هؤلاء الشباب، طبعًا هذا الأمر لم يكن يعرفه البقية لأننا الحقيقة نحن من الشخصيات الاجتماعية التي يمكن أن نؤذى والتي كنا نعمل لنطيل من عمر الثورة ونصل إلى النجاح المطلوب، فكنا نعمل على أكثر من اتجاه مع هؤلاء الشباب ومع المسؤولين، طبعًا في هذه المظاهرة كما قلت تم الإعلان عن الاعتصام ورفعت لافتات "الشعب يريد إسقاط النظام" طبعًا هذا أمر كان يعني يعتبر كبيرًا جدًا في هذه الفترة، يعني الثورة بالكاد لها أقل من شهر وعندنا أكثر من 90% الحقيقة من محافظات كبرى ما خرجت في سورية كلها، وبالتالي أنت أمام واقع الحقيقة مؤلم جدًا أو صعبٍ جدًا، يحتاج إلى جرأة يحتاج إلى شجاعة يحتاج إلى تحديات أمامك عليك أن تستوعبها أن ترى كيف عليك أن تتعامل معها في مدينة مثل مدينة بانياس محاطة من جميع جوانبها بالقرى العلوية وفيها كل المراكز والأجهزة القمعية والأمنية، وبالتالي أنى لك أن تظهر هذا الشعار في هذا الوقت، الحقيقة كنا أمام تحدٍ كبير جدًا، الشباب أظهروا هذا وبدأت الشعارات "الشعب يريد إسقاط النظام" وأعلنوا أنه لا يمكن أن يفض هذا الاعتصام إلا بإسقاط النظام وبدأ الشباب وكان فعلًا لا أحد غادر المظاهرة، وأنا ما زلت أتذكر حتى الساعة 12:00، تواصلت الأجهزة الأمنية مع الشباب الفاعلين، تواصل أحدهم معي كان يستلم الأمن السياسي، قال يا عمر يعني هذا الأمر لا يصح، قلت له: هؤلاء الشباب يعبرون عن رغباتهم عن حقوقهم عن كل هذه الأمور فهدد البعض أعتقد لا أتذكر؛ الأخ الذي تم تهديده إن لم تفض هذه المظاهرة فإن الأمن سيتدخل بالقوة، وأثيرت آنذاك بعض الشائعات بأن قوة تأتي من القرى العلوية ومن طرطوس محصنة ومدججة بالسلاح يريدون اقتحام المظاهرة، تم طبعًا فرط المظاهرة (تفريقها) أعتقد بالساعة 12 تقريبًا آنذاك حفاظًا على أمن الناس، لكن ما إن انتهت هذه الأمور أو حتى باليوم الثاني أو بنفس الليلة الساعة 4:00 أو 5:00 صباحًا عند صلاة الفجر تخرج خمس سيارات من فرع الأمن السياسي آنذاك فيها من الأمن السياسي وفيها من الشبيحة، طبعًا مصطلح الشبيحة ينبغي أن نتكلم عنه ونشرح من هؤلاء الشبيحة، فيها من الشبيحة، خمس سيارات خرجوا الساعة 5:00 صباحًا والناس في صلاة الفجر ومروا من أمام مسجد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وكانوا يشغلون أغانيَ بصوت عالٍ بصورة استفزازية في هذا الحي السني الطيب مع إطلاق رصاص، إطلاق رصاص منه بالهواء ومنه على المصلين، وأنا شاهدت الرصاص كيف كان في المسجد وعلى الأعمدة، وقد أصاب تقريبًا سبعة أو ثمانية من الجرحى واستشهد أحد الإخوة اسمه أسامة الشيخة رحمة الله عليه في صلاة الفجر، طبعًا لحق الشباب مباشرة بتلك السيارات التي هربت أمامهم لكن كما قلت شباب بانياس الحقيقة عندهم شجاعة الكبيرة جدًا فركبوا السيارات ولحقوا بهم، طبعًا طاردوهم، كان من تلك السيارات أن تركوا سيارتين وصعدوا بثلاث سيارات وهربوا فيها، فالشباب أحرقوا هاتين السيارتين وأعتقد لو رجعت إلى اليوتيوب تلاحظ أنه كتب على تلك السيارات: "انتبه هنا بانياس وليست إسرائيل"، هاتان السيارتان لأولئك الشبيحة الذين هجموا على مسجد أبي بكر، طبعًا في اليوم الثاني تأزمت الأمور الحقيقة وكان لها ارتدادات أيضًا كبيرة جدًا، الوضع صار متوترًا في مدينة بانياس على أثر استشهاد أسامة رحمة الله عليه وجرح الأشخاص الذين كانوا في المسجد، توترت الأمور بشكل كبير جدًا، قام النظام