الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تشويه تمثال حافظ الاسد في اللاذقية والاستدعاء إلى فرع الأمن العسكري

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:15:13:15

في صباح اليوم الذي سقط فيه زين العابدين بن علي، وهرب من تونس، كنت أعمل في نفس الشركة (رياض طبي)، وكان لنا مكتب في شارع بغداد، في اللاذقية، وكنت قادم من الصليبة باتجاه شارع بغداد، والطريق يمر من سوق التجار في اللاذقية، وقبل أن أصل إلى زاوية جامع البازار، ونزلت في طريق "النزلة"، وجدت تجمّعًا أمنيًا كبيرًا، كانت الساعة حوالي التاسعة صباحًا، والشارع مغلق من زاوية سوق البازار باتجاه سوق التجار؛ فاستغربت الموضوع، وحاولت الدخول، فأحد الضباط الأمنيين كنت أعرفه، كان مسؤولًا عن مركز أو مكتب مكافحة الإرهاب، وكان اسمه نديم دندي من حماة. سابقًا، قام باستدعائي في أحد التحقيقات، وهو في إدارة المخابرات العامة (أمن الدولة) وقال لي: أستاذ محمد، المكان مغلق، اذهب من هنا. فاستدرت، ودخلت باتجاه أوغاريت، ونزلت إلى شارع بغداد من الطرف الثاني، وذهبت إلى المكتب، مررت من أسفل ثانوية زكي الأرسوزي، وانتبهت للاتجاه الثاني، ووجدت أنه كان هناك تمثال نصفي لحافظ الأسد على الزاوية، مقابل حائط المركز الثقافي، ووجدت أن التمثال يلبس كيسًا أخضر في رأسه (كيس قماش). وطبعًا، كانت الضجة كبيرة حول المكان، وقضيت حوالي ساعتين في المكتب، ورجعت إلى سوق التجار، ووجدت التمثال قد تمت إزالته من المكان، وكان الشارع مفتوحًا طبعًا. ودخلت إلى أحد المحلات التي كان صاحبها من لجان المجتمع المدني، وكان اسمه عمر الحاج إبراهيم من جبلة، كان من أحد الناشطين في لجان المجتمع المدني، في عام 2001 - 2002، وقلت للحاج عمر بعد أن شربت القهوة عنده: ما الذي حدث؟ فقال لي: لا أعرف، يوجد أحد كسر، وشوّه التمثال في الساحة. أخذ الموضوع صدى في المدينة، وبعد ذلك، دار الحديث حول اعتقال شاب اسمه محمد برّو على خلفية هذا الموضوع، محمد برّو، بحسب ما تمّ تداوله في الشارع، في اللاذقية، شاب بسيط، وليس متعلمًا، وأخذ الموضوع فترة استمرت حتى اليوم الثالث والعشرين، وفي ليلة 23 (آذار/ مارس) 2011، خرج مصطفى حاج بكري من السجن، كان معتقلًا منذ الشهر العاشر (تشرين الأول/ أكتوبر)..

ركبت مع مصطفى حاج بكري في السيارة، من بانياس حتى اللاذقية، في الطريق، كان مصطفى لا يعرف كل التفاصيل التي حدثت في الربيع العربي: المظاهرات التي حدثت في مصر، وسقوط بن علي، وأحداث سورية. كانت المظاهرات قد اندلعت، وكل هذه التفاصيل لا يعرفها؛ لأنه كان مغيّبًا في السجون. وكنا نتكلم معًا بهذه التفاصيل في السيارة، فقال لي: سمعنا بحادثة واحدة فقط. فقلت له ماهي؟ قال لي جاء شاب من اللاذقية إلى الفرع الذي كنت معتقلًا فيه، والشاب اسمه محمد برّو، والشاب كان غير متوازن حقيقة، كان معذّبًا بشكل كبير، ومصاب بحالة هلوسة كبيرة. وقال لي: يأتون صباحًا -وهو لا يتكلم معنا أبدًا- ويأخذونه، ويذهبون إلى جلسة التعذيب، ويعذبون محمد برّو، ويعيدونه لنا، ويقومون برميه عندنا، وهو منهك تمامًا؛ فنستغرب، ونسأله: ماذا فعلت؟ فيقول: أنا لم أفعل شيئًا، والله يا جماعة، لم أفعل شيئًا، نحن ألسنا مسلمين؟ فنقول: نعم، مسلمون. فيقول: ألم يكسر المسلمون الأصنام؟ فقلنا: نعم. وقال: أنا كسرت صنمًا، كان موجودًا في سوق التجار، في اللاذقية. ويتكلم بهذه الروح، حتى مع المحققين كان يتكلم بهذا الشكل، وهذه الحادثة (حادثة تكسير الصنم) أعطتني مؤشرًا بأن اللاذقية سيحدث شيء ما فيها. 

