الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

ظروف الاعتقال في الأمن الجنائي في حلب

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:19:41:10

هنا عند توجه المراقبين العرب باتجاه الأحياء، وكان من ضمنهم حي بستان القصر، بدأت الدعوات عدننا بالتنسيقية لإقامة المظاهرات الموجودة ومرافقة المراقبين العرب، حاولنا طبعًا التحدث معهم كثيرًا للمراقبين، طبعًا الشيء الذي كان موجودًا هم أصلًا ليسوا جاهزين أن يسمعوا أي أحد، دائمًا كانوا يرفعون النوافذ (نوافذ السيارات) وما كانوا أبدًا يسمحون لأي أحد أن يتحدث، توجهوا من بستان الزهرة ومن حي المشارقة في بستان الزهرة باتجاه حي بستان القصر وهم متوجهون باتجاه مخفر بستان القصر والكلاسة، طبعًا هنا عند المخفر وقفت السيارات ونزل شخص منهم وبدأ يتحدث مع المتظاهرين الموجودين عن الوضع: نحن نرى أنه لا يوجد شيء عندكم والأمور بخير، يعني بهذه اللهجة، نحن حاولنا كثيرًا أن نأخذهم باتجاه جامع بدر، أو المناطق التي كانت داخل بستان القصر بعمق بستان القصر أكثر، وعم رفضوا رفضًا تامًا، حاولنا أن نأخذهن إلى الكلاسة رفضوا، كان يبدو أنهم عندهم خط للزيارة موجود إلى هنا وفقط وانتهت القصة، فدخلوا بعدها على مخفر بستان القصر والكلاسة، بعدها طلعوا زيارة ما استغرقت -يعني يمكننا أن نقول- عشر دقائق إلى ربع ساعة على الأكثر، هنا طبعًا أثناء مرور الموكب لا أحد أبدًا من عناصر الأمن كان يتواجد، تركوا الناس هم يرافقون الموكب، ولكن وكأنهم كانوا هم عندهم مثل تعليمات أو كأن أحدًا كان موجودًا معهم بأنه أنت تدخل من هنا وتخرج من هنا تنهي الزيارة بعشر دقائق إلى ربع ساعة على الأكثر، يعني هذا الذي نحن استشعرناه بدخول المراقبين العرب، دخول المراقبين العرب أتذكر كان في 22 كانون الأول/ ديسمبر بنهاية 2011، بهذه الأثناء بدأ تنظيم التنسيقيات أكثر، توازع المهام أكثر بيننا، لما أنت توزع المهام أو دعنا نقل التنسيقيات تكبر أكثر فهنا من الطبيعي أن تحدث الاختراقات الموجودة، وعناصر الأمن استغلوا هذا الأمر وبدأت اختراق التنسيقيات، الآن نحن يوم تأسيس التنسيقية كان على دائمًا يكون ضمن مجموعات أو دعنا نقل بشكل هرمي، الدعوة للمظاهرات هي يكون التوجه لها فرادى لا يكون أي مجموعات، نذهب للاجتماعات؛ لا تكون بأي وقت نحن نطلب اجتماعًا يحصل لا يكون حصرًا عن طريق مظاهرة ليلية بعد المظاهرة الليلية، يكون أشخاص معينة أسماؤهم هم الذين يأخذون مثلًا الاتفاقيات التي سوف تحدث بيننا وبين الأحياء الثانية بمدينة حلب، وكل شخص يوجه للشباب الذين معه، مثلًا على سبيل المثال أنا كان موجودًا معي خمسة أشخاص أو ستة أشخاص، أنا كنت أتواصل معهم شخصيًا فكان أي شيء أسمعه عن طريق أحمد عليه رحمة الله، كان هو قائد تنسيقية بستان القصر، فأذهب لأتوجه لهؤلاء الخمسة أو ستة أشخاص نتفق على مظاهرة بفلان مكان بفلان مكان (المكان الفلاني) وكنا دائمًا هذا الأمر نبتعد قليلًا عن السكايب، في ذاك الوقت كان في موضوع السكايب، شعرنا وأغلب الشباب شعروا بوجود الاختراق الأمني الذي صار بسبب الاعتقالات التي صارت المتكررة.

