نكمل اقتحام الشيوخ أو كيف داعش سيطرت على الشيوخ وفرضت سيطرتها على الشيوخ؟ داعش بعد ما سيطرت على مدينة جرابلس وجاء رتل معدات أمريكية كاملة، وأول مرة أصلُا نرى دبابة في المنطقة منطقة الشيوخ أو منطقة جرابلس بشكل عام أول مرة نرى هذه الأسلحة، فالشيوخ كانت تنام منعزلة على نفسها والمنطقة الغربية عائلة متعاطفة مع داعش ولديهم ابنهم استشهد مع داعش أو قتل مع داعش والمنطقة الشرقية التي هي الجسر مسيطر عليها من أبناء الشيوخ وهم منتمين لـ"لجيش الحر" وكان القادات الموجودين فيها أبناء المختار، وليس كل أولاد المختار مختار الشيوخ منطوين تحت "الجيش الحر" للأمانة هو فقط كان أخوهم عمر الكبير وواحد آخر، أما الباقين مدنيين، وكان عناصر من "الجيش الحر" من أماكن أخرى من جرابلس ومن أماكن ثانية موجودين في الشيوخ على خط النهر الفاصل بين جرابلس وبين الشيوخ، ومن ناحية زور مغار الأكراد أو البيكي كي جاؤوا وأيضًا عملوا سواتر و تمركزوا.

 مجزرة الشيوخ كانت بعد سيطرة داعش بأسبوع أو بأيام أربعة أيام خمسة أيام تفاجأنا عند صلاة الصبح عندما قال الله أكبر في الجامع بدأ إطلاق النار من فوق بيوت الشيوخ من فوق بيوتنا، فخرجنا من بيوتنا فوجدنا عناصر داعش متمركزين فوق البيوت وقد نصبوا البيكسيات والأسلحة ويطلقون النار بجهة التل بجهة "الجيش الحر" الذين كانوا متمركزين على التل فـ"الجيش الحر" هنا تحاصروا ولم يستطيعوا الهرب، ومنهم من هرب على الأكراد هرب وحتى ناس من الشيوخ هربت على الأكراد لأن الجهة الغربية أو نُسميها الشامية تحاصرت التي هي من جهة جرابلس موجود فيها داعش ويتقدم بالدبابات وبالخلف من الشيوخ عناصر موجودين من داعش ويُطلقون النار عليهم، فكان المفر الوحيد هو نهر الفرات الذي يأخذهم على الشيوخ التحتاني ومنها على الأكراد، فهربوا على  الأكراد ومن بقي في الشيوخ ذُبح أو قُتل، وحتى ولو ما كان متواجد على السواتر التي تم نصبها على الجسر، وأبناء المختار كانوا متواجدين في منازلهم وأخوهم الكبير كان موجود في الشيوخ في مقر البلدية، فداعش قتلتهم وذهبت أيضًا على البيوت وذبحوهم في وسط الشارع ورموهم وسط الشارع، وعدد القتلى حوالي 30 أو فوق 30 ، وهناك قتلى ظلوا في الأراضي من طرف "الجيش الحر" لكن أولاد المختار تم سحبهم وجرهم في الشارع ورميهم وسط الشارع الرئيسي لقرية الشيوخ ومنعوا أي شخص يقترب منهم ومن يقترب منهم سيُذبح فوقهم بالحرف الواحد صار الكلام، وظلت الجثث تقريبًا يوم أو يومين أو اليوم الثالث بعد واسطات دخلنا واسطات ودخلنا شيوخ ومعارف حتى سمحوا لنا أن ندفنهم، والمنظر كان مؤسفًا للشيوخ وكان يوم لا أحد يتمناه، وشخص مثل مختار الشيوخ حميد النايف وهو رئيس المركز الثقافي وهو أستاذ ومختار الشيوخ أولاده مذبوحين أمام عينيه في وسط الشارع ولا يقدر حتى أن يلمسهم أو يبكي عليهم أو يدفنهم، فكان منظرًا جدًا جدًا جدًا صعب.

