معاناة المعتقلين داخل سجون نظام الأسد
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:19:39:16
استمرينا بهذا الوضع حتى خرجنا للأسف، وأتذكر أحد الأشخاص الذين أحضروهم وهو أسامة الهبالي ناشط معروف في مدينة حمص، كان يتعالج في لبنان، وفي عودته على الخالدية للأسف اعتقلوه على الحدود على حدود لبنان الخالدية، فأتذكر أحضروه لعندنا وكانت يده مضروبة بشكل كبير، وكان يجري لها العمليات، فتم اعتقاله، وأنا حاولت أسحبه لطرفي كوني أعرفه وهو يعرفني، وعندما رآني قال لي: على أساس خرجت، قلت: هذا أنا في الخارج!! كان بجانبي مساحة و لو قليلة، فأحضرته لمكان ما كنا جالسين كي نُساعده ولا يختلط بالآخرين كونه جديد، فمن الحديث أنت كيف أمسكوا بك؟ قال: على الحدود، قلت: تعرف أنك مطلوب وتذهب للحدود، قلنا له: يعينك الله الله يحمل معك، وهل كان معك شيء؟ قال: نعم، ثلاثة هاردات مليئة.
جاء دور التحقيق معي، وأتذكر أول مرة ضُربت ضربة بالأخضر الإبراهيمي المعروف الأخضر الإبراهيمي (اسم أطلقه السجانين على أنبوب المياه يستخدم للتعذيب يراد به التهكم والاستهزاء بقدرة مبعوث الجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الابراهيمي على منعهم من تعذيب المعتقلين- المحرر)، وأخذوني على المحقق مقيد ويدي للخلف ومغلق على عيوني، فقال لي: يا قباني احكي لي، قلت: ماذا سأحكي لك؟ قال: ثواني، طبعًا كانوا تركوني كل هذه الفترة لنكتشف، وعندما قال: ثواني، أخرج مكالمات مسجلة مفرغة على أوراق، مكالمة أسمعني بما تكلمت؟ والثانية بما قلت، فعرفت أنهم مفرغين كل شيء، كان لدي خطين تم تسجيلهم وتم تفريغهم، وأشخاص معترفين علي أشخاص أعرفهم وأشخاص لا أعرفهم، فحاولت أن أُعطيه الشيء الذي لا يضر العالم، بالنسبة للشام قلت له: تم التحقيق معي في الشام، قال: لا هنا سنعيد التحقيق، وأول جلسة قال لي: سنعيد التحقيق معك، فعندما أراني الأوراق وما هو مذكور في المكالمات وأشخاص أعرفهم وتم اعتقالهم وكيف اعترفوا علي أنا بصراحة أيقنت أنا شخص ما عاد أطلع من هنا نهائيًا، أنا ميت ميت فسأحاول ألا أُعطيهم شيء، فتم التعذيب جلسة تعذيب بدأت تم رفع البالنجو مع عدة أشخاص موجودين، والبالنجو لا يرفعك فيه بغرفة لوحدك يرفعك مع عدة أشخاص يكونون موجودين ويكون معك سجان هو يعذبك ويُنزل هذا أو ذاك بأمر الضابط، والبالنجو هو شبح من الخلف يتم تكبيلنا يدينا تكون للوراء ويُدخل فيها قشاط فيها طويل كثير ويتم تعليقه على الجدار، فاليدين ترتفع لفوق وأصابعنا بالأرض، فيتم تخدير أيدينا وتخدير أصابع الرجلين هذا هو البالنجو، حتى مرة شاب تم اعتقاله معنا قال: يا سيدي أنا سأعترف، قال له: بماذا ستعترف؟ قال له: يا سيدي بما تُريده، أنا كنت مساعد لأسامة بن لادن وتفجيرات 11 سبتمبر، فنحن الموجودون ما قدرنا نضبط أنفسنا صرنا نضحك، لكن على الضحك ظن أننا نبكي، فقال لنا: لا تبكي أنت وإياه لا تبكي.
