بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 الحقيقة أن قرارات الفصل للتصحيح بدأت في شهر حزيران/يونيو 2012، وانتهت لن تنتهي بشكل دائم إنما صدرت ثلاثة قرارات معلنة من رئاسة مجلس الوزراء، ونُشرت على صفحة رئاسة مجلس الوزراء، فجاءت انتقادات كثيرة أن النظام السوري يستهدف العاملين في الدولة أو العاملين لدى النظام كوظائف رسمية بطردهم من وظائفهم لأنهم معارضون لهذا النظام لم تنته إنما كان آخر قرار في شهر حزيران/يونيو 2013، وبعد ذلك استمرت قرارات فصل، لكن لم تكن معلنة ولم تكن صادرة عن رئيس الوزراء، كان يتم طلب المدرس أو المعلم إلى المراجعات الأمنية، و من راجع لم يعد، واضطر الزملاء إلى عدم المراجعة والخروج إلى خارج الخدمة، وفيما بعد تم تسميته على أنه منقطع عن العمل بحكم المستقيل، أو بقي راتبه موجودًا وهناك من يقبض هذا الراتب، والزميل لا يذهب إلى هناك ولا يقبض أبدًا.

  بعد أن صدرت قرارات هذا الفصل كان لا بد من التحرك، وهنا يظهر في الحقيقة النشاط، ويظهر من يريد أن يعمل، أنا استطعت  الحصول على نسخة من هذه القرارات من قرارات الفصل فكنت أقرأ اسمًا اسمًا، مثلًا: خالد الأحمد من أين هذا الشخص؟ يقول لي: من كفرنبل. أضع إشارة عنده، من أين هذا الشخص؟ يقول مثلًا: هذا الشخص من معرة النعمان. كنت كل يوم أضع قائمة لمجموعة من الزملاء المفصولين من خلال مراجعات أسمائهم في قرار الفصل والسؤال عن أماكنهم الجغرافية من أجل وضع خط سير لأقوم بزيارة لهؤلاء الزملاء فردًا فردًا، أتمنى أن يكون هناك من يسمعني من الزملاء، أنا زرت معظمهم لن أقول: إنني زرت الجميع، وكانت هناك رسائل لمن لا نستطيع زيارته من الذين زرنا بأننا سنقوم بتشكيل دائرة تعنى بالعمل التنفيذي على الأرض وليس العمل التنفيذي؛ لأن الهيئة أو النقابة لا يمكن أن تقوم بعمل تنفيذي على الأرض، لا بد من وجود دائرة رسمية دائرة كمديرية  هي التي تقوم بالأعمال كالأعمال الامتحانية وأعمال تصدير الشهادات.

