توسع رقعة المظاهرات في اعزاز وسقوط أول شهيد
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:16:28:17
قلت لك ركزت أكثر شيء على أول مظاهرة لأنها تُعتبر نقلة بحياة كل إنسان، وأول مظاهرة تُشارك فيها تُعتبر أكبر مرحلة أو أكبر نقطة تحول بتاريخ حياتك كلها، من نظام قمعك وأماتك 40 سنة، وأنت تقف في الشارع تهتف ضده والوحيدين السوريين يُمكن يفهمون هذا الإحساس أنك تهتف ضد النظام بمناطق مسيطر عليها.
كنا ذاهبين على المظاهرة يعني أذكر أنا أول مظاهرة كنت ألبس البيجاما والبوط والكل طبعًا كنا تجهزنا للركض وللمقاومة ولكل شيء، وطلعنا في المظاهرة ولحظة صرت تخرج وتصيح ضد النظام هذا حقيقة هو لحظة تُفكر فيها من 30 سنة من 20 سنة، وهذا اليوم الذي لتعيشه وتهتف ضد النظام، وحقيقة خلال المظاهرة كان الشباب ركضنا نلف بعضنا أننا نتظاهر وطلعنا مظاهرة، وأحد الشباب لم نُخبره ما كنت أنت تثق بأي شخص تدعيه للمظاهرة، وصرنا نقول: فلان هل ممكن يطلع معنا أم لا يطلع معنا، فما دعينا أو لم نجرؤ بصراحة، ولما طلعت المظاهرة هو رفيقنا ويوميًا نسهر مع بعض لكن لم نُخبره أننا سنطلع مظاهرة، فلما طلعت المظاهرة جاء والتحق بعدها بالمظاهرة وبدأ يضربنا لأننا لم نُخبره بمظاهرة اليوم، وكنا نتصافح و نُهنئ بعضنا لأننا طلعنا بأول مظاهرة، فهي شعور فرح شعور إنجاز الحقيقة هو إنجاز، لا تفكر أنك ستُسقط النظام في ذلك الوقت أنت حلمك أن تطلع ضده وتهتف ضده يعني أنت كسرت القيود بالنسبة لك، وهي تُعادل فرحة سقوط النظام يعني أنت طلعت أول مظاهرة ضده، وأعتقد يوم سيسقط النظام لن نفرح مثل الفرح أول مظاهرة، وهكذا كانت انطباعات الفرح للمتظاهرين كنا نلف بعضنا ننظر ببعضنا وفرحين حتى أنك تتظاهر مع هذا العدد هذا يعني أنك لست الوحيد بل كلنا نتشارك نفس الألم نفس التفكير نفس الحلم، وهي ليست مجرد فكرة عابرة في المجتمع أنت جزء من مجتمع كامل يُفكر نفس التفكير، وحين ترى الخياط والأستاذ والمهندس والدكتور وكلهم بدون تنسيق مسبق، وقلت لك يمكن تُنسق مع عشرة مع 20 شخص، وكم أنتم متشاركين نفس الحلم وكم هذا الوجع جماعي والمشروع جماعي بالنسبة لكثير فئات المجتمع الذين التقوا بدون شيء مسبق.
كان هذا دافع لأنك تُكمل بهذه الطريقة و تكمل المظاهرات تُكمل هذه الفكرة، لأنها هي بالأخير فكرة مجتمع ما هي فكرة جماعتك أو عائلتك أو رفاقك هي فكرة مجتمع ككل، وكانت هي دافع أو مشجع لتوسع عملك لتتعرف على الأشخاص الذين يُشاركون هذا الشيء، وفجأة تجد 2000 أو 3000 شخص معك من مدينتك تجرؤوا أن يتحدثوا، وهناك ناس وراءهم تُشاركك نفس الحلم لكن لا يستطيعون.
انتهت المظاهرة ورجعنا على بيوتنا، قلت لك أنت حررت الأقصى أسقطت النظام رجعت لبيتك وقد أنجزت، وصلت للبيت تفاجأت بأبي ضربني بكفه حين دخلت من الباب، وأنا فرح لأنني كنت في بالمظاهرة، وأهلي لديهم خبر أنني كنت في المظاهرة، وكانت استمرت ساعة انتشر الخبر بكل اعزاز عن المظاهرة التي دارت كل الشوارع، وكل من كان في المظاهرة تجادل مع أهله، طبعًا من الخوف على أولادها، لأنك تروح ربما لا ترجع، وأنا لما دخلت أبي ضربني قال لي: أنت العبارة الترند بأول ثورة أنت لم ترى الذي عانيناه في الثمانينات، وهذه العبارة كانت الأكثر رواجًا في ذلك الوقت، وهذا من الويلات والقصص التي شهدها الناس في الثمانينات والناس التي ذهبت ولم ترجع.