فكانت تصير معنا حتى طرق كثيرة ونحن في السجن، مثلَا عيد الأضحى كنا في السجن يأتي شخص من آخر المهجع ونحن بأول المهجع فيقول: السلام عليكم كل عام وأنتم بخير يا شباب، وأنتم بخير وتفضل، لا عراسي سأذهب لبيت حماي!! وأين بيت حماك؟ انت على من تتخوت؟؟! تفضل اشرب الشاي، وليس لدينا شاي، فحاولنا لنخلق جو لنا يُعطينا آمال لنطلع من الجو الذي نحن فيه ونحاول أن نظل متماسكين ما أمكننا ذلك، ونجحنا بهذا الشيء بشكل من الأشكال.
بالنسبة لجلسة التعذيب والتحقيق وبعدما بقيت بحدود الساعة والنصف مرفوع على البلنجو أنزلني وقال: ستعترف، ع وعلى ماذا سأعترف؟ وأُوقع على ورقة بيضاء، قلت: لا أوقع على ورقة بيضاء، ويا حيوان ومسبات وشتائم، يعني يُريدني أن أبصم على ورقة بيضاء وهو يملؤها، فأنا لم أرضَ بهذا الشيء.
تم إدخالي على السجن وثاني يوم لم أخرج للتحقيق ولكن على التعذيب أنا وعدة أشخاص، وأذكر هناك شخص فسد علينا أننا نُساعد الأشخاص الذين يأتون من التحقيق ونقول لهم: الغوا هذه التهم واتركوا هذه التهم، فتم إخراجنا وتعرضنا لجلسة تعذيب مرتبة بساط الريح نُسميه عندنا في سورية على الدولاب وأيضًا قتلة بالأخضر الإبراهيمي، حفلة مرتبة لمدة ساعتين أو ثلاثة ورجعونا منهنهين، وبعد أربعة أو خمسة أيام كانت جلسة تحقيق ثانية، وقال لي: لن أُعيد لك التحقيق جاء ملفك من دمشق وسنتابع ملفك وآخذ منك إضافات صغيرة، ولنرى بعدها ما سيحصل، فأنا هنا قلت: الله يستر أكيد محكمة ميدانية كون جاء ملفي من الشام، وسيأخذ إضافات صغيرة وبعدها إما على صيدنايا أو محكمة ميدانية، فصار يسألني مثلًا: من أبو أنس من فلان من فلان؟ هلق وأبو أنس آخر مرة أتذكر كان في المناطق المحررة، فأقول له من هو، والأشخاص الذين أعرف أنهم موجودين بمناطق تحت سيطرة النظام أقول: لا أعرفهم وأحاول أنكر ومهما تم تعذيبي أنكر، وبعدها تقريبًا بحدود جلستين فقط لا غير بعدها أخذوني وبقيت منسي بحدود ثلاثة أسابيع ولا أحد ينتكش في فقط اسمع اسمي بالتفقد المسائي، ونحن قبل أن ننام يأتي السجان معه قائمة وأي شخص يقول اسمه يقول حاضر كي يعرف وهذا يُسموه التفقد المسائي في المهجع.
بعدها في ذلك الوقت بدأ يخرج أسامة هبالة على التحقيق وعلى التعذيب كان يتعذب تعذيبًا شديدًا بصراحة، ونعلم بعد ذلك أن الهاردات كان فيها صور لمظاهرات صور الاقتحامات من قبل "الجيش الحر" وصور لعبد الرزاق طلاس والفيديوهات لعبد الرزاق طلاس وهو يدخل على عدة أماكن، وهو حدثنا بما يوجد في الهاردات بعد جلسة التعذيب، وحتى الآن لا نعرف أين هو بصراحة؟ (أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل أسامة الهبالي في سجن صيدنايا تحت التعذيب بعد خمس سنوات من الاختفاء القسري- المحرر) هل تم قتله تحت التعذيب أم استشهد أم تم تحويله على فرع صيدنايا، وأنا لما خرجت افترقنا هنا، خرجت من السجن كان يوم جمعة فنادى السجان على اسمي: جهز حالك البس ثيابك، وعندما يقول للشخص البس ثيابك فهو إما ترحيل على فرع ثاني وإما إخلاء سبيل من الفرع، فلبست، وأتذكر يومها جاءني أكثر من 30 شخص أخبر أهلي أخبر أهلي، فقلت: يا جماعة أنا إذا بقدر أحفظ وأظل أذكره أربع أرقام أو خمس أرقام فقط لا غير ما بقدر أحفظ 50 رقم، فالمضطر كثير أعطوني أرقامهم كي أُخبر أهله، فأخذت أكثر العالم المضطرة أرقامها لأني غير قادر أن أحفظ الكل للأسف، ولو معي ورقة وقلم كنت سجلت كل الأرقام وأخبرت أهاليهم، فسجلت أربع أرقام أو خمس أرقام وأخبرت أهاليهم، وأسامة هبالة منهم أخبرتهم أنه معتقل بالسجن.
