الأسباب التي أدت لتراجع الثورة السورية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:27:39:07
لفتت نظري فكرة قالها ميشيل سورا في كتابه الدولة المتوحشة الصفحة 187 يقول: الواقع أن هذا المجتمع تُمزقه تناقضات تستغلها الدولة وتُهيجها وذلك لعدم وجود المنفذ السياسي، وهي تفعل ذلك بطريقة تمنع قيام أي إجماع شعبي منظم ضدها، أنا وجدت هذه الفكرة تعبيرًا عن الحالة السورية في ظل الدولة التسلطية التي بناها حافظ الأسد واستمر فيها ابنه بشار، وظيفة الدولة العادية هي أن تُعالج التناقضات الموجودة عندها في المجتمع، والتي تبرز لا أن تُهيجها وتستغلها كما كانت تفعل الدولة السورية، كانت تفعل ذلك ولمَ تكون قادرة أن تفعل ذلك؟ لأنه ليس هناك منفذ سياسي، السياسة ممنوعة في هذا المجتمع، فتكون إرادة السلطة هي الأساس، وبالتالي حين تفعل هذا التهييج للتناقضات وتعيش عليها فهي تمنع قيام أي إجماع شعبي حقيقي ضدها.
كانت معنيةً في أن يبقى الفصل بين الكرد والعرب واستاءت من ذلك، وقالت لنا علنًا وكانت تُريد أن تبقي التيار الإسلامي في عزلة وضحية لكل أنواع الاتهامات والانتهاكات وصولًا إلى الإعدام تحت قانون بربري هو القانون 49. هذا الوضع هو الذي قامت "الثورة السورية" في ظله، هذا الوضع هو الذي عشنا نحن السوريين في إطاره خلال أجيال، هناك أجيال وُلدت وماتت في هذه الظروف نحن نتحدث حتى بداية الثورة عن 40 سنة، السؤال الأساسي الذي يبرز في تقديري الآن بالثورة ماذا حصل؟ ولماذا حصل هذا؟ لماذا لم تستطع الثورة السورية أن تُشكل قيادة حقيقية لها؟ ونحن الآن في العام التاسع للثورة مقبلين على العام العاشر، ما أسباب هذا الفشل؟ الموضوعية والذاتية، من دون شك قضايا "الثورة السورية "ليست بسيطة ومسطحة هي عميقة وواسعة هي مركبة ومعقدة وكثيرة العوامل المؤثرة والتدخلات فيها، سورية بوابة الشرق الأوسط بلد فيه حدود على ست دول وبحر، في منطقة هي محط أنظار العالم وليس جديدًا عبر التاريخ من مئات السنوات قبل الميلاد.
إذا أردنا أن نفصل الأسباب إلى عوامل بنيوية في المجتمع وداخلية ثم عوامل خارجية يمكن القول كما أعتقد إن بلادنا تنعدم فيها السياسة من 50 سنة، فعل السياسة كان فعلًا محرمًا ومجرمًا، وليس فيها قانون للأحزاب منذ استيلاء حزب البعث على السلطة من مطلع الستينات ليس فيها قانون للأحزاب، الأحزاب كلها في حياة سرية، ومن السهل إلغاء أي مجموعة سياسية ومحاكمتها.
المشكلة أيضًا أن السلطة منعت المجتمع من السياسة وهي لا تمارس السياسة في إطار السلطة، وأحزابها وأجهزتها لا تمارس السياسة، حزب البعث لا يمارس السياسة يحضرون الاجتماعات يُحييون القائد يُرددون الشعار وينتظرون متى ينتهي الاجتماع، وصار الدخول إلى الحزب هو لإحراز موقع بوظيفة أو لاتقاء شر الأحزاب المتحالفة معه، في الجبهة الوطنية التقدمية لا يوجد شكل من الأشكال السياسية فالنظام يمنع السياسة في المجتمع ويمنعها في الوقت نفسه [على جمهوره - الشاهد]، فنحن في مجتمع عديم السياسة كليًا، الأحزاب التي نشأت في الداخل وحزبنا منها مثل بقية الأحزاب، وأنا عملت في ذلك لم تكن تمارس السياسة وليس لديها فرصة لأن تُمارس السياسة، نحن كنا نُصدر بيانات ومنشورات ونُوزعها ونقيم اجتماعات سرية لا يعرف فيها النظام، نعمل كل القضايا من أجل الحفاظ على الذات، لكن هل هذه سياسة؟ كنا محرومين من فرصة أن نُناقش مع الآخر ما هي السياسة إذا لم تتوجه للآخر المواطنين، أنا لدي ثلاث شباب في البيت ولا مرة قرأت كلمة من الذي أكتبه أو أُفكر فيه أمامهم، أو من الذي يُصدره حزبي وجماعتي السياسية، لأن ثمن ذلك إذا وُجدت الورقة بيده عشر سنوات بالسجن.
