الأوضاع في ريف حلب قبل الثورة وانطلاقة الثورة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:25:47:05
إبراهيم نصر الدين الخطيب مواليد مسقان ريف تل رفعت التابعة لمدينة حلب 20تموز/ يوليو 1990 كنت أدرس كلية الحقوق في بداية الثورة، نشأت من عائلة متوسطة الحال في منطقة ريفية، وكنا بعيدين عن المدينة وأحداثها وزحمة المدينة، وكانت البيئة نوعًا كبيئة ريفية يميل فيها الإنسان نحو العمل الزراعي، فكنت من أسرة تعمل في الزراعة.
دخلت المدرسة وكانت المدرسة في القرية نفسها التي ولدت فيها في مسقان وأتممت حتى الثانوية ثم انتقلت لثانوية أحرص أيضًا قريبة على القرية كانت بلدة أحرص تُعتبر بالنسبة لقرية مسقان كانت صغيرة نوعًا ما، وأكملت حتى 2008 لما دخلت على كلية الحقوق، وما تخرجت في 2011 تقريبًا توقفت عن الدراسة في السنة الأخيرة من الجامعة.
قرية مسقان هي قرية صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها 3000-2500 نسمة تعمل بشكل عام في الزراعة والمواشي والسكان بسطاء موجودين في ريف حلب في منطقة ربما قريبين من ناحية تل رفعت الأكثر قرباً وتماسًا على القرية، فكان كل حدث أو حتى ممكن تسأل أي شخص يقول لك: نحن من تل رفعت، فكانت الأسماء الصغيرة برزت حتى كأسماء قرى شهدت ربما أحداث وغيرها كانت غير موجودة في الخريطة العامة للشمال كونها غير معروفة كثيرُا، وتبعد عن تل رفعت حوالي 7 كم، وفعليًا قبل سنوات الثورة في آخر عشر سنوات تقريبًا قبل الثورة شهدت القرية نوعًا ما نهضة ثقافية، وكان العلم غير منتشر بشكل كبير على مستوى وجود الطلاب في الجامعات أو حتى في الالتزام بالدراسة، ويكون فعليًا الناس تُؤمن بهذه القضية، وقبل عشر سنوات فعليًا بدأت نهضة حقيقية وصار عدد كبير من طلاب القرية موجودين في الجامعة ويدرسون، وحتى صار توجه من قسم من أهل القرية للمدينة.
ربما القرية لو تحدثنا عنها جغرافيًا تتميز بموقع متوسط في مفترق طرق قرية مسقان، ومن يتوجه للشمال باتجاه مدينة عزاز يمر في القرية حتى من يتوجه لمدينة الباب ومن مناطق ريف حلب الغربي يمر منها، وكان هناك أربعة مفارق تقريبًا معروفة بالنسبة لكل الموجودين في المنطقة وحتى الذي كان في المنطقة هذه الأربع مفارق حاكمة بشكل كامل وهذا شيء أثر بالفترة الماضية أيضًا، وقرية مسقان كانت مجاورة لعدد من القرى الكردية مثل أحرص ومحوش، حتى كان طلاب قرية مسقان يتوجهون للدراسة الثانوية في ثانوية بلدة أحرص وأيضًا كانت قريبة من بلدتي نبل والزهراء الموجودات على الطرف الغربي تحديدًا من القرية، وكان هناك علاقة مباشرة بين سكان القرية وبين سكان هاتين المدينتين، وكان فعليًا هذا الخليط وحتى قريبة أيضًا باتجاه عفرين 20 كم باتجاه عفرين، وهذا الشيء كان يُؤثر بمستوى العلاقات، فالقرية مثل باقي المناطق المحيطة كونها متركزة في الوسط، وكان لها علاقة جيدة مع جميع المحيطين الموجودين في المنطقة.
قبل "الثورة السورية" لو رجعنا عشرة سنوات للثورة كان لا يوجد شيء عند الأهالي مصطلح شيعي أو سني أو حتى كردي، فكانت علاقات جيدة جدًا جدًا مع المحيط، ولو بدأنا في نبل والزهراء مثلما تحدثنا كانت مركز ناحية مثل مركز تجاري ومقصد للأهالي الموجودين في القرية مثلها مثل تل رفعت، وكان الأهالي يتوجهون لنبل الزهراء إن كان بقصد التسوق وشراء أغراض العيد والمأكولات حتى الخضروات، وأبناء القرية وحتى المحيط بشكل عام يبيعون بضائعهم ضمن نبل و الزهراء، فما كان في الحقيقة سابقًا هذا التماس، وهذا الشخص أو منطقة شيعية أو سنية.