 في 13 كانون الثاني/ يناير، وهنا نحن دخلنا السنة الجديدة 2012، في 13 كانون الثاني/ يناير أتاني خبر: نحن اليوم سوف نخرج من جامع الشيط، هي صباحًا كانت بسيف الدولة، فأنا استغربت عالسكايب ونحن اليوم يوجد دعوة لجامع الشيط، كانت هذه الدعوة أصلًا كانت الدعوة عن طريق الأمن، وهنا حصلت هذه الدعوات، بأن كانت دائمًا يوم أن يدخل شخص يدعو لمظاهرة معينة بمكان معين بجامع معين تكون هذه الدعوات عن طريق الأمن، فيحدث هذا التضارب، البعض يقول لك: لا هذه دعوة غير صحيحة، أحيانًا يكون عندها دعوات صحيحة، لكن كذلك الناس يخافون أن يبدأوا يقولون: لا هي من دعوات العناصر، من هذا الأمر حصل الكثير بهذه الفترة، في 13 كانون الثاني/ يناير أتاني اتصال يقول على السكايب طبعًا يقول نحن عندنا دعوة لجامع الشيط مظاهرة عاجلة ومن هذا الكلام، طبعًا أنا هنا من الطبيعي أن آخذ الأمر على أنه لا وأن هناك كذب ومراوغة، فصارت الدعوة للمظاهرة أكثر بالتنسيقية الموجودين فيها، ليس فقط بتنسيقيتنا طبعًا وبتنسيقية سيف الدولة وصلاح الدين، توجهت باتجاه سيف الدولة فأرى أن الأمر فيه غموض كبير، أنا هنا اتجهت باتجاه بإتجاه مبنى الإذاعة، باتجاه حي الإذاعة، هنا يعود ويأتيني على الخاص من شخص كان موجودًا بالتنسيقية يقول لي: يجب أن أراك للضرورة لم أستطع أن أذهب إلى الجامع، فأنا هنا عند كورنيش الإذاعة، كان الأغلب لما نحن كنا نقعد كشباب موجودين الذي يذهب لسيف الدولة أو يريد أن ينتظر مظاهرة وبالإذاعة وكذا فكان أغلب الناس يقعدون عند كورنيش الإذاعة بحكم أنه كان هناك تجمع كبير للأهالي، وبحكم أنه لا يكون هناك أي شبهة أمنية أو أحدًا ممكن أن يشك فيك؛ أنت ماذا تفعل هنا مثلًا، فجاءت سيارة بعد ذلك بيضاء ونزل منها أربعة أشخاص يلبسون لباسًا مدنيًا وقالوا: اصعدوا للسيارة، طبعًا الشخص الذي معي صعد مباشرة من دون أي كلام، فأنا هنا استغربت يعني من أنتم وكيف هذا صعد، فأنا هنا سألتهم: من أنتم؟ كيف سأصعد فقال لي: اصعد بالسيارة، فبالكاد أسأله: قل لي من أنتم يعني ولماذا أصعد بالسيارة ما السبب؟ فكان وضع القميص هكذا على رأسي (مقلوبًا) ووضعني بالسيارة مباشرة، في الطريق وقت أن ركبت وانطلقنا فيه الذي بجانبي لم يقل ولا أية كلمة، فأنا ركبت وعرفت أنه كان فخًا ومثلما كنا متوقعين وربما أغلب الشباب بنفس الطريقة كانوا يعتقلون هكذا، تقريبًا الطريق استمر لنصف ساعة لا أكثر، نزلت وهنا كنت معصوب العينين، أخذوا أغراضي –العفو- خلعت حذائي، وأدخلت للداخل، الذي أتذكره ما إن دخلت كانت الأرض باردة ونزلت على درج وبعدها صعدت ثم عادوا أنزلوني مرة ثانية ومشيت بممر طويل، طبعًا هذه الرواية التي لما أنا دخلت؛ ولما طلعت وحكيت للناس فهم يقولون لي: معناه أنك كنت بفلان مكان (المكان الفلاني) وكان هو الأمن الجنائي، فبعدما دخلنا هنا للاعتقال، لم يتحدث معي أي أحد ولا أية كلمة في نفس اليوم، دخلت لزنزانة هي عبارة عن ستة بستة تقريبًا (ستة أمتار مربعة) كان فيها تقريبًا نحو 70 شخصًا إلى 80 شخصًا كنا موجودين، الكل كان لما يدخل أي أحد جديد فكان يوجد هاجس؛ يعني هذا الشخص دخل يريد أخذ أخبار منا "فسفوس" (جاسوس) ومن هذا الكلام، فدخلت أنا يومها وأنا كذلك متخوف، ما الذي جرى، أول يوم وثاني يوم ما حدث شيء أبدًا أي شيء لا أحد تكلم معي ولا أي شيء لا أحد دعاني لأي أمر، اليوم الثالث بعثوا في طلبي فصعدت إلى فوق، بكل احترام -يعني أنا هذا الذي أنا استغربته- صعدت للأعلى كان موجودًا ثلاثة