الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تكرار الاستدعاءات الأمنية في اللاذقية

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:13:29:18

خرجت، وبدأت أحسب ما يحدث، فهناك حديث بيني وبين عمر، وحصل أكثر من اتصال هاتفي بيني وبين سهير، ولكن اتصالات عادية (سلام واطمئنان فقط)، أما عمر فقد كنا نتكلم على "الفيسبوك"، وهنا دخلوا إلى حسابي الرئيسي على "الفيسبوك"، ودخلوا، ولم يروا شيئًا أبدًا، أخذوا كلمة السر، ودخلوا إلى "إيميلي"، ودخلوا إلى حسابي، وبمجرد أن دخلت إلى الفرع طلبوا "إيميلي"، ولكنني أعطيتهم الحساب الذي كان اسمي فيه محمد حاج بكري، والحساب الثاني يبدو أنهم لم يكن لديهم تفاصيل عنه؛ لأنهم لم يسألوني عنه أبدًا، رغم أن صورتي على الحساب.

رجعت، وصرت أحسب ماذا يحدث، حاولت أن أتواصل مع عمر بطريقة مباشرة، ثم ألغيت الفكرة، وتكلمت مع عمر سليمان، وعمر سليمان شاب شاعر، وهو صديقنا من حمص، وهو ناشط أيضًا، وكنا في تلك الفترة على تواصل معه، وعمر حوصر في الخالدية مع فدوى سليمان لاحقًا، وتزوج فدوى سليمان لفترة، وهو مقيم في فرنسا حاليًا. وتكلمت مع عمر سليمان، وحاولت أن أشفّر له الحديث، ولكنه لم يفهم عليّ.

وفي اليوم الثاني، نزلت إلى الفرع، طلبني رئيس الفرع، ودخلت إليه، فقال لي: هل استرجعت ذاكرتك؟ فقلت له: بماذا؟ فقال: حول بعض الأشخاص الذين أنكرت أنك تعرفهم. فقلت له: مثل من؟ حتى الأسماء لست أذكرها. فقال لي: محي الدين عيسو، محمود عيسى، مازن درويش. فقلت له: لا أعرفهم. فقال لي: كيف لا تعرف مازن؟! قلت له: لا أعرفه. والحقيقة أنني لم ألتقِ به، كنت أسمع عنه فقط، ولم ألتقِ به. فقال لي: أنت من أقرب الأصدقاء لهنادي زحلوط. فقلت له: نعم، وقال لي: إن هنادي زحلوط تعمل مع مازن درويش. فقلت له: منذ فترة لم أرَ هنادي. فقال لي: حاول أن تسترجع ذاكرتك، وتعطينا معلومات جيدة. فقلت له: هذا ما لديّ، وليس لديّ أكثر من هذا. فقال لي: اذهب. وذهبت، فوضعوني في غرفة، وتركوني حوالي ساعتين أو ساعتين ونصف، ثم قالوا لي: الله معك. ثم طلبوني في اليوم الثالث واليوم الرابع والخامس، وبقيت أذهب إليهم حتى 8 شباط/ فبراير. وطبعًا، لا يوجد أي حديث، ولا أي تحقيق، ولا أي شيء، يدخلونني إلى غرفة مباشرة، و[يسألونني] ماذا تشرب؟ وأجلس، ويمرّ اليوم، وأرجع.

وفي 9 شباط/ فبراير، كنت أعمل في شركة الأدوية (بالتسويق)، وكنت مدير تسويق، وأتنقل بين المحافظات. وفي التاسع من شباط/ فبراير، سافرت إلى حلب، وقطعت من حلب بالقطار صباحًا، وسافرت بشكل مباشر إلى حلب، وهم لم يطلبوا مني أن آتي إلى الفرع في اليوم التالي، وأنا استغليت الفرصة، وذهبت إلى حلب، ومن حلب سافرت إلى حمص. وطبعًا، عندها عرفت بأن عمر بدأ يذهب إلى الفرع كل يوم بشكل دوري، وكنت أتصل بعمر أحيانًا فقط حتى أطمئن عليه، فأخبره بأنني جيد، وهو يخبرني بأنه جيد فقط، وليس أكثر من ذلك، بمعنى أننا لا نستطيع أن نتكلم بشيء، وفي أكثر الأحيان أتصل بزوجته سمر علوش، وأقول لها: إنني رجعت إلى البيت فقط. لأنه كان يوجد اتفاق بيننا (أنا وعمر سليمان ومحمد ديبو وعمر إدلبي) أن نطمئن على بعضنا إذا حدث شيء، وهم يعرفون أننا (أنا وعمر) نذهب إلى الفرع. فوصلت إلى حمص، ولم أذهب لأرى عمر، واتصلت بعبد الكريم بدر خان، التقيت بعبد الكريم بدرخان في حمص، في ذلك اليوم، وقضينا اليوم معًا، وحمّلت عمر رسالة، وقلت له: حدث معي كذا كذا كذا. وأعطيته التفاصيل الكاملة التي حدثت معي في الفرع، وأخبرته أن يوصلها لعمر إدلبي بشكل مباشر؛ فأنا كنت خائفًا أن يكونوا قد وضعوه تحت المراقبة، وكان عمر يُطلب للفرع، ولم أكن أريد أن أضع نفسي وأضع عمر بنفس أو تحت المراقبة الأوسع، وكان لي ثقة بعبد الكريم كشاب، وأعرف بأنه يتردّد إليهم، وعبد الكريم أوصل الخبر إلى عمر، وعمر بعث لي رسالة على "الفيسبوك"، على الحساب الثاني، وقال لي: الحمد لله على السلامة وشكرًا. وعرفت أن المعلومة وصلت إلى عمر.