 تم حشد معظم الزملاء المفصولين أو كل الزملاء المفصولين؛ لأننا سنقوم بهذا التشكيل، وطبعًا المعني بهذا الأمر هم الزملاء المفصولون والزملاء المعارضون غير المفصولين و الزملاء المعارضون غير المثبتين لدى النظام، لكن هم من العاملين في الحقل التربوي والتعليمي، اجتمعنا عدة اجتماعات، كانت اجتماعات ضيقة، وكان هناك اجتماع عام قبل تشكيل المديرية في شهر حزيران/ يونيو في كفر يحمول، ربما كان في6 حزيران/يونيو في كفر يحمول، كان الاجتماع في المدرسة، كان الاجتماع تقريبًا قد حضره بحدود 45 زميلًا في مدرسة كفر يحمول من كل المناطق؛ لأن قرار فصل طال كل مناطق محافظة إدلب وليس منطقة واحدة، لكن تتفاوت نسبة الفصل ما بين منطقة ومنطقة أخرى، المراد من إبلاغ كل الزملاء في كل المناطق أننا نريد تشكيل جسم تنفيذي وجسم إداري يعمل على الأرض ويقدم الفائدة لكل أبناء هذه المناطق؛ كي يسهل عملية تقديم الفائدة، أنا مثلًا: من معرة النعمان، سأقدم عملًا أو خدمة لأبنائنا ولزملائنا في جسر الشغور إذا كان موجودًا معنا بعض الزملاء من جسر الشغور عن طريق التواصل يستطيع أن يقدم هذه الخدمة هناك بشكل أسرع وأجود، وكذلك يخفف عنا أعباء السفر، كانت مدينة إدلب غير محررة، وكنا إذا أردنا أن نذهب إلى جسر الشغور يجب أن نذهب إلى سرمدة لننزل على حارة، ومن حارة نتجه باتجاه جسر الشغور من الجهة الشمالية ولا نستطيع حتى الوصول للجسر، الجسر كان فيه النظام موجودًا، هذا الاجتماع بعده حددنا اجتماعًا آخر هو اجتماع إعلان التشكيل الذي كان في 13 حزيران/يونيو 2013 في بلدة البارة، بلدة البارة في جبل الزاوية، جبل الزاوية أنتم تعلمون أنه جبل أشم، وهو الجبل الذي صدح بالثورة منذ البداية وكان محررًا، كان محررًا حتى مدينة أريحا، فقررنا الاجتماع في بلدة البارة وأيضًا في مدرسة البارة الثانوية من أجل الإعلان عن هذا التشكيل، تواجد زملاء يمثلون كل منطقة من المناطق؛ لأننا كما ذكرت أردنا أن تكون المؤسسة أو المديرية مشتملة على تمثيلها في كل أجزاء المحافظة في كل المناطق، وكذلك أردنا أن نشكل مجمعات تربوية، هؤلاء الزملاء الذين حضروا عن كل منطقة سيكونون هم نواة لتشكيل هذا المجمع التربوي، حيث قرر تقسيم المحافظة إلى ست مناطق: منطقة تبدأ من الشمال هي منطقة حارم ومنطقة جسر الشعور ومنطقة إدلب ومنطقة معرة النعمان ومنطقة أريحا، كان عندنا أيضًا منطقة جديدة هي منطقة خان شيخون كانت موجودة في الساحة بشكل جديد، هذه المناطق التي تم تقسيمها كما ذكرت إلى ستة مجمعات تربوية أثناء قرار التشكيل للمديرية تم اتخاذ قرار فقط بتشكيل مديرية أسميناها مديرية المعارف والتعليم عودة بالمسميات إلى ما قبل النظام وقبل نظام البعث بشكل عام، حيث كانت تسمى وزارة المعارف والتعليم، لم تكن هناك وزارة نتبع لها، يعني الحكومة السورية المؤقتة لم تكن قد شُكلت بعد، فأسمينا هذه المديرية بمديرية المعارف والتعليم، وتم اختيار مدير لهذه المديرية بالتوافق بيننا نحن كزملاء موجودين، وكذلك اختيار النواب ومن يمثلون الدوائر الإدارية الموجودة في المديرية.

 الحقيقة أن التشكيل الذي اجتمع بداية في كفر يحمول ومن ثم في البارة وكنا قد اجتمعنا كما ذكرت في اجتماعات فردية قليلة، كان هذا التشكيل يمثل من الزملاء منهم من كان يعمل في الحقل الإداري كإداريين موجودين في مديرية التربية وتم فصله، ومنهم من كان يعمل في الحقل الميداني كمدرس، لكن في المجمل الجميع يعرف ومطلع على القوانين والأنظمة الداخلية لمديرية التربية.

 الحقيقة يعني أننا في هذه الثورة أحيانًا يكون هناك خلط بين الأنظمة والقوانين العائدة للدولة السورية كأنظمة التربية والأنظمة العاملة كأنظمة إدارية وبين الأنظمة الخاضعة للسياسة، فيقول: إن هذه قوانين نظام. هي ليست قوانين نظام في الحقيقة، [بالنسبة] للقوانين فإن الدولة السورية مشهورة بوضع القوانين منذ أربعينات القرن الماضي عندما تحررت من الاحتلال الفرنسي، حيث وُضع القانون السوري، وكان من أجود القوانين الموجودة في العالم التي تستطيع الحفاظ على كرامة الإنسان وعلى نموه الفكري والتنموي والاقتصادي والإنساني في كل المجالات، القوانين الموجودة في الدولة السورية هي نفس الأنظمة الداخلية الموجودة في المديريات، فقط إذا كان في هذا النظام الداخلي ما يعود على النظام السياسي بأمر ما فإنك تستطيع تحييده باتجاه، وسآتي على ذلك عند اعتماد النظام الداخلي لمديريات التربية ووزارة التربية في اجتماعات كانت علنية، وكنا نقرأ النظام الداخلي وننصحه؛ وبالتالي لدينا بعض الزملاء الذين كانوا يعملون في الحقل الإداري في مديرية التربية، نحن سنعتمد النظام الداخلي لمديرية التربية، والدليل على ذلك أننا اعتمدنا التقسيمات الإدارية الموجودة في مديرية التربية السابقة التي كنا قد اعتبرناها على زمن النظام في 6 مناطق 6 مجمعات تربوية، التقسيم كان نفس هذا التقسيم، كانت الدوائر الموجودة ضمن مديرية التربية أن هناك مدير تربية وهناك ثلاثة معاونين أيضًا مدير تربية وثلاثة معاونين يوجد دائرة إدارية ويوجد دائرة إعلام، كل هذه الترتيبات الموجودة في مديرية التربية تم الاعتماد عليها أو تسمية أشخاصها.