نحن أحزاب موجودة في الداخل اسمها أحزاب سياسية لكن حقيقة لا تُمارس السياسة كما يجب، أذكر أكثر من ذلك حين بدأنا مرحلة الاعتصامات والنشاط في إطار ربيع دمشق كنا نظمنا اعتصامًا على مدخل القصر العدلي، أحزاب كردية وعربية من 50 إلى 100 شخص على باب القصر العدلي تمامًا حيث تُوجد دولة وكل مؤسساتها ونُحاول الهتاف ونحمل لافتات بسيطة، يمر أحد الأشخاص ويقول: أستاذ ما هذا؟ ماذا يحصل؟ قلت له: اعتصام للمعارضة، معارضة!!؟؟ بوجهه على الرصيف الثاني قطع الطريق مباشرة، أي شخص كان يسمع معارضة، معارضة يعني وراءها اعتقال وتشريد وبهدلة، فنحن في مجتمع هذا هو السياسي فيه، نحن نقول نعمل بالسياسة نحن نعمل بسياسة عرجاء على قدم واحدة.
بيننا وبين بعضنا جهدنا فكري وثقافي لكنه محروم من أن يصل إلى من يجب أن يصل إليهم إلى المجتمع إلى الأجيال إلى الشباب ومع ذلك فوق كل هذا القصور هذه الأحزاب تُعاني من الضعف من الاختراقات، لأن النظام لا يتركها، الاختراقات حتى أعلى المستويات القيادية. اذكر أثناء الملاحقة كان لدينا في اللجنة المركزية موقف أي وثيقة تصدر منها أكثر من ثلاث نسخ سنعتبر ان واحدة منها ستصل للأمن، كنا نُوقع على الوثيقة التي تُقدم لنرى إذا تسرب الخبر من أي يد ومن أي وثيقة خرج شكل من أشكال الحرص يصل إلى درجة عدم الائتمان لأننا في إطار الملاحقة وثمن ذلك سيكون غاليًا على مصير التنظيم ونعرف الاختراقات قائمة والنظام سيجتهد باختراق هذه الأحزاب.
الاختراقات انضبطت أذكر بالسجن عندما ذهبنا إلى السجن كان فيه مجموعة شباب مثلًا من حزب العمل سلموا رفاقهم، وكانت هذه المواضيع واضحة، نحن لدينا في المكتب السياسي حاولوا يشغلون ميشيل عيسى عند الاعتقالات 1980 ليحمل المسؤولية رياض الترك وأن المكتب السياسي (الحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي) ليس هذا خطه، فيمرض بعدما فشل وينتحر في مشفى المواساة لأنه لم يستطع عمل شيء، وهو عضو مكتب سياسي قام بهذا الدور لكن أمراض العمل السري كانت موجودة وأي أمراض العمل السري، أمراض العمل السري هي الفردية أنت تتلقى الوثيقة والأمر والتعليمات من شخص وهذا الشخص يصير له وزن أحيانًا يستحقه وأحيانًا لا يستحقه، هذه من أمراض العمل السري، من أمراض العمل السري الناس تصير كلها مثل بعضها ليس هناك مجال لإظهار الإبداعات الثقافية والفكرية، العمل السري يُعطيك الإبداعات التنظيمية والاختباء والتواري، الإبداعات السياسية الحقيقية مجالها في ممارسة السياسة المفتوحة، لدينا نقص كبير في هذه الأحزاب هي انعدام الخبرة في العلاقات الدولية، أمين عام لحزب ممكن يبقى 30 سنة أمينًا عامًا لحزب ما يُقابل سفيرًا لا يعرف كيف يُفاوض؟ ممنوع من المغادرة لا يعرف الدول الأخرى وما يجري فيها، ومحرومين من فرصة الحوار مع الأحزاب الثانية، هذه حالة الأحزاب السياسية في سورية.
المنظمات التي نشأت في الخارج، الأحزاب السياسية والمنظمات، لم تكن بحال أفضل لأن المنظمات كانت مرتبطة بالأمور الخارجية على العكس مبهورة بالسفراء والدول، عندها القدرة وإذا كانت ستُفعل نفسها تستند لهذه الدول.