قبل الثورة بعدة سنوات بدأنا نسمع أشخاص وكنا نلتفت للتفكير بالجانب التعليمي صرنا نسمع نوعًا ما بمنطق شيعي وسني وموجود هذا الأمر لكن ما كان بهذا السياق لتحس الناس على بعض أن هذا شخص شيعي وهذا سني كان هناك علاقات مصاهرة من أبناء القرية من عدة نساء من بلدة نبل والقرى المحيطة نفس الأمر كانوا متزوجين من نبل عدة نساء، ما حصل حقيقة قبل الثورة أن صار تماس مباشر بين المناطق العربية وبين نبل والزهراء تبرز الناحية الطائفية التي ظهرت فيما بعد، فكانت العلاقة جيدة وكانت علاقة مصاهرة وعلاقة بيع وشراء بشكل مستمر، ومعظم القرى القريبة من مسقان وحتى مسقان نفسها مسقان معسته باتجاه منير باتجاه المحيط هذا كان قريبًا جدًا على نبل والزهراء، وكان يتوجه إليها بقصد كل شيء، حتى طلاب يتوجهون لنبل بقصد الدراسة كونها أقرب من باقي المناطق ربما، وكانت العلاقة جيدة بين المحيط بشكل كامل.
لما نحكي بصراحة عن قرية صغيرة مثل مسقان عدد سكانها 2500 نسمة ربما يكون النشاط السياسي الذي وُجد بفعل الأحداث التي صارت قبل فترة الثمانينات تقريبا وما قبل، وربما يكون بسيط لكن الحقيقة كانت خلاف ذلك، كنا موجودين في محور حقيقي في منطقة متشبعة نوعًا ما على مستوى أشخاص وحتى على مستوى ربما بعض الأحيان عوائل كاملة متشبعة بفكر وهذا الفكر سواء كان هو مناهض للبعث بالدرجة الأولى أو حتى المرجعية كونهم "إخوان مسلمين" بالدرجة الثانية، وهذا أثر بشكل كبير على القرية وعلى سكان القرية، ونحكي مثلًا عن عندان وتل رفعت التي كان فيها حقيقة نشاط واضح لجماعة الإخوان وجماعة الإخوان ما هي حركة حديثة أو هي في الثمانينات نشأت لا هي حركة قديمة متأصلة موجودة بشكل كبير، وصار لها أتباع موجودين في المنطقة، و مسقان مثل هذه المناطق صار فيها عدد من أبناء القرية ضمن الحركة ومنظمين ضمن الجماعة، فهذا الشيء حقيقة انعكس منذ القدم وتعرف أنت الأحداث السياسية لا تقتصر على الشخص ذاته الذي يقوم بهذا التصرف أكيد هذا الشيء ينعكس على محيطه سواءً كان عن طريق طرح الأفكار والعبارات والمواقف التي كانت موجودة.
قبل أحداث الثمانينات كان يوجد في مسقان ونُسميهم أئمة الدين هو من أبناء القرية وكان له مركز جيد والناس تحترمه، ونحن لدينا احترام واسع جدًا لعلماء الدين وللأساتذة وللمثقفين، وهو من أبناء القرية ويحمل فكرًا وبنفس الوقت مدرس، وهذا الشخص يُناهض بشكل كبير في بيئة ريفية ربما لا تعي الأمور التي كان يتحدث فيها ويناقشها مع الناس وحتى خطب فيها على المنبر، وكان يتحدث فيها أن هذا النظام القمعي القادم الذي سيغير ربما خريطة سورية في ذلك الوقت يتحدثون عن ترتيبة البعث وحكم البعث والطائفية القادمة، بصراحة كنت أحكي لك منذ قليل عن موضوع نبل والزهراء وما كانت هذه الطائفية، لذلك الناس ما كانت نوعًا ما تتفاعل مع الموقف في ذاته.
