الحقيقة بالنسبة لموضوع المنهاج الدراسي الذي يتم تدريسه في هذه المعاهد لأبنائنا الطلبة في السنة الأولى، إذ لم يكن هناك سوى معهد إعداد المدرسين في إدلب بفروعه الثلاثة أو بكتله الثلاثة وبأقسامه الخمسة، المنهاج الدراسي -أريد أن أنوه إلى أمر- المستخدم في المدارس وكذلك المنهاج الدراسي المستخدم في الجامعات والمعاهد هو نتاج التطور العقلي العلمي الإداري السوري وليس من إنتاج النظام، لا علاقة للمناهج الدراسية بالنظم السياسية، فقط النظام  استطاع أن يدخل بعض الآراء والأفكار السياسية أو السموم إلى المنهاج الدراسي، قمنا بتنقية هذا المنهج على الصعيد المدرسي وإخراجها خارج المنهاج، لكن كوحدات درسية وكموضوعات علمية مطروحة ومطروقة في هذا المنهاج سواء كان على صعيد المرحلة الإعدادية والثانوية، أو الابتدائية والإعدادية والثانوية أو على صعيد المعاهد، أنا من خلال خبرتي للتدريس في كثير من الدول أجزم وأقول: إن المنهاج التعليمي السوري من المناهج القوية على مستوى العالم من المناهج التي اختيرت بدقة وبإتقان وبعلمية وبمهنية؛ لذلك نحن في منهاج المعاهد استفدنا من المنهاج السابق كوحدات درسية و كعناوين ونصوص، ناهيك أيضًا عن استفادتنا من خلال اختصاصات يعني سأقيس مثالًا على ذلك: اللغة العربية اللغة العربية كمنهاج أدب في السنة الأولى في الجامعة يدرس العصر الجاهلي عصر ما قبل...  في السنة الثانية يدرس العصر الإسلامي، في السنة الثالثة الأموي والعباسي، في السنة الرابعة الحديث، أنت إذا أردت أن تضع سلسلة أدب لطلاب المعهد في السنتين تستطيع أن تضع بدل كل سنة فصلًا دراسيًا، في الفصل الدراسي الأول يدرس المنهاج الجاهلي لكن بطريقة مختصرة فقط،  أطلعه على العصر الجاهلي وأهم شعراء العصر الجاهلي وبعض أشعار الموجودين في العصر الجاهلي هذا مثال لا أريد أن أستطرد وأطيل به، كذلك ما ينطبق على اللغة العربية ينطبق على باقي الاختصاصات من خلال الزملاء الذين درسوا هذا التخصص.

