التعامل الأمني لنظام الأسد مع المتظاهرين في حلب
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:21:37:13
[اسمي] عمار جابر من مدينة حلب مواليد 1986 حاصل على شهادة البكالوريا العلمي أعمل حاليًا في مجال الإعلام، بدأت بعملي في مجال الإعلام في 2012 بتوثيق بعض المظاهرات التي خرجت بريف حلب بالإضافة لبعض المظاهرات ضمن مدينة حلب، بعد ذلك انتقل عملي للعمل مع شبكات محلية، عملت مع شبكة "سوريا مباشر" في منتصف 2012 عملت لفترة سنة.
كنت خلال عملي هذا أُوثق قصف الطيران القصف المدفعي الذي يستهدف المدنيين، وبعض العمليات العسكرية في المنطقة، أنا خرجت من مدينة حلب بعد اعتقال قرابة شهرين في الأمن العسكري في مدينة حلب، خلال خروجي بإحدى المظاهرات في حي صلاح الدين، بعد أن خرجت من المعتقل ذهبت إلى ريف حلب الجنوبي واستقريت في هذه المنطقة، انتقل عملي من توثيق المظاهرات وبعض الفعاليات الثورية ضمن مدينة حلب إلى توثيق قصف المدنيين بشكل مباشر من قبل الطيران الحربي الرشاش، ومن ثم قصف المدفعي الذي يستهدف المدنيين.
وثقت بعض الحالات التي استهدفت المدنيين في ريف حلب الجنوبي وريف حلب الغربي، بعد هذه الفترة انتقل الحراك في مدينة حلب وريفها إلى حراك مسلح، بدأت أُوثق العمليات العسكرية التي كانت تتم، بعض هذه العمليات ضرب بعض الأرتال العسكرية على أوتوستراد حلب دمشق، كانت تأتي من منطقة حماة باتجاه مدينة حلب، وكان يتم استهدافها بمنطقة ريف حلب الجنوبي وريف حلب الغربي، ومن ثم بدأت بتغطيات واسعة قصف ومعارك أو غيرها.
عملت قرابة السنة في شبكة "سوريا مباشر"، ثم بدأت بالعمل بشكل مستقل أُغطي معظم المعارك من معارك التحرير هناك عدة معارك كنت شاهدًا عليها وغطيتها في 2012 وبداية 2013.
بدأت بعدها بالعمل مع قناة "شذى الحرية" كمراسل ضمن مدينة حلب، بعد دخول "الجيش الحر" إلى مدينة حلب في منتصف 2012 رجعت أُمارس عملي بالمجال الإعلامي ما بين مدينة حلب وما بين الريف صار لدي مجال لأرجع للمدينة.
في تلك الأثناء غطيت بعض المعارك البارزة في مدينة حلب وأهمها معركة تحرير ثكنة هنانو وبداية دخول "الجيش الحر" إلى مدينة حلب، في هذه الأثناء بدأ النظام يُصعد أكثر صارت حاجة للتغطية بشكل أكبر، بدأنا بالتغطية بشكل واسع حتى انتقلت من الريف إلى مدينة حلب كمراسل لقناة "شذى الحرية" بدأت أُغطي المظاهرات والقصف الذي يستهدف المدينة والمجازر التي يرتكبها الطيران الحربي والمروحي بحق المدنيين، بعض المعارك، معركة توسعة مدينة حلب بدأت من الشيخ نجار وهذه المناطق كلها كان تقدم لـ"لجيش الحر" على محاور ريف حلب الشمالي وريف حلب الشرقي، شاركت بعدد كبير من التغطيات لمعارك خناصر للمرة الأولى والثانية، ومن بعدها تابعت عملي ولكن كان عملي ما بين إدلب وما بين حلب وما بين ريف حلب وما بين ريف إدلب.
انتقلت بعدة أماكن في هذا المجال مع قناة "شذا الحرية" قرابة السنة ونصف، استمريت معهم من 2013 حتى نهاية 2014 ، ثم انتقلت لقناة "أورينت نيوز" وكان عملي ما بين مدينة حلب وما بين ريف حلب، عملي هذا كله خلال هذه الفترة كان مراحل توثيقية أرشيفها لدي، غطيت الكثير من الأعمال العسكرية والأعمال الخدمية والقصف والمجازر وتقدم "الجيش الحر" وتراجع "الجيش الحر" في أماكن كنت موجودًا فيها شمال شرق سورية.