فالجانب السياسي باشر بعد استلام حافظ الأسد للسلطة بشكل واضح، وينتمي لطائفة معينة هذا الأمر حرك عند الموجودين بشكل عام في مناطق الشمال بناءً على تصرفات كان يقوم فيها مثل إقصاء وحتى تسريح وتل رفعت منذ استلم حافظ الأسد حتى في مسقان كان عندنا طيارين كلهم سُرحوا، وكان في تل رفعت وعندان ومارع، وهذا المحيط بشكل عام يرى بداية لحظة جديدة بداية فارقة للمنطقة بشكل كامل، شخص يُقصي عموم الشعب السوري عن مراكز القرار عن الجيش حتى مواقع ربما صنع القرار، وهذا الشيء أثر بشكل كبير.
لو جئنا على قرية مسقان ربما هي نموذج من النماذج ربما أقل فورة من المحيط كان الشخص الذي تحدث عنه الشيخ عبد الله -رحمه الله- كان فعليًا يُوعي الأهالي بشكل مستمر، وهذه تصرفات كانت تتم على صعيد الجيش وليست تصرفات ساعة وقتها، لكن بعد السبعينات بدأت تظهر بشكل كبير من 1963 حتى 1970 لاستلام حافظ الأسد، وكان الموضوع في واجهة معينة يتم من خلالها الإقصاء يتم من خلالها تنفيذ سياسة البعث لكن في السبعينات بدأت الوجهة الطائفية تظهر بشكل أكبر وأكبر، وصارت الناس تتقبل من علماء الدين من الأساتذة من الناس المثقفين بالأخص أنت في بيئة غير مثقفة تنظر لهذا الشخص على أنه نموذج، والشيء الذي يُقدمه هذا الشخص المثقف هو بالنسبة لك منهاج سياسي ومنهاج عملي، واستمر هذا الوضع بمحاولة ربما توعية الناس كان في بيئة حاضنة لهذا الموضوع لأن البيئة المحيطة مثل ما حكيت لك صار هناك مواقف لما نرى في قرية صغيرة طيار سُرح والثاني والثالث والرابع هناك شيء غير طبيعي يجري على مستوى الدولة، وهذا وصل لمرحلة كانت الناس متقبلة لهذه الفورة و وصولًا حتى الثمانينات، وفي الثمانينات صراحة مسقان مثل كل المناطق المحيطة شهدت فقد عدد من أبنائها، والنظام اعتقل وبعد الاعتقال ربما طلع بعد فترات طويلة، وحتى الشخص الذي كنا نتحدث عنه الذي كان يُوعي حقيقة ليس بمنهج طائفي فقط لكن بمنهج تصرف النظام نفسه كان يتصرف على طريقة طائفية، وحافظ الأسد منذ استلم بدأ حركة إقصاء هذا الشخص اعتقل وقُتل في سجن تدمر، وكانت صراحة نقطة فارقة الناس بدأت تُوعى فعلًا هذا الشيء الذي تصرفه النظام في قتل هذا الشخص، وفي تل رفعت جاءت الدبابات وفي عندان وفي حلب في المشارقة، وكلها تزامنت مع أحداث حماة وسرمدا وغيرها، والناس تطلع ترى فعلًا بداية لمرحلة جديدة وبدأت الصدور تغلي وتحتقن تجاه موقف حصل وتجاه ربما مستقبل قادم.
أتذكر أنا في القرية منذ وعيت على الدنيا كنت في الصف الرابع تقريبًا عندما مات حافظ الأسد والله الوجوه كانت تضحك وجوه الناس الذين أعرفها في المحيط كانت تضحك مع أني كشخص صف رابع كنت أُحب حافظ الأسد طفل متربي على حب حافظ الأسد استغربت موقف والدي وموقف جيرانا، وجارنا الفران لما طلع حافي ويقول لوالدي: مات حافظ أسد، وكانوا فرحين، وأنت كطفل متربي على طريقة معينة في المدرسة وفي بيئة، فعلًا تقول: ماذا يحصل؟ وهذه الأمور مازالت منطبعة في الذاكرة، وكان هناك موقف لكن هذا الموقف كان يخاف أن يظهر للعلن.