 في اليوم الثالث هنا داعش بدأت تتقدم من ناحية الأكراد من ناحية زور مغار من فوق، وكان على أساس كان هناك مقاومة من الأكراد لكنهم لم يقاوموا بسبب أن داعش دخلت عليهم بالدبابات، والسلاح الكبير الذي معهم هو بيكسيه حتى آر بي جي التي معهم بدائية.

 فأخذت الشيوخ وبعد ما أخذت الشيوخ ذهبت على منطقة نُسميها البيلونة هي في الشيوخ، والشيوخ مناطق فنحن نسميها البيلونة كان موجود فيها خنادق حفروها البيكي كي حفرت خنادق في منطقة البيلونة التي هي من طرف زور مغار، وهذه المنطقة أهل الشيوخ ما وصلوها، لأنه كان أيام حرب وأيام اشتباكات وأيضًا أيام شتاء والفلاحون ليس لهم مصلحة بالذهاب على تلك المناطق، ونحن موجودين في الشيوخ وليس لدينا علم أن بي كي كي رجع ونصب سواتر وحفر أراضي.

فداعش أول ما دخلت على الشيوخ مثلما قلت لك عملوا المجزرة وبعدها ذهبوا على العائلة التي حكيت لك عليها ونصبوهم مثل أنتم موجودين في الشيوخ لكن تحت يدنا بالأخير، ونصبوا أخوهم الكبير أنه المسؤول عن منطقة الشيوخ، ليس أميرًا، يعني أنت أي شخص من الشيوخ عنده شكوى تكون من طرفك أنت، والأمير يكون أمير منطقة وكان تونسي نصبوا أميرًا من تونس.

 لما جاءت داعش بداية قبل دخولهم شيء وبعد دخولهم شيء ثاني، وبعد القصة التي صارت بدأ التطرف بشكل عنيف جدًا، قاموا باجتماع لأهالي الشيوخ في مدرسة في منطقة نحن نُسميها السمرية، دعوا الناس عليها وبدأوا يتكلمون بالدين وبالترغيب وبالخلافة وهذا قبل الخلافة هي فقط الدولة الإسلامية هنا قبل الخلافة الخلافة بعد ذلك، ونحن ما جئنا لنجبركم نحن جئنا لنصححكم ونحميكم وأنتم أهلنا وأنتم مسلمين، والكل جاء وحضر لأنه الذي لن يحضر خاف أن يفسد عليه أحد فالكل حضر في ذلك النهار، وما كان هناك مبايعة، فقط جاؤوا وحكوا أننا جئنا لنقيم شرع الله ونرفع راية لا إله إلا الله وسوف نُحرر روما وسوف نحرر كذا ومن هذا الكلام، وهذا أول يوم وثاني يوم من بعد سيطرتهم على المنطقة دخلنا معهم قلنا لهم: طيب طالما أنتم على حق دعونا ندفن الناس الذين ذبحتموهم، فباليوم الثالث سمحوا لنا أن ندفنهم، وكان بعضهم مثلا القاضي الشرعي متردد أنه سمح لنا أن ندفنهم لكن ليس في  مقابر المسلمين يعني لهذه الدرجة، والتسمية التي أطلقوها عليهم صحوات الردة وأنا صراحة لا أعرف معنى صحوات الردة، وهذه التسمية أطلقوها على "الجيش الحر" بشكل كامل.

 جاءت داعش سيطرت على الشيوخ في آذار/ مارس، وأخذت المراكز التي كان فيها "الجيش الحر"، وبدأت تعمل مثل إصلاحات لأنها هي مثلما خبرتك جاءت وعملت اجتماعات ونحن أتينا للإصلاح ولأعمار الأرض، وبدأت تعمل الإصلاحات بمنطقة الشيوخ وأحضرت سلالا للزبالة ونحن كضيعة لا تلزمنا ولا أعرف لماذا؟ بدأت إصلاحات البنية التحتية كاملة وتمديد أسلاك الكهرباء كاملة والكهرباء من قبل كانت لساعتين وتنقطع كل الوقت لكن لما جاءت داعش وسيطرت على السد وسيطرت على مدينة منبج وسيطرت على جرابلس الطاقة بشكل عام على نهر الفرات صارت بيد داعش، فبدأوا بوصل أسلاك كهرباء والكهرباء تصل بالساعات...

