الحراك العسكري الثوري وتشكيل المجلس العسكري في إدلب
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:15:48
تاريخ انشقاقي كان في 6 آذار/ مارس 2012 عصرًا، وفي الحقيقة بدأ هنا العمل العسكري بشكل خفيف جداً في ريف إدلب، وبدأت تلك المناطق تخرج عن سيطرة النظام، وبدأت تتشكل مجموعات صغيرة غير منظمة وغير مدربة، لديها أسلحة خفيفة: أسلحة صيد ومسدسات وربما يكون في المجموعة بارودة كلاشنكوف، فهم شباب متطوعون لا يوجد لديهم أي دعم ولا شيء، يخرجون كحواجز طيارة ويقطعون الطرق على النظام ويشاغلونه لحماية المظاهرات أيضًا. ولم يعد يجرؤ الأمن والشبيحة على الوصول إلى المظاهرات في أرياف إدلب وحماة وأغلب الأرياف التي خرجت عن سيطرة النظام، ولكن ليس بشكل كامل حيث قام النظام بعد فترة، وخاصةً في ريف المعرة الشرقي، قام العميد نوفل الحسين رئيس فرع الأمن العسكري باقتحام هذه القرى من خلال رتل كبير جدًا من الجيش، وحرق الكثير من بيوت الناشطين والإعلاميين وبعض عناصر الجيش الحر. وهكذا بدأت فصائل الجيش الحر، وبعد انشقاقي بحوالي أسبوعين شكّلنا في المنطقة، ومن خلال تجميع الفصائل الصغيرة، شكلنا كتيبة "عمرو بن العاص" في ريف المعرة الشرقي (بتاريخ 24 نيسان/ أبريل 2012 – المحرر)، وكانت كبيرة جدًا، ولنكن واقعيين لم تكن كتيبة منضبطة فيها تراتبية، ولكنها تجميع للمجموعات والفصائل على أمل أن يكونوا ضمن تشكيل عسكري، ويتمّ دعمه لطرد النظام من هذه المناطق وحمايتها من أي اقتحام للنظام.
في بداية انشقاقي، وفي اليوم الأول، كما ذكرت، من الشباب الثوار كان هناك رائد شحود وعبد المنعم ومجموعة شباب، والتقيت في نفس اليوم أيضًا بالدكتور أيمن هاروش في معرشورين، وفي اليوم التالي التقيت بحسن دغيم أبو بكر وكان هناك تشييع لثلاثة شبان من جرجناز كانوا قد قضوا واستُشهدوا في المعرة في هجوم على مفرزة الأمن العسكري، وكان التشييع كبيرًا جدًا وحضرته في اليوم الثاني لانشقاقي، ولم يكن أحد يعرفني وكما قلت لك كنت ألبس الجلابية (ثوبًا فضفاضًا – المحرر) والشماغ (غطاءً للرأس - المحرر). وبعد ذلك بدأت باللقاء مع بعض القادة الموجودين: العقيد عفيف سليمان والنقيب أبو فيصل دغيم (يوسف دغيم – المحرر)، وبعض الضباط المنشقين الموجودين في المنطقة، وكان قد سبقني العقيد عفيف سليمان في تشكيل "كتيبة درع الشمال"، وكانت الفكرة أن المجموعات والفصائل الأخرى غير المنضوية أن تكون ضمن تشكيل عسكري، ولم يكن هناك أي دعم ولا أي تواصل مع أحد في الخارج، وأنا أتكلم عن نفسي، ولا أدري إذا كان غيري (...). والتقيت مع النقيب حسام صباغ وكان قد سبقني بانشقاقه قبل أسبوع في تلك المنطقة، وبدأنا نتحرك على هذا الأساس مع مجموعة من الضباط الموجودين من جرجناز والغدفة والتح وبعض القرى وخان شيخون ووو، وشكّلت هذه الكتيبة (كتيبة عمرو بن العاص – المحرر) دون أي دعم، وإذا لم تملك المال والسلاح لا تستطيع السيطرة على العناصر، فالعناصر تريد عبر هذا التشكيل أن يكون لديها دعم، و[في ذلك الحين] كانت الأمور عفوية وبسيطة، والمقاتلون كانوا صادقين جدًا ويريدون بأي شكل من الأشكال طرد النظام من المنطقة وتحريرها بالكامل.