 طريقة اختيار الأشخاص: في الحقيقة الهيئة التأسيسية بعدة الاجتماعات كانت تصل إلى 54 شخصًا، لكن عندما اجتمعنا في آخر مرة كأعضاء هيئة تأسيسية موجودين في البارة، أذكر أنه كان العدد 32 شخصًا وأسماؤهم ما زالت موجودة عندي، بطبيعة الحال أنت لن تختار شخصًا موجودًا خارج هذه المنظومة الموجودة، هنا سيتم الاختيار ممن وجد بين يديك، الدليل على أنه أعلن عن استعداده للعمل، ويريد أن يعمل، ويرغب في العمل ولاسيما أن هذا العمل هو عمل تطوعي، يعني هو عمل لا يوجد له دعم مالي نقول: إن هناك من يدعم هذا المشروع بدعم مالي. وحتى دعم سياسي لا يوجد إلا أننا كمعارضة أو كثوار نريد أن نشكل نواة للعمل في هذا المجال تتسع فيما بعد لتشمل المناطق المحررة، وتستطيع أن تقدم الخدمة المرجوة لأبنائنا ولزملائنا كمعلمين ومدرسين.

 تم اختيار أعضاء العاملين في المديرية، وتم إسناد مهمة تشكيل مجمعات في المناطق للزملاء الذين حضروا من تلك المناطق، مثلًا: حضر لدينا ثلاثة زملاء من منطقة الشغور، تم إسناد تشكيل مجمع تربوي لهم في جسر الشغور على أن يحضر في الجلسة القادمة أسماء الزملاء العاملين في المجمع، وما زلت أذكر حتى الآن أنه كان كل مجمع مؤلف من 6 أعضاء موجودين في هذا المجمع: رئيس المجمع وأيضًا نائبه، وهناك عندنا مسؤول عن الثانوي ومسؤول عن الأساسي ومسؤول امتحانات ومسؤول مالي، كان العمل موزعًا بين هؤلاء الأشخاص الستة.

 بعد تشكيل مديرية والإعلان عن تشكيل مديرية واعتماد مدير لهذه المديرية، كان فورًا يعني العمل الملح والذي أُسست من أجله المديرية والذي كان السبب المباشر لتأسيس هذه المديرية هو الإعلان عن الامتحانات، تشكيل المديرية كان في13 حزيران، كان الإعلان عن الامتحانات بداية: هل نعلن عن امتحانات الشهادتين الثانوية والإعدادية في 13 تموز/يوليو؟ قلنا: إن الوقت غير كاف وهي مهلة شهر، وهو فقط سيكون تطمينًا لأبنائنا الذين لم يذهبوا لتقديم الامتحانات عند النظام لأنه -كما ذكرت- النظام أجبر الطلاب والمعلمين على ارتياد مراكز امتحان تكون ضمن المناطق التي يسيطر عليها، لم يجازف هؤلاء الزملاء بأبنائهم ولا بأنفسهم بالذهاب إلى تلك المناطق؛ وبالتالي كان الإعلان عن امتحانات تتبع لهذه المديرية هوبمثابة تطمين وخطوة لتعويض هؤلاء الثوار وأبناء الثوار عما فاتهم من تلك الخطوة التي حرمهم منها النظام، فاتفقنا فيما بعد على أن تكون امتحانات في13آب/أغسطس يعني بحيث نعطي مهلة شهرين للطالب، وبطبيعة الأحوال الطالب الذي كان يدرس لتقديم الشهادة الثانوية أو الإعدادية عند النظام هو محضر وهو مجهز نفسه من خلال القراءة والتحضير، لكن عندما منعوا النظام من الذهاب إلى المراكز الامتحانية الموجودة تحت سيطرته نحن قررنا أن نعطي مهلة شهرين من أجل أن يعيد هذا الطالب ترتيب أوراقه، ويعيد مراجعة معلوماته، ويعرف أنه في مرحلة تقديم الامتحانات في مناطقنا بعيدًا عن النظام.

