انحسار تواجد أمن وجيش نظام الأسد في اعزاز
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:16:41:09
بعد أن خرجنا في 25 شباط/ فبراير من اعزاز استقرينا في تل رفعت، وكنا خائفين كان الجيش بكل قوته في اعزاز، وبعد يومين بدأ الجيش يخرج من المدينة، و لا نستطيع الرجوع للمدينة لأن الجيش رجع يتحرك في المدينة و الأمن يتحرك في المدينة، وبعد أربعة أيام الطفل الذي أُصيب اسمه بشير علوي بعد أربعة أيام تقريبًا توفى، وكنا في تل رفعت، ودخلنا على اعزاز العصر دخلنا دفناه ورجعنا، كانت مثل جس نبض، ولما دخلنا دفناه ورجعنا لم يحصل شيء، وبدأت الأفكار بعدما تتحاصر وتصير خارج مدينتك يصير تفكيرك كيف سترجع عليها، والأمور بعد دخول الجيش وانتشاره وضربه لأي شيء فالأمر حُتم المواجهة العسكرية هي الحل الوحيد، وبدأت الخطط تُوضع على هذا الأساس، فكان أول هدف وضعه الشباب لما وصلنا تل رفعت والتقينا بشاب اسمه عقبة خلوف أبو محمود الحموي كان منشق من الجنائية بدأ التحريض والتفكير، والشباب يفكرون كيف سيضربون الجنائية كون أبو محمود هو خبير فيها، فالشباب أخذوا القرار باستهداف الجنائية وأمن الدولة، وتم التجهيز للعملية من الشباب أنفسهم الذين كنا في تل رفعت، وكان السلاح محدود وعدد الشباب الذين شاركوا باستهداف الفرعين لا يتجاوزون 30-25 شابًا غالبيتهم من الشباب المقيمين في تل رفعت، والسلاح الذي معهم سلاح بسيط جدًا هي بواريد روسية وبواريد صيد، ووُضعت الخطة، والشباب الموجودين هناك في تل رفعت ساعدوا وأمنوا الأمور اللوجستية ساعدوا الشباب ببعض السلاح والعبوات، وكانت عبوات أو قنابل محلية الصنع كانت بدايات مراحل التصنيع في الثورة يُصنع بشكل بدائي عبارة عن عبوات وقنابل كنا نُسميها [أم الفتيل] هي بدائية، فالشباب ساعدوهم أمنوا لهم السلاح والقنابل محلية الصنع.
كان الهجوم الساعة التاسعة، وفي الشتاء في 9 آذار/ مارس، وكانت ساعة الصفر الساعة التاسعة، وكان ممن شارك من اعزاز حاتم موسى وعمار داديخي وعادل كلزية وشريف جعفر دربالة، وهذه الأسماء التي في بالي من الذين شاركوا، وكان من تل رفعت شاب اسمه صبري السكران ومعه عدة شباب أيضًا من تل رفعت سبعة أو ثمانية شباب شاركوا في العملية.
و نتحدث عن شباب بسيطين أول مرة يحملون السلاح وليس عندهم أي خبرة، فلما هاجموا الجنائية ولها بابين باب أمامي وباب خلفي وضعوا أول عبوة على الباب، وكانوا يظنون أن هذه العبوة ستُزيل الجنائية كلها، وفجروها فكان أثرها محدود حتى الباب لم يُصبه شيء، ولما طلع الضوء رأينا ثقب صغير في الباب، والشباب صاروا يُشغلون القنابل الصغيرة ويرموها على الجنائية، وكان حاتم موسى وماهر ديموق، وكان هذا الأول على اعزاز كان مجموعه في الثانوية التام، وكان طالب طب، وكانوا يُشعلون القنبلة لما أشعلوها انفجرت بيدهم، وعلى أثر انفجارها استشهد ماهر ديموق وبُترت يد حاتم موسى طبعًا استشهد ماهر ديموق بأرضه، وأكمل الشباب الهجوم حتى عناصر الجنائية انسحبوا فورًا، واستمرت المقاومة حوالي الساعة وطلعوا خارج الجنائية، وسيطر الشباب على الجنائية، وكانت الفكرة تحصيل السلاح وهي مهاجمة الفروع، ووقتها طلعت أول مرة المروحية في الليل طلعت الطيارة لأول مرة علينا، فكانت شغلة كبيرة، فالشباب فورًا انسحبوا بعدها، وطبعا لما طلع الضوء دخلنا على الجنائية كانت فارغة، والنظام خرج منها، وكانت الخسائر من طرفنا استشهد ماهر ديموق من طرف النظام لا أعتقد مات أحد، لأنهم طلعوا وتركوا قسمًا من سلاحهم تركوا آلياتهم كانت آليتين الشباب حرقوهم في الاشتباكات وآلية تركوها والباقي انسحب فيها الجنائية، وكان هذا أول مبنى يُسيطر عليه وأول مبنى يُصبح خارج الخدمة ضمن المدينة بنفس الوقت الأمن السياسي بنفس التوقيت أمن الدولة ضُرب وسيطر عليه الشباب و مبنى أمن الدولة كان قديمًا فتفجر بوقتها نتيجة العبوة ونتيجة الاشتباكات هُدم المبنى وخرجوا منه.