أبو عيسى الشيخ (أحمد عيسى الشيخ – المحرر) لم ألتقِ به في المنطقة وكنت أسمع عنه، وجمال معروف كنت ألتقي به بشكل دائم وكانت العلاقة معه جيدة ومميزة، فقادة إدلب الثوريون وحتى العناصر في تلك الأثناء كانوا من الطيبة والبساطة بمكان أن الضابط المنشق بالنسبة لهم مرحب به جدًا، وكانت العلاقة جيدة جدًا ولم يكن هناك أي مشاكل بين القادة الثوريين وبين الضباط. وأنا أذكر جمال معروف كانت لقاءاتنا كثيرة، هو وقائد كنيته الأشقر في ريف المعرة الشرقي، وهنا يجب أن نسلط الضوء على نقطة أن القادة الثوريين أو قادة العمل المسلح أغلبهم من جبل الزاوية، فريف المعرة الشرقي ريف بسيط وسهل، وكان ملجأً لعائلات الثوار وللنازحين من جبل الزاوية الذي تعرض للقصف والاقتحام والتدمير من قبل النظام، فكان ملجأهم هو ريف المعرة الشرقي، وبالتالي كان أغلب القادة من جبل الزاوية وهم الذين يديرون كل الفصائل الموجودة حتى في ريف المعرة الشرقي.
كان المحرك الأساسي واللولب في موضوع التواصل والاجتماعات الدكتور أيمن هاروش، وأيضًا بعض قادة المجموعات في تل دبس، على سبيل المثال رضوان الوهوب، ومازالت تربطني بهم علاقة قوية جدًا، وكنا ندور على كل القرى في معرشورين ومعرشمارين ومعرشمشة، والشيخ عيد الحسين أيضًا كان له دور كبير، وكنا نجتمع عنده في المضافة وبعض الأحيان ننام فيها. وفي الكثير من القرى، ولا يمكن أن أعددها كلها، وكان التواصل حتى وصلنا إلى هذا (تشكيل كتيبة عمرو بن العاص)، على أمل أن يكون هناك دعم وتشكيل فصيل من فصائل الجيش الحر، ولكن وبكل أسف بقينا دون دعم، وبعد تشكيل المجلس العسكري انضمت هذه الكتائب للمجلس العسكري (المجلس العسكري الثوري في محافظة إدلب – المحرر) الذي شُكِّل بقيادة العقيد عفيف سليمان (شُكّل المجلس بتاريخ 15 نيسان/ أبريل 2012 – المحرر).
وكان لا بد من تشكيل مؤسسة عسكرية، ولا يمكن أن تستمر حالة المجموعات والكتائب الصغيرة والفوضى، وخاصةً أن العمل العسكري كان قد بدأ يتوسّع ويكبر، وبدأت المناطق تتحرر، وسبقتنا على ما أظن حمص حيث شكلت مجلسًا عسكريًا بقيادة العقيد قاسم سعد الدين (شُكّل المجلس العسكري في حمص بتكليف من العقيد رياض أسعد وبقيادة المقدم محمد زكاري بتاريخ 15 آذار/ مارس 2012 – المحرر)، ولا أذكر إذا كانت دمشق قبلنا أو بعدنا بأيام بقيادة العقيد خالد الحبوس شكّلوا مجلسًا عسكريًا (شُكّل المجلس العسكري في دمشق وريفها في 22 آذار**/** مارس 2012 – المحرر). وبدأ التشاور بيننا كضباط، وكانت هناك مجموعة لا بأس بها من الضباط في ريف إدلب وفي ريف المعرة الشرقي تحديدًا، وتم التواصل أيضًا مع المدينة وريف إدلب الشمالي وجسر الشغور وكفرتخاريم وسلقين وخان شيخون، وهذه المناطق كان فيها ضباط، وبدأ التشاور معهم، وكذلك مع الريف باتجاه الشرق وكل هذه المناطق، ومع ضباط وقادة ثوريين، ولكن كان محور ونواة هذه التواصلات كلها أنا والعقيد عفيف سليمان والنقيب مصباح عجان الحديد والنقيب حسام صباغ والرائد أبو أسامة الجولاني (حسن إبراهيم – المحرر) وبعض الضباط من المنطقة، وفي الحقيقة غابت عن ذهني أسماؤهم، وتمّ الاجتماع وقرر الجميع أنه يجب أن يكون لدينا مجلس عسكري يدير هذه التشكيلات العسكرية، وأيضًا في حال وجود الدعم يجب ألا يكون موزّعًا ومشتتًا، بل يكون من خلال هذه المؤسسة العسكرية.
