موقف الأحزاب الكردية والحراك الثوري من دعوة النظام للحوار
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:18:09:22
في شهر أيار/ مايو [2011]، كان هناك المزيد من الانخراط في الحراك الشبابي في عامودا، وكان هناك المزيد من المجموعات، وكان هناك التنسيق بين قادات المجموعات واللقاءات بين قادات المجموعات وأعيان البلدة، وكان هناك المزيد من اللقاءات بين أعيان البلدة والأحزاب للحفاظ على سلامة المظاهرات والبلدة ككل ولتطوير الحراك الشعبي أيضًا. في خضم هذه التطورات التي كانت مترافقة مع ازدياد الزخم الثوري على مستوى الثورة السورية ككل، كان هناك حراك متعاظم في سورية كلها، ومظاهرات مليونية ومظاهرات تضم عشرات الآلاف ومئات الآلاف في المحافظات الكبرى. تجاوزت مظاهرات القامشلي عشرة آلاف متظاهر، وتجاوزت مظاهرات عامودا ثلاثة آلاف متظاهر، وكذلك في مظاهرات كوباني وعفرين وغويران ودير الزور والرقة، ترافق ذلك مع ازدياد النظام في إجرامه تجاه المحافظات الكبرى والبلدات والأرياف في محافظات اللاذقية وحمص ودمشق ودرعا وحتى دير الزور. فكانت هناك أيضًا انشقاقات في الجيش وتأسيس مجاميع للجيش الحر، وكان هناك تشجيع للضباط وأفراد الجيش على الانشقاق عن الجيش، وكان هناك تواصل من الحراك الشبابي مع بعض التنسيقيات في محافظات كبرى لضمان وصول بعض المنشقين وبعض القيادات العسكرية المنشقة إلى مكان آمن. وكان هناك تشجيع لقادات الشرطة في المنطقة على الانشقاق، وكان هناك مزيد من الأدوار والجهود. وكان هناك شيء مترافق حول قيام بعض الأحزاب التي ذكرناها في التشكيك في الشباب، وهل لديهم رؤية؟ وماذا لديهم؟ ومع من يرتبطون؟ كان نوعًا من التشكيك وضرب ثقة الحاضنة الشعبية بالحراك الشبابي؛ لأنه كان واضحًا أن عامودا تحتضن الشباب والحراك الشبابي الذي حصل فيها، وتنسيقية عامودا صارت عنوانًا بارزًا لعامودا وللمنطقة ككل.
طبعًا، تمّ توجيه دعوة من بشار الأسد لقادة أحزاب الحركة السياسية الكردية، وأرسل لهم طائرة خاصة إلى مطار قامشلي تقلّهم إلى القصر الجمهوري في دمشق، وكان أول تعامل على المستوى الرئاسي مع قادة الأحزاب الكردية الذين كان عملهم طيلة عقود بشكل سريّ، وكانت أحزابهم تمارس عملها وأنشطتها السياسية بشكل سريّ، وكانت أحزابهم غير مرخصّة، وكان أعضاء أحزابهم ملاحقين أمنيًا. وكانت هذه المبادرة جزءًا من استراتيجية الاحتواء وإقناع الأطراف الكردية بعدم الانخراط في الثورة والعدول عن موقف الحراك الشعبي والحراك الشبابي الكردي في الانخراط في الثورة. وكان هذا الأمر يترافق مع وجودنا في عامودا وحراكنا كتنسيقية عامودا، بالإضافة إلى التنسيق مع تنسيقيات الشباب الكرد في هذه المناطق الكردية.