كان لديها أوهام، منظمة في الخارج حولها 5-4 رجال تعتقد أنها تمثل سورية، وكانت متعجلة لذلك تركب أي مركب يسير، والشيء دولي هو الأساس لديها، المنظمات الشبابية التي أنتجتها الثورة التي قامت في المظاهرات والتي شكلت التنظيمات والتنسيقيات والتي فيما بعد الجزء الأكبر منها حمل السلاح عندما الثورة حملت السلاح، شكلت مع بعضها لجان التنسيق المحلية، الهيئة العامة للثورة، المجلس الأعلى لقيادة الثورة، والتي صارت على مستوى القطر، وكانت بشارة أمل أن التنظيمات السياسية ضعيفة الفعالية وهرمة، نحن لدينا الآن من حمل الثورة على الأرض طاقات شابة فعلية ومعظمها مؤهل ومتعلم ووجدت الاحترام من قبل السياسة السورية والسياسة الدولية، فدخلت في المجلس الوطني كانت في المجلس الوطني لجان التنسيق المحلية والمجلس الأعلى لقيادة الثورة، وجرى تفاوض مع الهيئة العامة للثورة ولم تدخل إذا أخذت اعتبارًا لكن ما الذي جرى؟ لم تصمد أكثر من عامين.
في 2013 كان كل شيء منتهيًا لجان التنسيق انتهت وانقسمت، وكذلك المجلس الأعلى لقيادة الثورة والهيئة العامة للثورة، هذه التنظيمات تنظيمات الثورة وشبابها لم تستطع أن تستمر!! أنا أعتقد استنادًا للواقع التاريخي السابق كانوا مزودين بطاقة الثورة فقط، لذلك في البداية كان لهم وهج كانوا متفقين، ولو ساعد المجتمع الدولي بحسم الوضع باكرًا دون شك كانوا شكلوا مستقبل السلطة الجديدة في البلد لكن تطاول الفترة وتعثرها إقليميًا ودوليًا ودخول السلاح على الموضوع جعل هذا الدور يتراجع أكثر فأكثر وينتهي.
لكن أنا أعتقد هذه الظواهر تحتاج إلى بحث إلى مراكز بحث وأبحاث حقيقية تمامًا لأنها تمتد بالتاريخ لعقود من الزمن وبالاتساع لمختلف الطبقات الاجتماعية. ومن جملة العوامل هي العسكرة خارج إطار السياسة والمؤسسات الوطنية، عندما الثورة حملت السلاح بظروفها الداخلية عبر الانشقاقات وبالظروف الإقليمية التي دفعت إلى ذلك كانت بعيدة عن السياسة، قادة الفصائل ليسوا سياسيين ولا يعرفون السياسة، بعضهم لم يُحرز من التعليم النصيب الذي يأهله إلى ذلك، صار قائدًا، وكلنا يعرف العسكرة والحرب ليست هدفًا هي وسيلة لتحقيق الأهداف السياسية ويجب أن تكون بالغطاء السياسي، والبندقية موجهة من السياسة فلا هي نشأت العسكرة وكان فيها سياسة وبهذه السياسة، والمؤسسات السياسية كانت بعيدة عنها ولم تُحط بها وتُسير البندقية في إطار المؤسسة السياسية والأهداف السياسية. فكانوا فريقين منفصلين وجاءت الخطورة ليس لأن هذه البندقية لم تعمل بالسياسة ولم تعرف السياسة، صارت تُنفذ أجندات الدول الداعمة، لأننا حين نتكلم عن السلاح سنتكلم عن دعم مادي سخي، ومن أين سيأتي؟ من الدول، فصارت هذه الظاهرة إلى ولاء وتتحكم فيها الدول أكثر من الجانب السوري والمؤسسات الوطنية.
هناك فشل للمجلس الوطني السوري الذي هو أول مؤسسة للثورة وقالت الثورة: "المجلس الوطني يُمثلني"، وأخذ الدعم والتأييد الدولي، هناك فشل بأن يضع العسكرة بأن يضع الفصائل تحت ظله، وهذا الفشل لم يستطع أن يقود ويُنظم "الجيش السوري الحر" وكان حالة مبشرة بآمال كبيرة، هذا الفشل رغم بذل جهود لكن لست متأكدًا إذا كنا بذلنا ما يكفي من الجهود من أجل هذه المهمة، لكن الطرف الآخر ما كان مستعدًا.
