أُطلقت معركة "فالمغيرات صبحا" في 25 كانون الأول/ديسمبر 2012 من قبل فصائل الجيش الحر في ريف حلب الغربي بهدف السيطرة على بوابات حلب الغربية، وهي واحدة من أضخم وأطول معارك الثورة السورية، حيث امتدت المعركة على مدار عامين تقريباً، ضمن 7 مراحل، سيطر فيها الجيش الحر على مساحات واسعة من ريف حلب الغربي المتاخم لمدينة حلب، إضافة إلى بعض الضواحي الحديثة التابعة إدارياً لمدينة حلب.

المرحلة الأولى: بدأت مع إعلان انطلاق المعركة وتمكنت خلالها الفصائل من السيطرة على بعض الكتل في محيط مدرسة الشرطة في ريف حلب الغربي.

المرحلة الثانية: بدأت في 6 كانون الثاني/يناير 2013 تمكنت خلالها الفصائل من السيطرة على المطاحن في محيط مدرسة الشرطة، بالإضافة إلى معمل الكابلات وفي 3 آذار/مارس 2013 تمكنوا من السيطرة على مدرسة الشرطة والتي أهدوا تحريرها إلى القائد "الملازم أول أحمد الفج" الذي قتل على أسوارها قبل ذلك بسبعة شهور.

المرحلة الثالثة: بدأت في 16 أيار/مايو 2013 وأُطلق عليها اسم "الغزوة الثالثة"، تمكنت خلالها الفصائل من السيطرة على عدد من الكتل التي كانت قوات النظام قد حولتها إلى ثكنات عسكرية وشملت هذه الكتل (معمل أندومي - مصلحة المياه - آلانيا)، لتقترب الفصائل من من بلدة خان العسل الاستراتيجية التي تعد بوابة مدينة حلب من طرفها الغربي.

المرحلة الرابعة: بدأت في 24 أيار/مايو 2013 وكانت مختلفة عن المراحل السابقة للمعركة، حيث أطلقت عليها الفصائل اسم "تطهير البيت الداخلي" وكانت عبارة عن حملة عسكرية ضد الكتائب المسيئة التي ارتكبت عدداً من التجاوزات بحث الممتلكات الخاصة والعامة في المناطق التي سيطروا عليها سابقاً، وكان ذلك بالتنسيق مع المحكمة الشرعية في دارة عزة، وقد تمكنت خلالها الفصائل من اعتقال عدد من قادة الكتائب المتهمة بالفساد أبرزها "كتائب الخال" بقيادة "محمد جسرية"، وجرى تسليمهم للمحكمة مع المسروقات التي وجدوها في مقراتهم.

المرحلة الخامسة: تعد أكبر مراحل المعركة حيث انطلقت فيها الفصائل لتحرير بلدة خان العسل الاستراتيجية إضافة إلى عدد من الضواحي في محيطها وأبرزها ضاحية الراشدين وجمعية الصحفيين، وتمكنت الفصائل من تحرير بلدة خان العسل في 23 تموز/يوليو 2013، وأصبحت الفصائل بعد هذه المعركة على مشارف مدينة حلب من طرفها الغربي.

 المرحلة السادسة: بدأت في 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2013 بمشاركة واسعة من فصائل الجيش الحر من مدينة حلب وريفها الغربي، وبقيادة غرفة عمليات خان العسل، وهدفت إلى السيطرة على ضاحية الأسد المتاخمة لحي الحمدانية في مدينة حلب، والتي تعتبر منطقة استراتيجية هامة كونها تقع جانب أكاديمية الأسد العسكرية أضخم قطعة عسكرية في مدينة حلب، وكونها تحتوي على مساكن لضباط قوات النظام، فضلاً عن تشكيلها بوابة لدخول مدينة حلب انطلاقاً من ريفها الغربي. بعد اشتباكات عنيفة جداً مع قوات النظام، واندلاع المواجهات بين فصائل الجيش الحر وتنظيم داعش، توقفت المرحلة السادسة ولم تحقق الأهداف المرجوة منها.

المرحلة السابعة: بدأت في 1 آب/أغسطس 2014 وجاءت بعد انقطاع طويل، وهدفت إلى السيطرة على ضاحية الأسد بشكل أساسي، والتي كان النظام قد حصنها بشكل كبير جداً محولها إلى ثكنة عسكرية إلا إن الفصائل لم تحقق أي تقدم ملحوظ فيها، لتنتهي بذلك معركة المغيرات صبحاً بعد عام وثمانية أشهر على إطلاقها، محققة انتصارات كبيرة، ومتمكنة من وضع فصائل الجيش الحر على مشارف مدينة حلب من طرفها الغربي.

من الجدير بالذكر أن المعركة تميزت بقيادة فصائل الجيش الحر لها، دون مشاركة كبيرة من الفصائل الإسلامية.