  أكدت أيضًا على أن المادة التربوية في تلك المعاهد كانت بأهمية المادة العلمي لن أقول: أهم لكن المادة التربوية تسير جنبًا إلى جنب مع المادة العلمية، في السنة الأولى كان اختيارنا للمناهج بالاعتماد على مناهج النظام السابقة بعد تصفيتها وإخراج سمومها وكذلك بعض الإضافات عليها من خلال الزملاء المتخصصين في هذا، في السنة الثانية الحقيقة يجب أن يذكر أهل الجهد بالشكر ولا ينكر جهدهم ولا سيما أننا يعني في شهادة على هذه الأعمال نأمل من الله أن تكون شهادة حق وشهادة صادقة، في السنة الثانية عندما تم افتتاح معاهد لإعداد المدرسين في محافظة حلب من الزملاء في محافظة حلب، وزارونا واستفادوا من التجربة التي قمنا بها في محافظة إدلب، وكذلك الزملاء في باقي المديريات: ريف دمشق، درعا، القنيطرة، حمص، حماة، الساحل، كل هذه المديريات بادرت لافتتاح معاهد إعداد المدرسين، ووجدت فيها فرصة تعليمية حقيقية لتأمين فرصة تعليمية لأبنائنا الذين أيضًا يحصلون على الشهادة الثانوية من هذه المديريات، فتم التواصل مع الجميع من خلال مؤسسة السنكري للأعمال الإنسانية، كان المدير التنفيذي لها في الداخل أو المشرف على أعمالها بشكل كامل هو الأستاذ عبد الرحمن ددم أبو نجيب، الشكر كل الشكر لهذا الشخص ولهذا الإنسان الطيب والإنسان النبيل الذي يفكر بفكر دولة في الحقيقة، استضافنا في مبنى المؤسسة على مدى يومين كورشة عمل، كل الخبرات الموجودة في المناطق التي نستطيع أن نتصل ونصل، يعني الساحل يستطيع أن يحضر إلى ريف حلب الغربي، أذكر أن الاجتماع كان في مقر المؤسسة في خان العسل، كان بعد الجيش عنا أقل من كيلو متر واحد (جيش النظام) أهل الساحل يستطيعون الحضور، أهل حماة يستطيعون الحضور، أهل حلب يستطيعون الحضور، أهل إدلب يستطيعون الحضور، كنا نحن المحافظات الأربع التي تستطيع الحضور إلى هذا المكان قد حضرنا باختصاصات متعددة وبمسميات عديدة كمدير تربية و مديري معاهد ومدرسين في هذه المعاهد في اختصاصات متعددة، وجلسنا على جلستين كل جلسة كانت يومين متواصلين من العمل من الصباح حتى المساء، نذهب لنبيت بمكان مجاور للمكان الذي فيه مقر المؤسسة وقسم من زملائي يبيت في المؤسسة، في اليوم الثاني نعود لاستئناف العمل، وبذلك ورشة العمل المستمرة هذه على مدى أربعة أيام بلياليها استطعنا أن نصل إلى توحيد منهاج الدراسة في المعاهد بشكل عام على الساحة الثورية السورية بمحافظاتها ومديرياتها المتعددة، أيضًا كانت الفائدة الأروع من ذلك والأجمل من ذلك أنه تعهدت المؤسسة بطباعة هذا المنهاج، الأجمل من ذلك أيضًا والحقيقة هذا يعني نوع من الاعتراف بالفضل لأهل الفضل، كان هو تأمين راتب دائم للزملاء العاملين في هذه المعاهد من خلال الحصص الدرسية كل ومدرس كم حصة عنده بأجر أستطيع أن أقول: يعني إلى حد ما يؤمن مستلزمات الزميل الذي يعمل في هذه المعاهد بشكل لن أقول: كافيًا وإنما كفاف على الأقل. أمنت للمدرس كرامته، وكان الأجر من 150 دولارًا فما فوق، تبنت هذا الأمر مؤسسة السنكري للأعمال الإنسانية بمديرها الذي كان في تلك الأثناء الأستاذ عبد الرحمن الددم، هذه يعني إحدى النقاط التي أستطيع أن أقول: إنها نقطة تحويلية في تاريخ المعاهد، أصبحت هذه المعاهد تقاد بمركزية واحدة، وكذلك الأمر تم  تأسيس مديرية في وزارة التربية سميت مديرية المعاهد مسؤولة عن المعاهد الموجودة في المحافظات ككل، تبنت المنهاج الدراسي الذي تم اعتماده في هذه الورشات، كان يحضر معنا في تلك الحقبة مدير المديرية الدكتور وهو زميل لنا علي الحاج علي، هو من محافظة إدلب من بلدة كفرنبل كان من المهجرين خارج سورية والمبعدين عن سورية لأربعة عقود، شارك معنا في وضع هذا المنهاج تم اعتماد هذا المنهاج الدراسي الموحد وتنقيحه واعتماده وطباعته أيضًا وتوزيعه إما ورقيًا بشكل فيزيائي على الأرض للزملاء الذين نستطيع إيصال هذا المنهاج لهم، أو بشكل إلكتروني للزملاء الموجودين في نقاط أخرى، علمًا بأن الرواتب للزملاء الموجودين مثلًا في ريف حمص كان محاصرًا في الشمال، أو كان لدينا معهد لإعداد المدرسين في لبنان، كانت تصل إليهم الرواتب من خلال مؤسسة سنكري للأعمال الإنسانية بهذا الدعم.

  بالنسبة للدورة الأولى لم يكن يوجد معهد إعداد مدرسين إلا في محافظة إدلب الدورة الثانية في العام 2014، في العام 2014  بعد أن تشكلت وزارة التربية في الحكومة السورية المؤقتة وأصبحت وزارة موجودة على الأرض استطاعت التواصل مع معظم الجامعات الموجودة في تركيا، هذه الجامعات أبدت استعدادها لتعديل الشهادة الممنوحة من الحكومة السورية المؤقتة وترجمتها إلى اللغة التركية و فتح المجال للدراسة أمام طلابنا في الجامعات التركية، الكثير من الطلاب وخاصة الذين لهم أقارب أو أهالٍ موجودون في تركيا تقدموا للجامعات التركية واستطاعوا إكمال دراستهم هناك، والآن نجد العشرات من الشهادات تتخرج في كل فترة من جامعات كثيرة موجودة في تركيا استقبلت هؤلاء الطلاب، وأكملوا دراستهم هناك، يعني في هذه الفترة في الدورة الثانية قل الضغط على المعاهد، لكن هل هذه المعاهد لم تشهد إقبالًا؟ على العكس ما زالت هذه المعاهد حتى الآن يعني تكتظ بالطلاب والكثير من الطلاب لا يستطيعون الحصول على هذه المعاهد لأنها أصبحت تطلب معدلات ومجاميع عالية. 

المحفز للانتماء لهذه المعاهد بالدرجة الأولى أخذنا من كل قسم  الطلاب الثلاثة الأوائل لتعيينهم بشكل مباشر في المديريات دون الخضوع إلى مسابقة، هذا كان أن الطالب يكون من الطلاب الذين يدرسون في هذا المعهد بعد الانتهاء من دراسة المعهد يجد نفسه زميلًا لمن كان يدرّسه، كان حافزًا لدفع الطلاب للحصول على المركز الأول أو الثاني أو الثالث، بالمقابل تم اختيار جزء عند صدور المسابقات، تم إعطاء نسبة معينة لخريجي هذه المعاهد لملء شواغر بهم وخاصة في الصفوف الأولى كمرحلة ابتدائية و المرحلة الإعدادية.

