قضاء "جيش الإسلام" على "جيش الأمة"، واللقاءات مع زهران علوش
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:23:33
بالتوازي مع العمل في مشروع الهيئة العامة (الهيئة العامة للغوطة الشرقية - المحرر) والنظام الداخلي وإقراره وعدم إقراره، وبخصوص الوضع في الغوطة، كنا نعمل على أكثر من صعيد ومجال، وفعلًا كان عام حراك بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، و[عام] تبلور خارطة سياسية وخارطة عسكرية جديدة وخارطة مؤسسية جديدة، حقيقةً كان عام 2015 غنيًا على كل هذه الأصعدة. وعلى سبيل المثال، مع بداية عام 2015، ومع بداية مشروع القيادة العسكرية الموحدة، وخلية العمل التي تعمل على النظام الداخلي، عاشت الغوطة أيضًا شيئًا جديدًا بخصوص الخارطة العسكرية في شهر كانون الثاني/ يناير أو شباط/ فبراير من العام 2015، وكان الفصيلان الأكبران في دوما هما "جيش الإسلام" و"جيش الأمة"، وفي أول ظهور القيادة العسكرية الموحدة استبشرنا خيرًا، ولكننا تأمّلنا أن تضمّ الجميع، وخصوصًا أنها لو ضمّت الكبار، فالصغار سيتفككون ويلتحقون بهم. ودخل في مشروعها حينها ثلاثة فصائل، وهم: جيش واتحاد وفيلق، وتوجهوا إلى الفصائل الصغيرة بضرورة انضوائهم، [أتحدث عن] "فيلق الرحمن" و"الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" و"جيش الإسلام"، وهم بالتسلسل: "جيش الإسلام" [قائد]، و"الاتحاد الإسلامي" نائب القائد، و"فيلق الرحمن"، تلك كانت الفصائل الكبرى. وفي تلك المرحلة كنا نرى فصيلين كبيرين وهما: "جيش الأمة" وفيلق المرج (يقصد الشاهد "فيلق عمر" – المحرر)، وفيلق المرج كان فصيلًا نواته" لواء الإمام الحسين"، واستقطب الكتائب وأسسوا تشكيلًا اسمه فيلق المرج (يقصد الشاهد "فيلق عمر" – المحرر)، وكنا نراه قوةً كبيرةً، وكنا كمدنيين نتمنى أن نرى كل هؤلاء ضمن القيادة العسكرية الموحدة، وأن يصبحوا جميعهم "الجيش الحر الموحد".
على الصعيد العسكري، كان هناك توجيه في إعلان القيادة (القيادة العسكرية الموحدة) أنهم لن يسمحوا بتشكيل كتائب وكيانات عسكرية صغيرة، وأنهم يطلبون من البقية أن ينضموا للقيادة العسكرية، وكانت صيغة الانضمام: "يمكنك الدخول إلى أي فصيل تشاء"، ولكن كانت قد بدأت تتركز حينها محورية "جيش الإسلام" وقائده الشيخ زهران علوش، والقيادة الموحدة والقائد العام، وأصبح يمارس صلاحية القائد العام.
