الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

ظروف اعتقال الناشط جمعة لهيب وابتزاز النظام لأهالي المعتقلين

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:13:19:15

عندما تم تحويلهم إلى الشام، كان جمعة مع أشخاص كثيرين، كانت تهمتهم قلب نظام الحكم في سورية، وكانوا يسمونهم المثقفين الموجودين في المعتقل، وتم التحقيق معه، وهو كان يتحدث مع ضابط التحقيق بدون عصابة العينين، والضابط كان يسأله: ويقول له: لماذا كنتم تتواصلون مع القنوات المغرضة؟ وما هو السبب الذي جعلكم تخرجون في هذه الثورة؟ فقال له: الأسباب كثيرة، ونحن كنا ندعو لإلغاء قانون الطوارئ. والنظام عندما ألغى قانون الطوارئ كان عليه فعل ذلك قبل أشهر، وكل خطوة يقوم بها النظام تكون متأخرة. وقال له الضابط: ما هو السبب الذي جعلك ترسل مقاطعاً مصورة إلى القنوات المغرضة؟ وقال له: كل المقاطع التي عندي هي مقاطع مظاهرات، كنت أرفعها(أرسلها) إلى قناة سما (المقصود قناة الدنيا)، والقنوات الموالية (القنوات الحكومية)، ولكن الذي رأيته، وكان نقطة التحول هو ما حدث أثناء تشييع بلال حيدر، وبلال حيدر كان عنصراً في الجيش العربي السوري، وتم قتله، وأنتم اتهمتم الجماعات الإرهابية بذلك، ونحن سميناه شهيداً؛ لأنه رفض إطلاق النار، وقال له: هذا المقطع مصور، ولقد أرسلته إلى قنوات سما، والقناة الأولى والثانية في التلفزيون السوري. ولكن الشيء الذي لم يحصل أن شخصاً سورياً قتل على أرض سورية، لا يتم عرض تشييعه على القنوات السورية رغم كل الهتافات، وكانت كل الهتافات ضد النظام، ولكن أنتم كان يجب عليكم الكلام، وأن تقولوا: إن هذا التشييع لعنصر في الجيش العربي السوري. وقال: عندما رفعت(أرسلت) هذا المقطع إلى القنوات الثانية فإن القنوات الثانية عرضته (الجزيرة والعربية والقنوات الأخرى) مباشرة، وكل هذه القنوات عرضته، والسبب أننا نتحدث عن شخص سوري قتل على أرض سورية، والقنوات السورية لم تعرضه، وأما القنوات التي تقول: إنها مغرضة. عرضته، وهذا هو الأمر الذي جعلنا نتوجه بشكل عام للإعلام الدولي، أو الإعلام الغربي، أو الإعلام العربي. فقال له: كلامك موزون، اذهب الآن إلى فرع التحقيق.

وفي فرع التحقيق، في الشام، في الأيام الأخيرة، قبل أن يتم

تحويلهم، وإعادتهم إلى محافظاتهم، تم عقد لقاء بين علي مملوك وبعض المعتقلين، وكان

من بين المعتقلين أخي جمعة، وشخص من حلب، يدعى أبو غسان الحلبي، وهذا الشخص كان

شيوعياً. وفي هذه الفترة، سأل علي مملوك المعتقلين، وقال: ماذا يجب علينا أن نفعل

حتى نخرج من هذه الأزمة؟ وهذا الكلام كان في نهاية عام 2011، وقال له أبو غسان

الحلبي: يا سيادة اللواء، إذا استمر الوضع بهذا الشكل في سورية سوف تترحمون على

أيام أسامة بن لادن؛ لأنه سوف يخرج أشخاص أكثر وحشية من أسامة بن لادن، وأكثر

دموية من أسامة بن لادن. وعندها استغرب الجميع من كلامه، وكان الأغلبية يقولون ومن

بينهم أخي جمعة: نحن مطالبنا كانت واضحة، والتي هي كف يد الأجهزة الأمنية عن

المواطنين، وإيقاف العمل بقانون الطوارئ- كان قد أوقف العمل بقانون الطوارئ بوقتٍ

سابق- وأن تعود الأمور كما كانت، وكذلك محاسبة الجناة. وقال لهم علي مملوك: حسناً.