مع بداية انطلاق ثورات الربيع العربي حلب كانت مكان أساسيًا لتواجد أفراد الأمن بمختلف أشكالها، صار تحرك كبير من النظام خوفًا وتحسبًا من سيناريو الثمانينات الذي حصل في مدينة حلب، فكانت حلب تعيش ارتباكًا كبيرًا من قبل النظام (المقصود كان أجهزة الأمن مربكة وخائفة من اندلاع مظاهرات)، لأن عنده خلفية بأن الناس ممكن تثور بأي لحظة.
مدينة حلب كانت من المدن التي انظلمت في بداية الثورة بسبب القبضة الأمنية الكبيرة التي كانت موجودة كل مواطن يعيش في مدينة حلب كان يُرافقه عنصرين من عناصر الأمن، كان النظام حريصًا على هذا الأمر بانتشاره بشكل كبير بأفرعه ضمن المدينة، كانت الناس خائفة، ولكن بنفس الوقت كانت الناس تعيش غصة حقيقية بسبب ما يجري في مدينة حلب من الفساد ضمن المدينة، حلب معروفة أنها مدينة اقتصادية، كان فيها طبقات كبيرة من الناس، ولكن كانت نسبة الفقراء كبيرة مهمشين نوعًا ما يُعاملون بالردع وأسلوب النظام المعروف المخابراتي، كانوا مستضعفين جدًا، فمع بداية ثورات الربيع العربي كان لمدينة حلب صوت ولكن لم يخرج للعلن إلا بعد تقديم كثير من التضحيات، الناس كانت جاهزة للمظاهرات لتشارك أو تكون الانطلاقة من مدينة حلب، ولكن من المعروف بأن حلب تأخرت حتى خرجت مقارنة بباقي المحافظات، وحلب منذ بداية انطلاقة "الثورة السورية" منذ آذار/ مارس2011 بدأت مدينة حلب بالحراك الحقيقي بدأ الشباب يتجمع بدأ الشباب يجهزون لمظاهرات، ولكن بسبب القبضة الأمنية الموجودة في مدينة حلب لا يستطيع ذلك (لم يستطع الناس الخروج في مظاهرات).
شاركت بكثير من المظاهرات في مدينة حلب في 2011 وكانت المظاهرات لا تتجاوز مدتها النصف دقيقة مباشرة بسبب الانتشار الأمني وتخوف النظام من ثورة في مدينة حلب كان الأمن منتشر بشكل كبير بمجرد ما تقول "حرية" أو تطلع أي مظاهرة أو أي تجمع كان يتم تفريق الناس ويتم اعتقال الأشخاص الذين يخرجون بهذه المظاهرات التي كانت لا تتجاوز النصف دقيقة أو دقيقة وهذه كانت في البداية، أما بعد فترة بعد انطلاقة "الثورة السورية" بدأت الناس تُنظم أمورها، بدأت تتخلص من الطوق الأمني المفروض عليها، بدأت تبحث وتُوجد لنفسها ثغرات لتطلع مظاهرات وتُشارك وتُعبر عن رأيها، ولكن كانت الفاتورة كبيرة الكثير من الشهداء سقطوا خلال المظاهرات السلمية في بداية "الثورة السورية" كثير تم اعتقالهم، منهم خرج ومنهم لحد الآن مغيبة غير معروف مصيرها عايشة ولا ميتة.
كان النظام حريص جدًا على عدم قيام ثورة بمدينة حلب، حاولنا في البدايات بأن تكون قريبة لمظاهرات درعا لمظاهرات حمص وحماة، ولكن كان النظام متخوفًا من مدينة حلب لأن مدينة حلب كان لها تجربة سابقة والنظام حسب حسابه لهذا، وبنفس الوقت كانت المدينة الاقتصادية في سورية، فخروج مظاهرة في مدينة حلب انهيار النظام اقتصاديًا.
هذه المظاهرة لم أكن مشاركًا فيها كنت مشاركًا بنفس التاريخ في مظاهرة أخرى في حي سيف الدولة، ولكن هذه المظاهرة أخذت انطباعًا قويًا بالنسبة للنظام، وكان عدد المشاركين فيها عدد كبير، وكان من المخطط أن تخرج بأكثر من نقطة حتى يتم تشتيت النظام نوعًا ما تشتيت أفراد الأمن والشبيحة الموجودين ضمن المدينة، ولكن المتظاهرين لم يبقوا كثيرًا في هذه المظاهرات بسبب مثلما ذكرت سابقًا كانت القبضة الأمنية قوية كثيرًا، ولا يستطيع أحد التحرك، دائمًا الأماكن المتوقع الخروج فيها مظاهرات أكثر المظاهرات كانت تخرج في الأحياء الشرقية والوسطى لمدينة حلب، هذه الأحياء ممكن كثير ناس لا تعرف التقسيم الموجود ضمن مدينة حلب، هذه الأحياء كانت الأحياء الفقيرة أو أصحاب الدخل البسيط جدًا، الناس الموجوعين بعيدًا عن المناطق الأخرى ضمن المدينة التي كانت أحوالها المادية جيدة من تجار ضمن المدينة، ولكن هذا لا يمنع خروج تلك المناطق.
