الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.
Harakat_Hazm_logo.jpg

حركة حزم

تشكّلت حركة "حزم" بداية عام 2014 من بعض الفصائل التابعة للمجالس العسكرية، بعد حل تلك المجالس في الربع الأخير من عام 2013، إثر إقالة الائتلاف الوطني السوري اللواء سليم إدريس من قيادة أركان الجيش الحر، الأمر الذي خلق خلافات داخل المجالس العسكرية أدت إلى حلها، ما دفع إدريس إلى جمع الفصائل التي تؤيده وأقنعها بالتوحّد ضمن تشكيل عسكري يتولى هو تأمين التمويل له من الولايات المتحدة الأميركية من خلال علاقاته بالأخيرة، ليُعلن في يناير/كانون الثاني من عام 2014 عن تشكيل حركة "حزم" التي ضمت مجموعة من الفصائل في كل من حلب وإدلب وحماة وريف دمشق الغربي وريف اللاذقية. وكان الثقل الأكبر للحركة في ريف حلب الغربي الذي تتواجد فيه أكبر فصائلها، التي تضم لواء شهداء الأتارب الذي كان قوامه نحو ألف مقاتل آنذاك، كلهم من أبناء مدينة الأتارب، بالإضافة إلى ثلاث كتائب في مدينة دارتعزة، كان أبرزها كتيبة أبوعرب. وفي مدينة حلب انضمت مجموعة من الكتائب إلى "حزم" من أبناء المدينة، أبرزها كتيبة شهداء الجامعة التي تضم نحو 300 مقاتل ومقرها بستان القصر، كما تمتلك الحركة مقرات في حي الهلك في مدينة حلب، وعلى جبهة حندرات في الريف الشمالي من مدينة حلب عناصرها من أبناء المنطقة. أما في محافظة إدلب، فكانت القوة الكبرى للحركة تتمركز في بلدة خان السبل جنوب شرق مدينة إدلب، بالإضافة الى بعض الكتائب الموزعة في قرى جبل الزاوية كعين لاروز، وجوزف، ومرعيان، والتي انتقلت في معظمها إلى جبهة حلب إثر سيطرة "النصرة" على مواقع "جبهة ثوار سورية" في المنطقة. وفي محافظة حماة، كان لحركة "حزم" تواجد عسكري من خلال كتائب "فاروق حماة" التي انضمت إلى الحركة في بداية تشكّلها، ولكنها لم تكن ذات فعالية تذكر. كما انضمت للحركة بعض الفصائل التي تُقاتل في ريف دمشق الغربي في مناطق الزبداني ومضايا، بالإضافة إلى فصيل من جبل التركمان في ريف اللاذقية. وتتميز "حزم" بأنها من أكبر الفصائل التي تمتلك مدرعات ومضادات دروع (من دبابات، وشيلكا، ومدافع فوزديكا، وعربات ب. م. ب.) والتي كانت تُستخدم بكفاءة عالية في المعارك، إذ تمتلك الحركة 27 دبابة في محافظة حلب. ويُعتبر الفوج 46 الذي انسحبت منه بعد هجوم جبهة النصرة عليه و هو المستودع الرئيسي الذي تتواجد فيه هذه المدرعات، ما يعني أنها خسرت كل سلاحها النوعي الذي استولت عليه "النصرة"، الأمر الذي يُفسّر مسارعتها إلى حل نفسها، بسبب فقدانها سلاحها النوعي الذي يُشكّل نقطة قوتها. وبعد الهزائم التي تعرضت لها الحركة أثناء هجوم النصرة عليها ، أصدرت قيادة "حزم" في حلب بياناً أعلنت فيه حل نفسها وانضمام عناصرها إلى قوات "الجبهة الشامية"، التي تُشكّل أكبر فصائل المعارضة السورية في مدينة حلب وريفها. وجاء ذلك بعد يوم واحد فقط من إعلان الكتائب التابعة لـ"حزم" في مدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي عن انسحابها من الحركة وانضمامها إلى كتائب "ابن تيمية" التي تعمل في المنطقة.

أختر الشاهد :