وكانت المقابلة روتينية لا أكثر، ولكن كان كلام أبي غسان هو الكلام القوي في تلك

الأثناء. وبالفعل، الذي حصل هو أنهم عادوا إلى إدلب، وعاد أبو غسان إلى حلب، وكل

شخص عاد إلى محافظته في مركز الاعتقال. وفي هذه الأثناء، نحن كنا نعيش حياتنا

الطبيعية في المعرة، وكانت المظاهرات مستمرة. ظروف اعتقال الناشطين في هذه الفترة،

بعد أن عاد جمعة، وانقطع التواصل معه، بدأ الناس يخرجون من المعتقل من الذين كانوا

مسجونين، ولا يوجد عليهم شيء (لم يكونوا مشاركين بأنشطة خطيرة مناهضة للنظام)،

وخاصة المتظاهرين السلميين، وكان والدي خارج المنزل، ونحن كنا في المنزل (أنا وأمي

وإخوتي)، وجاء والدي إلى المنزل، وهو منزعج جداً، وقال: التقيت مع شخص كان موجوداً

في المعتقل، في إدلب. وقال لي: إن جمعة كتب على جدار السجن المركزي في إدلب"

الناشط السياسي جمعة محمد اللهيب"، وبدأ والدي يصرخ، ويقول: وما أدراه

بالسياسة؟! وما كان يجب عليه أن يكتب. ودخلنا بأمور نحن بغنى عنها، فقال والدي:

أنا كنت أدعو الله أن يخرج، ولكن جمعة هو الذي لا يريد أن يخرج، وأنا سوف أتوقف عن

الدعاء. وهذه المشاكل العائلية كانت تحصل دائماً بين أمي وإخوتي، وخاصة بيني وبين

والدي؛ لأنني أردت الاستمرار في المظاهرات، وكنت قد انقطعت عن المظاهرات لأيام

وأسابيع، وبعدها عدت إلى المظاهرات. طبعاً، أنا كنت أشارك بالمظاهرات بالسر، وكنت

أذهب إلى الجامع، ومن الجامع أخرج في المظاهرات، ثم أعود إلى المنزل؛ حتى لا يغضب

والدي مني.