أذكر استدعينا ضباطًا لإسطنبول وحاولنا أن نُوفق بينهم ولكن لم نستطع، لأن الرتبة عندهم أساس وأحدهم انشق قبل الرتبة العالية، ومن أحق بالقيادة؟ حاولنا أن نفهمهم هذه ثورة وفي الثورات لا يعود هناك رتب في الثورات هناك مواقع نضالية يأخذ الإنسان من حركته الموقع النضالي، لكن دون فائدة، كانوا يحترمون المؤسسات ويقيمون علاقات معها، لكن القرار هو من يحمل حقيبة الدولارات آخر الشهر.
ظاهرة الفصائلية بالنشوء ونتائج عملها ومصيرها انتهت الآن وغير مأسوف عليها، هذه الظاهرة كانت تنشأ بقرارات من الآخرين وليس التعبير عن الحاجة، وإلا كيف نفكر ونفسر نشوء فصائل تصل إلى أكثر من ألف فصيل في سورية، هل هذا طبيعي؟ الآخرين الدول التي أتت للتدخل، وكذلك الفريق الإسلامي الذي بدأ يُنشئ فصائله الخاصة، نشأ الائتلاف (الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة) أيضًا. من الذي دخل سببًا في هذا الواقع الذي نحن فيه، حجم المؤثرات الدولية والإقليمية في الائتلاف لدرجة الآن السوريين يعرفون أن قرار الائتلاف ليس وطنيًا سوريًا، ودخل الائتلاف مؤخراً مثل بقية المؤسسات بالاستقطاب، الاستقطاب الإقليمي.
على المستوى الشعبي عدم نجاح الكرد والعرب والمكونات القومية الأخرى في إرساء علاقة وطنية ذات معنى، كلهم يتكلمون عن الوطنية وسورية التي يُحبوها، لكن الكرد والعرب بشكل أساسي كمكونين والمكونات الأخرى أيضًا لم ينجحوا بإقامة هذه العلاقة الفعلية التي يجب أن تتبلور سياسيًا في مشروع سياسي مشترك، كل واحد كان يحاول فرض شروطه والمخاوف من الآخر هي القائمة في وقت من المفترض الثورة التي قامت بكل أصقاع القطر وبكل المكونات أن تجب الخلافات السابقة وسوء التقدير الذي كان موجودًا بين مكون وآخر. ومن الأسباب التي أعتقدها أنا هو الصعود الإسلاموي بهذا الشكل الكبير وتعميم الخطاب الديني والطائفي وجميع المسميات للفصائل أخذت منحى دينيًا، صار هناك لغة تستخدم طائفية وفيها استهانة بالآخر: "النصيرية"، وهذا شيء كان له تأثيره، لأنه كان يدعم بشكل غير مباشر بروبغاندا النظام، أي انظروا للقادمين ومن أين هم؟ وماذا يُريدون؟ الجذر الذي تكلمت به أنا في المجتمع بلا سياسة، مجتمع تربى بالكانتونات على المستوى الفكري، صحيح بلاد مفتوحة لكن على المستوى الفكري والسياسي كانتونات مع بعضنا، فصار سهل إن كان لي أصحاب المطامح الخاصة في الداخل يعملون هكذا، مثلا الإسلامي العرعور (عدنان العرعور) ظاهرة العرعور هي ظاهرة سورية رغم أنها تعززت إقليميًا، كان مدعومًا لكن هي ظاهرة سورية، ألم يكن لها مرتسم سلبي على الأرض؟ لا، كان لها. ظهور الوطنية السورية في حالة ضعف وتصدع أمام المراحل قبل الوطنية، أمام العشائرية وأمام الطائفية وأمام المناطقية وأمام الأيديولوجيا، فالوطنية السورية كانت في مرحلة الدفاع عن نفسها، مثلًا ما معنى أنه بأوساط الثورة يبدأ الخلاف متى نُؤرخ للثورة 15 آذار ولا 18 آذار؟ حقيقة شيء مؤلم.
بدأت المناطقية وأيضًا العشائرية التي بدأت بارزة في الوقت الذي مهام الثورة هي في الحرية والكرامة وبناء دولة ذات مؤسسات وعادلة، وهذه ليست مهمة العشائر ولا الطوائف ولا المناطق، بل مهمة المشروع الوطني كوطن.
