الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

التنسيق بين مكونات محافظة الحسكة وإطلاق سراح مشعل تمو

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:18:23

سعى النظام إلى أن يصدّر أحياء الحسكة، مثل: أحياء المسيحيين، أحياء الأكراد، أحياء العرب، أحياء للأكراد والعرب، أحياء فيها أكراد وعرب ومسيحيون. كان يساهم في استغلال هذه اللحظات التي يعيشها كأزمة للتفريق بين المكونات. فكان مدركاً بأن حيّ غويران يملك مجتمعاً جاهزاً للانتفاض والثورة، وكان فيه تيارات إسلامية وتيارات قومية عروبية، وكان هناك شباب وسطيون. سعى النظام لأن يخوف الأحياء الكردية من حيّ غويران، وأن يخوف حيّ غويران من الأحياء الكردية. بمعنى أن غويران شكلت الحيّ الثائر ضمن الأحياء العربية، فكانت هناك تظاهرات في حيّ غويران، وكانت هناك تظاهرات في حيّ العزيرية وحيّ المفتي. لاحقاً، بدأ النظام بالتضييق بشكل مكثّف على حيّ غويران، وكان يتساهل في التضييق على الأحياء الكردية، فكان من خلال هذه السياسات يرغب في ضرب هذه الأحياء ببعضها. ولكن الأمر المفاجئ بالنسبة للنظام هو أن شباب حيّ العزيزية وحيّ المفتي كانوا يذهبون للمشاركة في مظاهرات حي غويران أو تقديم الدعم اللوجستي لهم.

 عندما استشهد الشاب إدريس رشو في غويران على أيدي قوات الأمن كانت هناك مظاهرة مركزية حاشدة في عموم المحافظة، ونحن بشكل خاص من عامودا شاركنا بأكثر من مائة شخص، وكانت هناك مشاركة من حي غويران، حتى أن النظام حاول أن يعرقل الطريق الواصل بين غويران وأحياء المدينة، فقام بحشد القوات الأمنية على الجسر، ولكن الشباب في غويران استطاعوا بإصرارهم أن يعبروا الوادي الذي يفصل بين هذه الأحياء، وحتى أن شباب غويران كانوا يرفعون أعلاماً وشعارات كردية إلى جانب أعلام الاستقلال كنوع من إرسال رسائل التضامن والتماسك بين هذه المجتمعات، وهو ما كان يخشى منه النظام. 

في المرحلة التي تبعتها في نهاية نيسان وبداية أيار 2011 ، كانت هناك اعتقالات لأكثر من 23 شخصية من شباب وشخصيات الأحزاب الكردية، كانوا من الصف الثاني في الأحزاب، ومن الشباب الأكراد، و كانت هناك أيضاً اعتقالات لشباب عرب و لشباب من المنظمة الآشورية أيضاً، بالإضافة إلى شباب عرب من درعا من موظفي رميلان. وكان الالتقاء والمساحة الحرة والآمنة لأي حوار بين السوريين من مختلف الانتمائات بشكل يمكنهم من الحوار بشكل مريح هو السجن، فالحوار الذي حصل في السجن كان بين شخصيات من مختلف الانتماءات (حزبية وغير حزبية)، كانوا عرباً وأكراداً ومسيحيين، وبحسب ما أخبرونا فقد كان من عامودا الأستاذ عبد الإله عوجا الذي كان معتقلاً للمرة الثانية، والأستاذ محسن خلف، وفيصل القادري، وغيرهم من الشباب الذين تم اعتقالهم. وكان من العرب الأستاذ محمد شبيب، وكان هناك أشخاص من المنظمة الآشورية، وشخصيات من درعا كانوا موظفين في المحافظة، فكان النظام يقوم باستدعائهم للتحقيق، كانوا في المرحلة الأولى في زنزانات فردية، وبعد ذلك في مهاجع تجمع بين الأفراد، وكان النظام يعتقد أن الأشخاص في القبو أو في الغرف لا يتواصلون، وحين يحقّق مع العرب -بحسب ما أخبرونا لاحقاً- كان يقول لهم: أنتم كيف تؤمنون بأفكارهم؟ هؤلاء أكراد انفصاليون، ويرغبون في اقتطاع أراضي الدولة وإلحاقها بدول أخرى، ويطالبون بكردستان. فيحاول المحقق أو عنصر الفرع أو قائد الفرع ضرب الثقة بين العربي والكردي، وهو لا يعلم أنَّ هذا العربي حين ينزل إلى غرفة التحقيق يخبر صديقه وأخاه الكردي بما حصل معه في التحقيق، وكيف كان ردّه بأننا نعبر عن طموحاتنا وتطلعاتنا بشكل سلميّ. وكان حين يحقق مع الكردي يقول له: كيف تؤمن بهذا السلفي أو هذا العروبي؟ ومثلاً: درعا هي منطقة العروبة، وأفراد البعث كثيرون في هذه المنطقة، وهم يساهمون في إقصائكم، وهذه المعارضة الخارجية أغلبيتها عربية سنية، وقد تقصيكم، وتضركم بشكل أكبر، ونحن كنظام مقبلون على انفتاح معكم، وأعدنا الجنسية لكم. وكانت الردود هي: إن هذه حقوق مسلوبة، ونحن نعبّر عن مطالبنا كما فعل السوريون وفق الوسائل السلميّة المتاحة وضمن الثورة. فكان هناك تضييق مضاعف على الشباب العربي، وأخبرهم النظام بشكل حاسم بأنَّه سيعيد اعتقالهم في حال انضموا وانخرطوا ضمن الحراك وخاصة في القامشلي.

