بعد زيارة الأستاذ مشعل إلى كوباني وتحديدًا إلى منزلي، التقينا وتحدثنا كثيرًا عن تطوير التيار و العمل على تطويره وتوسيع مشروعه قدر الإمكان داخل المجتمع، وبعد عشرة أيام تقريبًا سمعت من زاهدة أنه سيسافر ليحضر مؤتمرات، وقبل اغتياله بأسبوع واحد طلب اجتماع لعدد محدد من الأشخاص، أنا لم أكن واحدًا منهم كنت أُنسق مع زاهدة (زاهدة رشكيلو- المحرر)، زاهدة كانت تُمثلنا ذهبت زاهدة للاجتماع به كان عدد الأشخاص أربعة تقريبًا، عقدوا اجتماعًا في مدينة القامشلي والاجتماع كان سريًا لا أعلم بأي مكان بالضبط، تقرر في الاجتماع أن تقوم هذه القيادة بإدارة تيار والأستاذ مشعل سيسافر إلى الخارج إلى تركيا، سمعت من قيادات التيار بعدما علم ريزان شيخ موس بالأمر أن الأستاذ مشعل سيسافر، قال لمشعل تمو بالحرف: عندما تسافر سأقوم بحل التيار، لأن هذا المشروع كبير وأنا لا أستطيع إدارته ولا أستطيع مواجهة PYD والنظام، فهذا موضوع جعل من مشعل تمو يتريث وأجل سفره لأنه كان بحاجة إلى فريق يكون سند له بعد أن يسافر إلى الخارج، أجل سفره تقريبًا أسبوعًا كاملًا.

 عقد اجتماعًا آخر في القامشلي هذا الاجتماع شارك فيه بمظاهرة طالبت بإسقاط النظام وبالتضامن مع أهالي درعا وحمص، عاد ليجتمع وكان من المفروض أن يسافر مساء الاجتماع كان ظهرًا بعد المظاهرة تقريبا الساعة الثالثة، تم اقتحام الاجتماع يبدو كان مراقبًا تم اقتحام الاجتماع كان أربعة أشخاص خمسة أشخاص موجودين بالاجتماع، زاهدة ومشعل وشخص من الحسكة ومارسيل (مارسيل تمو- المحرر) كان خارج الاجتماع والدكتور عبد الرزاق وصاحب المنزل، أعتقد كانوا خمسة.

 تاريخ الاغتيال تشرين الثاني/ أكتوبر 2011 و أنا بعد ساعة علمت بالخبر تلقيت اتصالًا من إقليم كردستان من أحد أصدقائي أنه تم تصفية مشعل تمو، أنا سمعت من الشهيد مشعل تمو عندما زارني قال إنه تلقى بريد إلكتروني من القصر الجمهوري من أحد المقربين من الثورة، قرار اغتياله تم اتخاذه بالقصر الجمهوري ونصحه بمغادرة البلد بأسرع وقت ممكن، نصحه بمغادرة البلد بأسرع وقت ممكن، هذا الحديث سمعته منه شخصيًا، يبدو هو كان يعلم أنه مراقب كان يعلم سيتم تصفيته، لكن كان يعمل بدون تردد، أثناء الاجتماع اقتحمت سيارة مغلقة الاجتماع باعتقادنا كانوا عناصر متدربين من النظام صحيح يمكن  PYD شاركت لوجستيًا وموضوع معلومات ومراقبة ممكن، لكن لدينا اعتقاد أن النظام وتحديدًا من القصر الجمهوري هو شارك أو قام بتصفية مشعل تمو.

 كانوا يتحدثون العربية نعم، آخر كلمة قالوا لمشعل تمو: توقف باللغة العربية، وقف وبمجرد ما نظر قال: من أنتم؟ أطلقوا عليه وزاهدة كانت بالقرب منه، واستهدفوا الإثنين، والمقتحم كان ضابطًا بحسب اعتقادنا وجه السؤال لمشعل تمو وقال له: توقف الشهيد مشعل رد عليه: من أنت؟ من أنتم؟ بمجرد هذا الكلام أطلقوا عليه، وفورًا زاهدة رمت نفسها على مشعل قالت: لا تقتلوه، اقتلوني، أطلقوا عليه عدة مرات حتى تأكدوا أنه مات، جُرحت زاهدة برجلها ولم يقتلوها كان القرار بتصفية مشعل تمو فقط.