 في الحقيقة أيضًا مهلة الشهرين أُعطيت للزملاء الذين سيعملون في دائرة الامتحانات في مديرية الامتحانات من أجل اختيار مراكز امتحانية ومن أجل اختيار مراقبين ومن أجل تجهيز ملصقات ومن أجل جلب أوراق امتحانية، ومن أجل وضع أسئلة أيضًا والاتفاق على هذه الأسئلة، وأقول: مركزيتها إذا كانت هناك امتحانات ستقام في محافظات أخرى كي نكون معًا في موعد واحد وفي أسئلة واحدة، اتفقنا على موعد الامتحانات، وبدأ العمل يعني هناك عمل دؤوب وعمل سريع، وليس متسرعًا، إنما كان يحتاج إلى سرعة في الوقت من أجل الانتهاء من أعمال الامتحانات، حيث تأخذ في بعض الدول عامًا؛ كي يتم الإعداد لها.

 تم اختيار مراكز امتحانية، تم استقطاب التسجيل من الطلاب يعني كل طالب يريد أن يقدم فهناك في كل مجمع مركز أو موظف موجود يستقبل طلبات الطلاب، ويأخذ بياناتهم، يتأكد من الأوراق المطلوبة، نفس الأوراق التي كانت تطلب للتقدم لامتحانات النظام، طالب الإعدادي يجب أن يكون في سن معين، يجب أن يكون قد حصل على الشهادة الابتدائية، الطالب الذي سيتقدم بامتحانات الثانوية يجب أن يكون قد مضى على حصوله على الشهادة الإعدادية ثلاث سنوات أو يجب أن يكون ضمن السن القانوني الذي يسمح له بالتقدم لامتحانات الثانوية، أيضًا يختار الطالب بين الفرع الأدبي والفرع العلمي واللغة بين اللغة الإنجليزية واللغة الفرنسية، نفس الإجراءات التي كانت متخذة كإجراءات إدارية موجودة في كل مديريات التربية والتعليم.

 تم أيضًا خلال الشهرين استقطاب الطلاب قبل موعد الامتحانات بعشرة أيام أو بأسبوع فقط، تم الإعلان عن إغلاق باب التسجيل، وتم قبول 3600 طالب تقدموا لهذه الامتحانات، وأوراقهم أصبحت أو بياناتهم موجودة لدينا من صور شخصية ومن صورة دفتر عائلة أو إخراج قيد أو إثبات شخصية، مديرية الامتحانات بالتعاون مع مديرية التربية التي هي مديرية المعارف والتعليم قامت بالاعتماد على نموذج بطاقة امتحانية للطالب، وتم أيضًا الاتفاق على لون البطاقة وما يجب أن يُطبع على هذه البطاقة وصورة والأرشفة لهذه البطاقة، وتم توزيع البطاقات الامتحانية بموجب المراكز الامتحانية التي تم اعتمادها في المحافظة على أبنائنا الطلبة في كل الاختصاصات في المرحلتين الإعدادية والثانوية وباقي الاختصاصات الأدبي والعلمي، لم يكن لدينا سوى اختصاص أدبي وعلمي، أهملنا التعليم الفني لأنه لم يكن هناك عدد من الطلاب تقدم لامتحانات التعليم الفني، وكذلك التعليم الشرعي لم يكن موجودًا عندنا في هذه الدورة.