أو الأجهزة الأمنية بمسرحية ثانية كانت أكثر حقدًا ولؤمًا الحقيقة مما اكتشفناها في عصر اليوم الثاني، جيء بعناصر من الأغرار (العساكر في دورة الأغرار) كان هؤلاء بشمال مدينة بانياس على الكورنيش يوجد عندنا كتيبة عسكرية لا أتذكر اسمها أو رقمها بالضبط لكن يوجد أطراف مدينة بانياس مما اطلعت عليه أنا بشكل مباشر الحقيقة من خلال بعض العناصر الذين سلموا أنفسهم إلينا بعدما أصيبوا بجروح، أن ضباطًا أتوا إليهم وأخذوهم 65 شخصًا كانوا يقرؤون الأسماء [يركزون في الاختيار] على اسم مصطفى وخالد وعمر يعني الأسماء التي تنبئ بأن هؤلاء سنة، ثم أتوا بهم وحملوهم بسيارات، هذه السيارات أخذوها إلى الأوتوستراد بين بانياس وطرطوس، هذا طبعًا يأتي بالجهة أو يقطع بانياس الحقيقة في تقريبًا في منتصفها أو بالثلث الأخير منها الثلث تمامًا، لكنه يمر بها وطبعًا يقطع هذا الأوتوستراد جسر اسمه جسر القوز نسبة إلى القرية أو الحارة التي يصل إليها هذا الجسر، جسر القوز وهي قرية للعلويين في الجهة الجنوبية الشمالية الشرقية من مدينة بانياس، فالجسر إذًا اسمه جسر القوز، وضعوا هؤلاء الـ 65 عنصرًا على الأوتوستراد مقابل هذا الجسر وقالوا لهم إنكم الآن ستواجهون سلفيين إرهابيين جاؤوا للتخريب في هذه المدينة، لكن نحن كجيش لا نطلق عليهم الرصاص حتى هم من يعتدون علينا فنرد عليهم هذا الكلام طبعًا من هؤلاء العناصر أنا سمعتها منه ودونتها عنه عن هؤلاء الثلاثة وهذا طبعًا لا يعرفون نهائيًا إلا بأن هؤلاء مخربون، يعني بلا شك قادمون حتى علمًا أنهم أغرار، فوضعوا على هذا الأوتوستراد وقُطِع الطريق بالكامل من جهة اللاذقية بالكامل وأصبح الآن الـ 65 عنصرًا مقابل شباب بانياس الذين هم تقريبًا بمنطقة القوز أو ما تحت القوز، الحارة قبلها هنا عندنا جامع الرضوان ومشفى أو جمعية البر، مشفى البر والخدمات الاجتماعية، الحقيقة عندما سمعنا الرصاص أنا كان محلي (متجري) لا يبعد كثيرًا فخرجت أنا وبعض الشباب من جيراني إلى المنطقة مباشرة، فرأينا المعركة بأم أعيننا وأنا الحقيقة كنت أتواصل آنذاك لأنه كنت على الجسر أتردد ما بين جسر القوز التي دارت عليها المعركة وما بين الجرحى الذين يسقطون أو القتلى الذين يسقطون ويؤتى بهم إلى مشفى جمعية البر والخدمات الاجتماعية التي تبعد عن الجسر تقريبًا حوالي 50 مترًا فقط، فكانت الحقيقة معركة ضارية، كيف حصلت هذه المعركة أو كيف [تمت] الخديعة عندما قالوا لهم أنتم ستواجهون الآن إرهابيين لكن نحن كجيش لا نطلق عليهم الرصاص حتى [يبدؤوا] هم ويعتدوا علينا، لأنهم مخربون، الحقيقة كانت الخدعة أن الحارة أو هذا الحي حي القوز كله من العلويين وكان هناك قناصون متمركزون به فالقناصون في حي القوز هم من يطلقون الرصاص وهم من أطلقوا الرصاص عندما سمع عناصر الجيش بإطلاق الرصاص حسبوه من شباب بانياس، وبالتالي بدأ القتال ما بين الشباب عندما رأى شبابنا هذا الأمر أن الرصاص يأتي إليهم إلى بيوتهم وأنهم يستهدفون وأن الأمر غريب فعلًا ما كان عليهم إلا أن [يحضروا] ما عندهم من سلاح من عنده بومباكشن من عنده ضرب ديناميت طبعًا أسلحة بدائية جدًا لكن كان عليهم الحقيقة أن يدافعوا عن أنفسهم، وجد طبعًا من الشباب هؤلاء العناصر الثلاثة هربوا قُتِل منهم الكثير على أيدي الشبيحة لأنه كان معنا ثلاثة ضباط كما تكلموا معي فكان من يتخاذل عن إطلاق الرصاص الحقيقة كان يُقتَل، وقد قتلوا أكثر