العلاقة مع نواف راغب البشير
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:16:04:11
المفارقة تكمن في أن من عرّفني على محمد عرب هو صحفي، كان صديقنا، واسمه عبد الله عبد الوهاب، وعبد الله عبد الوهاب هو شاعر وصحفيّ، كان يدرس الإعلام في جامعة دمشق، وكان موجودًا في الوسط الأدبي في جامعة حلب، وتعرّفت عليه من خلال مجموعة من الأصدقاء، كان لدينا" لوبي" (مجموعة تنسّق فيما بينها للوصول إلى هدف ما) صغير من الشعراء، حيث كنا نلتقي معًا، ونقوم بندوات صغيرة. وطبعًا، تطورت المرحلة بعد سنوات، وأسسنا موقعًا كان اسمه "منازل الشعراء".
تعرّفت على عبد الله عبد الوهاب في بداية حياتي الجامعية، في عام 2001، كان يتكلّم في السياسة، وهو مطّلع سياسيًا، ويعرف الكثير من القضايا السياسية، ويعرف الكثير من الأشخاص السياسيين العاملين في السياسة في حلب. والمفارقة حدثت عندما أسس عبد الله عبد الوهاب، بعد تخرجه، موقع "عكس السير "في حلب، وهذا الموقع هاجم أغلب الشخصيات (شخصيات النظام في حلب) منهم: المحافظ، وأمين فرع الحزب، وأخذ الموقع شعبية ضخمة جدًا جدًا؛ لأنني في تلك الفترة أقمت في حلب، خلال عامي 2006 ،2007- وأصبحت أعمل- وطبعًا، مرحلة الجامعة كانت قد انتهت- في شركة أدوية، وكنت مدير تسويق إقليمي لمصنع اسمه "ريا الطبي"، كان المصنع سعوديًا سوريًا، وأقمت في حلب فترة لا بأس بها، وفي تلك الفترة كان لديّ منزل قريب من وسط البلد (منطقة المارتيني)، وعلى اعتبار أن عبد الله كان أحد أصدقائي القدامى في الفترة الجامعية؛ فكان يتردّد عليّ، وعرّفني عبد الله على محمد عرب. وتكلمنا في معرض حديثنا عن عبد الله عبد الوهاب. عبد الله عبد الوهاب هو هذا الصحفيّ البارز الذي أسّس موقعًا صحفيًا مهمًا في سورية، والذي هو: "عكس السير"، وكان لهذا الموقع قرّاؤه ومتابعوه، وهو الشخص الذي عرّفني على محمد عرب أيضًا، وفوجئت بأن عبد الله عبد الوهاب مع بداية الثورة السورية أخذ خطًا ثانيًا، كما فعل ذلك شاعر آخر، يكتب اليوم في صحيفة الأخبار، واسمه صهيب عنجريني، حيث أخذا اتجاهًا ثانيًا، وذهبا باتجاه المواقف مع النظام والمؤامرة وما يتعرض له البلد، وحتى كما يقول عبد الله عبد الوهاب: استهداف شخص سيادة الرئيس. صدمني هذا الموقف، ولم أكن أتوقعه، وفوجئت أيضًا بعد مرحلة عندما تم تحويل "عكس السير" إلى موقع معارض، أو استطاع الشباب الاستحواذ عليه، وبعض الصحفيين الذين كانوا فيه انضمّوا إلى الثورة، فوجئت بأن عبد الله عبد الوهاب أصبح رئيس تحرير قناة الخبر التي تدعمها إيران اليوم. عبد الله عبد الوهاب الذي كان يسهر في منزل محمد عرب، ويكون معه في جلساته، كان يُسرّ له ببعض القضايا، فمحمد لم يكن صديقي الصدوق، ولكنه كان صديق عبد الله.