"على الشقّ العسكري أن ينّظموا أمورهم وأن يلتقوا"، هذا كان مطلبنا كمدنيين، ولكن في كانون الثاني/ يناير عام 2015 بدأ الصراع، وفي يوم من الأيام سمعنا أن "جيش الإسلام" انقضّ على "جيش الأمة" وأنهى وجوده والتهمه وانتهى الأمر (في 4 كانون الأول/ يناير 2015)، وكان ذلك اليوم عصيبًا منذ الصباح، فشيءٌ ما يحصل في دوما، وكانا الفصيلين الأقوى في دوما، أحدهما يمثل التيار الإسلامي السلفي وهو "جيش الإسلام"، والآخر "جيش الأمة" يمثل التيار الشعبي واللون الشعبي المتعدد. وفكرة أن يكون هناك صراع، ولا نعرف أين ينتهي، وأي صراع داخلي ليس في مصلحة الغوطة، لذلك كان يومًا عصيبًا حتى المساء، ثم انتهى كل شيء، وكانت قيادات الفصيلين ومقراتهم الرئيسة في دوما، وكانت الخارطة في الغوطة حينها أن هناك في كل المناطق وجودًا لكل الفصائل. وكانت ساحة الصراع هي صراع المراكز القيادية، وتمّ القضاء على "جيش الأمة"، وكانت عملية أمنية وليست معركة، ولم يكن هناك اشتباك وصراع، إنما فجأة حوصرت المقرات، وهذا ما سمعناه، فنحن لم نكن شهودًا على الأمر، ولم نسمع بصراع وقتال وإطلاق نار على بعضهم البعض وضحايا، بل كانت عملية أمنية أكثر منها عملية عسكرية، وكانت على شكل انقضاض وإنهاء. [ويُسجَّل هنا موقف نبيل لأحمد طه (أبو صبحي طه) قائد "جيش الأمة"، حيث رفض أي بدء بالهجوم رغم المعلومات التي وصلته ليلة انقضاض "جيش الإسلام" عليه، ورفض المقاومة والصدام المسلح، وآثر التسليم حقنًا للدماء، وقد نُقل عنه قوله ليلتها: "أقبل أن أكون عبد الله المقتول لا عبد الله القاتل" – الشاهد]. لم نكن نفهم حينها حقيقة الخارطة العسكرية، وهذا خلق لدينا المخاوف، فما كنا نتمناه أن يكون هناك اندماج ودخول طوعي في مشروع القيادة العسكرية الموحدة، أو انضمام طوعي، ولكن طريقة الالتهام تلك لم نفهمها، وفي الوقت نفسه خلقت لدينا المخاوف.
بعد هذه العملية بأسبوع وصلتني دعوة [فحواها] أن" الشيخ زهران (زهران علوش – المحرر) سيعقد اجتماعًا في مقر القيادة الموحدة، وأنه دعا له 8 أشخاص من الغوطة، وأنت أحدهم"، ولكنني لم أفهم سبب هذه الدعوة أو موضوعها، وفكرت في الذهاب أو عدم الذهاب، في حال ذهابي سوف أقول ما يجب أن يُقال، ولن أكون مستمعًا فقط أو [شاهدًا على] طبخة لا أعرف ماهيتها. في الحقيقة كان لدي تردد في الحضور أو عدمه، واستشرت أصدقاءً مقربين، وهناك من أشار عليّ: "لا تذهب"، وهناك من أشار عليّ: "اذهب، وكن حذرًا"، وفي النهاية حزمت أمري على الذهاب وتقدير الوضع، وفي ذهني أنني لن أضع نفسي في موقف حضور تجميلي لمشروع ما، وسأتحدث بما يجب أن يُقال. وذهبت إلى الاجتماع، وكان أول لقاء شخصي عن قرب مع الشيخ زهران، ووجدت الحضور تركيبة مناطقية مؤسسية، وأعتقد أن الشيخ زهران كان يرى فيهم مفاتيح المنطقة، وكان موضوع الاجتماع شرح الأحداث التي حصلت بخصوص "جيش الأمة"، وكان هو المتحدث وتحدث قرابة الساعة، وتكلم عن "جيش الأمة"، وأنهم (أي عناصر "جيش الإسلام" – المحرر) يقومون بحملة ضد الفساد والمفسدين، و[حملة] تطهير، و[قال] إنه قد "تمّ القضاء عليهم، وعثرنا في أرشيفهم وهواتفهم المحمولة على أمور خلاعية أخلاقية وتخابر". وبصراحة تولّد لدي الانطباع أن هناك نوعًا من الشيطنة على طريقة النظام، وهكذا قرأت الأمر والعرض الذي عرضه.
"جيش الأمة" بالطبع كان يحوي بعض الفاسدين، ولكن لفتت نظري كلمة "المفسد"، فهذه الكلمة عندما نؤصّلها شرعًا في أدبيات تلك الفصائل التي كانت تحمل الأجندة الإسلامية، دائمًا خصمهم لا يوصَم بالفاسد وإنما بالمفسد الذي حدّه القتل، وخصمهم لا يوصَم بالمخالف وإنما بالخوارج الذين حدّهم القتل أيضًا، وكنت أرى تلك الدقة في استخدام المصطلحات التي توصَم بها الخصوم وتؤدي بهم إلى القتل. وفي نتيجة الاجتماع كان هناك نقاش مع الموجودين، وكان هناك 4 أو 5 أشخاص أعطوا رأيهم قبلي، وهناك من بارك [العملية قائلًا:] "الله يعطيكم العافية، وهكذا الفاسدون والمفسدون سوف يلمّسون على رؤوسهم (سوف يخافون من نفس المصير)"، وهناك من طالب بألا تقتصر الحملة على الفاسدين من الفصائل، وأن تطال أيضًا المدنيين والفساد في المؤسسات المدنية، وهناك رأي ثالث يقول "أنتم اعتقلتم، ولكن ليسوا جميعهم فاسدين، ومنهم مظاليم يجب الرأفة بهم"، [كانت الآراء] بهذا المنحى.