كانت هذه الخطوات بداية انحسار الأمن ضمن مبنى الأمن العسكري، ولاحقًا صارت المعارك كلها على الأمن العسكري وصار المربع الأمني للنظام كله متكدس حول الأمن العسكري، ولما هذه الأفرع ضُربوا انسحبوا باتجاه الأمن العسكري، والأمن العسكري صار يتمدد صار يأخذ البيوت التي حوله يطرد العائلات ويحول لبيوت لمقرات أمنية، فانسحب أول شيء أمن الدولة والجنائية وبعدها السياسية واستقروا بتلك المنطقة، وهذه كانت أول عملية يخوضها الشباب على فروه الأمن، والخطة كانت مشاغلة كل فروع الأمن وتركيز الهجوم على الجنائية وأمن الدولة.
اخترنا وقتها العملية في الليل لأن النظام كان لا يجرؤ أن يتحرك في الليل، والنظام رغم كل القوة التي عنده كان يشعر بخوف شديد، و لا يتحركون خائفين دائمًا، و الشباب اختاروا العملية في الليل لأن النظام لا يتحرك في الليل وأرسلوا مجموعات مشاغلة على كل فرع أمن شاب أو شابين ليضربوا عليهم طلقة أو طلقتين من بعيد كيلا يُؤازرون بعضهم، وبالفعل بوقتها كان قرار النظام لا أحد يُؤازر أحد، وكل مفرزة أو كل فرع في حال تعرض لهجوم في الليل لا يستطيعون مساعدة بعضهم، فكل فرع مسؤول عن حماية نفسه بنفسه.
كنت أستغرب مرحلة الجبن التي كانت عند عناصر النظام، والشباب الذين هجموا عليهم عددهم عشرة شباب أو 15 وليس معهم غير بواريد عددها محدود سبعة أو ثمانية بواريد وليس معهم غير مخزن أو مخزنين حتى ذخيرتهم محدودة بينما كان عناصر النظام مدربين ونظاميين ومعهم سلاح مفتوح وعددهم أكبر بكثير ومجهزين، ولكن حالة الجبن التي كانوا فيها حالة رهيبة لأنه بمجرد طلقات ضربها الشباب وبعض القنابل انسحبوا من الفرع هذا، فكان عندهم مرحلة جبن شديد، وبعد الهجوم بخمسة دقائق صاروا يطلبون التوقف لينسحبوا، فحالة الجبن كانت موجودة عند النظام لذلك لا يتحرك في الليل.
كان دور الأهالي مساعدًا جدًا، ونحن كيف دخلنا وكيف طلعنا؟ وبالأساس هذه العمليات يقوم فيها أولاد المدينة لأننا نعرف المداخل والمخارج كلها، والنظام مثلًا عنده حاجز أو عنده ثكنة لا يتحرك خارج الحاجز في الليل حتى لو صار هجوم على منطقة ثانية لا بتحرك في الليل، فكان دور الأهالي مساعدًا جدًا لنا، وفي هذه المعركة وبغير معارك كان الأهالي دائمًا يفتحون الأبواب ليختبئ الشباب عندهم والكثير يضطرون بعد المعركة أن يباتوا في بيوت ليطلع الضوء لينسحبوا أو يصير تحركات، وتستغرب لما كنا نتظاهر الأهالي يخافون أن يفتحوا الأبواب، وكثير من الناس يخافون، ولما صارت مرحلة "الجيش الحر" والقتال لا أذكر أحد لم يفتح لنا الباب، لما كنا في المظاهرات كثير ناس أغلقوا الأبواب وتخاف، وأعتقد هي حالة التضامن الأكثر أن هذا الذي يقاتل منتهي فالناس تضطر أن تضامن معه أعتقد هي مرحلة نمو الحقد على النظام عند الناس فصاروا مستعدين ليتعاونوا مع أي شخص، و لا أذكر في مرحلة الحراك المسلح أبدًا شخص أغلق الباب بوجه أحد، وكان دخول وخروج الشباب عن طريق الناس المدنيين، مثلًا الشباب ينتشرون بعد القصة ويختبئون في البيوت والناس هي تخرجهم، وأذكر لما كنت أدخل وأخرج على اعزاز يأتي مدنيون يأخذونا من تل رفعت ويدخلونا على اعزاز ويرجعونا كنا نروح ونرجع عن طريق المدنية وليس كعسكريين، ولما كنا في تل رفعت يوميا أهل اعزاز يحضرون لنا الغذاء يعني العالم من اعزاز يبعثون لنا الأكل لتل رفعت ولا نعرفهم أو ليس بيننا أي اختلاط سابق نتفاجأ ونحن في تل رفعت أن أهل اعزاز يرسلون لنا الطعام، وكان عددنا 60 يوميا يأتينا أكل من اعزاز غير الأكل الأساسي من تل رفعت، فالناس كانت كلها متضامنة أشخاص نتفاجأ فيهم حتى ما كنا تراهم بالحراك السلمي.
