الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الدورة الأولى في معاهد إعداد المدرسين

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:15:15:20

بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

سأعيد أننا افتتحنا هذه المعاهد كان الهدف الأول من هذه المعاهد هو تأمين فرصة دراسية لأبنائنا أكثر من تأمين كادر تعليمي؛ لأن الكادر التعليمي بالأصل موجود لدينا، ويوجد فيه لن أقول: فائض لكن في تلك الفترة كان كافيًا. أردنا أن نؤمن فرصة تعليمية لأبنائنا يستطيعون من خلالها متابعة التحصيل العلمي ولو على شكل دراسة معهد متوسط دراسة أقل من الجامعية، كنا نعد أبناءنا بأن من أراد أن يكمل في المستقبل من خلال التخصص الذي افتتحناه يستطيع أن يكمل بعد المعهد في المرحلة الجامعية، هذه التخصصات التي تم افتتاحها في المعاهد كانت خمسة اختصاصات الاختصاص الأول هو اللغة العربية واللغة الانجليزية والرياضيات والعلوم ومعلم الصف.

 الحقيقة أننا في الدورة الأولى تأخرنا بافتتاح المعاهد؛ لأنه كما ذكرت لك تم الانتهاء من الامتحانات في شهر أيلول/سبتمبر، الانتهاء من أعمال الامتحانات وصل معنا حتى بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر، أعدنا هيكلة المديرية في 13 تشرين الأول/ أكتوبر، كان افتتاح المعاهد بعد تقريبًا بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر في بداية شهر كانون الأول/ ديسمبر، كان بعض الزملاء الموجودين معنا قد اعترضوا على أنه لم يبق هناك الوقت الكافي من أجل الانتهاء من السنة الأولى؛ لأنه تقريبًا مضى الفصل الأول، فكان الحمد لله الإصرار والعزيمة قويين، أنا أصررت على افتتاح هذه المعاهد، وكان هناك قسم من الزملاء موجود معنا في الهيئة التأسيسية، أنا كمدير تربية أستطيع أن آخذ قرارًا بمجرد ما أن تجاوز العدد النصف وأنا صاحب القرار في هذا الأمر، عللت بأنني سأستهلك العطلة الصيفية التي هي كانت عبارة عن شهرين ونصف أو ثلاثة أشهر من أجل التعويض عن الدراسة التي فاتت أبناءنا، لكن لا بد من تأمين هذه الفرصة التعليمية من أجل الانطلاق بفرصة تعليمية لأبنائنا. 

 أيضًا كما ذكرت أنه تم افتتاح 3 كتل كما ذكرت في جرجناز وفي البارا في جبل الزاوية التي هي تتبع إلى أريحا، وتخدم منطقة إدلب ومنطقة أريحا، منطقة جرجناز أو بلدة جرجناز تخدم من شرق شيخون إلى شرق سراقب، منطقة حارم تخدم جسر الشغور وحارم وشمال إدلب.

 بدأنا باستقطاب الطلاب بالإعلان عن المفاضلة للطلاب الذين نجحوا معنا وأيضًا للطلاب الذين كانوا قد حصلوا على الشهادة الثانوية سابقًا ولم يحصلوا على فرصة تعليمية، سجل لدينا بحدود الألف طالب، تم اختيار 800 طالب في الكتل الثلاثة، واجتمعنا نحن كهيئة تأسيسية كمديرية التربية مع المديرين المركزيين مع رؤساء المجمعات وخاصة المجمعات التي توجد فيها الكتل، رئيس مجمع حارم كان لديه كتلة، رئيس مجمع معرة النعمان كان لديه كتلة هي كتلة مديرية جرجناز، ورئيس مجمع أريحا كانت لديه كتلة هي الكتلة الموجودة في البارة، ناهيك عن المجمعات الأخرى، يعني مجمع خان شيخون سيستفيد من كتلة مجمع المعرة، ريف إدلب الشرقي الذي هو سراقب وما حولها سيستفيد من كتلة جرجناز المعرة، ريف جسر الشغور سيستفيد هو وريف إدلب الشمالي من كتلة حارم فكان لا بد من اجتماع رؤساء المجمعات مع المديرين المركزيين الموجودين في المديرية من أجل البحث في آلية انطلاق هذه المعاهد ووضع رؤية لعمل هذه المعاهد.