كان الاجتماع على طاولة اجتماعات، وأمامنا أوراق وأقلام، وكنا نسجل بعض النقاط، وكنت قد سجلت النقاط التي التقطتها من الحديث، وعندما حان دوري في التعليق قلت: "أنت تقول إنها حملة ضد الفاسدين والمفسدين، وحتى تأخذ مصداقية أنها حملة مكافحة فساد، كان يجب أن تبدأ ببعض الفاسدين الموجودين في "جيش الإسلام". والأمر الثاني: فرحنا بقيام قيادة عسكرية موحدة وتأسيس قضاء موحد، وكان يجب أن تكون الحملة في حال كونها حملة ضد الفاسدين والمفسدين باسم القيادة الموحدة، وليست باسم فصيل من القيادة الموحدة، وأن يكون المعتقلون أو المستهدفون من الحملة في عهدة القضاء الموحد، حيث نتفاخر جميعًا بأننا قد أنجزنا القضاء الموحد المحايد، وليس كما قلت في عرضك بأنكم ستحاسبونهم وتشكّلون لهم محاكم خاصة. والأمر الأهم أنك تقول إنها حملة ضد الفساد والمفسدين، ولكن هناك قراءات أخرى: لماذا لا تكون صراع مراكز قوى وهيمنة ونفوذ؟". وعندما رشقت هذه الملاحظات الثلاث وراء بعضها، كنت أقرأ [وجوه] الجالسين، وكنت جالسًا في طرف الطاولة، وقبالتي يجلس أربعة، وفي صفي أربعة، وأنا أنظر في وجوه الأربعة قبالتي وكأنهم يقولون في أنفسهم: "إلى أين أنت ذاهب؟"، وكأنهم يستغربون طرحي ويعتبرونه تصادميًا، أو يقولون في أنفسهم: "أتتكلم هكذا مع الشيخ زهران؟!".
في أثناء حديثي أمسك الشيخ زهران ورقة وقلم، وبدأ يسجّل ملاحظات ليردّ عليها، وفي ردّه بدأ يفنّد الملاحظات واحدة تلو الأخرى، وبخصوص النقطة الأولى التي قلتها له إنه إذا كانت [الحملة] مكافحة فساد فكان الأولى أن تبدأ بفصيلك وتطلق حملة مكافحة فساد ضمن الجيش ("جيش الإسلام" – المحرر) حتى تأخذ مصداقيتها بكونها عامة، فكان رده حينها: "نحن جيش، والرسول عليه الصلاة والسلام كان لديه في المدينة منافقون، ونحن ليس لدينا فساد وفاسدون، ولكن رغم ذلك أنا لا أستطيع أن أنفي، وإذا جيش الرسول كان فيه منافقون، فنحن من الممكن أن يكون لدينا"، وكان هذا رده على النقطة الأولى. وفي النقطة الثانية كنت قد قلت أن يكونوا (يقصد المعتقلون – المحرر) في سجن القضاء الموحد وفي عهدة القضاء الموحّد وهو من يقول كلمته بخصوصهم، فكان رده: "لا، ليس لديهم إمكانات لوجستية وسجونهم صغيرة وغير مؤهلة ويوجد فيها بَقّ، ونحن قد أمّنا لهم (...)"، وهنا تخيلت أنه يتحدث عن سجون سويسرا. وفي النقطة الثالثة التي تحدثت فيها عن صراع مراكز قوى وتصفية خصوم، لم يجب عليها، وبعدها قال ردًا على من قال إنهم ليسوا جميعًا (عناصر "جيش الأمة" – المحرر) فاسدين وإنه يجب أن يُنظر للناس بالرحمة: "أنا وجهت الإخوة في الجيش ("جيش الإسلام" – المحرر) بتشكيل لجان تنظر في هذا الموضوع، وتأخذ مظلوميات هؤلاء الناس كي لا يُظلم أحد". وأنا هنا كان لدي اعتراض رابع أضفته، وتحدثت عنه بصريح العبارة: "عذرًا، أنا أرى أننا أمام وضع أنك أنت اعتقلت، وأنت ستحاكم، وأنت ستشكّل لجانًا سميتها لجان استرحام، فنحن هكذا نكرر سيرة حافظ الأسد. وفي حال [تشكيل] لجان، يجب أن تكون تلك اللجان من المجتمعات المحلية وفيها حقوقيون وشرعيون وناشطون، تلك التي تتحدث عن المظلومين من هذا الفصيل".