كنا مقربين من الشهيد مشعل من شخصيته كنا على احتكاك معه، الرواية عندي أن الشخص الذي دخل كان يتحدث اللغة العربية و أتوقع ضابط نظام، لكن هناك كثير من الوثائق تسربت ونشرت قناة "العربية" هذا الموضوع نحن لدينا قناعة لأنه من حديث مشعل كنا نعتقد النظام لن يتركه بهذه الصورة، بمعنى النظام عرض عليه مواضيع كثيرة و رفض، عرض عليه يبتعد حتى علي مملوك قال له: أنت خرجت من السجن بفضل مرسوم سيدي الرئيس، و كان رده أنا سمعت منه تحديًا شخصيا قال: أنا خرجت بفضل أطفال درعا بفضل دماء أطفال درعا وليس بفضل مرسوم الرئيس.

كان يواجه النظام لم يرضخ للضغوطات والعروض التي قدمها النظام،  PYD كانت مهمتها برأيي اختصرت مهمة آنذاك على المراقبة وعلى الترهيب في حال النظام إذا نفذ المهمة يتم اتهام PYD والنظام ضرب عصفورين بحجر واحد تم التخلص من مشعل ونحن نقوم باتهام  PYD  وهي ليست بريئة من هذا الموضوع، لكن نحن نعتقد أن النظام هو من قام بتصفية مشعل تمو، قبل هذا الموضوع سمعت من مشعل تمو بعد خروجه من السجن عندما كان في دمشق تلقى هاتفًا من روبرت فورد بدمشق، وقال له روبرت فورد: أريد أن ألتقي معك، هذا الكلام سمعته من مشعل تمو، روبرت فورد اتصل به وقال: أنا أريد اللقاء بك، هو قال حرفيًا: الذي يريد الالتقاء بي يأتي إلي أنا في منزلي وعنواني كذا، بالفعل بعد ساعة ثلاثة سيارات من لون أسود وكان وفد بقيادة روبرت فورد أتى إليه المنزل، هو قال: أنا وضعت كراسي بلاستيك في الخارج ما استضفتهم في الداخل، جلسنا داخل حديقة المنزل، وقال: عرض عليه روبرت فورد كان عرضًا محددًا وغير قابل للنقاش، سافر إلى إقليم كردستان نعمل لقاءات مكثفة هناك، نُنسق مع أربيل وندعمك ودعمك يكون مفتوحًا و لا تواجه بي كي كي، ونحن سندعمك بالمنطقة لتكون الشخص الأول، هو قال: مستحيل أتخلى عن سورية السوريين هم شركاؤنا نحن نتشارك بالبلد الواحد مصيرنا واحد، والقضية الكردية لا تنحل إلا أن نكون جميعنا مشاركين ضمن دستور واحد الدستور هو الذي يحمي حقوقنا، بعد فترة قصيرة هو قال: أن روبرت فورد نصحه بأنه مهدد، لم يقل له غادر أو نصحه، لكن الأميركيين يعلمون بأنه سيتم تصفيته يبدو من مصلحة الجميع كانوا يريدون التخلص من هذا الشخص.

 في كوباني سمعت الساعة السادسة ذهبت على مدينة كوباني وطلعنا مظاهرة عشوائية غير منظمة مظاهرة كانت بحدود ألف شخص خرجوا إلى الشوارع ونددوا بعملية الاغتيال، في اليوم الثاني سافرت إلى القامشلي شاركت في الجنازة، وواجهنا الرصاص كنا عشرة أشخاص أخذنا سيارة عامة إلى القامشلي واجهنا الرصاص شاركنا بموكب، حدثت بداية الأمر خلافات بين دفنه في القامشلي أو القرية و اتفقنا فيما بعد في القرية وتم دفنه في قرية جنازية في ريف الدرباسية، كانت معزولة لا تمتلك قاعدة شعبية كبيرة كانت 90% من أهالي المنطقة شاركوا بالتشييع حتى أنا أتذكر مراد قرايلن زعيم حزب العمال الكردستاني اتصل وقدم تعزية، قيادة  PYD أعتقد أنهم شاركوا البعض منهم شاركوا في التعزية، كنا نعتقد النظام من خلال العروض التي قدمها للشهيد مشعل تمو وخطابه داخل القامشلي بوسط الشارع موجه لإسقاط النظام وقال: نحن لا نكتفي بإسقاط النظام بل بمحاسبته ومحاكمته، أنا أعتقد هذه الجملة كانت سببًا بتصفيته.