توقفت عند هذه الجزئيات كثيرًا ، وخاصة في فترة الثورة، وأصبحت أعيد حساباتي، وأقرأ عن بعض المواقف لبعض الشخصيات التي تعرّفنا عليها، حتى الشخصيات السياسية والأسماء الكبيرة التي ستمرّ بنا، ونتكلّم عنها في سياق حديثنا ومنهم: نوّاف راغب البشير (أبو أسعد) الذي كان من أبرز الشخصيات التي عملت في "إعلان دمشق"، وحتى أنه كانت لديه تجربة قبل "إعلان دمشق"، وهي تجربة "إعلان دير الزور" التي قام بها، وربما أحبّ المعارضون السياسيّون السوريّون- في تلك الفترة، في عام 2004 - أن يستنسخوا تجربة نواف راغب البشير والشيخ أمين عبدي وبعض الشباب الموجودين من الذي عملوا في دير الزور، وقرّروا إقامة مشروع "الإعلان"، وانتقل نوّاف راغب البشير إلى دمشق، وتعرّفت عليه في2004، في مقهى الكمال، في دمشق، خلال جلسة حضرها مجموعة من الشباب، ونحن كنا شبابًا صغارًا -بالنسبة لأعمارهم- كنا قد تجاوزنا السنة الخامسة والعشرين تقريبًا، وكانت تربطه علاقة ببعض الأصدقاء المقرّبين، كان منهم عبد الناصر العايد، وهو قريب منه كثيرًا، وكان لي أصدقاء في ديرالزور منهم: الشاعر بشير العاني -رحمه الله- ومجموعة من الشباب منهم: أحمد الشمام.
نوّاف راغب البشير، كان يمتلك سيارة" جيب "في تلك الفترة – طراز" بترول" على ما أعتقد- وكان يمتلك هاتف ثريا، والمفارقة التي عرفتها فيما بعد، وسمعت هذا الكلام منه أو من بعض الأشخاص القريبين منه: أن جميع اتصالات رياض ترك والشخصيات السياسية التي كانت قيّمة على الإعلام- اتصالاتهم الخارجية تحديدًا- كانت تتم عبر هاتف الثريا الذي يحمله نوّاف راغب البشير. نواف كان يضع أبا هشام في السيارة، ويذهبان إلى خارج دمشق بحجة أن الرادارات العسكرية ربما تكشف المكالمة التي سنقوم بها، وحصل على الهاتف -كما يقول نواف البشير (أبو أسعد) - عن طريق ابنه أسعد الذي كان يعمل في السعودية.
وفي إحدى المرات، كان هناك جدال حول من سيستلم "إعلان دمشق" في المهجر( الأمانة العامة للإعلان)، و كان رياض الترك مصرًا على أن يستلم أنس العبدة الأمانة العامة، وطبعًا، هذا ما تداوله الشباب، وهذا سمعته من أبي أسعد شخصيًا، فأبو أسعد شخصيًا روى لي هذه الرواية، حيث ذهب رياض الترك مع نوّاف إلى خارج دمشق؛ ليتكلموا بالهاتف مع علي صدر الدين البيانوني، وتمّ الحديث مع علي صدرالدين البيانوني حول موضوع الأمانة العامة "للإعلان"، ولم يكن علي مقتنعًا بوجود أنس العبدة كأمين عام" لإعلان دمشق" في المهجر، وقال لأبي هشام: اختر أي شخص تريده، ولكن ليس أنس. قال أبو هشام له: على العكس من ذلك، فأنس قريب عليك، ومحسوب على التيار الإسلامي. فقال له: لا، اختر أي شخص، اختر صبحي حديدي الذي هو من حزبك، اختره إذا شئت. فأصرّ رياض الترك على أن يكون أنس العبدة الأمين العام، وبعد أن سمعت هذا الحدث، سألت أبا أسعد نواف، قلت له: لماذا كان مصرًا على أنس تحديدًا؟ ولماذا كان علي صدر الدين البيانوني يرفض أنس العبدة؟ فقال لي: رَفْضُ صدرالدين البيانوني لأنس العبدة لا أعلم سببه، ولكنّ أبا هشام كان يريد أنس العبدة، وقال ذلك بشكل واضح وصريح أمام مجموعة من الأصدقاء، واكتشفت ذلك فيما بعد، وكان من بينهم عبد الله هوشو (أبو يوسف) قال لهم: إن أنس العبدة أحضر تمويلًا من أمريكا، وهو قادر على أن يدعمنا، ويجعلنا نستطيع أن نقف، وننشط سياسيًا بشكل قوي، وله علاقات مع الجرائد الغربيّة والأمريكيّة، ويستطيع أن يجعلنا ننشط سياسيًا، ولديه تمويل مالي، ويستطيع أن يدعمنا به. وقيل عن هذا التمويل فيما بعد: إنه أسس به قناة بردى [الفضائية]، ودُفع التمويل في هذه القناة.