كان يقين عن أولئك الناس التي عاشت في تلك الفترة أن هذا النظام مجرم، ولا تتخيل أنه نفس نظام تونس ونفس نظام مصر هذا النظام أكثر إجرامًا، وحين تخرج ضده ستذهب ولن ترجع، وهناك تجربة سابقة والنظام يعمل لكم كمين مثل الثمانينات، وأنتم الآن ستأخذون مجدكم وتتظاهرون ليعرف من ضده ثم سيعتقلكم ولن تخرجوا.
فالعبارة التي وجهوها لنا: أنتم لم تُشاهدوا ما حصل معنا في الثمانينات، وهذا هو الخوف للفئة التي أكبر منا وما شاركت والسبب الرئيسي إجرام النظام في الثمانينات والتجربة التي عاشتها الناس جعل الخروج في المظاهرات حكرًا على فئة الشباب في 2011 وأغلبهم ما عرف أفعال النظام، وللأسف النظام أجرم بطريقة جديدة، والنظام في الثمانينات أجرم في المعتقلات في ثورة 2011 الإجرام تحول للشوارع، والنظام أجرم مثل الثمانينات وأكثر، ورأينا أمورًا مثل الثمانينات وأبشع، والناس التي عاشت فترة الثمانينات حُكي لها أو رُوي لها ما فعل النظام في المعتقلات والإجرام الذي نفذه في المعتقلات ، أما في ثورة 2011 الناس شاهدت في الشوارع إجرام النظام، ولم يبقَ أحد لم يُشاهد إجرام النظام.
فالناس كلها رجعت على البيوت، وصارت صدامات بكل البيوت عن موضوع ستخرب بيتنا ستموت ولن ترجع والنظام لن يترككم، و لا يوجد شخص لم يتصادم مع أهله أعتقد ذلك اليوم، وهذه كانت ردة الفعل من المجتمع ككل.
بالفعل بعد أسبوع النظام عمل حملة اعتقالات في اعزاز، ومن ضمن الذين اعتقلوا حكم داديخي خالي هو طبيب، وطبيب آخر اسمه حسن عشاوي، واعتقل النظام أشخاصًا مؤثرين، وتحس النظام دائمًا بتصرفاته يخدمك لتكون ضده يعني النظام يصنع أعداءه، وهو اعتقل فئة الأشخاص الذين ليس عليهم جدال أبدًا، وكانت المظاهرة فيها 3000 شخص من ضمنها أشخاص مطلوبين لقضايا جنائية على فكرة مهرب على سبيل المثال مهربين اعتقل الأشخاص الذين ليس عليهم أي جدال في البلد، وأثبت لك أن حراكه ضد فئات واعية، وكل من اعتقلهم جامعيين 20 شخص وبينهم طبيبين حكم داديخي وحسن عشاوي ومنهم محمود صالو وخالد حاجولة تاجر هم أشخاص صفحتهم بيضاء، و لا يمكن أن تجد أي مبرر للنظام لاعتقالهم، واعتقل محمود صالو وخالد حاجولة اعتقل ابن محمود صالو ولد عمره 11 سنة، كانوا جاؤوا فجأة بعد أسبوع تقريبًا في الليل طبوا على البيوت اعتقلوا 20 شخص من عزاز.
قلت لك صارت حالة رعب يعني الشيء الذي حكته الناس سيصير حقيقة، بدأت حملة الاعتقالات ولم يعرف أحد أين أخذوهم، أخذوهم على أمن الدولة أمن الدولة الذي اعتقلهم وأخذوهم على حلب، وهنا كان الاستحقاق الحقيقي أمام المتظاهرين، والنظام بدأ بجدية، والناس تقول لنا: هل رأيتم؟ قلنالكم ستعتقلون عشر سنين 20 سنة وقلنا لكم سيتم تصفيتهم، ومن هذا الحديث.
بعد 10 أيام أو 15 يوم طلعوا لتحس أن النظام شجعك تتظاهر إذا بسجن 15 يوم محلولة طبعًا هنا سرديات أغاني "أورينت" يا ظلام السجن خيم والحالة التي تعيشها يعني أنا طالع لأضحي فإذا التضحية بـ 15 يوم ما أحلاها سنطلع نتظاهر مرة ثانية.
صار شيء مشجع بالنسبة لنا لنرجع في الجمعة التي بعدها، وخرجت المظاهرات بعدها جاءت حملة ثانية للأمن، والذين اعتقلوهم أخذوهم على الشام من ضمنهم علاء عشاوي وقد استشهد ثم رجعوا اعتقلوا من اعتقلوهم في الحملة الأولى اعتقلوا محمد صالو وغيره نسيت الأسماء وهؤلاء أخذوهم على الشام، وخرجوا بعد فترة طويلة، وهمدت المظاهرات، وكل حملة اعتقالات ضخمة يصير انخفاض بوتيرة المظاهرات.
بعد شهر بدأ النظام بقمع المظاهرات الصغيرة فتحولنا للمظاهرات الطيارة ضمن الأسبوع صرنا نُكثف حركة التظاهر، وتوسعت دائرة التظاهر في كل المناطق، وكل أسبوع تدخل عشرات المناطق الجديدة لخريطة التظاهر.