 أيام فترة داعش عملوا مركزًا سموه مركز الحسبة وهذه أول مرة يعملوها فمركز الحسبة طلع عيوننا من الأخير، بنت ماشية في الشارع يا بنت ادخلي على البيت، وشاب في الشارع تعال أنت أين حلقت شعرك قزع، كرهونا حياتنا من الأخير.

 وبدأوا يفرضون الزكاة وإتاوات على مواسم الفلاحين، والشيوخ مثلما أخبرتك هي منطقة فلاحية زراعية، وداعش لما سيطرت على الشيوخ صارت معارك بينها وبين الأكراد في منطقة البيلونة لأن داعش دخلت على الشيوخ وجلست في الشيوخ أول يوم وثاني يوم بدأت تدخل على الأكراد، وليس مناوشات أخذت الأراضي التي كان الأكراد أخذوها الأراضي الزراعية، والأكراد انسحبوا على قرى ثانية.

 لكن بشكل عام داعش سيطرت على المنطقة كاملة منطقة الشيوخ كاملة فبدأت بإصلاحات وتعمل دورات شرعية للناس وتفرض عليهم اللباس واللحية، وبدأت تُنادي للصلاة يجمعون الناس بجامع واحد، وفي الشيوخ تسعة جوامع وصلاة الجمعة الجوامع كلها مغلقة يتأكدون أنها مقفلة بالمفتاح وكل من يصلي سيذهب على الجامع والجامع ليس كبيرًا، ولدينا تسعة جوامع وكان لا يكفي العدد فالناس يصلون في الشوارع وناس تصلي بالبيوت، وناس تنط من الشباك على الجامع لتصلي، وبشكل عام هكذا كانت الأمور.

 وأحضروا لنا شخص اسمه أبو حسن وهو قاضي شرعي في داعش في مدينة جرابلس أي شخص لديه مخالفة شرعية كان أبو حسن هو الذي - أبو حسن هو حلبي - يُفتي فيها فتوات من جيبه بشكل عام، وحاليًا أبو حسن يعمل مع "الجيش الحر" على معبر وأي شخص كان من داعش في المنطقة يقول لهم: هذا كان من داعش، صراحة أنا أحسه للأمانة شبيح مخابراتي شكله شكل شبيح مخابرات.

كنا بصلاة الجمعة لما كنا نجتمع في الجامع كان هو الإمام الذي يئم بنا، ويأتي بسلاحه ويُمسك سلاحه في يده ويمشي صف صف يخلص الصفوف كلها عأساس أنه رصوا الصفوف ويرتب الصفوف يمشي صف صف، ويلعن كي أضعك بالصورة يلعن لعنك الله عدل الصف ويضرب بالسلاح ويمسك البارودة ويأشر لك يقول لك: عدل الصف.

 في خطبة الجمعة كلها أدعية على "الجيش الحر" وعلى الروافض، حتى الدعاء يا رب دخلنا الجنة بالأخير، فمشت الأمور هذه وأهل الشيوخ تكيفوا على الوضع لأنه بشكل عام نحن أصلًا خلفيتنا كانت إسلامية، وما كان عندنا تجاوزات.