 وصلنا إلى موعد الامتحانات، كان الزملاء أيضًا في مديرية التربية قد تأكدوا من الزملاء المتقدمين والمنتسبين لهذه المديرية، وتم فرزهم بحسب المناطق لأنه لا يوجد لدينا ريع مادة ممكن أن نقدمها لزملاء نتيجة الجهد الذي سيقومون به، فكان وضعهم كمراقبين في المناطق الأقرب عليهم والتي تكون أقل تكلفة من خلال الذهاب إلى مركز الامتحان والعودة إليه، تم تشكيل لجان امتحانية لجان تقوم بجولات على هذه المراكز الامتحانية، وتراقب العملية الامتحانية، أعلنا على العلن عبر وسائل إعلام كثيرة بأننا نعتمد مديرية المعارف الموجودة لدينا ستقوم بإجراء امتحانات في مراكز امتحانية متعددة، هذا تم تصديره على الإعلام، ناهيك أيضًا عن أن المنطقة هنا كانت قد أصبح فيها فصائل ثورية معارضة وفصائل عسكرية، تم إبلاغ قيادات هذه الفصائل بكتب رسمية صادرة من مديرية المعرفة والتعليم بأنه تم تشكيل مديرية معارف وتعليم، وتم اعتماد أشخاص معينين، وتم تشكيل مجمعات تربوية، وتم الإعلان عن امتحانات، هذه الامتحانات ستكون في أيام كذا وكذا، وأبلغناهم بجدول الامتحان، أبلغنا هذه الفصائل بمراكز الامتحان التي سيقدم بها أبناؤنا هذه الامتحانات ومواعيدها، وأنا زيادة على ذلك تواصلت بشكل مباشر مع معظم القادة الموجودين في المناطق المحررة، أبلغتهم بأننا نحتاج إلى تغطية ما حول المراكز الامتحانية؛ لأنه كما تعلمون كان النظام يعني يستهدف المدارس خاصة بالقصف والطيران، وحتمًا هذا الخبر بما أنه معلن وخبر تم نشره على الإعلام سيعلم النظام بوجود مركز امتحاني في منطقة ما في قرية ما في مدرسة ما وإحداثيات هذه المدرسة موجودة عنه، ناهيك عن المخبرين والعملاء الذين يوصلون الأخبار له عن وجود المراكز، فطلبت من القادة الموجودين في تلك المناطق إرسال مضاد طيران يعني يكون على مقربة من المركز الامتحاني وليس في المركز الامتحاني من أجل أيضًا عدم تشويش أبنائنا أو يعني إظهار -دعني أقول- الحرص العسكري الذي قد يودي بهذا الطالب إلى الخوف فوق خوف الامتحانات، لكن نحن كنا قد أخذنا احتياطنا.

 الأمر الآخر الذي احتطنا له أننا مثلًا: عندنا 40 مركزًا امتحانيًا، كنا قد جهزنا بالمقابل لذلك 40 مركزًا امتحانيًا آخر احتياطًا؛ بحيث أن أي مدرسة تتعرض للقصف أو تتعرض للاستهداف يتم توقيف الامتحانات بها لأمر ما، يجب أن يكون هناك مركز امتحاني نظير لكل مركز امتحاني تستطيع أن تنقل الطلاب في المادة التالية مباشرة إلى المركز الامتحاني الجديد، وكل طالب يأخذ نفس الرقم ونفس المقعد يجلس عليه، يعني مثلًا: نفس عدد القاعات ونفس الأرقام الموجودة في القاعات، بحيث يكون عندنا مركز امتحان احتياطي إذا تعرض هذا المركز للتوقف لأمر ما يتم نقل الطلاب إلى المركز الآخر من أجل متابعة العمل الامتحاني.

 تأكدنا من سلامة الأسئلة من جودة الأسئلة من خلال لجان موجودة وغرفة عمليات وُجدت في مديرية الامتحانات وموجهين اختصاصيين، قمنا بإرسال هذه الأوراق الامتحانية عبر سيارات، كانت هذه السيارات تسير عبر خط معين، تمر على كذا مركز امتحاني، ترسل أسئلة الامتحانات، تنتظر في آخر مركز حتى الانتهاء من عمل الامتحان، تقوم باستلام أوراق الإجابة بموجب الأعداد مع مطابقتها مع أعداد الحاضرين، وتقوم بخط العودة بالمرور إلى المراكز الامتحانية التي قامت بتوزيع الأوراق إليها وتجلب أوراق الإجابة معها، وتعود إلى مديرية الامتحانات، مديرية الامتحانات كانت دائرة نشطة موجودة في مدينة كفرنبل، في المجلس المحلي لمدينة كفرنبل أعطونا طابقًا كاملًا من أجل القيام بالعملية الامتحانية، كان الفريق الموجود في مديرية الامتحانات يعمل ليلًا نهارًا بعد أن يقوم باستلام الأوراق هناك عمل مهني أتحدث عنه لاحقًا إن شاء الله تعالى في عملية الترميز وعملية التصحيح وعملية التنتيج التي كانت تمر على هذه الأوراق الامتحانية، وبعد ذلك تصحيحها وإعادتها إلى نفس الخطوات السابقة من أجل تصدير النتائج أو الوصول إلى نتيجة كل طالب من خلال اسمه ومن خلال الرقم الذي وضعته المدرسة على الورقة.