 هذه الكتل الثلاثة كما ذكرت لك حضر رؤساء المجمعات كل المجمعات؛ لأن الجميع معني بهذه الكتل ليس فقط رؤساء المجمعات التي توجد فيها هذه الكتل، تم اختيار كادر تدريسي للمجمعات، تم ترشيحه من الزملاء رؤساء المجمعات، طبعًا من زملائنا الذين يمتلكون الخبرة، واشترطنا أن يكون معهم على الأقل دبلوم تأهيل تربوي، وإذا وجد شخص معه ماجستير فيكون هذا الأمر أجمل بكثير، بعد اختيار الكادر التربوي والتعليمي لهذه المعاهد، تم فرز المفاضلة ووضع الطلاب بحسب الشعب التي تقدموا إليها برغباتهم، ومن خلال المجموع الذي حازوا عليه، أصبحت هذه المعاهد تحتاج فقط إلى قرار الانطلاق لتنطلق، كان التحدي في الحقيقة يعني موجود بين أيدينا أيضًا تحدي المنهاج، المنهاج التعليمي الذي سيعطى للطلاب يتناسب مع المادة العلمية والمادة التربوية والتعليمية، فالحقيقة أننا اعتمدنا على الزملاء الذين كان تحصيلهم العلمي هو عبارة عن معهد وجامعة، استفدنا من المناهج القديمة التي كانت موجودة على زمن النظام،وهذه المناهج تعود للدولة السورية وليس للنظام السوري، أيضًا استفدنا من خلال خبرتنا نحن في التخصصات الكثيرة أن منهاج الرياضيات الذي سيدرسه الطالب في قسم الرياضيات يجب أن يكون جزءًا من المنهاج الجامعي، لا يرق إلى مستوى سنة أولى وثانية، لكن بالمقابل يجب أن يأخذ معلومات عامة عن الرياضيات، لكن كما تعلمون أن هذه المعاهد تهتم بالناحية التربوية أكثر من الناحية العلمية والتعليمية؛ لأنها تكون للمراحل الأولى.

 بعد وضع هذا المنهاج وتوحيده بين الكتل الثلاثة تم أيضًا تعيين مديرين لهذه الكتل، أذكر أن الكتلة الأولى كان مديرها في بلدة جرجناز، زميلنا الأستاذ خالد الدغيم في بلدة البارة، تم اختيار أحد زملاء الأستاذ موسى العرب، في معهد حارم تم اختيار الدكتور عبد الرزاق إبراهيم، وهو أخ فاضل معه دكتوراه في التربية، فأصبح لدينا مديرون للكتل الثلاث، لكن نريد مديرًا للمعهد يسمى مدير المعهد والزملاء الباقون يكونون بمثابة معاونين، فالحقيقة يعني بإجماع الزملاء المديرين الثلاثة وأنا معهم كان الاختيار للدكتور عبد الرزاق إبراهيم هو مدير المعهد والأستاذ موسى العرب مدير مساعد له والأستاذ خالد الدغيم مدير مساعد له، في منطقة الدكتور عبد الرزاق إبراهيم يقوم بالتجول على الكتل الثلاث والزملاء كل من خالد دغيم وموسى العرب يقتصر عمله ودوامه في الكتلة التي يديرها هو، وسارت الأمور، انطلقت الدراسة في المعهد، الطلاب بدؤوا يرتادون هذه المعاهد هم بمنتهى السرور أنه تتوفر لديهم فرصة تعليمية والمعاهد في الأصل قبل الثورة كانت بمثابة حلم للطلاب، أن الطالب يدرس سنتين يحصل على شهادة يستطيع من خلال هذه الشهادة أن يتوظف ويحصل على وظيفة.