من أبرز القضايا فشل كل أشكال الإدارات المحلية حيث قوى الأمر الواقع أدارتها إن كانت باسم "الجيش السوري الحر" أو "PYD" أو الحكومة المؤقتة أو المجالس المحلية، كلها كانت فاشلة بشكل فظيع بحيث أن المواطن داخل المناطق ما وجد فرقًا كبيرًا بين سلوكيات السلطة وأجهزتها وقمعها واستغلالها ونهبها وبين هذه الإدارة في هذه المناطق، وهذا شيء مؤلم تمامًا أن الرجال الذين يُعلنون أنهم منتسبين للثورة غير قادرين أن يعاملوا أبنائهم.
أذكر أبرز المشاهد والأمثلة في غوطة دمشق ليس هناك مقاتلين في غوطة دمشق غير من أبناءها كان "جيش الإسلام" كان "فيلق الرحمن" و" جيش الأمة" بداية نزاعات فيما بينهم الحرب بينهم كانت أكتر من الحرب مع النظام، أفنوا جيش الأمة ومسحوه من البداية بالاغتيالات بالقتل، ثم الصراع مع "فيلق الرحمن" بأشده والاستقطاب الإقليمي عليه، كانت الفظاعة عندما خرجوا ودخلت قوات النظام واكتشاف مستودعات أغذية، كانوا حرموا أهل الغوطة منها ، وأهل الغوطة هم أهلهم، هذا لا يمكن لأحد أن يفكر به، هو لو وقع أنا شخصيًا لا أصدقه أن هذا بفعل السوريين، لكن هذا حصل.
دون شك المؤسسات لها مسؤولية وهذا الترقيع بناء على ضغط دولي وإقليمي كان يحدث دونه، لذلك حين تكلمت عن الائتلاف (الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية) والتدخلات الإقليمية والدولية في هذا الموضوع لأنه يتغير باستمرار إن كان الناس الذين يتسربون ويذهبون ولا يستطيعون أن يوافقوا على ما جرى يرى محاولات كثيرة للإصلاح في المجلس الوطني وفي الائتلاف ومشاريع، لكن ولا واحدة توفقت أن تذهب بالاتجاه الصحيح وتعمل منتجًا جديدًا له معنى.
إذا تكلمنا عن الحكومة (السورية المؤقتة) وكيف صرفت 50 مليون يورو نرى حجم الكارثة وكم وصل منه للسوريين؟ وكم وُضع في الجيوب، والأكثر من ذلك هذه الحكومة صرفت الأموال وهي على الأراضي التركية خارج الحدود لم تجرؤ أن تضع قدمًا واحدةً بالداخل، نحن أمام حالة ما هو دور العوامل والقوى الخارجية بهذه الحالة التي حالت دون الثورة وأن تُشكل قيادة حقيقية لها، حقيقة جرى استخدام الوضع السوري كورقة في إطار الصراعات الدولية والإقليمية وكل الذين كانوا يدعونا وأصدقاؤنا إن كانوا من أهلنا العرب أو من دول إقليمية أو العالم، كانت هي يافطات أكثر منها سياسة حقيقية وحين يأتي الوقت يتقاسمونا، فكانت القضية السورية ورقة في هذا البازار الإقليمي، ومن سوء حظنا أن سورية مهمة جدًا، وكل الجهات الإقليمية والدولية لها علاقة لوضع يدها بالموضوع. السياسية الأمريكية إن كانت في أيام أوباما أو أيام ترامب السياسة الأمريكية قادرة على المنح والمنع السياسية الأمريكية عندما تُقدم لا تُقدم لوحدها وعندما تحجم لا تحجم لوحدها، وكان دورها استمرار الأزمة وكسب الوقت واهتماماتها بمكان آخر، اهتمام إدارة أوباما كان في الاتفاق النووي مع إيران وما الذي يجري بالداخل ليجري بما فيها استخدام السلاح الكيماوي والخطوط الحمراء التي تكلم عنها أوباما، بعهد ترامب صارت المنطقة عنده محل لابتزاز الأموال وجمعها فقط ونوع من السياسات على الأقل شخص يقول عنها أنها لم تكن حكيمة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/07/30
الموضوع الرئیس
تراجع الثورة السوريةالنشاط السياسيكود الشهادة
SMI/OH/56-71/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
باريس
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
عام
updatedAt
2024/11/15
المنطقة الجغرافية
عموم سورية-عموم سوريةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
فيلق الرحمن
جيش الإسلام
الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية
جيش الأمة
المجلس الوطني السوري
الهيئة العامة للثورة السورية
الجيش السوري الحر
المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية
لجان التنسيق المحلية في سوريا
حزب البعث العربي الاشتراكي
الحزب الشيوعي السوري-المكتب السياسي
القصر العدلي في دمشق