من واحد وهؤلاء الذين جاؤوا عندنا الحقيقة أتوا إلى المشفى كلهم أُصيبوا من الخلف، وبالتالي كان الضباط هم من ضربوهم طبعًا، كانوا جرحى واستطاعوا الهروب وتكلمنا معهم وأنا من تواصلت مع أهلهم ما زلت أذكر أحدهم كان من التل في الشام (ريف دمشق) وأحدهم الآخر كان من معضمية الشام والثالث كان من مدينة خطاب بريف حماة، هؤلاء لم يقاتلوا لكنهم أوذوا الحقيقة، في نهاية المعركة طبعًا كان القناصون كان عملهم كبيرًا جدًا استشهد من شبابنا أربعة شباب آنذاك منهم سامر لولو رحمة الله عليه وأعتقد أحدهم اسمه نزار حجازي والثالث من بيت الضايع على ما أظن الرابع لا أتذكر اسمه كان، المهم أنهم أربعة أو خمسة استشهدوا، أنا هنا تواصلت مع رئيس الأمن السياسي أن ما هذا التصرف الذي يمكن ألا يفسر إلا أنها حرب طائفية، قال: هؤلاء إرهابيون، قلت له: هؤلاء ليسوا إرهابيين من بدأ هؤلاء بالضرب؟ عمليًا شبابنا كانوا كما تعلم يطلبون الإصلاح لكن هكذا يعامل الإصلاح في الحقيقة ارتفعت الأصوات بيني وبين هذا الرجل وكان معي من الأطباء في المشفى وتواصلنا آنذاك أعتقد مع "فرانس 24" التي كانت تتواصل معنا بشكل دائم، وأعطيناهم الصورة الواضحة، ونقلت هذه الصورة، بالنتيجة كان عندنا تقريبًا حوالي 22 جريحًا منهم من أصيب في ساحة المشفى وهذا أمام عيني رأيته الحقيقة، أصيب ووقع بين يدي، ومنهم من أصيبوا برصاص القناصة الذين كانت تأتيهم من حيث لا يدرون، الحقيقة انتهت هذه المعركة ونحن في صدمة، تأزمت الأمور بشكل كبير جدًا ما بيننا، أُغلِقت بانياس وُضِعت الحواجز بأيدي الشباب، نصب الشباب: ممنوع دخول بانياس لأنه الآن تعتبر حرب واضحة من أعلنها هم الأجهزة الأمنية، الذين فعلوا هكذا أمور، طبعًا نحن أخدنا هذه المعلومات من العناصر الذين جيء بهم من أجل قتالنا علمًا أنهم لم يقاتلوا جميعًا، لأنهم عندما رأوا المساجد وعندما سمعوا آذان العصر أيقنوا أننا جئنا إلى المكان الخطأ، فمنهم من قتل على أيدي هؤلاء الضباط ومنهم من استطاع الهروب ومنهم الحقيقة من قتل بالبومباكشن التي بعض الشباب لما رأوا كثافة النيران التي تأتي فاضطروا إلى الرد على مصادر النيران، الحقيقة تأزمت الأمور أغلقت بانياس حوصرت بالكامل بقينا نحن فيها كناشطين نعمل فيها نلتقي مع الشباب، المظاهرات لم تتوقف أبدًا قطع الخبز تعطلت كل الأمور تعطلت البلدية، كانوا معنا هؤلاء الشباب بقيت الأمور على هذا المنوال فترة ليست بالقليلة، حاول النظام أن يهدئ الأمور لكن الحقيقة لم يستطع تهدئة الأمور، ولم يكن هناك أي تعاون معهم لأن الأمر بان واضحًا طبعًا أثناء هذه النقطة الأمر هذا جاء أحد المشايخ الذين كان اسمه بسام صباغ من دمشق كان يتبع لمبنى كفتارو على ما أعتقد، يدعي أنه شيخ، طبعًا أراد اللقاء مع مشايخ بانياس، يبدو أنه كان مشايخ بانياس هم ممن تخرجوا من مبنى أو كلية الدعوة التي كانت تتبع لكفتارو أنا هذه المعلومة لم أكن مطلعًا عليها، أن هذا الرجل بسام صباغ كان مرسلًا من أجل إيقاف المظاهرات، فدعا المشايخ وممن دعي ذهبت أنا وأيضًا دعيت، أنا لا أعرف هذا الرجل وإنما دعاني المشايخ أن احضرْ معنا، طبعًا أنا وأخ معي ذهبنا فعلًا وجلسنا وإذا بالرجل يأتي برسالة أن هؤلاء الذين يتظاهرون الحقيقة لا يصلون ليس عندهم من الأخلاق يعملون على زعزعة البلد ماذا تريدون من الوظائف هل لكم أن تضعوا ما تريدون من المطالب نحن جاهزون المهم ألا تخرجوا.