في هذه الأثناء فقدنا الاتصال مع أخي جمعة. ونحن كنا نعمل في مهنة

الدهان (طلاء المنازل) في قرية الغدفة شرق معرة النعمان، وجاء اتصال إلى والدي،

وقال له: هل أنت محمد اللهيب؟ تعال الآن إلى إدلب. وفي هذه الأثناء، كان يوجد

أخبار بأنه تم تصفية معتقلين داخل سجن إدلب المركزي، وتم تحويل جثمان كل شخص إلى

منطقته، وكان يوجد أنباء عن وجود جثث موجودة في مستشفى معرة النعمان الوطني،

وعندها خفنا جميعاً، وخاصة من الاتصال، وطريقه الكلام، واللهجة العلوية، وهي

اللهجة المنتشرة داخل الجيش السوري، وهي لهجة أهل الساحل. خاف

والدي، وذهب إلى المعرة، وبقينا أنا وأخي في(قرية) الغدفة نعمل، وذهب والدي إلى

المعرة، وكان متوتراً جداً وخائفاً من الأحداث التي سوف تحصل. وذهب معه خالي

الصغير، وذهبوا بسيارة أجرة باتجاه إدلب، وأثناء التواصل بين الشخص المجهول ووالدي

في الغدفة قال له والدي: من أنت؟ أريد أن أعرف مع من أتحدت. فقال له: ليس من

الضروري أن تعرف، ولكن عندما تصل إلى إدلب اتصل بهذا الرقم. وبالفعل، ذهب والدي مع

خالي إلى إدلب، وعندما وصلوا إلى إدلب اتصلوا بالرقم؛ فكان هذا الشخص ضابطاً في

الأمن العسكري، وقال له هذا الضابط: تعال إلى المقر الفلاني في إدلب. وذهبوا، وكان

مجمل الحوار: إنني أعرف أن ابنك يكتب على الجدران، وهو ناشط سياسي، ويدعو إلى قلب

الحكم في سورية، وهو اعترف بالكثير من الأشياء، ونحن حولناه إلى دمشق، وسوف نحوله

إلى إدلب. ولكن إذا أردت.... وأشار له بأنه يريد المال، وقال له: إذا أردت يمكننا

تسيير أموره، وتسهيل أموره الآن حتى نقوم بتحويله إلى المعرة، ويتم إطلاق سراحه،

وعندما عرف والدي أن أخي بخير بدأ والدي بالهجوم عليه، وقال له: أنا أعرف أن ابني

تم تحويله إلى الشام، وأعرف ماذا حصل معه في الشام. فكان يتكلم والدي كما هو

المعروف عن سير الاعتقال، و[وقال له]: أعرف أن ابني تم تحويله إلى دمشق، وسوف يتم

تحويله في الأسبوع القادم إلى القصر العدلي في المعرة. وعندها انزعج هذا الضابط

كثيراً، وقال له والدي: إذا أرسلت إليّ من أجل هذا الأمر فقط فشكراً لك. وخرج

والدي باتجاه السيارة، للعودة إلى المعرة، وهنا أمسك الضابط بخالي، وقال له: من هو

هذا الشخص؟ فقال له هذا زوج أختي. وقال الضابط: منذ ساعة وأنا أشير له بالمال، وهو

لا يفهم. فقال له خالي: والآن ماذا تريد؟ قال له الضابط: أريد المال. كان خالي

يحمل في جيبه مبلغاً يتراوح بين 5000إلى 10,000 ليرة سورية تقريباً، وقال له: لا

يوجد معي غيرها. فقال الضابط: لا يوجد مشكلة، أعطني المال. وأخذ المال من خالي،

وعادوا إلى المعرة، وكان هذا أصعب موقف. ويوجد موقف ثان، وهو أن

والدي عندما كان ذاهباً باتجاه القرى الشرقية، باتجاه مكان العمل، جاءته رسالة إلى

هاتفه، وهنا بدأ الناس يخرجون على التلفاز، ويعترفون، ويقولون: اعترافات الإرهابي

فلان الفلاني. وأغلبهم كانوا عبارة عن متظاهرين، أو يحملون سلاح، أو تواصلوا مع

القنوات المغرضة، كما كانوا يسمونها. ووصلت رسالة إلى هاتف والدي، والرسالة هي

عبارة عن قسمين: القسم الأول الموجود في الشاشة ذكر فيه: ترقبوا اليوم اعترافات

الإرهابي جمعة. ولم يستطع والدي قراءة النصف الثاني من الرسالة؛ لأنه كان خائفاً،

وكان يقود الدراجة النارية في الطريق، فأوقف الدراجة النارية في الطريق، وقرأ

النصف الثاني من الرسالة، وكان اسم الشخص جمعة ملحم، كان من عائلة ثانية، وليس من

المعرة، فحمد الله، ثم أكمل طريقه إلى العمل.