قبل أحداث تونس ومصر وحتى ليبيا ما كان أحد يتصور ممكن سورية تثور، ونحن أهالينا علمونا أهالينا ربونا على مبدأ لا تتكلم في السياسية أو خارج الطريق إطلاقا.
كشخص مررت بعدة تجارب مخيفة على مستوى الشيء الذي تعلمناه من أهالينا، وربما نُسميه في ذلك الوقت قبل الثورة تهور من شقيقي، وشقيقي محمد سعيد شخص خارج عن المألوف أنا أُسميه متهور خارج عن الإطار الذي نحن ممكن نقبل فيه بفترة من الفترات.
كطالب جامعي تخيل كنت في جامعة حلب السنة الأولى تقريبُا أي مزحة أي كلمة ممكن يقوم فيها أي صديق أنت فورًا تخاف أن يكون هذا الشخص عميلًا هكذا تنظر له، ننظر لأي شخص مهما كان الكلام الذي يتكلمه بسيط جدًا مقارنة بفترة الحرية التي وصلنا لها الآن صرنا نقول هذا الحكي معقول، كنا نخاف منه، وكانت أي كلمة يقولها شخص أمامي أُحاول ألا أضحك ولا أُعبر ولا أُبدي له أنني مهتم أو أني سمعت إطلاقًا، فمثلًا عدد من الأصدقاء شخص اسمه عيسى البوزان وخالد جمعة، وفي أحد المزحات كان يمزح على سبيل أنه فقط تُعبر نوعًا ما عن الواقع الصعب والنكت التي كانت تطلع كنت أُظهر أني ما سمعت إطلاقًا، وليس فقط أنا وهذا الاعتراف صراحة من كل المحيط الذي كان فعليًا حريص قدر المستطاع أن يبتعد عن الاعتقال لأنك إذا اعتقلت غبت رحت بمجرد شخص كتب تقريرًا لا يرجع.
كنا في التدريب الجامعي فكان شقيقي صار نزاع على موضوع معين أعتقد أن شخصًا أثار استفزازه في موضوع وضعت البوط هنا وهنا صورة الرئيس بهذا الشكل، فاستفزه بشكل كبير وأمسك الصورة ورماها، وكانت على طرف الكتيبة الخامسة جانب مدرسة المشاة التدريب الجامعي، ورماها بمبدأ لا مبالاة وهم أصدقاء مع بعض ولم يرفع أحد تقريرًا ولا قال لأحد ولو رُفع تقرير لا يرجع أبدًا.
وظل هذا الموقف متشبث فينا حتى قامت الثورة من 2008 حتى 2011، وهذا الموقف متى سندفع تبعاته الذي كنا نُسميه تهور، شخص قام بهذا التصرف بناءً على حالة استفزازية وصل لها.
قبل ثورة تونس ما كانت إرهاصات كان واقعًا صعبًا، وكل الناس خائفة ولا يوجد مجال أساسًا لنحكي، والناس تقوم تخيل في مناطق مثلًا تنظيم داعش سابقًا كنت تتوقع الناس تقوم، هل ممكن أُعول على الناس الموجودة في ظل هذا القمع والقتل، وتنظيم داعش أسهل بألف مرة والواقع الذي كان فيه الأهالي من نظام الأسد.