 بعد الانطلاق في هذه المعاهد وارتياد الطلاب لها كان أحد المواضيع التي حملتها معي إلى مدينة الريحانية في تركيا أثناء مقابلة الدكتور محي الدين محي الدين بنانة، في المقابلة الأولى قلت له: يا دكتور نحن لدينا معاهد موجودة في الداخل، هذه المعاهد نريد دعمًا لها ونريد اعترافًا بها و توثيق شهادتها. سبحان الله رحمه الله لم يكن متخصصًا في التربية والتعليم، لكن كان مهندسًا ودكتور مهندس أكاديمي فقال لي: يا أستاذ جمال، لا أدري كيف تؤسسون هذه المعاهد؟! يوجد لدينا عشرات المعاهد في الداخل، أنا تكلم معي أكثر من 20 شخصًا من أجل معاهد موجودة في الداخل. قلت له: من قال لك أن لدينا أكثر من معهد موجود في الداخل؟! يعني هو بموجب خبرته كان يتحدث عن المعاهد التي تقوم بعمل دورات للطلاب، قلت له: يا دكتور هذه معاهد متوسطة وليست معاهد تعليمية تقوم بدورات تقوية للطلاب ودورات تدريسية، هذه معاهد متوسطة تخرج مدرسين مساعدين. الرجل يعني أبدى إعجابه بهذا الخطوة التي قمنا بها وقلنا له: كانت خطوة أولى ورائدة على مستوى العملية التربوية والتعليمية في المناطق المحررة، أول معهد للدورة 2013 تم افتتاحه كان في محافظة إدلب، انتقل الطلاب الموجودون في الدورة الأولى إلى السنة الثانية، جاء الزملاء في تربية حلب  وزارونا في تربية إدلب، أنا كنت مدير تربية من أجل الاستفادة من تجربة تأسيس وافتتاح المعهد لتطبيقها في حلب بشكل مباشر  وتجاوز الصعوبات أو العثرات التي تقع في طريقنا.

 بعد أن انتهت السنة الأولى في الحقيقة وقعنا في أول مطب بعد مرور شهرين من افتتاح المعهد هو التغطية المالية، استطعنا أن نؤمن لوجستيات كما ذكرت لك من المساعدات التي حصلنا عليها من منظمة "كريتيف" من أجل افتتاح مدارس في محافظة إدلب، هذا المعهد اعتبرناه إحدى المدارس التي من حقها أن تأخذ من هذه المساعدات، لكن التغطية المالية كرواتب لهؤلاء القائمين على المعهد، أخذنا من كل طالب 10 آلاف ليرة سورية، كانت في ذلك الوقت مبلغًا بسيطًا جدًا فاستطعنا أن نقبض (ندفع لهم) الزملاء الموجودين في المعهد كل شهر 10 آلاف لمدة أربعة أشهر، مدة الدراسة عشرة أشهر من أين سنأتي بالباقي؟ مر علينا أول شهر لم نقبض الزملاء، في الشهر الثاني زرت أحد القادة العسكريين الموجودين في منطقتنا، كان الأخ أبو عيسى الشيخ أحمد عيسى الشيخ قائد صقور الشام، أنت تعرف أن بعض الفصائل العسكرية كان لديها مورد مالي ما فقلت له: لدينا زملاء يعملون في المعاهد وهكذا كم عددهم؟ قلت: والله حوالي يعني تقريبًا 60 زميلًا من العاملين أو 65، كم الراتب الذين الذي تحتاجون إليه؟ إذا كنا نريد أن ندفع لهم 10 آلاف فنحن بحاجة إلى 600 ألف، يعني من غير المعقول أن تقبضه 10 آلاف وأنت تطلب مبلغًا من أخ. فسأل أحد الموظفين أو المسؤولين عنده:  هل يوجد لدينا مصاري أو فلوس يعني مال في الصندوق؟ قال: نعم. كم يوجد لديك؟ قال: يوجد لدي مبلغ بحدود الثلاثة ملايين. فالرجل مشكور وجزاه الله عنا كل خير قال: اصرفوا منحة الزملاء الموجودين في المعاهد، ودعوهم يستمروا في العمل والتدريس، أنا يعني أشكره كل الشكر في الحقيقة.

 بعد أن أخذنا هذا المبلغ أو تم صرفه براتب دعني أقول بحدود 50 ألف لكل زميل استطعت أن تقول: أنا عوضت هذا الزميل بمبلغ ما. توجهت أيضًا أنا لقائد آخر كان موجودًا هو قائد جبهة ثوار سورية (جمال معروف) قلت له: نحن زرنا الأخ أبا عيسى الشيخ وأعطانا مبلغًا من المال، نحتاج إلى المال. قال: لا يوجد فلوس(مال) لدي. إذًا ماذا عندك حتى تساعدنا؟ قال: كم تحتاجون من المعونات أو المواد الإغاثية لهؤلاء المدرسين أيضًا احمله وخذه. فهو أيضًا مشكور أعطانا جزءًا كبيرًا من المعونات التي استطعنا أن نوزع عدة أشهر للزملاء من خلالها، نستطيع أن نقول: إننا عملنا على تأمين أقل القليل الذي يمكن تأمينه للزميل الذي يعمل معنا في هذه المعاهد، واستطاع أن يداوم معنا 10 أشهر بمبلغ بسيط قد لا يصل إلى 100 ألف ليرة سورية لكل زميل. 

