بعد تحرير المنطقة بشكل كامل منطقة جرابلس ومنطقة الشيوخ فوقاني وشيوخ تحتاني أيضًا انسحبت قوات النظام إلى مدينة عين العرب، واستمر التحرير ولم يقف فتم تحرير جميع القرى العربية التي كانت تتواجد في منطقة الجزيرة المنطقة الشرقية وتوقفت عند المناطق الكردية أو القرى الكردية لاحترام إخواننا الأكراد لأننا إلى الآن لا نعرف ما هي ردة الفعل أو ما الأحداث التي ستحدث.

كان الأكراد أيام النظام يتعرضون لبعض العنصرية وهذه الأمور، فلم نُحب أن نشركهم في الأحداث التي تصير في سورية من ناحية الثورة والأحداث الثورية، لأنه كان لديهم قضية فاحترامًا لهم واحتراما للجوار قوات التحرير لم تتدخل في قراهم.

خلال هذه الأيام عندما تم تحرير منطقة الشيوخ عادت إلى طبيعتها والناس عادوا إلى أعمالهم في الأراضي، وتعرضت منطقة جرابلس إلى بعض التهديدات والقصف في أثناء التحرير، وعندما انسحب النظام من القرى العربية إلى منطقة عين العرب تم تداول إشاعة خرجت من بعض الناس أن النظام سيبعث التعزيزات والقوات إلى مدينة جرابلس وسوف يُعيد السيطرة عليها وسوف يُرسل رتلًا و ...

 فقام الثوار في ذلك الوقت بقطع الجسر الرابط بين مدينة جرابلس وقرية زور مغار، وهو جسر تاريخي قديم يعود إلى أيام الفرنسيين تم إنشاؤه على الضفة الغربية الشرقية ويربط جرابلس في زور مغار وهو جسر معلق بأحبال جسر خشبي طائف على النهر، فعندما تم قطع الأحبال الرابطة لهذا الجسر انهار الجسر بشكل كامل، وهذه الحركة عملها الثوار من أجل إذا النظام أرسل رتلًا أو أرسل التعزيزات لا يأتي مباشرة على جرابلس فيمر في القرى السورية أو يمر إلى الشيوخ ويأتي بعدها إلى جرابلس فيستطيعون صده على الجسر، والجسر حقيقة ما كان أصلًا يقدر أن يتحمل دبابة أو السيارات، وهو من قبل طريق واحد إذا سيارتين على الجسر يجب أن تبقى سيارة وترجع وسيارة ثانية لأنه صغير مثلما أخبرتك هو جسر تاريخي قديم، فبانهيار الجسر النظام لم يُرسل قوات إلى جرابلس ولا أرسل أي شيء.

 كان هناك جسرين عندنا جسر قراقوزاق يربط بين منبج ومنطقة السد، وهذا الجسر قديم ما قبل الجسر الجديد في الشيوخ وما قبل الجسرين الجسر الفرنسي القديم، وهذا الجسر كان أغلب أهل الشيوخ يستخدمونه للذهاب إلى جرابلس قبل قراقوزاق.

كانت جميع بيوت أهل الشيوخ والمدارس وكل مكان في الشيوخ استقبل اللاجئين، ونحن لدينا في قرية الشيوخ لدينا 4 منازل فجميع منازلنا الأربعة استقبلنا الناس فيها واستقبلنا النازحين ووفود، ولم نكن نُعاملهم كلاجئين بل كنا نُعاملهم كضيوف، وكان من المعيب أن يأتينا أحد ونُأجره البيت، فكان أول ناس جاؤوا لقرية الشيوخ من حمص من بابا عمرو، فجاؤوا إلى قرية الشيوخ وتم استضافتهم في منازلنا وإلى اليوم يتواجدون معنا حتى أيام النزوح الذي حصل من قرية الشيوخ إلى جرابس إلى الآن اللاجئين الذين أتوا إلى الشيوخ إلى الآن مع بعضهم جالسين معنا كعائلة واحدة نزحوا سوية وجلسوا سوية بنفس المكان وبنفس الخيم أو بنفس البيوت، فعندما جاؤوا أنا شاركت في تأمين الأكل وتأمين الملابس وتأمين اللحف طبعًا نحن كقرى سورية يوجد لدينا شيء يُسمى بالعلية هو مثل فرشات الضيوف من أغطية وأوسدة، وعندما جاء اللاجئون جميع من في المنطقة منطقة الشيوخ أخرجت العلية وبدأت تُوزعها على اللاجئين، وهناك لاجئون سكنوا في بيوتنا وكان ممنوع أرجع أقول لك: ما كان أهل الشيوخ يرضون أن يأخذوا آجارًا من أحد.