  ذهبنا صباحًا وعدنا مساء كنا مجموعة من 10 أو 11 شخص، وفي اليوم التالي ذهبت بشكل خاص أنا وعائلتي إلى القرية بقينا هناك يومين وعدنا، كنا بفترة صدمة لم يكن لدينا شيء محدد، لكن لمست من العائلة كانوا سيحاولون تكرار تجربة آل الحريري في لبنان، كانوا سيحاولون استلام التيار والاستمرار على هذا الخط والتوجه، كان لديهم نية ورغبة ونحن كنا موافقين على هذا الموضوع. أنا كشخص ككوباني وقفنا مع العائلة وحتى هذا الوقت وقفنا معهم، لأننا نعرف هذه العائلة هي صمام الأمان بعدم التراجع أو التنازل عن مبادئ مشعل تمو، لكن الطرف الآخر كنا نعتقد إنه تأثر بسياسات  PYD

 كانوا يحاولون بشتى الوسائل لضرب وحدة التيار والتخلص من هذا التنظيم ومن هذا الحزب، الشهيد مشعل تمو كان يُنسق مع فيصل يوسف المنسق العام لحركة الإصلاح لتأسيس تكتل سياسي كردي ليكون في مواجهة PYD وفي مواجهة أربيل، كان تفكيره بهذا الشكل، رفض الانضمام وشكل مجلس وطني كردي كمنافس لمجلس وطني سوري أو لتشويش على المجلس الوطني السوري، نعتقد أن هذا الموضوع موضوع تشكيل المجلس الوطني الكردي جاء بتوقيت ملغوم، كان الحراك قويًا جدًا بالشارع الكردي، النظام وكل الدول حتى الأمريكيين بعد عشر سنوات وصلنا لقناعة أن النظام والأمريكان كانوا يُنسقون على نفس المبدأ وعلى نفس التوجه وعلى نفس الهدف بمعنى أن كل شخص يعمل على توحيد وحدة سورية ويكون متماسك أو متفاعل مع الحراك الثوري يتم التخلص منه وإخراجه من المعارضة أو من الشارع.

 نحن رفضنا الانضمام إلى المجلس الوطني الكردي كان توجهنا السياسي قريب من "الثورة السورية" وكان المجلس الوطني الكردي بداية تشكيله يُركز على فدرالية ويركز على مواضيع قومية على حساب العمق الوطني نحن نتحدث على مستوى الكوادر لكن على مستوى القرار السياسي للحزب لم يكن، كانوا مشاركين الجميع كانوا مشاركا ضمن ملتزم بخطوطه ملتزم ببرنامج المجلس الوطني الكردي هذا الأهم، والبرنامج الذي رسمته أربيل بشكل محدد لم يرسمه أربيل لكن أربيل له تأثير بشكل مباشر على المجلس.

بعد 40 يوم كنت موجود بجنازية بأربعينية الشهيد مشعل تمو وكان إطلاق اتحاد القوى الديمقراطية، كنا من نقود هذا الاتحاد، الاتحاد كان مكون من ستة مكونات أنا أعرف أربعة منهم، كان مشارك فيه فيصل اليوسف حركة السلاح وعبد الرحمن آلوجي كان يمثل بارتيه ونحن كالتيار كنا مشاركين و جميل أبو عادل كان يمثل تكتل، التقيت بجميل أبو عادل في تلك الفترة التقيت في الدرباسية بأحد التعازي، كانت علاقتنا جيدة.

 كانوا يدعمون التيار بشكل مباشر كل العائلة لم يكن هناك اعتراض لكن طبيعي كان هناك خلاف مع فارس (تمو) كشخص مع فارس لكن كنا نعتقد أنه خلاف عائلي لم نتدخل فيه، مارسيل كان بعيدًا عن الخلافات ثم دخل فارس في صراع مع رزان، رزان أيضًا وقف مع عائلة بداية الأمر لأنه كان ضعيفًا، واتحاد القوى كان ردة فعل على المجلس الوطني الكردي لم يكن له مشروع إستراتيجي لم يكن لديه دعم أو لم يتشكل بقرار خارجي، لهذا السبب كان ضعيفًا، أنضم للثورة لكن كان مصيره مجهولًا، لم يكن له برنامج بعيد كون الشخص الأساسي والدينامو لهذا الاتحاد هو مشعل، تنسيقيات الفاعلة على مستوى الحراك الثوري كان له تأثير شارك في مظاهرات نعم هذه حقيقة لكن لم يكن له مشروع استراتيجي لهذا السبب لم يستمر استمرت فترة قصيرة وانتهى.