التحدي الآخر كما ذكرت لك أنه بتغيير الدكتور عبد الرحمن الحاج واستلام الدكتور محي الدين بنانة عانيت من صعوبة حتى أوصلت الفكرة للدكتور محيي الدين بنانة، عندما اقتنع بهذه الفكرة وكما ذكرت لك اعتبرت وزارة التربية في الحكومة السورية المؤقتة أن فرصة افتتاح المعاهد أو وجود معاهد متوسطة في الداخل تحتوي أو تقدم فرصة تعليمية أكثر من 800 طالب هذه تعتبر إنجازًا وعملًا موجودًا على الأرض يستحق الشكر عمل يذكر، حاولت أنا أيضًا في تلك الفترة؛ لأن بعض الطلاب لم نستطع أن نؤمن لهم فرصة تعليمية، حاولت افتتاح معهد عسكري أو معهد العلوم العسكرية في تلك الفترة من أجل الاستفادة من خبرات أبنائنا الذين شاركوا في الثورة، وبالمقابل كانوا يتقدمون لامتحانات ويحصلون على الشهادات العلمية، هؤلاء الطلاب وهؤلاء الأبناء يمكن استثمارهم في الحقل الثوري والحقل العسكري من خلال إخضاعهم لعلوم عسكرية ما، وتواصلت مع بعض الضباط، وكنا يعني على وشك افتتاح معهد للعلوم العسكرية في منطقة الحدود ليكون بعيدًا عن استهداف الطيران، وبالمقابل هناك الكثير من الضباط أبدوا استعدادهم للمشاركة بكل اختصاصات من أجل تدريب هؤلاء الأبناء، وحتى اتفقنا على أن تكون المشاريع العملية والتدريب العملي الذي سينفذه هؤلاء الطلاب سيكون من خلال الاقتحامات أو بعض المعارك التي كانت تحصل بين الفينة والأخرى مع جيش النظام، لكن الحقيقة تداركنا الوقت في تلك الفترة، ومعهد العلوم العسكرية لم يكن من اختصاص التربية افتتاحه وإلا فكنت افتتحته، لم أكن لأتوانى لحظة واحدة عن افتتاحه لو أنه كانت تبعيته أو أستطيع من خلال وجودي أنا كمدير التربية في افتتاحه، كان يحتاج إلى مؤسسة عسكرية تشرف عليه، وكذلك في المقابل كانت الصراعات الفصائلية كثيرة، وأنت تعلم والإخوة المشاهدون يعلمون أن كل قائد فصيل يريد الحفاظ على الانتماء لفصيله، إذا أردنا أن نخرج هؤلاء الشبان الشجعان باختصاصات كمشاة و "ميم طه" ومدرعات أو غير ذلك سينتهي الانتماء الفصائلي ولم يعد العنصر يقول: أنا أتبع للفصيل الفلاني وكذا. سيقول: أنا اختصاصي كذا من الدور كذا فلقي معارضة الحقيقة، و وتم تأجيل المشروع علمًا بأن دراسته كانت جاهزة عندي، وتقدمت فيما بعد لأكثر من جهة، لكن لن يكتب له النجاح بكل أسف ولم يبصر النور، اكتفينا بالفرصة التعليمية التي هي معاهد إعداد المدرسين لتأمين فرصة دراسة وفرصة إعداد كوادر؛ لأننا كنا نؤمن بأن هذه المديريات عندما ستنطلق وتأخذ دور مديريات النظام على الأرض ستحتاج إلى هذه الكوادر، هذا عن معاهد إعداد المدرسين في الدورة الأولى التي لم تكن في كل مديريات التربية التي وجدت في الداخل سوى في محافظة إدلب.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/08/17

الموضوع الرئیس

النشاط التعليمي خلال الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/162-08/

أجرى المقابلة

خليل الدالاتي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

حكومي

المجال الزمني

2013

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-جبل الزاويةمحافظة إدلب-مدينة حارممحافظة إدلب-جرجناز

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

مديرية التربية والتعليم في إدلب

مديرية التربية والتعليم في إدلب

مديرية التربية والتعليم بحلب

مديرية التربية والتعليم بحلب

مديرية المعاهد المتوسطة

مديرية المعاهد المتوسطة

الشهادات المرتبطة