لما قامت ثورة تونس تحديدًا وبدأت الشعارات ونسمعها لأول مرة ممكن واحد يُحدث نفسه هل ممكن يصير هذا الأمر عندنا؟ هل ممكن؟ وما كان أحد يعتقد في سورية في دولة محكومة بهذه الطريقة وخوف الشخص من صديقه أكثر من هذا، وخوف الشخص من قريبه، والناس تفرح على حدث معين لكن لا تتجرأ أن تبرز إعجاب، حتى كأبناء قرية ربما الألفة الموجودة بينهم كبيرة والعلاقات الشخصية والعلاقات الأسرية الموجودة في القرية الصغيرة تكون دائمًا هي علاقة أسرة واحدة، فممكن يصير مزاح بين شخص وشخص ثاني لما يكون طفل موجود بينهم يُخرجونه كأنه يتكلم بشيء لا يُريد من الطفل أن يسمعه كيلا يُكرره الطفل ويقع هو في مشكلة، وهذا الأمر صار في أكثر من مشكلة حتى على مستوى القرية قبل الثورة على مستوى فقط شخص تكلم بكلمة سمعها، من أين سمعت هذه الكلمة تحديدًا؟ حتى أحد مدراء المدارس واجه مشكلة كبيرة قبل الثورة بسنتين تقريبًا لأن أحد المعلمين تكلم بكلمة وربما لا يُلقي لها بالًا وهو لا يعرف تبعيتها، فكان مدرسين ومدرسات من الساحل يُدرسون في القرية وكتبوا تقرير أن هؤلاء يُعاملونا بطريقة طائفية، فلما جاء الأمن السياسي وجاء أبو خضر من إعزاز وجاءت عدة أفرع على القضية نفسها هي قضية عظيمة تُعتبر وتابعوا مع المدير، فقال له المدير: كيف الطريقة الطائفية التي أُعاملهم فيها؟ قولوا لي حتى نُزيل القضية بقدر المستطاع، فقط لأنهم شعروا أنت عاملتهم بطريقة طائفية، فكان هذا الموضوع فيه خراب بيت وليس بالأمر السهل إطلاقًا.
نرجع للإرهاصات البداية، كانت ثورة تونس بعدها بمصر بعدها بليبيا صار الوضع نوعًا ما بالنسبة لسورية مُهيأ للانفجار، لكن من أين؟ ولا أحد يجزم ممكن تأتي لحظة يكون في سورية ثورة على نظام الحكم، حتى بداية أحداث درعا كان قسم من الأهالي ما كانوا مصدقين أن تصل لمرحلة أو ما كانوا حتى على فكرة المطالب التي طُرحت حتى بداية الثورة ما كانت تصل لمرحلته إسقاط النظام، وهذا الأمر خط أحمر فقط عبارة نوعًا ما بداية الأحداث ممكن يصير إصلاحات أو موضوع معين يتعلق في درعا تحديدًا، ثم امتدت لباقي المحافظات.
كإبراهيم الخطيب لما باشرت الثورة كانت قناة "بردى" تطلع تحكي بعض البرامج الصغيرة القليلة جدًا وتطرح مواضيع تُعيدها كثيرًا، وكانت الأسرة كلها بما فيهم أنا كنت في القسم الثاني من السنة الثالثة الفصل الثاني تقريبًا، وكنت في الكلية نضع الكتب و نستمع على كلام نفتح قناة بردى ونسمع على كلام، حتى بداية المظاهرة التي نتكلم عنها يمكن في الحريقة نُفل الخبر فقط على قناة "أورينت" وكانت تبث يمكن الساعة 4.00 تقريبًا كنا فاتحين على أوريت وكانت أورينت تبث مسلسلات لغوار، وكان في مسلسل أعتقد ضيعة ضايعة، وطلع خبر شريط أحمر هذا الشريط الأحمر، وحتى أتذكر والدي كان عنده موبايل صغير صار يُصور لأنه ممكن ما يصدقك أحد حت تُريه بالعين والله كتبوا كذا خبر أنه هناك مظاهرة اليوم في الحريقة، والمظاهرة أعتقد قبل أحداث درعا بعدة أيام في 15 آذار/ مارس، وكان الموضوع هو احتجاج على تصرف وليس هو عبارة عن بداية الثورة و إقلاع ثورة وإن كان هذا الشيء الذي قام فيه مجموعة من الشعب باتحادهم في لحظة واحدة على كلمة واحدة معجزة في ذلك الوقت، والأمور تُقاس بوقتها، اليوم مثل ما يقول دائمًا القابض على دينه مثلًا في دولة غربية محافظ على أخلاقه ودينه في بيئة ربما تكون غير مناسبة، وغير شخص يعيش في مكة المكرمة، هذا المحيط أنت حسب المحيط كل شخص ومحيطه هو يحكم عليه، ولما في دمشق تحديدًا وتعترض على تصرفات رجل أمل ويأتي المحافظ [وزير الداخلية] ليهدئ الناس هذا موقف ما تعودوه الناس من الثمانينات للآن ما تعودوا أن يحصل، وفعلًا كان بداية لتشجيع الناس وقلوب الناس التي كانت تغلي وتفور في انتظار ربما لحظة أو بانتظار هذا المشهد، لكن لا أحد يتجرأ ليكون هو الضحية في البداية، وضحية البداية كانت ستكون ضريبتها غالية، فلذلك دائمًا الخلاف بين دمشق ودرعا و يستحقون بصراحة أن يتبارزوا على هذه اللحظة لأن اللحظة ما هي بالقليلة.