كانت داعش مسيطرة على المنطقة وكانت تحض الشباب وتحض الناس للانضمام لها، فكانت داعش تتحجج أو جهاز الحسبة يتحجج ليمسك عليك أي شي ليعطيك دورة شرعية ويعمل لك إعادة ري ستارت، وأنا أخذت دورة شرعية كان حكمي أني حلقت قزع، ولم أكن أعرف معنى القزع، و هي أن تحلق جزء من الراس وتترك جزء، وعقوبتك كانت دورة شرعية لمدة شهر، وما هي الدورة الشرعية؟ ذهبت على الدورة الشرعية وجدت أمامي شيخ كان اسمه ابو عيسى جزائري من مدينة فاس مهاجر، فأعطانا الدورة الشرعية وكانت الدورة الشرعية كيف تصلي وأشياء عادية للأمانة وما هو الإيمان؟ والإسلام قواعد عادية، وآخر أسبوع بدأوا يُدرسونا الولاء والبراء أعتقد كان إسمها الولاء والبراء، وكانوا يحثونا أنتم شباب وبلاد الشام والله سبحانه وتعالى أكرمكم في بلاد الشام، كانوا يحثون الشباب للانضمام لهم بشكل عام، وأنت شخص تُعاقبه بدورة شرعية وتريد أن ينضم!!وهناك بعض الشباب انضموا للأمانة، لكن أنا بالنسبة لي كنت أرى الموضوع مسخرة يعني أنت أحضرتني تعلمني تعطيني دورة شرعية ونحن أصلًا خلفيتنا إسلامية وشرعية، وأيضًا يوم تُنهي كانوا يعطوك ورقة لمدة شهر هذه الورقة كل صلاة عصر في الجامع الفلاني وليس القريب عليك في الجامع الفلاني في جرابلس تذهب كل صلاة عصر لتصلي العصر وتأخذ الدورة شرعية ونهاية الدرس على الشيخ ليوقع لك أنك جئت، وحين تنتهي تأخذ الورقة طبعًا إذا يوم غبت أو يوم تأخرت عن الموضوع عقوبة أسبوع زيادة، وهذا ما حكوه لنا أنا لا أعرف للأمانة لأنه ما تأخرت كنت في وقتي، وقبل أن يقول الله أكبر أكون موجودًا، فكان هناك عقوبات يقول لك مثلًا المدخن مثلَا دورة شرعية لمدة ستة شهور مع عقوبة تنظيف مثلما حكيت لك عن النظافة، فكان جماعة الدورات الشرعية كلهم ينزلوهم على الشوارع ويدخلون الشارع يقول: هذا الشارع نظفه واجعله يلمع لدرجة الشوارع صارت أنظف من إسطنبول، وداعش خوف إذا ما نظفت احتمال يطير رأسك،  فالناس كلها ما شاء الله صارت نظيفة وصارت تنظف الشوارع.

 قبل أن ياخدك على الدورة الشرعية شاهدوك في الشارع ركبوك في السيارة أخذوك على المركز سألوك أنت من حلق لك؟ أو ما هي المخالفة وأين بيتكم؟ بيتنا بالمنطقة الفلانية، معك جواز سفر؟ معك هوية شخصية؟ معك واوراق؟ وحين تنتهي من الدورة الشرعية نعطيك إياها ولو تليفون، فسيأخذون من عندك شيء لنجبر أن تحضر دروسهم وبالأخير تحصل على أغراضك، فأنا أخذوا  مني هويتي المكسورة وما كانت تلزمني، والدورة الشرعية بالأخير جيدة وليست شيء سلبي بالنسبة ليست سلبي في سبب بغض النظر أن السبب هي الصلاة.

 خلصت الدورة ذهبت عليه وعمل لي امتحان بسيط وما هو الولاء والبراء؟ وما هي أركان الإسلام، وأسئلة، وجاوبت عليها، لكن عندهم شيء مثلًا الصلاة الإبراهيمية التحيات المباركات ولها صيغتين كنا نحكيها بصيغة وللعالمين إنك حميد مجيد، هم يقولون لك: هذه غلط الصيغة اعملها أنك حميد مجيد من غير ولا العالمين لأنه ولا للعامين ما تعني؟ أنا بعد ما راجعت في الموضوع وجدت أنه يجوز عادي الصيغتين، لكن هم أخذوا مذهب واحد فقط ماشيين عليه فقط وما هو مذهبهم لا أعلم.