نوّاف راغب البشير الذي قام بكل هذه الخطوات خلال فترة "الإعلان" وبعدها ذهب إلى تركيا، وحاول أن ينخرط في المعارضة. وفي الحقيقة، كان لأولاده مواقف سلبية جدًا في دير الزور، بعد أن خرج النظام من دير الزور، ودخل إليها الجيش الحر، وفي فترة الجيش الحر لم يكن لهم صوت (موقف أو نشاط) وبعد أن بدأت داعش كان لهم صوت قوي، وهذا الكلام[سمعته] من أشخاص مقرّبين، واصطدموا معهم فيما بعد، واستطاعوا إخراجهم من دير الزور، وعاد نواف وأهله إلى دمشق بدعم إيراني، و يشكّل اليوم لواء الباقر -كما يُسمى- الذي تدعمه إيران، ويحارب به إلى جانب النظام والمليشيات الإيرانية، وعندما سمعت أن نواف البشير خرج من تركيا، وعاد، وشاهدته على قناة العالم، وتواصلت معه كي أسأله: لماذا؟ وقال لي نوّاف البشير بالحرف الواحد: أنت لا تعرف ما ينتظر منطقتنا (منطقة الجزيرة). وقال لي: إن مهمتي كشيخ عشيرة أن أحمي قبيلتي، ودعهم يقولوا عني: خائن. ولكن لا يقولوا عني: داعشي أو جماعتي دواعش. وإذا أردت أن أبقى في هذا الصف؛ فسيقولون عن جماعتي دواعش، وفي هذه الحالة سيفنون القبيلة، ويفنون المنطقة كلها بحجّة داعش. وقال لي: إن هذه مهمة شيخ القبيلة وشيخ العشيرة التي لا تفهمها أنت. هكذا قال حرفيًا، وقال لي: هذه الأمور لا تعرفها، وهذه مهمّة شيخ العشيرة وهي: أن يحافظ على عشيرته في أسوء الظروف التي تحيط بها، ويجب عليه أن يحافظ عليها موحّدة، ويجمعها.
وطبعًا، هذا الكلام ليس له مبررات؛ لأن منظومة القبيلة والعشيرة سقطت منذ زمن، وأسقطت الثورة هذه المنظومة، وكثير من مشايخ العشائر والقبائل موجودون مع النظام السوري، وأبناء القبائل يقاتلون في صفوف الجيش الحر، وكلّ هذه المنظومة سقطت، وانهارت. ونحتاج اليوم إلى عقد اجتماعي جديد وتكوين جديد ومفهوم جديد لهذه الحياة الاجتماعية وتركيبتها في سوريا، أعتقد، ولست جازمًا أن نوّاف البشير كان أحد الشخصيات -من خلال هذه المعطيات- التي كانت خاصرة (نقطة ضعف) في قلب (صميم) المعارضة السورية.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/07/08
الموضوع الرئیس
النشاط قبل الثورةكود الشهادة
SMI/OH/49-03/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2001/01/01
updatedAt
2024/05/20
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-جامعة دمشقشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي
قناة بردى الفضائية
لواء الباقر
موقع عكس السير
قناة الخبر