عندما تم استدعائي لعند ضابط أو مدير الفرع بصراحة لا أعرف من هو؟ وأنا طبعا لست مكلبش(مقيد) نهائيًا وألبس ثيابي وعيوني غير مغطاة، ولهذا عرفت أنني إخلاء سبيل، وأنا على الباب سألت السجان: أنا ترحيل أو إخلاء سبيل، قال لي: إخلاء سبيل، فكانت فرحة وما كان شيء يسعني، أخذني على غرفة فخمة وجلست فيها، وكان فيها شخص لا أعرف هل هو رئيس الفرع أو ضابط كبير موجود، فقال لي: هل ستخرج مظاهرات، قلت له: لا لن أخرج مظاهرات، قال: نُريدك أن تتعاون معنا، قلنا له: تمام ما في مشكلة أتعامل معكم، وأعاد مرة أخرى: هل ستخرج مظاهرات؟ قلت له: يا أخي هذه الشريحة وجدوها معي وكسرتها، وماذا تريد أكثر من ذلك، قال: تمام، خذه ليتعرف على الضابط الفلاني وليأخذ رقمه، فأخذنا العسكري، وهنا رأيت الناس بلباس عسكري في الفرع، فأخذنا لعند نقيب أخذ رقمي أخذ معلوماتي، وقال: هذا الرقم إذا صار أي شيء أخبرنا، قلت له: تمام.
أنا في ذلك الوقت لا يمكن أن أقول له: لن أتعاون معكم يمكن يقول لك: انزل لتحت، فستحاول تسايره حتى تخرج من الفرع، فسايرته لأبعد الحدود أنا حتى العسكري أعطاني سيكاره، هل تُدخن؟ قلت له: نعم، قال لي: هذه سيكاره، ودخنتها بشراهة كوني منذ فترة كبيرة ما دخنت.
بعد شهرين ونصف بشكل تقريبي خرجت، فأتذكر حتى كان يوجد دكان بعد الفرع بـ 50 م ذهبت وسألته: لديك دخان كون رجعت لي أماناتي حتى كان معي بحدود 2000 ليرة تركوها لي ولا أعرف كيف، ولأول مرة تصير، فقلت له: عندك دخان، قال: نعم، قلت له: أي باكيت، فأعطاني باكيت فتحته وجدته مضروب معفن فدخنته وأشعر أنه شغلة كبيرة ، وبعد 200 م واجهت دورية أمن دولة كونه كان يوم جمعة ويوم الجمعة تعرف فيه مظاهرات فكانت الدوريات طيارة منتشرة على الطريق، وكنت في التاكسي ذاهب على حي الوعر، وفي التاكسي أتذكر قال لي: هويتك، كنا بصمنا بيدنا اليسار، قال لي: من أين؟ قلت له: من الأمن العسكري طالع، قال لي: انزل، فقلت له: لن أنزل، تجادلنا فنزلت، وقال: سنذهب لشرب القهوة عنا في الفرع، قلت له: لا أريد القهوة، وبين أخذ ورد، قلت له: معي هذا المبلغ وهذا الجوال خدهم ولا أُريد منك شيء فقط اتركني أذهب، قال: سأكتب لك رقمي على ورقة وأي شيء يصير عندكم في الوعر أخبرنا به، قلت له: تمام هات الرقم وعندما أصل لكل حادث حديث.
وأتذكر فورًا ذهبت من طريق الملعب البلدي من شارع الخراب على حي الوعر، وبقيت لمدة أسبوع بعدها سافرت على لبنان.
أول ما وصلت على حي الوعر لعند أهلي فأول ما دخلت كانت لحيتي طويلة وشعري طويل، فقالت لي أمي: أين كنت، قلت: كنت عند بيت خالتي، من خالتك؟ خالتي التانيين وليس خالتي أختك، قالت لي: كنت في الداخل، قلت: نعم، لا أحد يعرف، لأنه تم اعتقالي اعتقلت قسري وتعسفي لا أحد يعرف أين أنا؟ وأنا لم أُخبر أحد أنني سأخرج كيلا يتم يتداول الأمر وممكن عندك إخبارية فاعتقل من جديد.
