استمرت المظاهرات في نيسان/ أبريل [2011]، وحصل تواصل مستمر بين قيادات المجموعات الشبابية أو مسؤولي المجموعات، وكل مجموعة حدّدت أشخاصًا بعينهم ناطقين بأسماء مجموعاتهم. وكان هناك اجتماعان في نهاية نيسان/ أبريل، أحدهما في أطراف مدينة عامودا، وكان الاجتماع في منزل خالي أحمد أبو إدريس بحضور شريحة من شباب الحراك الثوري، من مختلف المجموعات والأحياء، وكان هناك حضور لبعض القيادات من حزب "آزادي" وحزب "يكيتي". طبعًا، كانت قيادات محلية، أذكر أنها من عامودا، وكان هناك تفكير في تطوير التنسيق؛ ليكون هناك عنوان يجمع بين هذه المجموعات الشبابية، وفي اللقاء الذي تلاه في نهاية نيسان/ أبريل، تم إقرار المجموعات الشبابية؛ لتشكيل تنسيقية عامودا التي تعبر عن توحّد موقف الشباب، والتنسيق بين الشعارات، وتنظيم المظاهرات ومسارها والمتكلمين والشعارات، وإدارة الجهاز الصوتي في المظاهرة، والتواصل مع الفعاليات المجتمعية والتيارات السياسية، والتواصل مع الكيانات الثورية، وتوسيع النطاق الثوري، والاستفادة من تجارب كيانات أخرى، وتقديم الدعم الإنساني لمناطق أخرى، وكان هذا هو العنوان في بداية شهر أيار/ يوليو.

كانت القيادات من مجموعات شبابية من مختلف التشكيلات، وكنا في البداية 15 شخصًا تقريبًا، وغالبيتهم استمروا كتنسيقية عامودا، وكان هناك أشخاص من الأحزاب، مثلًا: كان معي عبد الرحيم تخوبي، إدريس حوتة، فاروج جنو، وكمال جنو، وإبراهيم علي، وسربست نجاري، وفهد خاني، وولات عوجة. كل هؤلاء كانوا شبابًا، ونقصد بذلك أنهم يمتلكون روح الشباب، وكان معنا أشخاص يتجاوز عمرهم 40 سنة، وكان معنا سيدات أيضًا، مثلًا: كانت أسمهان، وزوجة سربست. كانت هناك قيادات التنسيقية: منتصر داوود، وعمر حج نوري، وسيدات لا أذكر أسماءهن، ولكن كانت هناك نساء.

وبعد بلورة التنسيقية كنوع من التوافق بين الشباب لإعداد التنسيقية وإطلاق صفحة رسمية باسم التنسيقية والتحضير للمظاهرات، كانت هناك فكرة بلورة التنسيقية من الحراك الشعبي ضمن الشارع الثوري، حيث كنا نتواصل مع الألف شخص الذين يأتون إلى المظاهرة، من الذين كان بإمكاننا الوصول إليهم، وكنا نتواصل معهم، ونقيّم التظاهرة، ونأخذ أفكارهم، وكانت المجموعة عبارة عن خلية مستمرة في عملها بفعّالية من خلال التواصل مع أعيان البلدة وشخصيات فاعلة وتجار البلدة وشخصيات سياسية. كان هناك عمل حثيث، كان هناك تواصل مع بعض الأحزاب الكردية، وكان ضمن التنسيقية أيضًا شباب منخرطون في الأحزاب، ومنهم من استقال من أحزابهم، مثل: الصديق منتصر داوود الذي استقال من حزب الوحدة بقيادة "محي الدين" شيخ آلي؛ لأن موقف الحزب كان غير داعم للثورة كموقف حزب رسمي، لكن كان هناك أشخاص من فروع أو من شخصيات الحزب في عامودا من أمثال فواز بنغو الذي كان مشاركًا في المظاهرات، ولكن موقفه كان يعبر عن موقفه الشخصي أو عن موقف مجموعة هو موجود فيها.

طبعًا، كانت تنسيقية عامودا هي العنوان الأبرز، وكان هناك المزيد من التخطيط والتنسيق والتواصل مع المجتمعات المحلية والتواصل مع الكيانات الثورية في القامشلي والحسكة وديريك وعفرين وحتى في حمص ودمشق. وكان هناك تواصل مع الشباب في حيّ غويران أيضًا، وكان هناك تواصل مع الشباب في حيّ العزيزية وحيّ المفتي في الحسكة، وكان هناك مشاركة من شبابنا في مظاهراتهم، ووصل التنسيق إلى مرحلة [صعبة]؛ حيث كانت الحسكة تبعد 95 كيلو مترًا عن الحدود التركية، وتبعد 90 كيلو مترًا عن عامودا، فكانوا يعانون من تحميل الفيديوهات عبر الإنترنت، فكان شبابهم يأتون إلينا، ونقوم بمساعدتهم في تحميل الفيديوهات عبر "يوتيوب". ووصلت المرحلة إلى شعارات متناسقة، حيث كنا نحيّ فيها غويران، وكان الشباب في غويران يحيّون عامودا، ونحيّ دير الزور، ودير الزور تحيّ عامودا والقامشلي، والشباب يحيّون الأكراد. كانت نوعًا من رسائل الحراك الشعبي بأننا حراك ينتمي فيه السوريون إلى الثورة السورية مع اختلاف انتماءاتهم القومية والفكرية والإثنية والطائفية. وحتى أن الأمور وصلت إلى مرحلة قَدِم فيها مجموعة من شباب غويران، وكانوا ملثمين وفي ظروف أمنية مشدّدة بحكم أن الأفرع الأمنية الكبيرة للنظام كانت في مركز المحافظة، وكان التنسيق قد وصل إلى مرحلة أصبحنا نخيط فيها للشباب أعلام الاستقلال.