تلك كانت حصيلة هذا الاجتماع وفحوى النقاشات واللقاءات، وعندما خرجت، سألوني الذين أخبروني أنني مدعو لهذا الاجتماع: "ما هو رأيك؟"، فقلت لهم: "ضرورية هذه اللقاءات، وضروري أن يتعوّد الشيخ زهران على وجود رأي آخر يخالف رأيه"، [وقالوا:] "أنت تجرّأت"، [فأجبتهم:] "أنا لا أعتبر أنني تجرأت، وإنما تحدثت بقناعاتي، إما أن أقولها أو لا أقولها، وإذا كنت لا أريد قولها فلا أكون شاهد زور ولا أحضر الاجتماع من أساسه، وأنا بقناعتي أنه يجب أن يتعود في الاجتماعات أن هناك رأيًا آخر. وفي منظومة الجيش ("جيش الإسلام" – المحرر) الشيخ زهران شخص لديه كاريزما عندما يتحدث، وفي تراتبيته لم يكن يسمع كلمة "لا"، ولكن نحن لسنا عناصر في "جيش الإسلام"، وعندما يكون هناك رأي آخر سنقوله وجهًا لوجه، ولو كان رأيًا معاكسًا"، وأحدهم قال لي: "أنت جعلت الشيخ يمسك ورقة وقلم ويكتب الملاحظات"، فقلت له: "أنا أعتبر هذا الأمر جيدًا، وما المانع؟!".
إثر هذا الاجتماع أصبح هناك معرفة شخصية، وعُقدت سلسلة اجتماعات معهم كوننا في المكتب الإداري ومشروع الهيئة العامة (الهيئة العامة للغوطة الشرقية – المحرر)، وكان الشيخ زهران يتحدث ونناقشه، وشعرت أنه أصبح لديه قابلية لوجود الرأي الآخر، وهو كشخص كان يتقبل هذا الكلام، وحضرنا اجتماعات عاصفة بخصوص النظام الداخلي بين قبول ورفض، وتمثيل وعدم تمثيل، وأذكر في أحد الاجتماعات [قالوا:] "نحن نرى أنه يحقّ لنا أن نأخذ الـ51٪ من مقاعد الهيئة العامة"، وكان الرد: "إذا أردتم الـ51٪ أو 50٪ زائد 1، سيصبح وجود الـ50 ناقص 1 تجميليًا، وسنصبح أمام صيغة الجبهة الوطنية التقدمية التابعة لحافظ الأسد"، [وكانوا يتحدثون] كـ "جيش إسلام" لديه هامش محيط به من المؤسسات المدنية، و[كانوا يعتبرون] أن "العدالة" (منظمة عدالة للإغاثة والتنمية – المحرر) بصمتها وتقديمها أكبر من [المكتب] الإغاثي الموحد. وبدأت تتبلور تيارات حينها، ولم يبقَ الأمر مجرد مدني وعسكري، والذي لاحظته في النهاية حتى [على المستوى] المدني أن هناك منظومة الإخوان (جماعة الإخوان المسلمين – المحرر) والسلفية والحركة (حركة أحرار الشام الإسلامية – المحرر) ووو، وكل منظومة لها فصيلها ومؤسساتها. وفي العام 2015 بدأت تتوضح بصراحة هذه الصورة، وبالذات في مشروع الهيئة العامة، فكان هذا النوع من النقاشات بيننا وبين الشيخ بطريقة كنا نقرؤها أنه من الجيد أن زهران علوش قائد القيادة الموحدة وقائد "جيش الإسلام"، والذي لم يكن يؤمن بالآخر، الآن أصبح يجلس ويناقش، وكنا نرى هذا تطوّرًا.