 كان هناك حذر شديد عند الحديث عن هذا الموضوع، ولكن الناس كانوا يتداولونه بشكل حذر جدًا، وكثير من الناس قالوا: إن هذا الاسم غير حقيقي. وهذا الاسم لأن عشرات الأسماء الموجودة في اللاذقية اليوم تحمل هذا الاسم، ففي كل عائلة يوجد عشرات الأسماء يحملون اسم محمد، مثلًا: اسم محمد حاج بكري. يوجد مائتا أو ثلاث مائة شخص يحملون نفس هذا الاسم. فهذه العائلة كانت في[منطقة] العوينة عائلة كبيرة ومعروفة، وكان الناس يقولون: إن هذه العائلة معروفة، ويعملون في" الدشات " (لواقط الإرسال الفضائي)، وهم معروفون في اللاذقية، وأحيانًا يحدث تجنب لبعض التفاصيل فيها، فقالوا: إن هذا الاسم وهمي، ويوجد أشخاص استنكروا هذه الحادثة، أو قالوا: إن الحادثة غير صحيحة. وأنا لو أنني لم أر بعيني ما كنت صدقت، وفيما بعد بدأنا نتداول [القصة] بين بعضنا، و[نقول]: لماذا تمت إزالة التمثال؟ وإذا كان التمثال لم يتكسّر فلماذا تمت إزالته؟ ولكن أنا رأيت الكيس الأخضر، وهو في رأس التمثال. 

لم يستجد شيء مهم في اللاذقية خلال هذه الفترة، حتى تاريخ 3 (شباط/ فبراير)2011، في هذا التاريخ حوالي الساعة السابعة مساءً تقريبًا، جاءني هاتف من فرع الأمن العسكري في اللاذقية، قالوا لي في الفرع: نريدك غدًا في الساعة العاشرة صباحًا في الفرع. وطبعًا، كان في ذلك الوقت [تواجدي] حديثًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان لديّ حسابان: حساب باسم محمد حاج بكري، وحساب باسم محمد البكري. والحسابان يحملان صورتي. فطلبوني للفرع، وذهبت إلى فرع الأمن العسكري في اليوم الثاني، وقبلها كانت هناك دعوة في الخامس من شباط/ فبراير ليوم الغضب السوري. وصلت إلى الفرع، ووضعوني في غرفة حوالي الساعة تقريبًا، في البداية، ثم طلبوني للتحقيق، دخلت إلى مدير مكتب رئيس الفرع، كان اسمه أبو خالد من دير الزور، ورئيس الفرع كان اسمه العميد عدنان إبراهيم. وقال لي أبو خالد: -طبعًا، له تحقيقات سابقة، وأعرفه من قبل، عندما كان رئيس الفرع الذي قبله (العميد محمد خلوف) الذي هو رئيس فرع فلسطين في هذا الوقت- إن رئيس الفرع يطلبك بشكل مباشر، وله حديث طويل معك. وطبعًا، هنا كانت أحداث مصر ساخنة جدًا، والمظاهرات في ساحة التحرير بمصر قائمة. فدخلت إلى مكتب رئيس الفرع، وبقيت عنده في المكتب حوالي أربع ساعات ونصف أو خمس ساعات تقريبًا، ولم يدخل علينا أحد أبدًا إلا الحاجب، كان يدخل، ويخرج، ويجلب الشاي والقهوة فقط. وخلال هذه الجلسة كلها، كان الحديث قد بدأ حول موضوع الربيع العربي وما يحصل في مصر، وبدأ يتكلم، ويحلّل الموضوع: بأن الشعب المصري خرج؛ ليسقط اتفاقية كامب ديفيد، وأن الشعب المصري اليوم لن يقبل بأن يكون هناك ارتباط مع الإسرائيليين، وإسرائيل أصبحت موجودة في مصر بقوة، وهذا حراك وطني في مصر يقوم به الشعب المصري.