 لن أقول أنه تم تعيين كل الخريجين لكن بنسبة من 70 إلى 80% من الخريجين خضعوا لمسابقات، ونجحوا في هذه المسابقات، وتم تعيينهم وتم اعتمادهم، ناهيك عن أن الشهادة التي أصبحت تمنح لهؤلاء الطلاب بعد توحيد هذه الجهود لمنهاج دراسة معين من خلال مديرية سميت مديرية المعاهد الموجودة في وزارة التربية والتعليم تم منح أنموذج واحد لهذه الشهادة يشبه أنموذج الشهادة الجامعية واعتماده والإبقاء على أرشفة له في الوزارة في مديرية الامتحانات تحفظ لهذا الطالب حقه وتحفظ له أيضًا قيمة ومصداقية شهادته وأرشفتها إذا أراد الرجوع إلى هذه السجلات والحصول على بديل لهذه الشهادة أو مصادقة أو معادلة هذه الشهادة، الفرصة أيضًا الأجمل، أنني أنا كنت في مجلس التعليم العالي، طالبت في فترة لاحقة بالدور الثالث للمعاهد بعد أن تم افتتاح جامعة حلب في المناطق المحررة وكذلك جامعة إدلب، طالبت بأن تمنح فرصة لهؤلاء الطلاب لإكمال دراستهم الجامعية؛ لأن الكثير من الطلاب كانوا من الطلاب المتفوقين الذين يرغبون بالحصول على الأقل على إجازة في الرياضيات، أو على إجازة في اللغة العربية، أو على إجازة في التربية، إجازة في العلوم، إجازة في اللغة الإنجليزية، اقتصرت دراسته على المعهد؛ لأنه لم يكن في تلك الحقبة متوفرًا غير المعهد، هؤلاء الزملاء مشكورون أيضًا في وزارة التعليم العالي سواء في جامعة إدلب أو في جامعة حلب من إفساح الفرصة أمام أبنائنا الذين درسوا في هذه المعاهد، وحصلوا على شهادة ضمن شروط معينة السماح لهم بالإكمال في الجامعات، وأول شرط كان هو أن يكون الطالب من معدل جيد فما فوق؛ لكي يستطيع أن يواكب أو يتابع في تحصيله العلمي على مستوى الجامعة، فكانت كل هذه المحفزات فرصًا لإعطاء زخم لهذه المعاهد وإعطاء  روح القبول والتسابق للطلاب للحصول على المعاهد، الطالب خلال سنتين يضع نفسه في حقل العمل ويستطيع أن يستغني عن الدعم الذي يقدم له من ذويه، أو يستطيع رعاية أسرة و أثناء رعاية هذه الأسرة يستطيع من خلال عمله بعد أن تخرج والحصول على عمل يستطيع متابعة مسيرته التعليمية وعلى الأقل الإنفاق على نفسه إذا كان لا يتوفر من يدفع له مصروفه. هذا على صعيد معاهد إعداد مدرسين والتي ما زالت تعمل حتى الآن.

 الحقيقة الطالب الذي يحصل على شهادة المعهد هذا المعهد الذي أصبح موحدًا في كل المديريات، وهذه الشهادة التي أصبحت تملك من القوة ما يثبت إدارة هذا الطالب على الأرض من خلال أيضًا منهاج التعليم الموحد، ناهيك عن أن مديرية التربية هي من أشرفت على هذه المعاهد، هذه الشهادة كانت من الشهادات المعتبرة والمعترف عليها في هذه المديرية، لن أقول: إنها مفضلة على الشهادات الجامعية؛ لأن الشهادات الجامعية على اختصاص تستطيع أن تدرس في المرحلة الثانوية أو المرحلة الإعدادية مرحلة الشهادات، لكن مرحلة التعليم الأساسي الحلقة الثانية التي هي من الصف الخامس حتى التاسع أقول لك: إن المعاهد لديها القدرة على العمل في هذه الحلقة والنجاح أكثر من الخريج الجامعي؛ لأنه المعلومات التي يحملها خريج المعهد لهذه المرحلة متناسبة جدًا مع هذه الفئة العمرية ومع هذا الكم من المعلومات، ناهيك عن الكم من العمل ومن المعلومات التربوية التي تتداخل مع  العملية أو مع الكم العلمي الذي يحمله هذا الخريج، هذه المعاهد ذكرت لك أنه تم أخذ الأوائل وتعيينهم بشكل مباشر، تم افتتاح فرصة تعليمية لهم لإكمال الدراسة في الجامعات وتم أيضًا تعيينهم بشكل مطلق ليس تعيينًا مباشرًا إنما بعد الخضوع لمسابقة والنجاح وكانت الفرصة متوفرة أمامهم كخريجي الجامعات، لا تختلف فقط تختلف الفئة العمرية والفئة التعليمية التي هي المرحلة التعليمية التي يعلِّمها.