كان هذا اليوم يوم الخميس ما زلت أتذكر يوم الخميس، فناقشته أنا والأخ الذي معي، قلت له: يعني يبدو أنك لا تعلم طبيعة هذا النظام يبدو ولم تسمع بأحداث الثمانينات ولم تدرك طبيعة التعامل التي يتعامل [بها] مع شباب بانياس التعامل "النصيري"، قال: لا أنا أدرك تمامًا لكن الأمر أكبر بكثير وأن هؤلاء الشباب المشايخ لا أريد لهم أن يدخلوا في تلك المظاهرات، فقلنا لهم بصريح العبارة أنت تريد أن تهدر كرامة هؤلاء المشايخ الذين تخرجوا من كليتكم لأن هؤلاء أبناء ثورة، وبالتالي إن لم يحضروا المظاهرات أعتقد أن رصيدهم سينتهي وأنهم سيكونون ضد هذه الثورة التي انتظرناها كثيرًا ولم نستطع المبادرة بها إلا خلال هذه الأيام، على كل حال الحقيقة لم نصل مع هذا الرجل إلى حل لكن كان أخيرًا وجه رسالة كانت واضحة لهؤلاء المشايخ، قال: أنا أخذت طبعًا هذا الكلام أمامي أنا أخذت عليكم بيعة يعني إن نقضتم هذه البيعة فنحن في حل أو في مشكلة وأرجو ألا يخرج أحد منكم، بمعنى لو جرح 100 إنسان من هؤلاء المتظاهرين أنا عندي لا حرج، أما إن جُرِح واحد منكم فهذه كبيرة جدًا، وبالتالي أنا آمركم أمرًا ألا تقدموا ولا تدخلوا في تلك المظاهرات، الحقيقة وضعهم في أمر حرج علمًا أنهم كانوا يشاركون في كل المظاهرات السابقة إلا أن بعضهم استجاب الحقيقة لضغط معين يبدو ومورست عليهم ضغوط كثيرة وبعضهم لم يستجب وبقي معنا في حراكنا مع الحراك الثوري من جهة ومع الأمن من جهة ثانية، حتى نستطيع أن نقيم الأمور ونمشي بالثورة إلى نهايتها إن شاء الله تعالى، كانت هذه الوقفات الحقيقة حرجة جدًا وصار الصدام الحقيقة واضحًا وظاهرًا ما بين الشعب وما بين الأجهزة الأمنية، هنا تدخلت بعض العوامل التي يعني أخذ الإعلام نصيبًا كبيرًا منها في اليوم الثاني، عندما كنا ندفن هؤلاء الشباب دفناهم في مقبرة بانياس وبعضهم دفن في قرية المرقب على ما أظن ما زلت أتذكر عندما كنا ندفنهم في مقبرة بانياس كانت الدنيا تمطر آنذاك وجاءتني مكالمة من "فرانس 24"، كانت الحقيقة وقفة مؤلمة جدًا عندما كنا نتكلم في موقف يعني يملؤه الحزن والألم لكن بنفس الوقت كانت تملأه العزة والكرامة أن هؤلاء الشباب كانوا على مستوى المسؤولية أمام نظام جائر انتهك كل القيم والقوانين والمواثيق، أمام هؤلاء الشباب الذين كانوا من أصحاب المبادئ السامية تجاه أهلهم وأبنائهم ومحافظتهم.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2023/03/27
الموضوع الرئیس
انتهاكات النظام في بانياسكود الشهادة
SMI/OH/159-41/
أجرى المقابلة
خليل الدالاتي
مكان المقابلة
اعزاز
التصنيف
مدني
المجال الزمني
3-4/2011
updatedAt
2024/08/09
المنطقة الجغرافية
محافظة طرطوس-منطقة بانياسشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الجيش العربي السوري - نظام
قناة فرانس 24
فرع الأمن السياسي في بانياس