في 22 تموز/ يوليو قلت لك النظام كان يقمع المظاهرات بالهراوات والغاز المسيل للدموع وتصير صدامات بيننا وبين الأمن، في جمعة 22 تموز/ يوليو أمام باب السوق كانت أول مظاهرة النظام قتل شابًا اسمه باسم مرعنازي من اعزاز، وأسعفه الشباب النظام أطلق الرصاص عليه بشكل مباشر وأُصيب بطلقة بصدره أسعفه الشباب على تل رفعت وتوفي، وصارت الناس كلها تكتب على الغرف توفى باسم مرعنازي هو توفى بأرضه.
كانت حالة الغضب العارمة الناس نزلت على الشوارع طلعت على المظاهرات سيأتي باسم مرعنازي ليتم تشيعه طبعًا من طريق تل رفعت فالناس كلها تتجمع أول طريق تل رفعت، وأحضروا باسم مرعنازي وكانت المظاهرة حاشدة جدًا ودفناه في مقبرة الشيخ سعد في اعزاز بعد أن درنا فيه في الشوارع، ووصل العدد الضخم جدًا بعد ما دفناه وتحولت الأعمال لصدام بين المتظاهرين وعددهم بالآلاف وفروع الأمن إطلاق الرصاص علينا إطلاق الغازات المسيلة للدموع، ووقتها كان الدوار هو حالياً دوار الكفين كان يوجد تمثال لحافظ الأسد، والمتظاهرين حاولنا نكسره تم تشويهه ولكن ما استطعنا أن نقلعه، طبعًا الأمن الهجمة كانت كبيرة عليه كان معنا الحجار فتراجع الأمن حتى سيطرنا على منطقة الدوار التي حول التمثال حاول المتظاهرين أن يكسروه تشوه لكن لم نستطع أن نقلعه، وتراجع الأمن لعند الفروع الأمنية من كثافة المتظاهرين، وكان يومًا انتقل لمرحلة العنف النظام تحول لمرحلة العنف بقمع المظاهرات.
طبعًا كل مظاهرة خلال ثواني يأتي 300 عسكري، فأخذ منحى قمع المظاهرات صاروا يدحمون علينا السيارات تدخل علينا على المظاهرة وتعس المتظاهرين وإطلاق الرصاص ومن أول دقيقة أطلقوا الرصاص، والنظام يقمع المظاهرات بأي طريقة، وهنا انتقلنا لموضوع الحراك السري رجعنا لمرحلة مظاهرات طيارة بعد ذلك اليوم بوجود الأمن ما خرجت مظاهرات ضخمة المظاهرات كلها مظاهرات طيارة تطلع بعد خمس لعشر دقائق كل سيارات الأمن تأتي وإطلاق الرصاص بشكل مباشر، والأمن صار ينتشر سابقًا كان حفظ النظام بعدها صار الأمن كلهم يحملون بواريد، فأنت يقابلك ببواريد وليس هروانات أطلق الرصاص على أي مظاهرة، وصار شيء طبيعي، والمظاهرات تحولت لمظاهرات طيارة حتى الاحتجاجات كانت تدخلت الاحتجاجات مثلًا هذا تمثال الرئيس الناس ترش عليه اللون الأحمر، ومرة وضعنا له دواليب في الليل وأشعلناها.
الاحتجاجات انتقلت من المظاهرات الضخمة للمظاهرات الطيارة نتظاهر هنا بعد ثلاثة ثواني يأتي الأمن، والأمن دائمًا مستنفر وكثف تواجده في الشوارع، وخلال هذه الفترات السابقة الأمن صاروا يلتقون بوجهاء العيل، وأن هؤلاء إنه مخربين كل عائلة يلتقون فيها، ويجب أن تمنعوا أولادكم و لا تدعوهم يتظاهروا، فصار ضغط على المتظاهرين من قبل وجهاء عوائلهم طبعًا الوجهاء كانوا كبارية العيلة، وهم دائمًا يحلون مشكلة العائلة وله نفوذ ضمن النظام إذا عندك أي مشكلة هو معارفه ضمن الدولة يحلها لك، فصار ضغط أيضًا على العوائل وعلى الكبارية أن امنعوا أولادكم، مثلًا جاؤوا على أبي أن ابنك يتظاهر يجب أن يتوقف، وصاروا يستخدمون كل الأساليب، والذي يحصلوا عليه في المظاهرة يعتقلوه ويضربوه، ويذهبون على والد كل شخص بشخصه، واستمر ذلك حتى تحولت بعدها لننتقل للعمل المسلح واستهداف الأمن.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2023/10/23
الموضوع الرئیس
التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدالحراك في حلبكود الشهادة
SMI/OH/218-04/
أجرى المقابلة
خليل الدالاتي
مكان المقابلة
اعزاز
التصنيف
مدني
المجال الزمني
5-7/2011
updatedAt
2024/08/12
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-مدينة اعزازشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية