الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الفساد المتعلق بالانترنت والحواسيب بعد إدخالها للمؤسسات

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:17:17:07

 الأجهزة والكمبيوترات كانت منذ عام 1995 بدأت تظهر الأجهزة الكمبيوتر في الأسواق وأول ما نزل الويندوز 95 كان طفرة ولكن كان بأسعار مرتفعة وليس كل الناس قادرين على أن يقتنوا أجهزة الكمبيوتر، طبعا كانت أجهزة الكمبيوتر ديسكتوب بدأت الانتشار شيئًا فشيئًا، وفي ذلك الوقت حصلت مفارقات غريبة مثلًا جامعة حلب على سبيل المثال كان لديهم أجهزة كثيرة موجودة في المستودعات ولا يُخرجونها لا يتجرؤون، كذلك أذكر في قطع الجيش كانت أجهزة كمبيوتر بقيت سنوات في كراتينها لا أحد يستخدمها بسبب الجهل بسبب الخوف، كلمة كمبيوتر كلمة لها إيحاء كبير جدًا، ثم بعد ذلك مع تقدم الوقت بعد موت حافظ الأسد جاء بشار الأسد بدأت أجهزة الكمبيوتر تنتشر في المؤسسات الحكومية ومنها مديرية التربية والمجمعات التربوية مع ضعف شديد، لا توجد خطة للاستخدام ولا توجد شبكة.

  في مديرية التربية على سبيل المثال كان بعض الموظفين عندهم أجهزة كل موظف يعمل بطريقته يُوثق عمله يستخدمون مثل الآلة كاتبة يطبع عليه على سبيل المثال، انتشرت الطابعات والإنترنت وبدأ ينتشر، لكن ليس بهذا الاستخدام الكبير، ولم تكن وسائل التواصل بهذا الحجم كما هو الآن.

كانت بالبدايات أذكر على سبيل المثال مرة في مجمع الأتارب كنت أعمل موجهًا تربويًا كنت عملت برنامجًا صغيرًا على الأكسيس إحصائية للمعلمين والمدارس الخاصة التي كنت مستلمها حتى تكون إحصائياتي كلها جاهزة، عملت لمدخل البيانات أمين سر في المجمع وعملت له تطبيقًا أو برنامجًا على الأكسس من أجل تعيين المعلمين الوكلاء بحيث المعلم الوكيل له تاريخ تعيين ينتقل إلى قائمة أخرى وهكذا، ويُرسل تقريرًا شهريًا، فكانت هذه الأمور موجودة لكن كلها جهود فردية ما كان عندهم تطبيقات على مستوى مديرية التربية، تطبيق خاص يعمل عليه المعلم أو يعمل عليه المسؤول ويعمل نسخة يُرسل نسخة منه، عندما كنت في السعودية كان هذا الكلام موجود منذ 1999 لما صرت موجهًا في 2007 لم تكن هذه التطبيقات من ضمن هذه الأمور، مثلًا العمل الفردي على أجهزة الكمبيوتر على سبيل المثال في مديرية التربية نفسها كان هناك عدة دوائر والمعلم لديه دائرة بُسجل فيها ذاتيته دائرة للتنقلات أساس ثانوي دائرة المناهج والتوجيه دوائر كثيرة، وكل دائرة كان المعلم يحتاج فيها إلى أن يُقدم أوراقه من جديد، ودائرة الذاتية يُفترض أن يكون فيها كل الأوراق، كان فيها كمبيوتر تنزل عليه الذاتيات لكن كانوا يستخدمون الذاتية الكرتونية المكتوبة بخط اليد وهي الأصل.

في أحد الاجتماعات قدمت اقتراحًا كان اجتماع في حلب في صالة معاوية صالة كبيرة تصير فيها اجتماعات مديريات التربية اجتماع مع الموجهين في المحافظة كلهم مع مديرية التربية، فقلت لهم: هذا التشتت ما سببه؟ كل معلم يُقدم أوراقه وكل مرة يحتاج إلى شيء يقدم اوراقه من جديد، يُفترض أن تكون شبكة مركزية ومديرية التربية فيها كثير من المهندسين مفروزين لمديرية التربية ومنهم مهندسين اختصاصهم بالمعلوماتية، فيُفترض أن ينشؤوا شبكة ليوفروا على المعلمين التعب وتكون القدرة على الولوج من قبل الموظفين بكلمات خاصة فيهم، كل واحد له صلاحيات، قلت هذا الكلام على الميكرفون لما قالوا من يُحب أن يطرح شيء، وكأنني ألقيت قنبلة صاروا يتراشقون الاتهامات وصار كل واحد يزعم أن عمله متكامل.

 كانت الأمور فوضية فوضوية إلى أبعد الحدود ومع الأسف لم يكن هناك استفادة من هذه التقنيات كما ينبغي، مع العلم كانت تصير المناقصات ويشترون أفضل الأجهزة أو يدفعون أفضل الأسعار بغض النظر عن نوعية الأجهزة التي تأتي أو مدى القدرة على استخدامها، فهذا الأمر انتشر في ذلك الوقت، وفيما بعد صارت الأمور تتحسن.

أذكر مرة في دائرة الإحصاء كان عدد كبير من الأجهزة و يُدخلون الإحصائيات ليقدموها للإحصاء والتخطيط الدولي، والمفارقة كانت الأعداد التي تأتي من دائرة الإحصاء أو البيانات تختلف عن البيانات التي تأتي من دائرة الثانوي عن البيانات التي تأتي من دائرة الأساسي عن البيانات التي تأتي من دائرة التوجيه، وهذا الأمر أنا شاهد عليه، كان هناك تخبط كل دائرة ترفع البيانات من طرفها أرقامها مختلفة عن الدائرة الأخرى، والسبب الرئيسي فيه هو عدم وجود تنسيق عدم وجود شبكة واحدة عدم وجود سيستيم واحد يعملون عليه، وكانت الأمور بهذا الشكل وهذا الكلام يُرفع إلى الوزارة وتصدر بناء عليه قرارات مليئة بالتخبط.

 أذكر في أحد الاجتماعات وكنت موجودًا تعين مدير تربية جديد فالرجل حاول أن يُبرز نفسه ويُقدم شيئًا، صار يُرسل بعض الإحصائيات للوزارة عن أعداد الطلاب في المدارس وطالب ببناء مدارس جديدة، فجاءه الجواب: هذه الإحصاءات غير صحيحة وأنتم بحلب لستم بحاجة مدارس، فطلب منهم أن يبعثوا وفدًا، جاء وفد وتحقق وفعلًا هناك حاجة ماسة وأعداد هائلة من الطلاب، ما الذي حصل؟ المفارقة كان الموظف المسؤول عن رفع الإحصاءات بشكل سنوي يأتي بالإحصاءات الموجودة بالسنة الماضية ويُغير التاريخ فإحصاءات 2002 استمرت حتى 2007 ودائمًا تصلهم الأمور هناك أن كل شيء تمام و لا وجود لأي مشاكل، وهذا الأمر أدى إلى كوارث في الحقيقة، وهذا جزء من الفساد أدى إلى كوارث حقيقية في العمل التربوي.

من المفارقات التي حصلت عندما صارت حرب العراق وجاء إلى حلب عدد كبير من النازحين لاجئين من العراق، طُلب من مديرية تربية حلب أن تُرسل أعداد الطلاب العراقيين في كل مدرسة، لأنها جاءت مساعدة من الأمم المتحدة للمدارس التي فيها أكثر من 20 طالب عراقي يصير صيانة للمدرسة أجهزة لابتوب والكثير من المساعدات التي جاءت، بناء على ذلك موظف الإحصاء أرسل لهم الرد بسطر واحد قال لهم: ليس لدينا طلاب عراقيين في حلب، وبالتالي يوم أخذوا الجواب و بناء عليهم لم يُرسلوا شيئًا  مدارس حلب ما نالها شيء من الصيانة والترميم والأجهزة والمعدات جاءت أشياء كثيرة جدًا.

في أحد الاجتماعات كانوا يتحدثون هذا كلام من أحد مدراء التربية سمعته في اجتماع في الصالة الرياضية، وعندما ذهب إلى العاصمة في الوزارة واجتمعوا كل محافظة ماذا وصلها من المساعدات من الطلاب العراقيين؟ قال لهم: في حلب لم يصلنا شيء، فقالوا له: أنتم ليس عندكم طلاب عراقيين، كيف؟ أعداد هائلة، فبكل بساطة أظهروا له الرد الذي جاء من التربية نحن ليس عندنا طلاب عراقيون، والموضوع انتهى عند هذا الحد ولا أعرف إذا عاقبوا الموظف، لكن الأمور كانت بهذا الشكل من التسيب والفساد.