 وبعدها انتقل للحديث عنا كسوريين، وقال: أنت كناشط حقوقي وعضو في المنظمة العربية لحقوق الإنسان، هل ستنزلون إلى الشارع؟ فقلت له: أنت تقول كناشط حقوقي، فأنا بصفتي ناشطًا حقوقيًا سأنزل؛ لأنه إذا حدث شيء يجب أن أوثقه، سأكون جزءًا من الناس الموجودين في الشارع. وقال لي: حسنًا، وكمعارض سياسي؟ قلت له: كمعارض سياسي من واجبي أن أنزل إذا حدث شيء. فقال لي: هل أنتم تحضرون من أجل أن تنزلوا؟ فقلت له: من أنا حتى أحضر؟! فقال لي: ماهي علاقتك بعمر إدلبي؟ قلت له: علاقتي بعمر إدلبي علاقة صداقة، وعمر إدلبي شاعر، وأنا رجل شاعر، فعلاقتي بعمر تندرج بهذا الإطار، ومعرفتي به ضمن هذا الإطار. وسألني عن سهير أتاسي، فقلت له: سهير أتاسي معروفة بأنها ناشطة، وأنت تعرف أنني أكثر من مرة حضرت في منتدى الأتاسي، وأنت تعلم تمامًا أن مصطفى زغلوط قريب جدًا، وصديقي الشخصي في اللاذقية، ومصطفى زغلوط واحد من كوادر حزب جمال الأتاسي. فقال لي: [هل تعرف] محي الدين عيسو؟ فقلت له: لا أعرفه. قال: محمود عيسى؟ فقلت له: لا أعرفه. قال لي: مازن درويش؟ قلت له: أسمع بمازن، ولكن لا أعرفه شخصيًا، لم ألتقِ بمازن درويش، ولا أعرفه. فقال: ألا يوجد تواصل أبدًا بينك وبينه؟! فقلت له: يوجد تواصل بيني وبين أول شخصين، أحيانًا نتكلم، وأحيانًا كذا، ولكن البقية لا يوجد تواصل بيننا، وتواصلي الحقيقي مع عمر أصلًا، أنتم تعرفون علاقتي به تمامًا.

فقال لي: هؤلاء ماذا يخططون؟ فقلت له: هل أنت تسألني؟! إذا كان لديك معلومات أكثر من المعلومات الموجودة عندي فأنت لماذا تسألني؟ فقال لي: اجتمعوا في مقهى، في دمشق، قبل شهر تقريبًا، وذكر لي التاريخ، قال: في 27 (كانون الثاني/ يناير) كانوا مجموعة، من بينهم هذه الأسماء الموجودة، بالإضافة إلى شخص اسمه شادي أبو الفخر. فقال لي: اجتمعوا في مقهى، في دمشق، وتكلموا عن تحضيرات لتنظيم حراك، واسمك كان متداولًا بين الأسماء الموجودة. فقلت له: هل كنت موجودًا؟ فقال لي: لا. فقلت له: إذًا انتهينا، لماذا تسألني عن التفاصيل. فقال لي: ما هي التداعيات؟ ألم يتواصلوا معك؟ فقلت له: أنا أقول لك ماهي علاقتي بهم. واستمر الحوار على هذا النمط حوالي.... كما قلت لك: أخذ وقتًا طويلًا، وبعدها قلت له: إنني أعطيت أهلي وأصدقائي [بعض] الوقت، وإذا لم أخرج فإن جماعة المنظمة سيتحركون، ويوجد ناشطون سياسيون (أصدقاؤنا) سيتحركون، فإذا كنت تريد أن تبقيني هنا فيجب أن أعرف، وإذا كنت لا تريدني أن أبقى هنا فدعني أمشي قبل الساعة الخامسة. فقال لي: تستطيع أن تذهب. فهممت بالذهاب إلى الخارج، وقال لي أبو خالد: غدًا نريدك. فقلت له: حسنًا، وذهبت.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/07/11

الموضوع الرئیس

النشاط قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/49-07/

أجرى المقابلة

منهل باريش

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

شباط 2011

updatedAt

2024/04/17

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-محافظة اللاذقية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

المنظمة العربية لحقوق الإنسان

المنظمة العربية لحقوق الإنسان

الشهادات المرتبطة