الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مظاهرة وزارة الداخلية والإفراج عن إشراق حاج بكري

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:17:21

وفي الطريق، بدأت أرى على "الفيسبوك" أن هناك وقفة ثانية غدًا أمام وزارة الداخلية، وبدأ الناس يكتبون، واتصل بي محمد خليل، كان النقيب محمد ضابطًا في الجيش، وسُرِّح منه، وهو أحد أصدقائي القدامى، واتصل بي محمد، وقال لي: أين أنت؟ وبدأ يكفر، فقلت له: ماذا هناك؟ قال لي: عرفت أنك كنت في الشام، وعرفت أنكم خرجتم، ولم يخبرني أحد، ولم يقل لي أحد. وأغلقت الهاتف في وجهه، واتصلت به من الخط الثاني، وقلت له: أنا عائد إلى اللاذقية، ولكن غدًا يوجد وقفة. فقال لي: هل يعني ذلك أنك لن تأتي؟ فقلت له: لا أعرف، ولكن أنا مضطر أن أرجع؛ لأن لدي الكثير من القصص، فابن عمي يضغط عليّ قليلًا وكذلك أهلي، والحقيقة أني رجعت حتى أخبر الشباب في اللاذقية بما حدث، وأقول لهم: إن الموضوع صعب جدًا، وكنت أنوي أن أقول للشباب الذين التقيت بهم: لا تفكروا بالخروج. فقال لي: أنا سأخرج غدًا. فقلت له: أنا أنصحك بعدم الخروج، وأجلّها قليلًا. فقال لي: لا، سأخرج.

وصلت إلى اللاذقية، ونمت، وفي الساعة السادسة فجرًا، اتصل بي طارق الحاج بكري (المحامي)، وقال لي: أين أنت؟ فقلت له: في المنزل. فقال لي: البس ثيابك، وانزل، وسنلتقي في محل محمد حاج بكري (محل الألبسة في الصليبة)، فقلت له: إن الوقت مبكر جدًا. فقال لي: تعال. وبصراحة لبست، ونزلت، وأصبح لدي شك بأني ذاهب إلى المعتقل. فقلت: إنني سأذهب الآن إلى محمد، وألتقي، أو أرى أحد رؤساء الأفرع، إما العميد عدنان إبراهيم، أو العميد خضر العلي اللذان كانا صاحبا محمد. وربما يكونوا قد اتصلوا بوالدي، وأتوا به من القرية، وكنت أحسب ألف حساب في رأسي. وصلت إلى المحل، والمحل في شارع عند ساحة صليبة تمامًا، الساحة الرئيسية التي حدثت فيها الاعتصامات فيما بعد، ووصلت إلى المحل، ووجدت ما يقارب اثني عشر أو أربعة عشر شخصًا من آل حاج بكري، كانوا موجودين، وللحظة تلاشت الفكرة في رأسي، وقلت: إن هناك حدث جلل سيحدث. واقتربت، وسألتهم: ماذا يوجد؟ فقالوا: نريد الذهاب إلى الشام (دمشق). في الحقيقة ابتسمت، وقلت لهم: ماذا يوجد هناك؟ فقالوا: إشراق حاج بكري بنت مصطفى المعتقلة مع أبيها ستخرج اليوم. وأخبروا محمدًا من إدارة المخابرات العامة في دمشق بأنها ستخرج، ونحن سنذهب؛ حتى نأخذها. فقلت لهم: حسنًا. وقالوا: أصرّ محمد أن تأتي معنا.

وعرفت أن محمد يريدني أيضًا بشكل أو بآخر؛ ليضمن أنني لن اذهب إلى اعتصام الداخلية، فذهبت معهم بالسيارة، وذهبنا أربع أو خمس سيارات، وعندها بدأ التدقيق الأمني يزداد، ووصلنا، وكانت أول مرة يتم فيها توقيف سيارة على الطريق، ووصلنا إلى مدخل اللاذقية عند "البصة"، فأوقفتنا دورية، وكنا نبدو رتل سيارات، كانت خمس سيارات تسير وراء بعضها. أوقفونا، وتكلم معهم محمد، واتصل بالهاتف، ونزل من السيارة، وكان منزعجًا، واتصل بالهاتف، ومشينا. وعندما وصلنا إلى ما بعد "حسياء" اتصل بي النقيب محمد خليل، وقال لي: أين أنت؟ وقلت له: أنا في الطريق قادم إلى الشام. فقال لي: إذا كنت تريد أن ترجع فلماذا ذهبت؟ فقلت له: ستخرج اليوم إشراق الحاج بكري من السجن، ونحن في الطريق. فقال لي: أنا أحمل لافتة، جهزت لافتة، سأرفعها باسم إشراق حاج بكري وغسان ياسين. فقلت له: إشراق ستخرج الأن. فقال لي: سأكون عند وزارة الداخلية. فقلت له: إذا كان عندي وقت فسأتكلم معك. فقال لي: أنا في الطريق، ذاهب إلى وزارة الداخلية.