وكان موقفنا واضحًا بأنَّ الأحزاب الكردية لا تصغي إلى مطالب النظام وهذا جزء من استراتيجية النظام في الخداع واحتواء الأزمة التي يمرّ بها، وكان الرهان على أن النظام لن يُقدِم على أي شيء جدّيّ وحقيقي في التعامل مع تغيير سياساته وسلوكه ونهجه في حكم سورية، وأنَّ الجزء العام الكردي هو جزء من كل سوري، والمسألة السورية يجب أن تعالج بعقلية منفتحة و بإصلاح حقيقي، و يجب أن يفضي هذا الإصلاح إلى تداول سلميّ ودستور جديد وانتخابات ديمقراطية وإفراج عن المعتقلين وإجبار الوحدات العسكرية على العودة إلى ثكناتها ومعسكراتها وكفّ اليد الأمنية ومحاكمة المسؤولين عن كل ما حصل. وكان هذا الحراك في عامودا، وشاركنا به، وكانت هناك حوارات وصلت إلى مرحلة السجال والجدال مع أشخاص من أحزاب كانوا مقتنعين بأنها فرصة، ويجب أن نقوم بإرسال صوتنا، وأن المسألة الكردية يجب أن تُحلّ في دمشق. ونحن أيضًا شاطرناهم الرأي في أنَّ المسألة الكردية يجب أن تُحلّ في دمشق مع الشعب السوري، وليس مع نظام زاد رصيده من الجرائم بحق عشرات الآلاف من السوريين، سواء كانوا شهداء من ضحايا هذا النظام أو كانوا من آلاف المعتقلين.
وكان الضغط موجودًا أيضًا من طلاب عامودا والقامشلي والحسكة وكوباني وعفرين وديريك وفي جامعات دمشق وحلب، حيث قاموا بمزيد من الضغط على القيادات الحزبية لضرورة عدم الإصغاء إلى النظام، وأنها مناورة منه في محاولة لضرب مكونات الشعب السوري ببعضها، وهذه هي اللحظة الحاسمة والفرصة الذهبية للوقوف بشكل قوي مع هذه الثورة التي ستطيح بالنظام كما أطاحت بالأنظمة في ليبيا ومصر. وكان هناك نوع من الضغط الواضح على القيادات الحزبية، وكان هناك انقسام بين قيادات الأحزاب، وكان هذا الانقسام بين أحزاب رأت أنها تقف مع الحراك الشعبي السوري، وتقف مع تيارات من المعارضة السورية، وأخذت تشكيلات من المعارضة ذات الموقف في ذلك الوقت، حيث ادعت بأنَّها من المعارضة الداخلية، من أحزاب شيوعية واشتراكية، بالإضافة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي "بي واي دي" الذي هو جناح ل"بي كي كي" في سورية، وأحزاب الوحدة الكردية الذين شكلوا فيما بعد المجلس الوطني الكردي، فكان هناك تباين. وكان هناك تواصل أكثر من قبل بعض أحزاب الوحدة الكردية و أحزاب القوى الكردية مع المعارضة السورية، سواء كان في الداخل "كإعلان دمشق" أو في الخارج كشخصيات أو تيارات من "الإخوان المسلمين" والتيارات العلمانية واليسارية. كان قرار الرفض في اجتماع لقادة الأحزاب، وكانت الأغلبية ضد الذهاب مع وجود تباين في الآراء بين قادات الحزب التقدمي والوحدة واليسار الكردي، ولكن بقية الأحزاب مثل: "يكيتي" و"البارتي" و"آزادي" وتيار المستقبل رفضت رفضًا قاطعًا الذهاب إلى هذه الدعوة. وكان الموقف الواضح لمشعل تمو يتبنّى موقف الشارع الثوري، وكان موقفه ضاغطًا على قيادات الأحزاب لتحسم موقفها. والأحزاب التي رأت ضرورة الذهاب التزمت بالموقف المعلن، ولم يتجرؤوا على الذهاب منفردين، والموقف الذي كان يغطي على موقفهم من أي إجراءات أمنية قد يجدونها من النظام هو أن أحزابًا أخرى تعهدت بأن يكون موقفها موحّدًا؛ وهذا الأمر أدى إلى موقف واضح بعدم الذهاب إلى لقاء بشار الأسد.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/02/08
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في مدينة عاموداكود الشهادة
SMI/OH/24-12/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
أيار 2011
updatedAt
2024/08/19
المنطقة الجغرافية
محافظة الحسكة-عامودامحافظة الحسكة-منطقة القامشليشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
المجلس الوطني الكردي
تيار المستقبل الكردي - مشعل تمو
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي - يكيتي – محي الدين شيخ آلي
تنسيقية عامودا
حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)
حزب يكيتي الكردستاني في سوريا
حزب آزادي الكردستاني