 وزعنا الطعام وزعنا الملابس وأيضًا بعض المتغربين الذين كانوا من أهل الشيوخ في ليبيا وأنا أيضًا كنت مشارك في الأحداث أرسلنا تسعة حاويات لمنطقة الشيوخ عن طريق تركيا، وجميع المغتربين في ليبيا أو في بعض الدول منهم من أرسل المال للمساعدة ومنهم من أرسل الطعام ومنهم من أرسل اللباس، أرسلوا تسع حاويات إلى منطقة الشيوخ وتم توزيعها لجميع اللاجئين الموجودين، و صارت بعض المشاكل في التنظيم ومن المسؤول عليها؟ وفلان أخد فلان ما أخذ، لكن الحمد لله هي جاءت للخير وتوزعت للخير، وإلى اليوم الحاويات موجودة في مقبرة الشيوخ، لكن الحمد لله يعني وصلت وتوزعت.

  خلال هذه الأحداث التي حصلت وتحرير حلب وبدأ تحرير مناطق أخرى كانت منطقة الشيوخ منطقة هادئة نوعا ما ولم يكن فيها كتائب أو قوات مسلحة أو مشاكل، والحياة عادت طبيعية وأقل من طبيعية، لكن كان يتواجد بعض القصف من فترة لفترة في مدينة جرابلس قصف النظام جامع الشرعية الذي يُعد أكبر جامع في المنطقة، وهو جامع شرعي للطلاب مركز إسلامي تعليمي وقُصف أكثر من مرة، وقُصف المربع الأمني في جرابلس.

 وكان بعض الشباب شاركوا في تحرير حلب، وهناك شي مختلف عن المناطق الثانية كنا في الشيوخ لا نسمح لأحد أن يحمل السلاح ولدينا أسلحة لكن كيلا نُروع الأهالي واللاجئين، وكان حتى المقاتلين من الشيوخ الذين يذهبون على الجبهات ما كانوا مثلًا يتباهون في الموضوع كانوا يذهبون على الجبهة في حلب في الخفاء ويعودون في الخفاء.

 خلال أحداث التحرير التي حصلت صارت بعض الكتائب في جرابلس وقوات عسكرية وبعض الانشقاقات في الجيش واستقرت في مدينة جرابلس، ويوجد بعض الكتائب جهزت نفسها للذهاب إلى عين العرب لتحرير عين العرب، وهنا تكلموا مع إخواننا الأكراد والأكراد قالوا بالحرف الواحد قالوا: نحن مسؤولين عن منطقتنا ونحن نُحرر منطقتنا طبعًا نحن احترمنا هذا الشيء، والنظام انسحب أيضًا من عين العرب أو تم تسليم عين العرب، فنحن هذا الشيء أوهمنا أنه نعم أيضًا الأكراد حرروا مناطقهم، وسلمها للبي كي كي أو ما يُسمى اليوم بقسد، أيضًا الأكراد ما كانوا مهتمين كثيرًا بالثورة ومناطقنا مناطق ريفية كل واحد مهتم بأرضه ويفلحها ويزرعها، فما كانوا مهتمين في الأمور السياسية التي تحصل في سورية.