وكان لجامعة حلب الدور الأكبر في هذه المظاهرات، في 4 أيار/ مايو 2011 خرجت مظاهرة في صلاح الدين شاركت فيها، وهذه المظاهرة لم يكن لدي علم بها لسبب ما كنا نقدر نطلع، كانت المظاهرة يتم تغيير موعدها باليوم الواحد أربع أو خمس مرات بسبب علم النظام بأن هناك مظاهرة ستخرج في المكان الفلاني، كانت فجأة وكانت مسائية خرجنا بهذه المظاهرة والعدد كان بحدود 300-200 شخص كانت مظاهرة كبيرة جدًا نعتبرها مقارنة بباقي المظاهرات الطيارة التي كانت تخرج في المدينة، بمجرد ما خرجت الناس من المساجد بدأ المتظاهرون بالهتاف تحركت المظاهرة وكنت في المنطقة نفسها فوجدت المظاهرة أمامي بدأت مباشرة كنت منخرطًا ضمن المظاهرة وبدأنا بالهتاف وبدأنا بإسقاط النظام ما تجاوز الأمر قرابة ثلاث دقائق كان الأمن والشبيحة لهم نسبة كبيرة بقمع المظاهرات ضمن مدينة حلب مباشرة طوقوا المظاهرة، المنطقة والشارع الذي تمت فيه المظاهرة هو شارع ممكن الهرب منه لأنه كان متعدد المداخل، فبدأ تفريق الناس ولكن الطابع الأول الذي أخذته الناس عن هذه المظاهرة في كثير عالم لم تكن مشاركة ولا عندها علم مسبق في هذه المظاهرة، مباشرة انخرطت فيها لأنه يمكن هي الوحيدة في البداية قدرنا تطول وكان عددها كبيرًا.
بدأ النظام بعادته بقمع المتظاهرين من خلال الشبيحة وضرب المتظاهرين بالهراوات واعتقال البعض منهم وهروب البعض منهم، تعامل بوحشية في تلك الأثناء مع هذه المظاهرة تحديدًا، لأنه من المقرر أن تخرج مظاهرة في سيف الدولة وحصلت في هذا المكان، فشعر النظام بأنه انغبن فالتأم الشبيحة الموجودين من المظاهرة، أخذت صدى نوعًا ما وتم توثيقها.
هذه الحركة أعطت دافعًا للحراك الثوري الموجود ضمن مدينة حلب ليستمر أكثر لأنه تم توثيقهم أخذ بعض الفيديوهات وتم نشرها مباشرة.
بالنسبة للتنسيقيات كانت موجودة في حلب، وأنا كنت بعدد من التنسيقيات لم ألتزم مع تنسيقية محددة، كان التنسيق يتم عن طريق "سكايب" حصرًا لأنه آمن وبأسماء مستعارة كان اسمي "تيتو" لما كنت أُنسق كان حسابي على "السكايب" اسمه تيتو، وكل منا لديه اسم وهمي يعمل عليه، لم يتم التنسيق من خلال جلسات لأننا لم نستطع كان الخوف كبيرًا من اعتقال الشباب المنسقين لهذه المظاهرات، ولكن كانت تتم الدعوات عن طريق "السكايب" أكثر شيء وبعض الحسابات الوهمية عبر "الفيسبوك" وكان يتم من خلالها دعوة المتظاهرين.
كان التعامل بين الأشخاص المنسقين وبين الشارع بشكل عام والناس من خارج التنسيقيات يتم عن طريق المناطق صلاح الدين كان لها تنسيقية معينة سيف الدولة لها تنسيقية معينة حي الشعار له تنسيقية الباب له تنسيقية كل منطقة كان لها تنسيقية يتم تحديد الموعد تحديد المكان وإخبار الناس ليس عن طريق الإنترنت كان عن طريق أشخاص لدينا مظاهرة الساعة كذا الوقت الفلاني ستخرج من المسجد، كانت أغلب المظاهرات تكون متركزة ضمن الأحياء وتخرج من المساجد دائمًا، وكان عناصر النظام يتواجدون ضمن هذه المساجد، ضمن الأحياء المتوقع أنها ستخرج مظاهرة.