بعد أحداث درعا كان لدي مجموعة من الأصدقاء في جامعة حلب كنا وصلنا لمرحلة متطورة صارت زيارات، وعلى فكرة أنا أصدق لما أقول: كل العلاقة بين الأصدقاء كانت تقوم لكن في جوانب معينة لا نتطرق لها، وأصدقاء زاروني وزرتهم وقعدنا ونروح ونرجع ونتكلم مع بعضنا على الموبايل لكن تخيل تُصادق صديق ثلاث سنوات ولا تحكي معه في كلمة لها علاقة في السياسة ما كنا نعرف أساسًا معنى السياسية بصراحة وكأنه كلام +18 لا يصير وأنت أبوك أمامك تحكي هذا الكلام لا تستطيع، فتخيل ثلاث سنوات أول مرة نحكي فيها ونطرح هذا الموضوع ونتطرق لبداية الحديث أنا لا أعرف كانت جرأتي بصراحة ربما هناك أشخاص كانوا أجرأ، وكشخص أنا أحكي واقع وصراحة تامة.
بعد بداية أحداث درعا كنا موجودين في جامعة حلب مجموعة من الأصدقاء أحدهم من كفرنايا ومن حلب ومن الباب، وكنا ننتظر وقتها بشار الأسد ممكن اليوم الساعة الواحدة تقريبًا ممكن يخطب، فبقول لي صديق: لن يفعل شيئًا و الآن ترى حكي كله فاضي تقريبا بهذا المعنى، وأعتقد الموضوع بين أحداث درعا وبين الخطاب خمسة أيام أو أربعة فترة قصيرة ما كانت طويلة، فشعرت بالسرور أن شخص حكى كلمة أنا أُريد أن أحكيها، والله ما كان مطلب كبير قبل وما كنا نتوقع أن نصل لهنا، لكن لما قال حكي فاضي ستفرح لأن هناك أشخاص مرات تحكي كلمة وحسدته لازم أنا قلت هذه الكلمة قبله، لكن سبحان الله نقاش.
وبعد فترة حتى رغم أن بداية الأحداث أعتبر حلب كانت في بيئة نوعًا ما النظام لا يريد بحلب المدينة تحديدًا أن تصل لأي مرحلة تانية إذا فلتت الأمور في حلب ورأينا كم ركز على حلب إن كان بالسلمية بداية المرحلة حاول قدر المستطاع يُكون مشهدًا أنه في حلب لا يحاول أن يستفز بصراحة مثل باقي المحافظات التي كانت مشتعلة، وفي باقي المحافظات نوعًا ما وكان في حلب محاولات للخروج.
أذكر في نقاشات وصلت لمرحلة متطورة وصار فيها أريحية بين الشباب نفسهم وصار عدد من الذين اعتقلوا وطلعوا بعد فترة مثلا شهر مثل أخوالي الإثنين اعتقلوهم جاؤوا على حريتان أخذوهم مع صهرنا و وقعوا على أمور، وبعدها على سجن حلب المركزي وطلعوا بعد شهر، كان المشهد غريب شخص يُعتقل بقضية سياسية ويطلع بعد شهر هذا بصراحة تطور كبير، والنظام يُحاول من خلاله أن يمتص غضب القاعدة الشعبية لكنه مهد بصراحة أن باشرت مرحلة جديدة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/08/11
الموضوع الرئیس
بداية الثورة في حلبأوضاع ما قبل الثورةكود الشهادة
SMI/OH/76-01/
أجرى المقابلة
بدر طالب
مكان المقابلة
اعزاز
التصنيف
مدني
المجال الزمني
قبل الثورة حتى 2011
updatedAt
2024/04/22
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-مدينة حلبمحافظة حلب-مسقانشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
جماعة الإخوان المسلمين (سورية)
شعبة الأمن السياسي
جامعة حلب (نظام)
قناة أورينت / المشرق
حزب البعث العربي الاشتراكي
سجن تدمر
قناة بردى الفضائية