  عندما النظام سلم عين العرب لقسد وانسحب من عين العرب وبعد مرور الأيام والأحداث التي حصلت في سورية من تحرير المدن وتحرير المناطق يتفاجأ أهل الشيوخ في يوم من الأيام بقوات كردية جاءت إلى حدود منطقة الشيوخ وحفرت مثل الخنادق وعملت حواجز على الطرقات، فهذا الشيء استغربه أهل الشيوخ، ومن أنتم حتى تعملوا حواجز على الطرقات، لأن المنطقة منطقة محررة ومنطقة ليس فيها أحد، فهذا الشيء أثار غضب بعض الشباب في الشيوخ وغضب الناس، وكردة فعل مقابلة أيضًا تم إنشاء متارس وحواجز من طرف أهل الشيوخ، وتم إنشاء أول خلينا نُسميها أول تجمع عسكري حقيقي في الشيوخ، فعندما الأكراد بدأوا بعمل السواتر ما عملوها بجهة محددة عملوها بالجهة الغربية والجهة الشرقية والشمالية، والجهة الغربية أصلًا كان النهر فما كان سواتر كانت فقط الشرقية والجهة الشمالية والجنوبية، وبجهة الجنوب من جهة زور مغار عملوا حاجز في منطقة اسمها البيلونة وهي أصلًا تتبع للشيوخ المنطقة العربية وليست منطقة كردية، وأيضًا منطقة زور مغار هي منطقة عربية لكن يوجد فيها خليط كردي عربي مثل مناطق أخرى مثل منطقة البياضية ومنطقة الزيارة يعني منطقة عربية كردية وليست منطقة كردية، ولكن تم عمل حواجز في منطقة البيلونة إلى منطقة مدرسة الدويرات وهي من المنطقة الشمالية من ناحية الشيوخ تحتاني، ومن المنطقة الشرقية عند منطقة جب الفرج أو جب كبير هم يُسمونه جب الفرج ،ففعليًا تم محاصرة الشيوخ بالحواجز، وأهل الشيوخ وأهل القرى الموجودة استغربوا، ومن أنتم لتعملوا هذه الحواجز في أرضنا، فكردة فعل جميع سكان أهل الشيوخ أو القرى العربية حملوا السلاح بالمقابل وذهبوا إلى أراضيهم وعملوا سواتر وينتظرون ردة الفعل المقابلة، وأنتم اليوم عملتم حواجز غايتها قتالية وليست غايتها مثلًا أمنية، لأنها كانت  الحواجز كخنادق وترتيب، وإلى اليوم قسد يعمل حواجز وخنادق بين القرى العربية والكردية، وأشياء لا أحد يعرفها، وحتى الآن في مدينة منبج يوجد خنادق يتم إنشاؤها أو عم يُنشئها قسد ولا أحد يعرف غايته.

  بدأت المناقشات أو المحادثات بين الوجهاء في الشيوخ والوجهاء في الطرف الآخر وجهاء الأكراد ونُسميهم الآغوات، وكانوا جيراننا وأصحابنا ويأتون يسهرون عندنا ونذهب نسهر عندهم، وكانت علاقتنا مع الأكراد علاقة نسابة وعلاقة جيدة لم يكن يتواجد أي مشكلة بيننا وبينهم، فأيضًا الأغوات استغربوا من الوضع، وهذا الوضع استمر تقريبًا أسبوع، وخلال أسبوع تم إنشاء مثل قيادة مسلحة وغرفة عمليات للناس المرابطة على الحواجز مثلًا أي شخص رأى تقدم من الطرف الكردي أو أي شخص رأى شيئًا من الطرف الكردي يستطيع أن يتكلم مع الجهة الأخرى من أجل الدعم.