في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر2011 وكانت مظاهرة كنت فيها ضمن جامعة حلب هذه المظاهرة بدأت بكلية العلوم كانت اعتصام بداية، والسبب الرئيسي لهذه المظاهرة كانت الأحداث اللي حصلت من اعتقالات في درعا ولا أذكر تحت أي مسمى كانت هذه المظاهرة، ولكن بدأت باعتصام أمام المدرج أمام المدخل الرئيسي لكلية العلوم قرابة الربع ساعة، وكان الأمن منتشرًا حولنا وحفظ النظام ضمن الحرم الجامعي، ثم وصلنا خبر بأنه تم محاصرة عدد من المتظاهرين ضمن كلية الهندسة التي كانت بالطرف المقابل لمدخل جامعة حلب ضمن الساحة، فكان الأمن طوق الجامعة هذا القسم، وأغلق عليهم الباب و لا يستطيعون الخروج، فكانت أشبه بفزعة خرجنا من كلية العلوم باتجاه ساحة الجامعة، وكانت أكبر مظاهرة خرجت في مدينة حلب في تلك الفترة في ساحة الجامعة خرج الطلاب مع المتظاهرين باتجاه ساحة الجامعة، وكان الأمن يرافقنا على اليمين وعلى اليسار، ولكن كانت الأعداد كبيرة فلن يعمل شيء، وكانت الموبايلات مفتوحة وتُصور، وأنا كنت أحد الأشخاص أُصور، لم يستطع الشبيحة أن يمنعوا هذه الأعداد الكبيرة من أن تنزل لساحة الجامعة، وعندما وصلنا لساحة الجامعة كانت أعداد مقابلة لأنها واقفة عند مواقف الباص تنتظر وصولنا، وصلنا لساحة الجامعة وبدأت المظاهرة الكبيرة التي تجمع فيها كل الناس، فكانت الهتافات أولاً بالإفراج أو إخلاء سبيل الأشخاص المحاصرين ضمن كلية الهندسة ليتم فتح الباب لهم ويخرجوا، فرفض النظام رفض الأمن إخراجهم وخلال ثلاث دقائق حصل أمر لا أنساه باصات وسيارات شبيحة ناس تأتي و لانعرف من أين؟ مداخل ساحة الجامعة كثيرة أمن حفظ نظام شبيحة معهم سكاكين وما يُسمى بالشنتياني (سلاح أبيض ذو نصل طويل ومرن) وهي معروفة في حلب، نزلوا وانهالوا على المتظاهرين بالضرب المباشر، لم يكن الهدف الاعتقال أو تفريق الناس، كان الهدف الإيذاء، فحصلت عدة مواقف أنا أُصبت في رجلي وركضت باتجاه حي الفرقان، فأحد الأماكن على الرصيف يلحقني ثلاثة أو أربعة من الشبيحة سقطت وتأذت رجلي بسبب سقوطي على أحد الشوك الحديدية على الرصيف، وتابعت ودخلت على أحد المباني بحي الفرقان وخرج بوجهي حارس البناية وأدخلني لعنده مباشرة على البيت، خلال دقيقتين أو ثلاثة رجعت مرة ثانية خرجت كيلا أسبب له مشكلة، فخرجت كان الشارع مليئًا بالشبيحة ويتم اعتقال البنات أكثر شيء لأنهن لا يستطعن الهرب مثل الشاب، بنات ليس لهن علاقة في الموضوع كنَ في الشارع تم اعتقالهن، شاهدت الكثير من المشاهد الموجعة بنت تُشحط من شعرها باتجاه باص حفظ النظام، والشبيحة يضربون الشباب بظهرهم بالسكاكين، بهذه المظاهرة تحديدا سقط قرابة الثلاث شهداء وأُصيب تقريبا 40 نتيجة الضرب المباشر من قبل الشبيحة وتم اعتقال ما يقارب 300 طالب ومتظاهر في هذه المظاهرة كان لها تأثير كبير بنفوس المتظاهرين في مدينة حلب وشاهدوا فعلا الوجه الحقير الوسخ للنظام بأسلوبه بطريقة تعامله مع المتظاهرين.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2023/01/16
الموضوع الرئیس
بداية الثورة في حلبالحراك السلمي في مدينة حلبكود الشهادة
SMI/OH/235-01/
أجرى المقابلة
خليل الدالاتي
مكان المقابلة
اعزاز
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2011
updatedAt
2024/04/14
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-مدينة حلبشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
الجيش السوري الحر
الجيش العربي السوري - نظام
شبكة سوريا مباشر
جامعة حلب (نظام)
ثكنة هنانو