أشخاص، الواضح أنهم مثلًا أحدهم كان من السودان أو من موريتانيا وشخص [آخر]، فأنا فيما بعد عرفت أن هؤلاء أصلًا هم المراقبون وكانوا قاعدين وموجودين داخل مبنى الأمن الجنائي، قعدت مع ضابط فسألني: اسمك عمرك ماذا تدرس، ومن هذا الكلام، من أين أنت، وكان طبعًا يوجه الأسئلة لي وكأنما شخص يعرف هذه الأمور كلها وهو فقط يريد أن يُسمِع [المراقب] أو يريد التظاهر بهذه الحركات، أي تكلم ودعهم يسمعونك، وقال لي بعد ذلك: وقّع على الورقة (ضع إمضاءك)، فكان عنده مجموعة أوراق وكان هو فقط يملؤها لهذه الورقة، وأعطاني إياها فأنا من الطبيعي أن أمسك الورقة وأتمعن فيها هكذا وصرت أقرأها، فكان مكتوبًا أنا فلان الفلاني أتعهد بعدم حملي للسلاح الأبيض وعدم هجومي على عناصر حفظ النظام وقوات الأمن وحفظ النظام، فأنا هنا استغربت، يعني أنا ما فعلت هذا الشيء أبدًا، فقلت له: ولكن أنا ما فعلت هذا، هو طبعًا استغرب مني أكثر لما أنا أمسكت الورقة وصرت أقرأها وهو طلب مني فقط أن أوقع فسكت احترامًا للمراقبين الموجودين، فطلب مني أن أقرأها، فأنا هنا كما قلت لك أخذت؛ طبعًا عفوًا أن أوقّع؛ فأنا أخذتها هنا وقرأتها وقلت له: أنا ما فعلت هذا الشيء، أنا كل ما هنالك كنت موجودًا ذهبت إلى جامعتي أنهيت جامعتي -أنا هكذا تحدثت يعني- وبينما أنا متوجه باتجاه بيتي جاءت سيارة وأخذتني، يعني أنا ما فعلت شيئًا نهائيًا، لا رأيت قوات أمن ولا سلاحًا أبيض، حتى السلاح الأبيض أنا ما كنت يعني [أعرف المقصود به]، يعني أنا صرت أستفسر منه أول الأمر ما هو السلاح الأبيض؟ أنت تقول لي سلاح أبيض! فأخذ هو الموضوع بسخرية وقال لي: تذكر، قلت له: أتذكر، فأنا لما رأيت الاحترام المتزايد الذي كان موجودًا جعلني أتجرأ أكثر، فقلت له: أنا متذكر أصلًا ما فعلت هذا الشيء، قال لي: لا ارجع تذكر، قلت له: متذكر، أنا كيت كيت جرى معي بالضبط، فقال لي: طيب اذهب، فعدت أخرج خارج مكتبه وما وقعت (الأوراق) طبعًا، وهنا بدأت الضيافة التي على أصولها، يعني هذا الشيء الذي نحن نتوقعه، تقريبًا لخمسة أيام كنا بمراحل التعذيب، مراحل التعذيب كان تحدث بمراحل تدريجية، يعني أول الأمر يكون ضربًا فقط، المرة الثانية يبدأ بحرق السجائر بك، يبدأ بالسب بالشتم بالدولاب يعني أي شيء يخطر على باله، بالبالنغو الذي يعلقك فيه، أي شيء يخطر على باله اليوم يفعله، طبعًا هذه أعتبرها كانت أسهل مراحل التعذيب، المرحلة الأبشع من ذلك تكون هي المرحلة النفسية، لما يلعب على المرحلة النفسية عليك فكانت الأصعب عندنا، أي لما أنت تقعد وتسمع شخصًا كيف يتعذب أو تسمع كيف يهان وكيف الشخص سوف يكفر (يتلفظ بإنكار الإله) حصرًا طبعًا (مكرهًا) للأسف أغلبنا كان من الضغط الذي نتعرض له ويجبرك أن تكفر فلا بد أن تكفر، يعني حتى لما نحن دخلنا على الزنزانة التي كانت موجودة بالمعتقل فكانوا يضعون أنك يجب أن تقرأ "قل هوالله أحد" فهذا الموقف لا يغيب عن بالي أبدًا، طبعًا أغلبنا استسلم أنهم يريدونك أن تكفر فكما هو يريد، إلا شيخًا كان هناك لا أعرفه إذا هو حي أم ميت لكن أتذكره كثيرًا، هو كان من مدينة الباب وكان إمام جامع، يعني صرنا نحن نسأل عن أحواله وعن وضعه داخل الزنزانة، هذا الموقف يعني كلما أنا أذكره أشعر أنني أعيش في نفس الوقت دائمًا، كان هناك شيخ موجود من مدينة الباب وهو إمام جامع كذلك اعتقل من ضمن حملة الاعتقالات التي جرت، طبعًا حملة الاعتقالات بعدما أنا خرجت وسمعت عنها كان بنفس الوقت هناك حملة تأخذ أكثر من 3000 طالب، بنفس