 وقفنا قليلًا في حمص، في الاستراحة، بعد التحويلة بقليل، ومشينا، وكانت الساعة الحادية عشرة ونصف أو الثانية عشرة عندما تكلمت معه، وبعد هذا الحديث بساعة، اتصلت بمحمد، فقلت له: أين أنت؟ وقال: أنا أمام الداخلية. وبدأ الشباب يجتمعون، فقلت له: أنا سآتي إذا استطعت، وبقيتم هناك طويلًا. فقال: حتمًا، لن يطول بقاؤنا لأن هناك ازدحام، وانتظرت ربع ساعة، ثم عاودت الاتصال به، وأثناء كلامي مع محمد أخذوا الهاتف منه، واعتقلوه. وأنا كنت قد وصلت إلى مدخل دمشق تقريبًا، وقاموا بشدّه، وسمعت صوت السب والشتم والصراخ، ووصلت إلى الشام، ونزلوا في مقهى الهافانا، وتركتهم، وذهبت راكضًا، التقى بنا نعمان حاج بكري في مقهى الهافانا، وقال: نجلس في هذا المقهى فهي قريبة من منتصف البلد، وأنا أجلس هناك، فتعالوا إليّ. وذهبنا إليه إلى هناك، ذهبنا إلى مقهى الهافانا بناء على رأي نعمان، فتركت الناس، وخرجت راكضًا أنا وماجد حاج بكري (أخو نعمان) وهو موجود في دمشق الآن، قلت له: ذهب محمد. فخرجنا مسرعين، ووجدنا الناس تصعد إلى الباصات، كانوا قد اعتقلوا الجميع، وكان كل الناس في الباصات، وكان هناك صراخ وحركة، وكان الوضع مضطربًا. فرجعنا بهدوء، وجلسنا في المقهى، واتصلت بعمر إدلبي، وقلت له: ماذا هناك؟ فقال لي: أنا لم أحضر، لم أستطع أن أحضر. وفي هذه اللحظة تمامًا، جاءني اتصال من فرع الأمن العسكري، وقالوا لي: أين أنت؟ فقلت لهم: أنا في الشام (دمشق). فقالوا معنى ذلك أنك ذهبت إلى الاعتصام. فقلت لهم: أنتم تعرفون إذا ذهبت إلى الاعتصام أم لا. وقلتها بحرقة، وقالوا لي: نحن نريدك. فقلت لهم: أنا لن آتي، إذا كنتم تريدونني فتعالوا واعتقلوني، ولن آتي. 

وعندها كنت قد عرفت الأسماء التي اعتقلت، وبدأت الأسماء تأتينا، كان منهم: بدر الدين شلاش، وسهير الأتاسي، ومحمد (محمد حسن خليل). فكنت متضايقًا، وقلت له: إذا كنت تريدني فتعال، واعتقلني. أحسست بأنني مثل المعلق في الهواء، ولا يعرف ما يحدث، ولا يصل إلى الأرض ولا إلى السماء. يوجد حراك، ولكنه بلا معنى، وعدنا إلى نفس الدوامة في عام 2005 و2006، هكذا أحسست في الحقيقة، وأحسست أنه لا يوجد أمل، وهي أصعب لحظة عشتها خلال كل السنوات القديمة. في عام 2005 و2006، كنا نبرر داخليًا للناس عدم وقوفهم معنا، [ونقول في أنفسنا]: الناس خائفة لأنها ظاهرة غريبة منفردة أن تحدث في سورية ثورة لوحدها. ولكن في هذا التوقيت أصبحت النار في المحيط، فهناك تجارب حولنا، هناك تجربة مصر وتجربة تونس، وبدأ الحراك في دول ثانية، ولكن تونس ومصر كانتا قد حققتا أهدافهما، وأسقطت الأنظمة. كان [الحديث على] الهاتف مع الضابط أو مدير مكتب العميد عدنان إبراهيم (رئيس فرع الأمن العسكري)، [عندما قلت لهم]: إذا كنتم تريدونني فتعالوا واعتقلوني. كان رد فعل ناتج عن شعور بالضيق وإحساس بالعجز، فقلت: كل شيء انتهى، فإذا كانوا يريدونني فليأتوا، ويأخذونني، ولم أعد أريد الذهاب إليهم. وفي هذه اللحظة، جاءت إشراق، وسلمنا عليها جميعًا، وركبنا في سياراتنا، ورجعنا إلى اللاذقية.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/07/11

الموضوع الرئیس

مظاهرات قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/49-10/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار 2011

updatedAt

2024/04/17

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

وزارة الداخلية - النظام

وزارة الداخلية - النظام

الشهادات المرتبطة