 أول يوم مشى عادي تمت المشاورة بينهم وفي اليوم الثاني بين العصر والمغرب في جامع نحن نُسميه جامع الخوالدة في منطقة إسمها العطو في منطقة الشيوخ، ومنطقة الشيوخ منطقة كبيرة يوجد فيها تسمية محلية مثلًا ناصرية مثل السمرية مثل دوار أبو حشاش مثل التل، وفي الجامع يوجد شيخ أو يوجد شخص أذاع في الجامع يا أهل الشيوخ اجتمعوا الأكراد يتقدمون على مناطقكم وسيأخذون أراضيكم، وأهل الشيوخ طبيعتها طبيعة ريفية وطبيعة فلاحين فالفلاح عنده الأرض مثل العرض فعليًا، انتشرت هذه الإشاعة فالكل حمل سلاحه وذهب على المتارس التي تم تأسيسها أصلا في الطرف المقابل للأكراد، وتم إطلاق النار بينهم لكن كان إطلاق النار من طرف أهل الشيوخ وليس من طرف الأكراد والأكراد ما ردوا أصلًا، واستمر إطلاق النار لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات، وأثناء إطلاق النار صارت مثل زعزعة في الشيوخ عما يحصل؟ فاجتمعوا أيضًا مرة أخرى الأكابر في الشيوخ والوجهاء وذهبوا ناحية إطلاق النار، فسألوهم: لماذا أطلقتم النار؟ فقالوا: رأينا بعضًا من الأكراد يتقدمون فأطلقنا عليهم النار، ولا أعرف إذا هذا الكلام صار أو لا، لأنني صراحة سمعت ما كنت متواجدًا.

 وبعد أسبوع حصلت محادثة حقيقية بين القوات التي كانت تُمثل القوى الكردية الموجودة في المنطقة، نحن جئنا حفرنا هذه المتارس ولا نُريد مشاكل بيننا وبين العرب، ونحن شعب واحد، لكن حفرناها تحسبًا من أن بعض القوات تأتي وتقتحم مناطقنا، وبعدها انسحبوا من المناطق وفي الآخر نحن أهل ولا أحدا طامع بأرض الثاني وإذا صارت أي مشكلة لدينا من يحلها، فتم عقد صلح واجتماع و ولائم، فكانت أول حادث حقيقي في منطقة الشيوخ، والسواتر هُدمت والفلاحون رجعوا كل واحد بجرار جر الساتر ورجع على الأرض، ورجعت الحياة طبيعية ولا كأن هناك شيء أبدًا.

  كان أهل الشيوخ استيقظوا على خبر أن اليوم الأكراد عملوا مثل التنظيم لهم وعملوا قوة لهم، ولماذا نحن في الشيوخ لا نعمل تنظيم وقوة أو كتيبة،  فاجتمع الشيوخ والشباب وقرروا تشكيل كتيبة سموها ثوار الشيوخ أو أحرار الشيوخ، وكانت أحرار الشيوخ أعتقد سمها أحرار الشيوخ، فتم إنشاء الكتيبة وهي أول كتيبة وغرفة التنسيق نشأت أيام الأحداث التي صارت مع البي كي كي، وبعدها تم الصلح الغرفة راحت لكن نحن كيف سنستمر في هذا الموضوع مثلًا نعمل مثل قيادة موحدة لنا، وكتيبة من الكتائب تحمي المنطقة ومن أحب أن يُشارك فليشارك، فتم إنشاء أول كتيبة وتم ترشيح بعض الناس عليها فترشح ملازم كان يوجد لدينا ملازم انشق من الجيش في منطقة الشيوخ، وكان من المنشقين ومن النازحين، فتم تسليم الكتيبة له والتدريب، لأنه لديه خبرة عسكرية أكثر من الأهالي الموجودين، وتم ترشيح أخو الشهيد الذي استشهد أثناء ثورة جرابلس وهو قذال وأيضًا سلموه منصب إداري كنوع من أنواع التعزية له أو نوع نوع من أنواع التعاطف له للأمانة لأنه كان فلاح مثل غيره ما كان لديه شهادة جامعية أو قوة لكن سلموه المنصب وإنشاء الكتيبة كان بداية 2013 تقريبًا، وهناك فئة كبيرة من أهل الشيوخ أو من شباب أهل الشيوخ انضم للكتيبة، وكان عددهم قليل وليست بالكتيبة الكبيرة ممكن يتراوح عددهم بين 100-50 والأغلبية تطوع ولا يوجد رواتب لتدفع لهم، كان كله تطوع والسلاح الذي أتى هو سلاح شخصي وليس سلاحًا من طرف محدد.