هذه الفترة، فترة بداية دخول السنة الجديدة، طبعًا طالب وطالبة وليس شرطًا فقط كطلاب شباب، لأن الأمن كان يعرف أصلًا أن النهوض في حلب سيكون من المدينة الجامعية ومن جامعتها حصرًا فكانت الحملة بداية من هنا بدأت، فنحن كنا بالمعتقل وكان إمام الجامع هذا الموجود، فكلنا نحن بعد أن ينتهي التعذيب نرجع إلى زنزانتنا فيدخل هذا الشيخ ويبدأ تعذيبه فكان يقرأ القرآن بصوت تجويد يعني رائع، يعطي الأمان لكل الناس الموجودين، يعني كان الخوف الذي عندنا لما نحن يدخل أحدنا ليتعذب وكذا نخاف أن نسمع صوت الناس كيف تتعذب، صار هو نتمنى للأسف يعني نتمنى أن يتعذب حتى نحن نشعر بالأمان لما نسمع صوته، يعني وصلنا لهذه الدرجة، طبعًا هذا شخص كلما زادوا عليه التعذيب أكتر يتلو القرآن بصوت أجمل ويعطينا كان شعورًا بالأمان مثل العادة (بما تعني الكلمة) لا أعرف أنا هذا شخص ماذا جرى له لكن هذا شخص أثر فينا كثيرًا، فإذا كان حيًا أرجو الله أن يمده بالصحة والعافية، وإذا كان ميتًا فالله يرحمه، هذا الموقف جعلني بعدما خرجت يمكنك أن تقول إنني هنا بدأت نقطة تحول لدي والأفكار تأتيني كثيرًا والأسئلة تأتيني كثيرًا، كيف أن هناك ربما من الناس وضعهم أبشع منا (أقسى/ أفظع) بكثير، تفكر بأسئلة كثيرة قد أنا آتي عليها فيما بعد وأتكلم عنها، لكن الآن دعني أختم هذه الفقرة أو دعني أختم هذه اللحظة التي حدثت، بعدها بيومين ورجعت ذهبت [للتحقيق]، هنا تركوني ليومين ورجعت ذهبت للتحقيق مرة ثانية ودعنا لا نقول هو تحقيق أصلًا كان فقط مجرد شيء روتيني، [في وقت] حملة الاعتقالات الكبيرة التي حدثت فكانوا يريدون تعهدات ليقدموها كبراهين للمراقبين العرب، فكنا نحن من ضمنهم نحن الطعم الذي كان موجودًا، بعد يومين تقريبًا خرجت، فطلب مني وقال لي: وقّع، فأخذت الورقة وقعت مباشرة، فقال لي: ألا تريد أن تقرأها؟ قلت له: لا؛ لا داعي، قال لي: طيب هل تذكرت؟ قلت له: تذكرت، قال لي: طيب من الأول أقول لك تذكر لماذا لم تكن تتذكر؟ قلت له: ما يعني، طبعًا كلمة "الله يصلحني ويهديني" هذه ممكن جدًا أنا أن تتكرر على لساني، خاصة بالسجن، فهذه الكلمة لما أنا ذكرتها أثناء التحقيق نلت بسببها تعذيبًا أكثر، فقال لي: تتكلم بالدين؟ فلما رجعت وذهبت صرت آخذ حذري أكثر من هذه الكلمة، [فلما قال:] قلنا لك من الأول وقع وأنهِ من هذه القصة، فكنت أخاف أن أقول: أيه كان يجب و"الله يصلحني ويهديني" كان يجب من البداية أن أفعلها (أوقع) فكنت أخاف أن أرجع وأعيد هذه الجملة، يعني بالضبط هذه كثر ما تعرضت بسببها للتعذيب لأنني كلما ذكرت هذه الجملة وهي من باب -دعنا نقول- على الفطرة أو باب أن أي إنسان يمكن أن تخرج عنه هذه الكلمة، فهذه المرحلة بين 13 و 22 كانون الثاني/ يناير كانت فترة اعتقالي، بعدما خرجت من المعتقل تركوني عند الحديقة.. كان هناك حديقة بمقابل مبنى "سيرياتل"، نزلت سيارة وتركوني عند الحديقة، كنت ألبس فقط القميص الداخلي، يعني أغراضي (ملابسي) الداخلية فقط وأقعدوني هنا وذهبوا هم، حتى لما قعدت قالوا لي: لا تنزع [العصابة] عن عينيك ومضوا فأنا قعدت تقريبًا ربع ساعة أو نصف ساعة لا أجرؤ أن أرفع يدي وأزيل [العصابة] فقط عن عيني يعني بهذه الطريقة تركوني فيها، أحسست بوجود سيارات حولي؛ كلام؛ ناس يمشون؛ كذاولكن لم أجرؤ، بعد قليل صرت أرفع هكذا قليلًا بيدي، هكذا بقدر بسيط فقط لأرى إن كان هناك أحد حولي أم لا، لما رأيت أنه لا يوجد أحد حولي رفعتها، فكان الخوف لهذه الدرجة لما تركوني بعدما خرجت.