بدأ الاجتماع، وكانت مجموعة اجتماعات حتى وصلنا في النهاية إلى الاتفاق، ولا أذكر اسم القرية (اسمها كطرة – الشاهد) وهي قرية للموالي (قبيلة الموالي – المحرر) في الريف الشرقي في المعرة، وربما أثناء الحديث أذكر اسمها، وقبل ذلك توافقنا على أن يكون عفيف (العقيد عفيف سليمان – المحرر) هو قائد المجلس، وكان الخيار بيني وبينه، وأنا اعتذرت وطلبت أن يكون عفيف، فهو ابن المنطقة، وأنا كنت أخطط للذهاب إلى حلب لتشكيل مجلس عسكري وقيادة الحراك العسكري هناك أو المشاركة في قيادة الحراك العسكري، ولم أفكر في أن أكون أنا القائد. وبالتالي وقع الخيار على عفيف، وتمّ توزيع مكاتب المجلس العسكري، وكوني اعتذرت عن القيادة شاركت في تشكيل المجلس، ولم أشارك معهم في التصوير وكنت جاهزًا لذلك، ولكنني اعتذرت في اللحظة الأخيرة لأنني سأكون بعد أيام في حلب، وبالتالي كي لا تحدث ازدواجية بأن أكون مع المجلس العسكري في إدلب والمجلس العسكري في حلب. عمل على قيادة المكاتب وتشكيلها العقيد عفيف وأبو أسامة الجولاني ومصباح وحسام بشكل أكبر، ومعهم أيضًا بعض الشباب الضباط الموجودين في المنطقة، وبعد أيام قليلة غادرت المنطقة باتجاه المخيم (مخيم الضباط في تركيا – المحرر)، وبعد ذلك باتجاه حلب.
تشكّل المجلس العسكري في إدلب في منتصف نيسان/ أبريل 2012 (شُكّل المجلس بتاريخ 15 نيسان/ أبريل 2012 – المحرر)، والعلاقة [بينه وبين القادة الثوريين] كانت جيدة، وفي الحقيقة كان أبو خالد جمال معروف وأبو عيسى الشيخ (أحمد عيسى الشيخ – المحرر) القطبَين المهيمنَين والمسيطرين على المجلس، وعفيف (عفيف سليمان – المحرر) بطبيعته توافقي وهو رجل وطني يعمل بجد ولم يكن صداميًا مع الإخوة الثوار من القادة المدنيين، فكان قطبا المجلس جمال وأبا عيسى، وكان هناك وعود بالدعم بعد تشكيل المجلس، وليس لدي فكرة عن شكل هذا الدعم وهل وصل أم لا، وأتوقع وصوله ولكن بشكل خفيف. وقبل تشكيل المجلس كان لدينا تواصل مع الحلقة الموجودة حول رياض (رياض الأسعد – المحرر) والحلقة الموجودة حول مصطفى (مصطفى الشيخ – المحرر)، وبكل أسف كل واحد منهما كان يسعى لاستقطاب هذه الفصائل والتشكيلات إلى جانبه نتيجة التنافس بينهما، ولا أريد أن أسميه صراعًا، فالعميد مصطفى الشيخ حاول تبنّي فكرة المجالس العسكرية ونسبها إليه، بينما حارب رياض (رياض الأسعد – المحرر) والأشخاص حوله فكرة المجالس العسكرية بشكل كبير جدًا، بل وعدواني كونها متبنّاة من قبل مصطفى الشيخ. واتفقنا في إدلب، وبعد ذلك في حلب على ألا نتبع لا لمصطفى الشيخ، ولا لرياض الأسعد، ففكرة المجالس العسكري ليست فكرة مصطفى الشيخ ولا علاقة لنا به، وذلك كي لا يتجاذبنا هذا الطرف أو ذلك، ولا ندخل في الاصطفافات بين رياض ومصطفى.
كان تواصلنا مع تيار اعتبر نفسه تيارًا ثالثًا، وهم كانوا مصطفين مع مصطفى الشيخ ثم تركوه وفضّلوا أن يؤسسوا تيارًا ثالثًا بعيدًا عن الطرفين، وهما الرائد ماهر النعيمي والرائد محمد يحيى العلي، ومن خلال تواصلهما مع الشيخ عدنان العرعور والإخوة في قطر وتركيا شكّلوا التيار الثالث، وبدأوا هم بالتواصل وبدأ تواصلنا معهم، وبدأ يأتي الدعم من خلالهم.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/02/18
الموضوع الرئیس
الحراك العسكري في إدلبكود الشهادة
SMI/OH/58-03/
أجرى المقابلة
يوسف الموسى
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
2012
updatedAt
2024/12/10
المنطقة الجغرافية
محافظة إدلب-معرشورينمحافظة إدلب-منطقة معرة النعمانشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
مخيم الضباط السوريين في تركيا
الجيش العربي السوري - نظام
الجيش السوري الحر
المجلس العسكري الثوري في محافظة إدلب
كتيبة عمرو بن العاص - إدلب