عدنا إلى المنزل، وفي هذه الأثناء، مضى الستون يوماً، وهي الفترة

المحددة لاعتقال جميع الأشخاص الذين تم اعتقالهم خلال اقتحام الجيش الأول لمعرة

النعمان. وصلنا خبر بأنه سوف يتم تحويل جمعة إلى مبنى العدل في المعرة، وسوف يعرض

على القاضي. وفي هذه الأثناء، كانت عدة تهم موجهة لجمعة، من بينها: قلب الحكم في

سورية، واستلام مبلغ قدره 50 مليون دولار من قطر، وأن معه جهاز ثريا، وكان يتواصل

مع القنوات المغرضة. وعندما عرض على القاضي سأله القاضي: يا بني، هل كنت تدعو إلى

قلب الحكم؟ فقال له: لا يا سيدي، أنا كنت أدعو إلى الحوار، وأن يتفهم النظام

المتظاهرين، والدولة يجب عليها أن تتفهم المتظاهرين والشعب. وأنا لم أكن أدعو إلى

قلب نظام الحكم في سورية. بل على العكس، كان مطلبنا هو كف يد الأجهزة الأمنية،

والمطالب الأخرى التي كان أغلب الشعب يدعو لها في المظاهرات. وقال له القاضي: أنت

بهذه الطريقة أضعت مستقبلك، ولكن كلامك واقعي. والذي حصل أن أخي اعترف على نفسه،

ولكنه اعترف على الشيء الذي حصل، وعندما سأله: هل أخذت أموالاً من قطر؟ فقال له:

لا، هذا الأمر غير صحيح. وقال له: وماذا عن هاتف الثريا؟ وأنت اعترفت بأنك كسرت

هاتف الثريا. فقال له: أنا في الأصل لا يوجد عندي هاتف ثريا، وهاتفي الوحيد الشخصي

طراز N 70" " يعمل على

بطاقة" MTN "، والقنوات هي من كان

يتواصل معي [أستطيع استقبال مكالمتها الدولية]. وقال له القاضي: أحسنت، ولكن أنت

أضعت مستقبلك.

وتم نقل أخي جمعة باتجاه السجن المركزي في إدلب؛ لأنه اعترف على

نفسه، وتم الحكم عليه بالسجن، وعندما وصلنا الخبر بأنه تم الحكم عليه بالسجن لم

نعرف مدة السجن؛ لأنه سوف يتم عرضه على المحكمة العسكرية الثانية، والمحكمة

العسكرية الثانية تأخرت بسبب كثرة المعتقلين، وعندما تحول إلى إدلب وصلنا الخبر

بأنه اعترف، وأقر بكل شيء. وهذه أيضاً كانت إحدى المشاكل التي انزعج منها والدي؛

لأنه كان يمكنه أن يكذب، ولم يكذب، ولكن أخي جمعة قال: إنني لم أفعل شيئاً خاطئاً،

والدولة هي التي أخطأت. وعندما تم تحويله إلى إدلب كان هناك عميد في الأمن

العسكري، قال لأخي جمعة: سوف أنصحك نصيحة من أخ كبير لأخيه الصغير، أنت الآن تم

تحويلك إلى هنا، وسوف تتم محاكمتك، وإذا استطعت الخروج من هنا فعليك الدعاء لي،

ولكن عليك الخروج إلى خارج سورية، ولا يجب عليك البقاء في سورية. والذي فهمه أخي

جمعة أن النظام كان يحاول تصفية أصحاب الرأي السلمي، وخاصة بعد انتشار السلاح في

تلك الأيام. وبالفعل، بقي أخي في السجن لمدة 80 يوماً. وفي هذه الفترة، قدم والدي

له طلب إخلاء سبيل، وتم رفض الطلب الأول والثاني، وتمت الموافقة على الطلب الثالث.

بعد أسبوع، قالوا: إنه سيتم إخلاء سيبله. وفعلاً، خرج أخي جمعة في أواخر عام 2011،

وعاد إلى المعرة، وكانت الجملة التي قالها الضابط: إنه يجب عليك الخروج من سورية.

وكان دائما يتذكرها. وبالفعل، بعد هذه الأحداث، خرج أخي جمعة إلى لبنان منذ ذلك

الوقت، وحتى الآن، هو وأخي عبد الله.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/02/24

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي

كود الشهادة

SMI/OH/12-10/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/04/02

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-منطقة معرة النعمان

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

قناة الجزيرة

قناة الجزيرة

قناة العربية

قناة العربية

فرع الأمن العسكري في إدلب 271

فرع الأمن العسكري في إدلب 271

القناة الفضائية السورية - التلفزيون الرسمي

القناة الفضائية السورية - التلفزيون الرسمي

الشهادات المرتبطة