 تأملت حالتي تأملت المكان أين أنا موجود؟ أنا لم أعرف المكان هنا، لما مشيت هكذا قليلًا شاهدت نادي "الحرية"، نادي "الحرية" أنا كنت فيه لما كنت صغيرًا وهي فترة كان عمري بها عشر سنوات تقريبًا أو تسع سنوات؛ عشر سنوات، كنت بنادي "الحرية" فأنا هنا عرفت المنطقة أكثر، مشيت هكذا كان يوجد كشك صغير على الزاوية طلبت منه فقط أن أتصل مكالمة فخاف، فقلت له: طيب فقط لو تعطيني شيئًا ألبسه، يعني فقط شيئًا لأستطيع أن أمشي بين الناس، أحاول أن أوقف أحدًا من الناس أوقف أحدًا في الشارع، الكل كان يخاف، يعني لا أحد كان يقف لي أبدًا، فقال لي: انتظر قليلًا، وذهب وجلب لي بنطالًا وعاد أعطاني إياه، فأنا هنا لبست وبدأت أمشي فقط أريد أن أجري اتصالًا، رأيت سيدة هنا أظنها مسيحية، طبعًا المنطقة هنا منطقة السريان، يعني كانت المنطقة فيها مسيحيون، فحكيت معها وطلبت منها أن أجري مكالمة فهي نظرت لحالتي وأشفقت علي وبنفس الوقت لم تستطع أن تسألني ولا أي سؤال، فأعطتني الهاتف حتى أتصل منه، تكلمت مع أهلي هنا أنني أنا في هذا المكان ولا أحد يرضى أن يأخذني لا أحد يرضى أن يقلني ليوصلني، فإذا أتى منكم أحد إلي ليأخذني، هنا دعني أقل لك إنني بدأت مرحلة بيني وبين نفسي أكثر، يعني هنا أنا بدأت أفكر يعني مرت علي هذه الفترة فكرت أنني أنا اليوم مستحيل أن أبقى بهذا البلد أو يجب أن أذهب لمناطق أكثر أمانًا لي، مرحلة يعني قلت لك أنا بعدما خرجت من المعتقل هي مرحلة تغيير كامل نقطة تحول كاملة لي، يعني هنا بدأت أفكر بالمناطق التي يمكن أن أتوجه لها ويمكن أن أذهب فأشعر فيها بالأمان أكثر أو أحس بنفسي أنني أخدم الثورة أكثر، طبعًا أنا بعد أن خرجت كان تقريبًا عمري 18 سنة خلال الفترة بين 17 و18 سنة، خرجت فقط بأغراضي (ملابسي) الداخلية، يعني ما خرجت بغيرهم أو بدون أمانات بدون أي شيء ما أعطوني أي شيء لما خرجت، ومثلما ذكرت أنا أخذت البنطال من هذا الشخص ثم رحت إلى البيت.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/12/16

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدالاعتقال خلال الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/178-05/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نهاية 2011 والربع الأول من 2012

updatedAt

2024/04/14

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-الإذاعةمحافظة حلب-سيف الدولةمحافظة حلب-بستان القصر

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

بعثة المراقبين العرب

بعثة المراقبين العرب

جامعة حلب (نظام)

جامعة حلب (نظام)

فرع الأمن الجنائي في حلب

فرع الأمن الجنائي في حلب

تنسيقية بستان القصر والكلاسة

تنسيقية بستان القصر والكلاسة

الشهادات المرتبطة