أحدث شيء في وزارة التربية في مديريات التربية اسمه دمج التكنولوجيا في التعليم، و سمحوا بالترشح له من قبل أساتذة الرياضيات، فكان مدرس الرياضيات يعمل دورة عدة أشهر يدرس فيها الحاسوب ويتحول اختصاصه لمدرس حاسوب، في المدارس الثانوية الإعدادية والثانوية، عملوا غرف حاسوب أعطوها للمتعهدين، كانوا يُمددون فيها كهربا وخطوط أرضية ويُحضرون أجهزة وكراسي حاسوب، وعينوا أمين سر الحاسوب، كانت مهمته يتأكد من إغلاق الأجهزة ومن سلامتها وصارت حصة حاسوب للصفوف، وكذلك عملوا منهاجًا مدرسيًا خاصًا بالحاسوب، وصار هذا الأمر بشكل فعلي موجود في المدارس يُدرس فعليًا كل إثنين من الطلاب عندهم حصة أسبوعية يجلسون كل اثنين من الطلاب إلى حاسوب ويتعلمون الدرس ويُطبقونه عمليًا، كان تدريس الهاردوير أجزاء الحاسوب وبعض التطبيقات مثل الأوفيس والإكسيل والبوربوينت الرسام والويندوز وغيره.

فكان هذا الأمر في الصورة الظاهرية في المدارس غرف حاسوب وتُطبق دروس الحاسوب على أرض الواقع، كان بسيطًا جدًا عملية استخدام فقط، لذلك لم يعمل نقلة نوعية في المدارس أو في تطوير التعليم، لكن نعم الحاسوب كان له مكتب دائرة خاصة دائرة الحاسوب وفيها موظفين، وعملت فيها دورة تدريبية.

و بالوقت نفسه المناهج وما يتعلق بالحاسوب يتطور بشكل كبير جدًا يعني ما يُدرس من الكتاب بعد سنة أو سنتين صار من الماضي لكنه استمر كما هو، وفي الحقيقة الأجهزة تتقادم بسرعة دائمًا هناك تطور في الأجهزة، فكان الراتب الذي يأخذه أمين سر الحاسوب خلال سنة يكفي لتجديد الأجهزة، لكن هذا لا يحصل الأجهزة بقيت كما هي وصارت أجهزة قديمة، والعمل استمر بهذه الطريقة.

كان لي اهتمام خاص بموضوع الحاسوب، وأول جهاز حاسوب اشتريته كان بعام 1997 وعملت جمعية (طريقة من طرق التكافل الاجتماعي الشهيرة في المجتمع السوري- المحرر) لأشهر طويلة حتى استطعت أن أدفع ثمنه و كنت مهتمًا جدًا فيما يتعلق باستخدام التطبيقات، فيما بعد لما صار الإنترنت طبعا إنترنت عن طريق الهاتف الخط الأرضي كان بطيئًا جدًا، الصوت الذي يطلع من المودم حتى تدخل على بعض المواقع، وسائل التواصل الاجتماعي كانت محجوبة، سمعنا بـ"الفيسبوك" كان في دول أخرى، الشباب يقولون: "الفيسبوك" تطبيق ننشر عليه الصور، معروض للعموم، وهذا الأمر لم يكن موجودًا.

 أيضًا "اليوتيوب" وطفرة اليوتيوب، كنت مدرسًا ويُهمني أن أُسجل الدروس وأنشرها ليستفيد منها الطلاب، لكن هذا الأمر لم يكن  متاحًا، هذه الأمور كلها نحن في الحقيقة وصلتنا بعد الثورة بشكل واسع، في البدايات ما كان هذا الأمر موجودًا أو ما كان متاحًا بالأحرى هو موجود لكنه غير متاح، إضافة إلى بطء الإنترنت الشديد والرقابة الكبيرة على الإنترنت إلى درجة أنه في ذلك الوقت إذا دخل أحد ليتابع بعض المواقع مثلًا أي مواقع محظورة من قبل النظام، يدخل عليها مرة أو مرتين يأخذوه من البيت، فكانت شدة الرقابة تضعف الإنترنت بطبيعة الحال، والإنترنت بحده الأدنى مراقب بشدة وما كان هذا الانفتاح الذي حصل فيما بعد ووجود وسائل التواصل بهذه الطريقة واستخداماتها الواسعة، هذا الأمر لم يكن متاحا مع الأسف و لا يُستفاد منه أبدًا في التطوير الشخصي أو التطوير التربوي.

 الشبكات الموجودة كانت على نطاق المؤسسات لأن الشبكة للمؤسسة الفلانية داخل المؤسسة لكن لم تؤدي لنقلة نوعية، لأنه كان غير مسموح باستخدامها بهذه الطريقة، فيما بعد مع قيام الثورة صار في الثورة جانب استخدام الإنترنت والحاسوب دخلت سرعات عالية ودخلت رفعت الرقابة بحكم وجود الثورة فانتشرت عندنا أما من قبل هذا الأمر غير موجود وليس متاح.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/12/02

الموضوع الرئیس

الفساد في مؤسسات نظام الأسد

كود الشهادة

SMI/OH/234-06/

أجرى المقابلة

خليل الدالاتي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-مدينة حلبعموم سورية-عموم سوريةمحافظة حلب-الأتارب

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

الشهادات المرتبطة