 وكانت هناك مجموعات من الشباب العرب في مناطق تل حميس وقرى وأرياف القامشلي، كان هؤلاء على شكل مجموعات، كانوا ينخرطون بشكل مستقل في الحراك في القامشلي مع الشباب الكردي، وكانت المظاهرات في القامشلي تتراوح أعداد الأشخاص فيها من 3000 إلى 5000 شخص من مختلف الانتماءات. وعندما يأتون فإن المراقبة الأمنية تكون مشددة على هؤلاء الشباب، وكانت الملاحقات والضغوطات على ذويهم وعوائلهم، ومنهم من اعتُقل، ومنهم من استشهد فيما بعد، والنظام قام بقتل العديد من النشطاء في هذه المنطقة، وأذكر أنه كانت هناك قرية تابعة للجواديّة، واسم هذه القرية الظاهرية، حيث قام بإنزال عبر الحوامات، وقتل العديد من الشباب الذين كانوا موجودين من الزبيدات، حتى أن شباباً من حرب ومن بني سبعة كانوا ملاحقين، وتم اعتقال قسم منهم. طبعاً، كانت هناك أيضاً اعتقالات لشباب أكراد في القامشلي، وخاصة الذين يملكون الشخصية القيادية المؤثرة ضمن أوساط كثيرة في هذه المنطقة، علمنا فيما بعد أن الشاب شابال تمّ اعتقاله، ومحي الدين عيسو تمّ اعتقاله. وهي شخصيات بارزة مهمة وحقوقية، ونشطاء شباب تم اعتقالهم. 

 في 20 أيار، تم الإفراج عن المعتقل والقيادي في تيار المستقبل الكردي مشعل تمو الذي أصبح فيما بعد شهيد الثورة السورية وعميداً لشهداء الثورة السورية. وحين تم الإفراج عنه كانت الفعاليات والأحزاب الكردية والشباب من قامشلي وعامودا وغير مناطق قد احتشدوا في خيمة كبيرة، وكانوا على الطريق ينتظرون قدوم من تمّ الإفراج عنه، والذي كان أول قياديّ -على مستوى الأحزاب الكردية- يعبّر بصراحة عن موقفه الحازم والقاطع تجاه نظام الاستبداد وبحضورهم، وحين حضر مشعل تمو ضمن خيمة الاستقلال كان موقفه هو: إنَّ النظام يستطيع أن يسجننا، ولكنه لا يستطيع أن يحطم إرادتنا، وإرادتنا هي إرادة التغيير وإرادة الثورة وإرادة الشباب الطامح لدولة سورية جديدة ديمقراطية تعددية ودستور يقطع أمام الاستبداد. وكان واضحاً أن خطابه مغاير لمجمل الخطابات الرسمية عند بقية أحزاب الحركة السياسية الكردية، وكان مصدر خشية للنظام ولأحزاب عديدة من أحزاب الحركة الكردية وحزب الاتحاد الديمقراطي؛ ولذلك كانت مشاركته كقيادي ضمن أحزاب القامشلي مشاركة نوعية، وكانت أطراف عديدة تخشى مشاركة قياديّ كمشعل تمو، وخاصة أنه شخص ليبرالي منفتح ومتنور، له تواصل مع المعارضة السورية وتجربة في المعتقلات مع المعتقلين السياسيين وشخصيات قيادية في المعارضة السورية ومع الحراك الثوري في دمشق ودرعا، وكان إطلاق سراح مشعل تمو بالنسبة للنظام أمر اضطراري، حيث كان النظام مضطراً  إلى الإفراج عن قياديين أكراد، ولكن النظام فيما بعد أقدم على اغتيال مشعل تمو.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/02/08

الموضوع الرئیس

  الحراك السلمي في مدينة عاموداالحراك السلمي

كود الشهادة

SMI/OH/24-11/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/08/19

المنطقة الجغرافية

محافظة الحسكة-غويرانمحافظة الحسكة-عامودامحافظة الحسكة-منطقة القامشليمحافظة الحسكة-تل حميسمحافظة الحسكة-العزيزية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

تيار المستقبل الكردي - مشعل تمو

تيار المستقبل الكردي - مشعل تمو

المنظمة الآثورية الديمقراطية

المنظمة الآثورية الديمقراطية

حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)

حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)

الشهادات المرتبطة