فأذكر بوقتها قالت لي: سأحمي لك الحمام كي تستحم وتغير ثيابك وهذه الأمور، وبوقتها قلت لهم: لا أُريد شيئًا سوى فنجان قهوة وفيروز بسبب العقدة التي شكلها لنا السجان ذلك الوقت كنا نشم رائحة القهوة ونسمع أغاني فيروز في الصباح كل يوم، وفي المساء أم كلثوم ورائحة الأرجيلة تدخل لعندنا.
صدقني كان هناك أشخاص يُعذبون نفسيًا وتبكي، وأنا أهلي ليس عندي تواصل معهم بشكل كبير كية أُعرضهم للخطر أو أُسبب لهم أي خطر على حياتهم، فأين أذهب لا أحد يعرف؟ والسبب الثاني أمنيات بالنسبة لي، وكانت تحركاتي يعرفها إثنين أو ثلاثة أو أربعة وأشخاص أنا أعرف تحركاتهم، نُحاول عمل حلقات ضيقة بحيث إذا وقعت مثلما يقولون عنقود العنب إذا وقعت حبة عنب لا يفرط كل العنقود،وهذا الشيء كنا عملناه في لجان التنسيق المحلية وخاصة بتنسيقية حمص.
رأيت بعض الناشطين شخص اسمه فخر كان معنا في لجان التنسيق المحلية وعدة أشخاص اتصلت بعمر [إدلبي] وأخبرته بخروجي وأنني سأذهب إلى لبنان لأن الضابط قبل أن يتركني قال لي بشكل غير مباشر إذا مرة ثالثة نعتقلك فأنت إعدام ميداني فورًا بأرضك سنقتلك، فقلت له: يجب أن أذهب لخارج البلد، وكيف الطريقة التي سأخرج فيها، وقال لي: حين تصل على لبنان كلمنا، وكان عمر خرج من لبنان.
وعلى أساسها بقيت بحدود أسبوعين أُحاول لأجد طريقة وأخرج من حمص على لبنان، وجدت الطريقة وخرجت من حمص على لبنان عن طريق الشيخ صفوان مشارقة، وكان مدير أوقاف حمص وكان يُساعد الشباب بشكل من الأشكال أطلق سراح عدة معتقلين تواسط لهم مع المخابرات الجوية أو في مكان ثاني، فهو ساعدني على الحدود وحذف اسمي على الحدود في حمص وأرسل معي سيارة وتمكنت أن أذهب إلى لبنان،هو استشهد في حي الوعر وهو يُلقى خطبة من خطب الجمعة بقذيفة على الجامع تم قتله فورًا و واستشهد على أثر هذا الشيء.
خرجت من حمص إلى لبنان، وفي لبنان بقيت بحدود ثلاثة أسابيع أتعالج أصابني التهاب كبد فيروسي ولم أستطع تناول الطعام أو الشرب بسبب سوء التغذية التي كانت موجودة في الفرع، وبقيت أتعالج بحدود الأسبوعين وكان العلاج غاليًا بصراحة وباهظ الثمن، وعندما كنت في لبنان طلعت مقابلة مع" سكاي نيوز" مقابلة معهم أشرح فيها أوضاع المعتقلين وأوضاع الاعتقال في سورية، وما يحدث في سورية بشكل عام، أتذكر على "سكاي نيوز العربية" وشرحت لهم بمكتبهم في بيروت، وبعدها كان نشاطي شبه متوقف حتى الشخص يخرج من الصدمة التي هو عاشها فعليًا.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/08/04
الموضوع الرئیس
أساليب التعذيب في معتقلات الأسدكود الشهادة
SMI/OH/42-12/
أجرى المقابلة
يوسف الموسى
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2012/01/01
updatedAt
2024/04/14
المنطقة الجغرافية
محافظة حمص-الوعرمحافظة حمص-مدينة حمصشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
لجان التنسيق المحلية في سوريا
فرع الأمن العسكري في حمص 261
قناة سكاي نيوز عربية