بوقتها دخل الأشخاص أصحاب المال، وفي الحراك السلمي رؤوس الأموال أو التجار ما كانوا يشاركون دائمًا صاحب المال بكون ضعيفًا بأنه يتصدر الحراك ضد النظام، ولما صرنا في تل رفعت تفاجأنا بشخصيات من رؤوس الأموال أو التجار، وهناك أشخاص يذكرون من بيت الويسي عائلة من اعزاز فاخر ويسي وفيصل ويسي تجار ما كان لهم أي دور كنا نحسبهم مع النظام نتفاجأ بطرق الباب علينا في تل رفعت يعطونا 200ألف أو 300 ألف أو غداء أو ثمن بواريد مثلًا وقتها كان ثمن البارودة يمكن 25.000 أو 30.000 ، وهؤلاء الأشخاص ما كان لهم أي تواصل مع الحراك السلمي، فتتفاجأ كم كان معك ناس متضامنة معك لكن كل مرحلة تظهر أشخاص جدد، وهم نفسهم ينقلونا في السيارات يرسلون سياراتهم لندخل ونخرج بها، فكانت حالة تلاحم، ومن ضمن الأشخاص مثلًا بيت الويسي هم أصحاب أموال وعندهم كازيات وهم تجار في حلب، لكن أعطونا مطحنة اختبأ فيها شباب، وكانوا يعطون الأموال هم وغيرهم، فصاروا يحضرون لنا الأكل و النقود والأمور اللوجستية وما نقصنا أي شيء ووضعنا تحسن جدًا بعد ما انحسرنا لتل رفعت وضعنا تحسن من ناحية تأمين المواد أكثر من قبلها.
الجيش بمرحلة بعد 9 آذار/ مارس بعدما ضُربت الجنائية وأمن الدولة كل فروع الأمن انسحبت صاروا يعملون مثل ثكنة عسكرية كبيرة تمركزت بمنطقة الأمن العسكري ومحيطها، والأمن العسكري يطرد العيل من البيوت التي حولهم، وكان جانب منطقة الأمن العسكري دوائر حكومية مديرية الزراعة ومبنى جديد للزراعة والزراعة القديمة دائرتين حكومية و ثانوية عبد الله رجب أخذ هذه المباني الحكومية، وبعدها لما انسحب الجنائية ركز فيها الأعداد الإضافية التي جاءته، ولما زاد العدد انسحبت لعنده الفروع الأمنية صار يطرد العوائل ووسع منطقة سيطرته وسيطر على هذا الجزء الشمالي كله من اعزاز وتمركز فيه حتى صار لا يطلع دوريات على الأجزاء الجنوبية منه، فسيطر على البيوت حتى من ضمن البيوت التي أخذها مثلًا بيوت صبحي كتو بيوت بجانب الأمن العسكري طردهم من البيوت وسكنوا فيها، وبيوت الحاج فاضل كنو طردهم و بيوت لبيت حنظل وبيوت سعيد غزلو طردهم وقتل واحدًا منهم حتى قتل صاحب البيت وطرد العائلة، فأخذ كتلة البيوت كلها وعملها ثكنات للعساكر لأنهم لا يستطيعون أن ينتشروا وكان يًجبر العائلات التي جانبهم أن يحضروا لهم الأكل والشرب مثلًا كان يبعثون المرأة على السوق لتحضر لهم الخضرة أو مستلزمات البيت وترجع.
وكان شاب اسمه أبو علي من سجو، والجيش يُقيم الحواجز في المنطقة المحيطة حوله ويتمدد، وكان فرن الذرة وهو الفرن الوحيد الذي بقي في المدينة فصار الجيش يتقدم يعمل حواجز لعنده ليرى الناس تشتري الخبز فيعتقلهم، وبوقتها كان أبو علي قادم فعرفه العساكر و أمسكوا به، فصار ينتظر الناس جانب فرن الذرة، وفرن الذرة جانب الأمن العسكري، والناس ما كانت تشتري الخبز غير من هذا المكان فيعمل كمائن وحين يرى أحد المطلوبين أو شخص شك به يُمسكه من عند فرن الذرة، فهذا الموضوع سبب أزمة في المدينة، ولم يجرؤ الناس أن تذهب لتشتري الخبز أو كانوا يبعثون الأولاد على الفرن لأنهم يخافون أن يعتقلهم العساكر، فصارت المنطقة من عند حارة الصرافين لعند الأمن العسكري لعند فرن الذرة كل هذه المنطقة انتشر فيها الجيش، وعمل حواجز ولا يطلع على باقي المدينة، فصارت المدينة شبه قُسمت نصفين بهذه الفترة نصف لا يطلع عليه الأمن نهائيًا ونصف منتشرين فيه ومسيطرين عليه.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2023/12/04
الموضوع الرئیس
المواجهات مع قوات النظامكود الشهادة
SMI/OH/218-14/
أجرى المقابلة
خليل الدالاتي
مكان المقابلة
اعزاز
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
آذار 2012
updatedAt
2024/08/12
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-مدينة اعزازمحافظة حلب-تل رفعتشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
مفرزة الأمن العسكري في اعزاز