ورجعت من حمص إلى حلب مرة ثانية، وجاءني هاتف منهم، وطلبوا مني أن أراجع الفرع، فقلت لهم: إنني اليوم في حلب، وغدًا عندي زيارة لدمشق، ولدي عمل في دمشق لمدة يومين؛ لأنني مضطر جدًا أن أتابع عملي في شركة الأدوية. فقالوا لي: نحن نريدك بأمر ضروري، فقلت لهم: عندما أرجع إلى اللاذقية سآتي إليكم. ورجعت إلى اللاذقية بعد 4 أيام. وطبعًا، سافرت إلى الشام خلال هذا الوقت، ورجعت إلى اللاذقية بعد أربعة أيام، ولم يكن لدي وقت، كان وقتي ضيقًا بالنسبة للعمل، كنت خلال 4 أيام، 5 أيام، 6 أيام، قد أصبح لدي تراكم في العمل، ونحن نعمل بتسويق الأدوية في المكاتب العلمية (تسويق يومي ومتابعة صيدليات وأطباء)، وأصبح لديّ ضغط عمل، ورجعت إلى اللاذقية، وعادت مرحلة الطلب مرة ثانية، وطُلبت أيضًا، وذهبت حوالي 7 أو 8 مرات تقريبًا، و هنا يبدو أنهم فهموا بأنني لا أعمل، وتواصلي مع الشباب كان بهدف الاطمئنان فقط، والغريب في القصة أن تواصلي مع عمر سليمان لم يسألني عنه أحد، وفيما بعد تنبهت لموضوع وهو: أنني أتصل بالشباب من هاتف تابع لمصنع رياض الطبي، والهاتف ضمن شبكة، كان المصنع قد أخذ شبكة من "سيرياتل"، هذه الشبكة يوجد فيها 130 خطًا، ويبدو أنها كانت كلها موصولة على "سيرفر"(مخدم) واحد بالنسبة "لسيرياتل"، ويبدو أن خطي هذا كان خارج معلوماتهم على اعتبار أنه خط العمل، وأنا استخدمت هذا الخط في تواصلي مع عمر سليمان، ولم يسألني أحد عنه، وأصبحت أستخدم هذا الخط فيما بعد في اتصالاتي، وألغيت خطي الثاني، فلم أعد أستخدم الخط الرئيسي إلا ما ندر، وبقي الموضوع يمشي على هذا الحال حتى تاريخ آخر مرة زرتهم فيها، في 7 آذار/ مارس 2011 ، ورجعت من فرع الأمن، وذهبت إلى منزل عمتي، لديّ عمة تعيش لوحدها، وكنت أنام عندها، وذهبت إلى منزل عمتي، وفي الطريق، وقبل أن أصل إلى منزل عمتي بحوالي150 مترًا يوجد محل سيراميك لشباب من اللاذقية، من بيت جعفر، وخرج من المحل شاب اسمه ماهر برّو من ضيعتنا، وكنا بنفس العمر، وكنا رفاقًا، وخرج من المحل، وعندما رآني قال لي: تعال، أريدك بأمر ما.

وناداني، فدخلت إلى المحل، وكان هناك 3 أو 4 شباب جالسين. وطبعًا، وعلى اعتبار أنني أزور عمتي دائمًا، وأنا عندهم دائمًا في الحارة، في "مشروع صليبة"، فيوجد شابان منهم أعرفهما؛ لأن المحل قريب جدًا، والشابان الآخران لا أعرفهما، فجلست على الكرسي، فقال لهم ماهر: بإمكاننا أن نتكلم أمام هذا الشاب كما نريد، والشاب له نشاط سياسي قديم أيضًا، وأعرف وضعه جيدًا، وهو ابن ضيعتي، وجاري، ورفيقي. فبدأ الشباب يتحدثون، ويقولون: إن لدينا مشروعًا وفكرة للقيام بشيء. وقلت لهم: يا شباب، لا أريد أن أورطكم في قصص كثيرة، ولكن في الحقيقة، إن الوضع..هم [الأمن] نشيطون جدًا، وأنا أتيت من الفرع الآن. قالوا لي: كيف يجب أن نتصرف؟ فقلت لهم: انتظروا قليلًا حتى تروا كم هناك نشاط مهم سيخرج، ثم فكروا بعد ذلك، ونحن في اللاذقية يجب أن نتأخر قليلًا عن الناس بسبب حساسية وضع البلد، ويجب أن نتأخر قليلًا عن الناس، ونفكر بعقلانية أكثر، هم وحوش، ونحن أعدادنا لن تساعدنا؛ لأنهم سيكونون في الزخم كمؤيدين، سيكون زخمهم أعلى، فدعونا نرى ما سيحدث، أو بالأحرى لنرى إذا كانت هناك استعدادات كبيرة للناس في المحافظات الثانية فعندها نرتب أمورنا، وأنا أخبركم، ولكن حاولوا أن تكونوا بعيدين عني قليلًا؛ لأنني أُطلب للفرع، وأذهب، وأعود، ولكن بطريقتي أستطيع عن طريق ماهر أن أوصل لكم أي معلومة تريدونها. فكان الحديث على هذا الأساس، وبالصدفة، كان هذا اليوم هو آخر يوم أذهب فيه إلى فرع الأمن.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/07/11

الموضوع الرئیس

إرهاصات الثورة السورية

كود الشهادة

SMI/OH/49-08/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار 2011

updatedAt

2024/04/17

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-محافظة اللاذقية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

فرع الأمن العسكري في اللاذقية

فرع الأمن العسكري في اللاذقية

الشهادات المرتبطة