[كنا في] أزمة الحصار الخانق والجوع، وكان في المقابل صيغة ما أسميه "المجتمع المقاوم" والتكيّف مع الحصار والتغلّب عليه عبر زراعة المحاصيل من قمح وشعير، ولم يبقَ سنتيمتر في الغوطة لم يُزرع في عامَي 2014 و2015. وعندما تحدثنا عن تجربة المجتمع المقاوم لم تكن مرتبطة فقط ببداية الحصار في العام 2013، وإنما هي تجربة عاشتها الغوطة وطوّرتها على مدى سنوات، وأصبح التوجه إلى الزراعة وزراعة المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والشعير والذرة والشوندر، ومشاريع الاقتصاد المنزلي مثل تربية الدواجن والأرانب، وفي [المجال] اللوجستي انطلقت فكرة بدائل الطاقة مثل صهر البلاستيك وتقطير البلاستيك واستخراج المازوت والبنزين والغاز، والحفر الفنية لروث الحيوانات وغاز الميثان الذي يُستخرج منها واستخدامه كمصدر حراري. ومع الأنفاق، بدأ تهريب ألواح الطاقة الشمسية والبطارية و"الانفيرتر" (جهاز كهربائي يحوّل التيار المستمر إلى تيار متردد ويساهم في تقليل استهلاك الطاقة – المحرر)، وأصبحت مؤسساتنا، بما فيها المشافي، تعتمد على وسائل الطاقة البديلة ولوح الطاقة الشمسية و"الانفيرتر" والبطاريات، وأصبحت [تلك الصيغ] ثقافة مجتمع، وكذلك فكرة التصنيع المحلي والطبي، والتصنيع في المجالات الأخرى.
كانت أزمة الحصار وحالة الحرب التي نعيشها وحالة الجوع، فالحاجة أمّ الاختراع، وقد أطلقت طاقات إبداعية هائلة، وبدأنا نرى الحلول البديلة. وهذه الحلول التي نتحدث عنها، وأنا أتحدث عن العام 2015، ولكن هذه الحلول استمرت عام 2016 و2017 و2018، أي الأشهر الأولى من العام 2018، وحتى وقت التهجير كانت الغوطة تعيش حالة الحلول البديلة للتغلب على الحصار، وجزءٌ منها التهريب عبر الأنفاق، والجزء الآخر الاعتماد على الذات والزراعة والتصنيع وفكرة الاقتصاد المنزلي والبدائل اللوجستية في الطاقة وغير الطاقة.
كنت أتحدث عن الحراك السياسي، ولكن الحراك السياسي لم يأخذ كل شيء، والغوطة في الحقيقة كانت خلية نحل في كل الاتجاهات، والناس والناشطون عملوا في أكثر من مجال، وأنا الآن أقول شهادتي وسرديتي على ما شهدته، لكن هناك آخرون شهدوا على جوانب أخرى، وجميعنا كنا متعددي أوجه النشاط، وفقط عينة هؤلاء الذين دخلوا في مؤسسات الثورة كموظفين، هؤلاء كان هامشهم وسقفهم أنهم موظفون في مجال واحد، بينما جميعنا من نشطاء الثورة والذين كانوا معنا منذ البدايات، جميعنا كنا نعمل على أكثر من مجال: في المدني والطبي والإغاثي، فأنا مثلًا طبيب، وبالتوازي مع نشاطي السياسي الذي كان يأخذ الكثير من الوقت والجهد، كنت أداوم في المشفى وأعمل في أثناء المجازر وأعتذر من اجتماع بسبب عملي، والآخرون الذين يعملون في مجالات أخرى أيضًا كانوا يعملون بالطريقة نفسها، فالصيغة لم تكن أننا أشخاص تفرّغنا للسياسة وتركنا [العمل]، بل كنا جميعًا منغمسين بدءاً من هموم حياتنا الشخصية وإشعال مدفئة الحطب صباحًا.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/08/16
الموضوع الرئیس
واقع الغوطة الشرقية عام 2015حصار الغوطة الشرقيةكود الشهادة
SMI/OH/52-32/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2015
updatedAt
2024/11/13
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-الغوطة الشرقيةمحافظة ريف دمشق-مدينة دوماشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
فيلق الرحمن
جيش الإسلام
فيلق عمر
لواء الإمام الحسين
الهيئة العامة في الغوطة الشرقية
القيادة العسكرية الموحدة في الغوطة الشرقية
جيش الأمة
جماعة الإخوان المسلمين (سورية)